💢 حلّق فوق قمم الجبال‼️

      أيها الذي عمل عمله فلم يُصِبْه، فتحطّم قبل أن يُنجِزَه، أيها الذي أقنع نفسه أنه مسحور، ومعيون، أيها الذي صدّق أن المرض قيده وأن الحزن قدره…

إيه، أنت! نعم، أنت! أعنيك أنت!

أنا أناديك، أناديك من بعيد، من فوق قمم الجبال، من حيث يصفو الأفق، وتتنفس الأرواح حريةً وعزّة.

دع عنك هذا الوهم، وتخلَّ عن قيودك الواهية، أفق من سباتك، فالحياة لا تنتظر من يندب حظه، بل يصنع مجدها أولئك الذين قرروا أن يعيشوا فوق قمم الجبال.

انهض، قم، تحرّك، لا تجعل نفسك أسيرًا لفكرةٍ نسجها الشيطان في رأسك بأنك لا تستطيع، بأنك مريض، بأنك منطفئ, بأنك غير قادر وعاجز.

أنت لا ينقصك شيء، بل أنت من كسرت جناحيك حين صدّقت أنك لا تملكهما.

فرفرف وتحرك، فأنت خُلقت لتُحلّق فوق الأفق، لتصنع المستحيل .

ارتقِ الجبال، ارفع رأسك، خذ نفسًا عميقًا، واشعر أنك خُلقت لتكون عاليًا، لتبني، لتُبدع، لتكون نورًا في دروبٍ مظلمة.

لا تدفن نفسك في الوادي بين الحجارة الباردة، بل كن القمّة التي تُرى من بعيد، كن الندى على جبين الصباح، كن النسيم الذي يعانق القمم ويغنّي للحياة.

اصنع من لا شيء شيئًا، ومن العدم وجودًا، ومن الدنوّ علوًّا.

امضِ، لا تتوقف، لا تنظر للأسفل، فالمجد لا يسكن خلفك بل أمامك.

الحياة ليست لمن ينتظر، بل لمن يصنع، لمن يؤمن بأن الله خلقه ليكون عاليًا، لا يحني رأسه إلا في سجدةٍ خاشعة، وثقته بربّه عالية.

يا من وهبك الله روحًا عظيمة، لا تضعها في قوقعة الخوف واليأس.

افتح جناحيك، وطر، نعم طر، وحلّق فوق قمم الجبال، حيث التفرّد والتميّز، تعلم، أفعل، حاول، جرب، أصعد، ففي أعاليها حياةٌ لا يعرفها إلا من تجرّأ على الصعود، وخاض دروب الشجاعة والإقدام.

وفي طريقها وجعٌ جميل، لكنه الوجع الذي يصنع الهمم العالية، ويُهذّب الأرواح، ويكتب المجد في صفحات السماء، عاليًا فوق قمم الجبال.

فكن أنت، كما أرادك الله…

عاليًا، قويًا، صامدًا، ثابتًا، واثقًا بربه.

ولا تنسَ، كل قمةٍ تراها هناك…

كانت يومًا خطوةً صغيرة، خُطيت بشجاعةٍ وثقة وجرأة، أعنيك أنت!

فأنت ذهب لا يصدأ، ونور لا ينطفئ.

💢كتبه / مازن المليح .