الصفحات

الأحد، 3 أغسطس 2025

دوامة الاحترازات المرضية / الأدوية

*هذه ليست مزحة
*من فضلك اقرأ، وانتبه أين أنت من هذا*  
● كنتَ تعاني من الحمى لمدة يومين أو ثلاثة. حتى لو لم تتناول أي دواء، كان جسمك سيتعافى تلقائيًا خلال أيام قليلة.  
لكنك ذهبت لرؤية الطبيب.  
منذ البداية، وصف لك الطبيب مجموعة من الفحوصات.  
لم تُظْهِر نتائج الفحوصات أي سبب محدد للحمى. ومع ذلك، وجدوا ارتفاعًا طفيفًا في مستويات الكوليسترول والسكر في الدم [شيء شائع جدًا لدى الأشخاص الطبيعيين]  
▪︎ اختفت الحمى، لكنك لم تعد مجرد مريض يعاني من الحمى.  
قال لك الطبيب:  
> "الكوليسترول لديك مرتفع قليلا. وكذلك السكر مرتفع قليلًا. هذا يعني أنك في مرحلة *ما قبل السكري*. ستحتاج إلى بدء تناول الأدوية للتحكم في الكوليسترول وسكر الدم." 
● ودخلت دوامة الأدوية وجاء مع ذلك قيود غذائية متعددة.  
ربما لم تلتزم تمامًا بالقيود الغذائية [لكنك لم تنسَ تناول الأدوية] 
▪︎ مرت ثلاثة أشهر. أُجريت الفحوصات مرة أخرى، الحمد لله انخفضت مستويات الكوليسترول قليلًا، لكن الآن أصبح ضغط الدم  مرتفعًا قليلًا.  
وُصِف لك دواء آخر.  
أصبحت الآن تتناول [ثلاثة] أدوية  
● بسماع كل هذا، زاد قلقك.  
> "ماذا بعد؟"  
> بسبب هذا القلق، بدأت تفقد النوم.  
> وصف لك الطبيب حبوبًا تساعد على الإسترخاء وجودة النوم، وأصبح عدد أدويتك الآن [أربعة] 
▪︎ بعد تناول كل هذه الأدوية، بدأت تعاني من الحموضة وحرقة المعدة فنصحك الطبيب:  
> "خذ حبة غازات على معدة فارغة قبل الوجبات."  
لقد تطورت حالتك  أصبحت الآن تتناول [خمسة أدوية] 
▪︎ مرت ستة أشهر. في أحد الأيام، شعرت بألم في الصدر، وأسرعت إلى الطوارئ.  
بعد الفحص الكامل، قال الطبيب:  
> "من الجيد أنك أتيت في الوقت المناسب، قلبك الحمد لله سليم لكن تحتاج للمتابعة حتى لا نتفاجا بما لا يحمد عقباه، وهنا ارتفع مستوى القلق عندك أضعاف ماكان عليه وزاد مع القلق كل المعاناة السابقة وأصبحت تتردد اكثر على الطبيب  
▪︎ تم التوصية بالمزيد من الفحوصات.  
بعد الخضوع لسلسلة من الفحوصات المكلفة، أخبرك الطبيب:  
> "استمر في أدويتك الحالية. لكن أضف الآن دوائين آخرين لحماية القلب. أصبحت الآن أدويتك [سبعة]

 وأيضًا، يجب أن ترى أخصائي الغدد الصماء." لعلاقة ذلك بعمل القلب وأمور صحية أخرى كثيرة  
لأجل ذلك نصحك طبيب القلب، بأضافة دواء آخر للسكري وحبة للغدة الدرقيةبسبب ارتفاع طفيف في مستوياتها.  

