تنبيه سريع
.
في الموضوع الإسراييلي الإيراني استدلالات واستنتاجات (شرعية) خاطئة.
.
استمعت لأحدهم وهو يستدل بتحالف الرسول صلى الله عليه وسلم مع قبيلة خزاعة المشركة، وقد فات هذا الأستاذ الفاضل ثلاثة أمور
:
١- أن خزاعة كانت موادعة لجميع المسلمين، فلم تكن تذبح بعضهم وتتحالف مع بعض آخر، ولا أذكر حالة واحدة في السيرة النبوية تصح للاستشهاد في النازلة التي نحن فيها، إذ أمة الإسلام كانت أمة واحدة في سلمها وحربها.
.
٢-أن خزاعة لم تكن تدعو إلى عقيدتها في صفوف المسلمين، إذ لا يمكن للرسول صلى الله عليه وسلم أن يسمح بما ينقض أصل رسالته وشريعته، والتي من أجلها حارب أقرب الناس إليه.
.
٣- ثم إذا كنت يا أستاذ ترى جواز التحالف مع (خزاعة) حتى لو كانت تنشر كفرها، وتقاتل المسلمين في أماكن أخرى فإن هذا ينطبق على (إسراييل) أيضا، وستقول لك (الحكومات االمطبعة) : نحن لم نفعل سوى التطبيع وهو أقل من التحالف لحماية بلادنا االمهددة من قبل أعداء آخرين.
إن النزعة (البراغماتية) سلاح ذو حدّين، تستخدمه أنت في اتجاه، ويستخدمه غيرك في اتجاه آخر. والصحيح أن نتصرف كأمّة واحدة، وبمرجعية واحدة (القرآن والسنة) وإلا فسنجد أنفسنا منحازين إلى تحالفات متباينة، حتى يقتل بعضنا بعضا.
.
ولقد قرأت لآخر وهو مولع في (القياسات والموازنات) يدعو إلى الانحياز للأخف ضررا، على قاعدة توازن المصالح والمفاسد، ومن حيث المبدأ ليس هناك اعتراض، وإن كنا سنختلف في تحديد من هو الأشد ضررا ومن هو الأخف، ولكن المسألة ليست هنا -على أهميتها طبعا- وإنما
:
هذا الخطاب موجّه لمن؟
الحرب بين الطرفين حرب عسكرية، ولا يمكن دفع ضرر أكبر بضرر أصغر إلا بقرار المشاركة العسكرية الفاعلة، وهذا ليس بأيدينا، والجيوش العربية لا تسمع لي ولا لك.
.
أما إذا كان الخطاب موجّها للمغرّدين ونحوهم، فانحياز هؤلاء ليس له معنى سوى التطبيل والتبرير والمديح، وهنا مكمن الخطر، حيث بدأنا نسمع ونقرأ من المديح والتزكية الدينية ما يفتح على عقيدتنا وهويتنا أبوابا من الشر ليس لها حد، دون أن نحدث أي تأثير في مسار المعركة.
إن دفاع الرسول صلى الله عليه وسلم عن حلفائه (خزاعة) كلن دفاعا عسكريا بحتا، دون أن تصدر منه عليه الصلاة والسلام كلمة واحدة تزكي خزاعة. بل كل آيات التحذير من (الشرك) تنزل بمستوى واحد على قريش وعلى خزاعة.
.
والله يهدينا صراطه المستقيم ويبعدنا عن طريق أصحاب الجحيم مهما كان شكلهم وعنوانهم ومواقع أقدامهم.
.
نشر د. محمد عياش الكبيسي (@maiash10)
في 11:11 م on الأربعاء, يونيو 18, 2025:
(المصدر)
.
في الموضوع الإسراييلي الإيراني استدلالات واستنتاجات (شرعية) خاطئة.
.
استمعت لأحدهم وهو يستدل بتحالف الرسول صلى الله عليه وسلم مع قبيلة خزاعة المشركة، وقد فات هذا الأستاذ الفاضل ثلاثة أمور
:
١- أن خزاعة كانت موادعة لجميع المسلمين، فلم تكن تذبح بعضهم وتتحالف مع بعض آخر، ولا أذكر حالة واحدة في السيرة النبوية تصح للاستشهاد في النازلة التي نحن فيها، إذ أمة الإسلام كانت أمة واحدة في سلمها وحربها.
.
٢-أن خزاعة لم تكن تدعو إلى عقيدتها في صفوف المسلمين، إذ لا يمكن للرسول صلى الله عليه وسلم أن يسمح بما ينقض أصل رسالته وشريعته، والتي من أجلها حارب أقرب الناس إليه.
.
٣- ثم إذا كنت يا أستاذ ترى جواز التحالف مع (خزاعة) حتى لو كانت تنشر كفرها، وتقاتل المسلمين في أماكن أخرى فإن هذا ينطبق على (إسراييل) أيضا، وستقول لك (الحكومات االمطبعة) : نحن لم نفعل سوى التطبيع وهو أقل من التحالف لحماية بلادنا االمهددة من قبل أعداء آخرين.
إن النزعة (البراغماتية) سلاح ذو حدّين، تستخدمه أنت في اتجاه، ويستخدمه غيرك في اتجاه آخر. والصحيح أن نتصرف كأمّة واحدة، وبمرجعية واحدة (القرآن والسنة) وإلا فسنجد أنفسنا منحازين إلى تحالفات متباينة، حتى يقتل بعضنا بعضا.
.
ولقد قرأت لآخر وهو مولع في (القياسات والموازنات) يدعو إلى الانحياز للأخف ضررا، على قاعدة توازن المصالح والمفاسد، ومن حيث المبدأ ليس هناك اعتراض، وإن كنا سنختلف في تحديد من هو الأشد ضررا ومن هو الأخف، ولكن المسألة ليست هنا -على أهميتها طبعا- وإنما
:
هذا الخطاب موجّه لمن؟
الحرب بين الطرفين حرب عسكرية، ولا يمكن دفع ضرر أكبر بضرر أصغر إلا بقرار المشاركة العسكرية الفاعلة، وهذا ليس بأيدينا، والجيوش العربية لا تسمع لي ولا لك.
.
أما إذا كان الخطاب موجّها للمغرّدين ونحوهم، فانحياز هؤلاء ليس له معنى سوى التطبيل والتبرير والمديح، وهنا مكمن الخطر، حيث بدأنا نسمع ونقرأ من المديح والتزكية الدينية ما يفتح على عقيدتنا وهويتنا أبوابا من الشر ليس لها حد، دون أن نحدث أي تأثير في مسار المعركة.
إن دفاع الرسول صلى الله عليه وسلم عن حلفائه (خزاعة) كلن دفاعا عسكريا بحتا، دون أن تصدر منه عليه الصلاة والسلام كلمة واحدة تزكي خزاعة. بل كل آيات التحذير من (الشرك) تنزل بمستوى واحد على قريش وعلى خزاعة.
.
والله يهدينا صراطه المستقيم ويبعدنا عن طريق أصحاب الجحيم مهما كان شكلهم وعنوانهم ومواقع أقدامهم.
.
نشر د. محمد عياش الكبيسي (@maiash10)
في 11:11 م on الأربعاء, يونيو 18, 2025:
(المصدر)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..