الصفحات

السبت، 31 مايو 2025

مكة المكرمة حيث وقف الزمان ..! شعر/ خالد الخنين

وقف الزمانُ بمكةٍ إجلالا
لما دنا منها الإلهُ تعالى

حطَّتْ ملائكة السماء بأرضها
والنورُ أشرق والضياءُ توالى

ذاك الخليلُ نبيه شقَّ المدى
وعلى اسم ربِ الكونِ طاف وجالا  (1)

أوحى إليه اللهُ جلّ جلاله
أن يرفع البيتَ العتيقَ كمالا

لبىَّ نداء الله في عليائهِ
والإبنُ ( إسماعيلُ) كان  مثالا

إفعلْ كما أمر الإلهُ فإنني
أنا طائعٌ مستسلم ٌإذلالا

من فوقِ ذا البيتِ المقدسِ فوقه
بيتُ السماء فلا يَحيدُ زِيالا (2)

وعلا البناءُ
حجارةً ممهورةً
بيد الإلهِ ورُكنهُ يتلالا  (3)

وعلا النداء مدوياً ومُردِدا وصداه هزَّ الأخشبين جمالا

أن حيَّ حيَّ على الفلاح لمكةٍ
والأمرُ أمر الله جل جلالا

فتوجهت كل الخلائق جمعُها
من كل فج أقبلت أَرتالا

لبيك ..! قد بلغ النداء ُ.. إلهنا !
لبيك .. إنا للنداءِ
فِعَالا

صوتٌ له جنباتُ مكةَ أَرجفتْ
وتفجَّر الينبوعُ منه زُلالا  (4)

وجبالُها وديانُها وربُوعها
ماستْ وطابت
مسكنا وظِلالا..!

والأمنُ رفرف والحياةُ هنيةٌ
ضمن الإلهُ بأن تدومَ مآلا (5)

مرتْ قرونٌ ثم جاءت بعدها
أممٌ وبيتُ الله
يَعْظُمُ حالا

دينُ ( الحنيفةِ)
ذاك ( إسلامُ )الهُدى
الرسلُ جاءت للأنام  وصالا (6)

لا ملةٌ أخرى تقوم مقامه
فالْكُلُّ في حرم النبوة آلا (7)

حتى إذا أرخى الظلامُ سُدُولَه
وطوى البريةَ
عن هداهُ ومالا

وتفرقتْ أممُ وتاهت أَعْصُراً
والشرك عاد
مُحَمَّلاً أغلالا

بعث الإله نبيه من مكة
واختاره بين النجوم هلالا

( ومحمد) من بيت أشرف بُقْعةٍ
حمل الرسالة هادياً ودليلا

خَتْمِيَّةُ الأديان
لادين سوى
دين ( السلام)
محجةً وكمالا (8)

فاصدع بماتؤمر
فتلك رسالة
للكون أجمعُ يُمْنةً وشمالا

النور فاض على البقاع مجلياً
والوحي ينزل نوره تنزيلا

الروحُ والملكُ الملائكُ حولَه
تغدو وتعرُجُ
بكرة وأصيلا

وعنايةُ الرحمن
نورٌ ساطعٌ
تَهدي السراةَ  ونورها قنديلا

لِتُعيد للإسلام وهْجَ صفائه
( الله أكبر) لاشريك بديلا

فتحطَّمتْ أصنامُ مكة جمعُها
وتبددت بين الشعاب سفالا (9)

حتى إذا الفتح
المبينُ أتى لها
والنصر ُ من عند الإله توالى

وتَطهرتْ رحباتُ مكةَ كلها
لاربَّ غيرُ الله يُعبدُ حالا

طاف الأمينُ وصحبه في موكب
وتلال مكة أشرقت تهليلا

وافترَّ ثغرٌ بالحطيم ويثربٍ
عمَّ الجزيرة : سهلها ، والنيلا    

 والكعبةُ الغراءُ تعلو للذرى
ويحوطُها ربُ السما إكليلا

يتعاقبُ الخلفاءُ
حولَ بنائها
في كل جيل عُظِّمت تبجيلا

من بعد ذا عهد
(السعود) أتى لها
( عبد العزيز) وعزمُه إقبالا

"(أُمُ القرى) في خاطري وعلى فمي
هي قِبلتي وهي
الأهم مجالا

ستنالُ كلَّ عنايةٍ ورعايةٍ
 ذا واجبي فلقد وضعت حلولا

الأمنُ في شرق البلاد وغربها
هو غايتي أنَّى حللتُ نزولا

أمنُ الحجيج مُؤمنٌ ومُؤمنٌ
لا خوف بعد اليوم .. لا إِخْلالا

وفجاجُ مكة كلها مفتوحة للزائرين على الدوام سبيلا

صحنُ المطاف توسعت أرجاؤُهُ والسعيُّ أيسر للجميع منالا

وجبالُ مكة مُهدت وشعابها
والماءُ يَدفقُ أنهراً  سيَّالا     

كل الدروب إلى المشاعر أُحكمتْ
كل المصاعب ذُللت تذليلا

مَرت عهود بالبناء وكلَّما
علَمٌ مضى ..
يأتي الوفاء سليلا   (9)

مرحى بنو عبد العزيز فأنتمُ
في سعيكم أعلى وأصدقُ قِيلا

حتى غدت أمَّ المدائن والقرى
وهي التي حوت القرونَ الأولى

وهي التي هَفَتِ الخلائقُ كلها
كي تبلغ البيت العتيقَ عُجالى

فعليكِ يا أرضَ
السلام تحيةً
مالاح نجمٌ أو أهلَّ هلالا ..!

والمخلصون تَفَيأُوا في ظلها
الأمنُ أينعَ
والرخاءُ انْهالا ..!

الرياض
2024/1445

( هوامش)
(1) الخليل : نبي الله إبراهيم  عليه السلام  
(2)بيت السماء : البيت المعمور في السماء السابعة
(3)ركنه : المقصودبه  الحجر الأسود وهو ماتبقى من الحجر الذي بناه إبراهيم عليه السلام
(4) الينبوع : ماء زمزم الذي تفجر وقت بناء الكعبة المشرفة
(5) مآلا : إلى مالا نهاية
(6)الحنيفة : ملةابراهيم وهي ملة  الإسلام التي جاءت بها كل الشرائع  "إن الدين عند الله الإسلام "
(7)آلا : مجتمعون وينهلون من منهل واحد
(8)الحنيفة  : ملة إبراهيم حنيفا
(9)سليلا : متتابعا .. كل ماقضى ملك من أبناء عبد العزيز أتى بعده من يكمل البناء وعمارة المسجد الحرام ويزيد في التوسعة حتى أصبح يتسع الآن لأكثر من مليوني زائر  وحاج ومعتمر ..
٥:٢٧ م · ٣١ مايو ٢٠٢٥
·
خالد الخنين khalid M. alkhunain
@7adi_alsahra


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..