الصفحات

السبت، 27 سبتمبر 2025

‏نكتة وعبرة/ (لن تجد محفظتك هناك)

‏      أما النكتة؛ فقد حكى لي بعض الإخوة القطريين عن رجل خرج مع مجموعة للبر، وبعد أن رجعوا فقد محفظة نقوده وكان فيها بطاقاته أيضا، فعادوا يبحثون عنها، وكان المكان مظلما،
 ولكن كان هناك على بعد مسافة عمود كهرباء وفيه ضوء،
 فإذا بالرجل يترك مكانه الذي فقد فيه محفظته واتجه يبحث عنها تحت ذلك العمود، فقالوا له: محفظتك هنا وليست تحت العمود، إنك لن تجد محفظتك هناك، قال: وكيف ألقاها بهذه الظلمة؟ هنا على الأقل موجود ضوء! 
.
أما العبرة؛ فإن كثيرا من شبابنا اليوم يتجنبون (المعارف الصعبة) التي تتطلب جهدا كبيرا في القراءة والمتابعة والنقد والتحليل، وعوضا عن ذلك صاروا يميلون إلى (المعارف السهلة) أو (الجاهزة)؛ صورة، أنشودة، تغريدة من سطرين.
.
ولذلك انتشرت في هذا الجيل (السطحية القاتلة) التي لا تسعفه أبدا في تمييز الحق عن الباطل، ولا الصواب من الخطأ، بل لا تعينه حتى على حل مشكلاته الشخصية أو الاجتماعية.
.
تماما كحال هذا الرجل، إنه لم يكلف نفسه أن يصنع لنفسه ضوءا في المكان الذي يجد فيه ضالته، وإنما راح يستنير بضوء آخر صنعته جهة أخرى ولحاجة أخرى. 
.
إن المعرفة التي نبصر بها طريقنا ونحل بها مشكلاتنا إنما هي المعرفة التي تصنعها آمالنا وآلامنا وتنبثق من ركام التحديات التي نواجهها وفي ضوء هويتنا وعقيدتنا، أما (المعارف الكسولة) التي لا تتعدى حدود (المتعة) و( الفزعة) و (الأجواء الاحتفالية) و (الشهادات الفارغة)، فإنها والله ستطيل أمد مكوثنا في هذا (التيه)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
.
 
كتبه 
د. محمد عياش الكبيسي (‎@maiash10)
 في 7:45 م on السبت, سبتمبر 27, 2025:
المصدر
.
 
( ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..