في خطوةٍ تعكس حجم القلق المتنامي من أثر المنصات الرقمية على النشء والشباب، أقرّت ولاية فلوريدا الأمريكية قانونًا جديدًا يقضي بتقييد وصول القُصَّر إلى شبكات التواصل الاجتماعي.
وقد وقّع الحاكم رون دي سانتيس على هذا القانون المعروف بمسمى House Bill 3 (HB 3) بتاريخ 25 مارس 2024، على أن يبدأ سريانه اعتبارًا من يناير 2025.
وقد وقّع الحاكم رون دي سانتيس على هذا القانون المعروف بمسمى House Bill 3 (HB 3) بتاريخ 25 مارس 2024، على أن يبدأ سريانه اعتبارًا من يناير 2025.
وينص النظام على منع من هم دون سن الرابعة عشرة من فتح أي حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما يُشترط على من تتراوح أعمارهم بين (14–15) سنة الحصول على موافقة ولي الأمر لتمكينهم من التسجيل في هذه المنصات. كما أوجب على الشركات المالكة لهذه التطبيقات اعتماد آليات دقيقة للتحقق من أعمار المستخدمين، وإغلاق الحسابات القائمة المخالفة لهذه الضوابط.
وقد جاء هذا التشريع ليواكب أصواتًا مجتمعية متزايدة في الولايات المتحدة تحذّر من المخاطر النفسية والسلوكية التي قد يتعرض لها المراهقون جراء الإفراط في استخدام هذه المنصات، بما في ذلك العزلة، اضطرابات النوم، والتأثيرات السلبية على الصحة العقلية.
إلا أن القانون لم يخلُ من انتقادات حادّة، حيث اعتبرت بعض الجمعيات مثل NetChoice وCCIA أن التشريع يتعارض مع التعديل الأول للدستور الأمريكي الضامن لحرية التعبير، وقد رفعت دعاوى قضائية للطعن في دستوريته. وبالفعل، أصدرت محكمة فدرالية في يونيو 2025 أمرًا أوليًا يقضي بوقف تنفيذ بعض أحكامه إلى حين البت في النزاع القضائي.
غير أن ما يلفت النظر هنا أن المجتمع الغربي، رغم ما يُعرف عنه من انفتاح واسع، بات يتّجه إلى تقييد هذه المنصات حمايةً لأبنائه، في حين أننا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أولى بهذه العناية والحرص؛ إذ إننا أصحاب قيم ودين وثقافة تجعلنا أكثر إدراكًا لمخاطر الانكشاف غير المنضبط على هذا الفضاء. فلا يصح أن يكونوا أحرص منا على حماية أطفالهم من تلك الأخطار، بينما نحن نتغافل عن انعكاساتها على أجيالنا.
ومن هنا، فإن الواجب يحتم علينا النظر مليًا، والتأمل بعمق، وإعادة مواكبة هذا الفضاء التقني، للخروج بنماذج قانونية وطنية تحفظ أبناءنا من أضرار هذه المنصات، وتحقق التوازن بين الانفتاح على التقنية ومتطلباتها، وبين صيانة القيم وحماية الصحة النفسية والاجتماعية للنشء. إنها مسؤولية تشريعية ومجتمعية مشتركة، ينبغي أن تبدأ من الآن قبل أن تستفحل النتائج السلبية ويصعب تداركها.
💢كتبه/ مازن المليح .
المكتب التنفيذي لحاكم فلوريدا
القانون الجديد .👇🏻👇🏻👇🏻
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..