الصفحات

السبت، 14 يونيو 2025

‏‏لماذا ندعو إلى الحياد الإيجابي؟

    عمليا الأمة كلها في حالة حياد، فعلى المستوى الرسمي لم تتدخل أية دولة عربية أو إسلامية في هذه الحرب.
وعلى المستوى الشعبي لا توجد أية إمكانية للوقوف مع هذا الطرف أو ذاك، مهما كانت أمنياتنا ورغباتنا.
.
إذاً ماذا يعني هذا الضجيج على شبكات التواصل؟ وهذا الجدل المستعر بين الناشطين والمغردين؟ إنه في الحقيقة تعبير عن مشاعر وأماني لا غير.
.
لكن الخطورة في هذا التعبير  تكمن في الآتي:
١-إذا كان يؤدي إلى حالة من الانقسام والعداوة والبغضاء بين شعوبنا المسلمة، حينما يكون التعبير فيه قدر من الاستفزاز والاستهانة بضحايا الشعوب المسلمة الأخرى.
.
٢-إذا كان يؤدي إلى تزيين الباطل وإضعاف روح المقاومة تجاهه، سواء كان بالتطبيع مع مشاريع الاحتلال والتوسّع من جهة كان، أو بالتطبيع مع مشاريع الغزو الثقافي الذي يسعى لتغيير عقيدتنا وثوابت ديننا وهويتنا.
.
إن الموقف الشرعي والأخلاقي لشعوبنا المظلومة؛ أن تتوحد في مشاعرها على الأقل تجاه كل الظالمين لها والمستبيحين لأرضها وكرامتها والعابثين بثوابتها ومقدراتها، مهما كانت أشكالهم وأسماؤهم. إنه وحدة المظلومين على اختلاف بلدانهم تجاه ظالميهم.
وهذا الموقف هو الذي يعيننا على استثمار الفرص التي ربما تسوقها الأقدار إلينا عبر مجريات هذه الأحداث المتسارعة.
.
فإذا كنا متيقنين أن الطرفين يسعيان إلى مزيد من التوسع على حسابنا، بل وإلغاء وجودنا، فما معنى أن ننحاز لهذا أو ذاك؟ وما قيمة هذا الأنحياز أصلا ونحن لا نملك أي شيء، وقد استغاث بنا أهلنا في غزة فعجزنا أن نقدم لهم رغيف خبز أو قنينة ماء؟ فما الذي بإمكانك أن تقدمه أنت أو أقدمه أنا في هذه الحرب؟
.
إن تغريداتنا المنحازة والمستفزة لها تأثير واحد فقط وهو تعميق الانقسام والخلاف بين شعوبنا المظلومة والمقهورة. وقد أمرنا الله تعالى بغير ذلك فقال جل شأنه: (إنما المؤمنون إخوة) وقال: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة).
 وأوحب علينا سبحانه نصرة المظلوم (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) فإن عجزنا عن التناصر ماديا، فلا أقل أن نتناصر شعوريا (فاتقوا الله ما استطعتم).
أما الاستهانة بملايين الضحايا من المسلمين بتمجيد ظالميهم وقاتلي أطفالهم، بدوافع نفسية وعصبيات جاهلية، فإن هذا هو الظلم بعينه الذي لا أجد له مخرجا شرعيا ولا أخلاقيا، خاصة إذا اقترن ذلك بتزيين العقائد الفاسدة والثقافات الهدامة.
.
اللهم يا رب اشدد وطأتك على الظالمين وأدم حربهم فيما بينهم، ومكّن للمستضعفين من عبادك واجمع قلوبهم ووحّد رايتهم  على ما تحبه أنت وترضاه يا الله.
اللهم سلمنا وسلم ديننا وسلّم إخواننا في كل مكان.
اللهم الثبات الثبات حتى نلقاك وأنت راض عنا غير غضبان.
آمين
١٢:٠٧ م · ١٤ يونيو ٢٠٢٥
·
 منشور من د. محمد عياش الكبيسي (‎@maiash10) 
 
المصدر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..