أصبح العدد الإجمالي لأدويتك الآن [تسعة] 
تدريجيًا، بدأت تعتقد أنك مريض بأمراض كثيرة وخطيرة:  
* مريض قلب  
* مريض سكري  
* يعاني من الأرق  
* مشاكل غازات  
* مشاكل في الغدة الدرقية  
* مشاكل في الكلى  
  ... والقائمة تطول.  
● لم يخبرك أحد أنه يمكنك الحفاظ على صحتك من خلال:
[[ تحسين قوة الإرادة، والثقةبالنفس،وخيارت نمط الحياة في النوم ونوعية الأكل والحركة والرياضة والعلاقات الإجتماعية ]]  
▪︎ بدلًا من ذلك، قيل لك مرارًا وتكرارًا أنك مريض بعدة أمراض وأن وضعك إن لم تستسلم لفحوصاتهم المتوالية وأدويتهم المتكاثرة ستفقد حياتك  
▪︎ بعد ستة أشهر، بسبب الآثار الجانبية لكل هذه الأدوية، بدأت تواجه [مشاكل في البول]  
وكشفت فحوصات أجريتها حول ذلك عن [مشاكل محتملة في الكلى]  
▪︎ أجرى الطبيب المزيد من الفحوصات. بعد رؤية التقرير، قال:  
> "مستويات الكرياتينين ارتفعت قليلًا. لكن لا تقلق — طالما تتناول أدويتك بانتظام."  
> وأضاف [دواءين آخرين]  
▪︎ أصبحت الآن تتناول [أحد عشر دواءً]  
▪︎ الآن أنت تستهلك أدوية أكثر مما تأكل، وبسبب الآثار الجانبية لهذه الأدوية، أنت تتحرك ببطء نحو [الموت]  
● ماذا لو أنه في البداية، عندما زرت الطبيب لأول مرة بسبب الحمى، قال لك الطبيب ببساطة:  
> "لا داعي للقلق. إنها مجرد حمى خفيفة. لا حاجة للدواء. فقط استرح، اشرب الكثير من الماء، تناول الفواكه والخضروات الطازجة، اذهب للمشي في الصباح — هذا كل شيء. لا حاجة لأي أدوية."  
▪︎ لكن حينها… كيف سيكسب الطبيب وشركات الأدوية رزقهم؟  
●●  السؤال الأكبر:  
على أي أساس يعلن الأطباء أن المرضى يعانون من ارتفاع الكوليسترول، ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض القلب، أو أمراض الكلى؟  
من يحدد هذه المعايير؟  
● لنستكشف هذا الأمر بعمق أكبر:  
▪︎ في عام 1979 كان مستوى السكر في الدم الذي يُعتبر سكريًا هو **200 ملغ/دل. في ذلك الوقت، تم تصنيف 3.5% فقط من سكان العالم على أنهم مصابون بالنوع الثاني من السكري.  
▪︎ في عام 1997، [أي بعد ١٨ سنة] وتحت ضغط من شركات تصنيع الأنسولين، تم خفض عتبة السكري إلى 126 ملغ/دل، مما رفع فجأة عدد المصابين بالسكري من 3.5% إلى 8% أي أن [4.5%] من الأشخاص تم تصنيفهم كمرضى سكري دون أي أعراض حقيقية.  
  في عام 1999، قبلت منظمة الصحة العالمية هذا الدليل.  
▪︎ حققت شركات الأنسولين أرباحًا هائلة وفتحت المزيد من المصانع.  
▪︎ في عام 2003، أي بعد [ ٤ سنوات ] خفضت الجمعية الأمريكية للسكري (ADA) مستوى السكر في الدم الصائم إلى 100 ملغ/دل كمعيار لمرحلة ما قبل السكري.  
  نتيجة لذلك، تم تصنيف [27%] من الناس فجأة كمرضى سكري دون سبب. أي أكثر من ربع العالم.
▪︎ حاليًا، وفقًا لـ ADA، يعتبر سكر الدم بعد الأكل 140 ملغ/دل سكريًا.  
● بسبب هذا، يُصنف حوالي 50% أي نصف سكان العالم الآن كمرضى سكري، أكثرهم مليسوا مرضى ابدا   
● تحاول الآن شركات الأدوية الهندية خفض هذا أكثر، إلى HbA1c بنسبة 5.5% ، مما يحول المزيد من الأشخاص إلى مرضى ويزيد من مبيعات الأدوية. 
●● مثال آخر:  

في عام 2012، غرمت المحكمة العليا الأمريكية إحدى كبرى شركات الأدوية مبلغ 3 مليارات دولار.  
واتُهمت بأنه بين عامي 2007–2012، زاد دواؤها للسكري خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 43%.  
▪︎ كانت الشركة تعلم هذا مسبقًا لكنها أخفته عمدًا من أجل الربح.  
▪︎ خلال تلك الفترة، حققت 300 مليار دولار من الأرباح.  
▪︎ هذا هو "النظام الطبي فائق التطور" اليوم!  
● يفترض أن لا يغيب عن ذهنك ابدا مبدأ المصلحة المالية في كل شيء، وافتراض أن العاملين في المجال الصحي كلهم ملائكة فهذا قلة عقل لا يحتاج إلى دليل.
● ومع كل هذا يبقى تطور الطب وإنجازاته الرائعة من أظهر وأوضح منجزات حضارتنا المعاصرة.

● إذا لماذا هذا المقال؟!
هو لئلا تنجر بسهولة لتعاطي الأدوية ومن ثم المزيد منها حتى تصبح هي مشكلتك الصحية الحقيقة، وليس مشكلتك المرض الذي كثيرا مايتعايش معه الإنسان ويحتوي مخاطرة بتعديل بعض عاداته الخاطئة 
   ✅  ليكن الجميع بصحة وسعادة — هذه أمنيتي لكم أحبتي

*بقلم الدكتورة أنانيا ساركار* 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..