الصفحات

الأحد، 24 أغسطس 2025

ماهكذا تُورد الإبل يا معالي الوزير

           المعلم والمعلمة ليسوا كبقية الموظفين الذين تنتهي علاقتهم بالعمل بمجرد توقيع الخروج، فالمعلم مرتبط بالمدرسة والطلاب والإدارة والمشرفين، وحتى بالأنظمة الإلكترونية مثل نور وفارس. بعد التوقيع بالكاد يستريح دقائق، ثم يبدأ الاستعداد لليوم التالي: تحضير ذهني وكتابي، إعداد وسائل تعليمية، مراجعة مراجع ومكتبات لطباعة ما يحتاجه الطلاب، إضافة إلى تصحيح الواجبات، والرد على أولياء الأمور خاصة في المراحل الابتدائية.

يا معالي الوزير، المعلم والمعلمة ليسوا كالموظف الذي إذا ضاق صدره أجّل أعماله إلى الغد. 
فالمعلم مطالب بأن يكون حاضر الذهن والفكر والتربية طوال الحصة الدراسية، واقفاً يتجول بين الطلاب؛ يسكت هذا، ويوجه ذاك، ويصحح قراءة آخر.
 كل ذلك في (٤٥) دقيقة مع ما لا يقل عن (٣٠) طالباً.

ولا يتوقف الأمر هنا، فالمعلم والمعلمة مكلفان بالإشراف قبل بداية الدوام، وأثناء الفسحة التي من المفترض أن تكون وقت راحتهما وإفطارهما، ثم بعد نهاية الدوام حتى مغادرة آخر طالب.

كنت أتمنى يا معالي الوزير، قبل تطبيق نظام الحضور، أن تزور أقرب مدرسة للوزارة وتحضر حصة واحدة فقط لترى حجم المسؤولية.
المعلم والمعلمة بحاجة إلى تقدير وتحفيز، لا إلى مزيد من الأعباء، لأنهما ليسا جسداً يحضر فقط، بل روحاً تبني جيلاً وتغرس قيماً.

د. علي السلامة
إعلامي (صحافة وتلفزيون)
تربوي سابق
القصيم – الخبراء
1447/2/29هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..