الصفحات

الأحد، 16 أكتوبر 2011

أيها الشاكي ومابك داء

فلسفة الحياة

إيليا أبو ماضي



أيّهذا الشّاكي وما بك داء *** كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟


انّ شرّ الجناة في الأرض نفس *** تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا


وترى الشّوك في الورود ، وتعمى*** أن ترى فوقها النّدى إكليلا


هو عبء على الحياة ثقيل*** من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا


والذي نفسه بغير جمال *** لا يرى في الوجود شيئا جميلا


ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا ***ويظنّ اللّذات فيه فضولا


أحكم النّاس في الحياة أناس *** عللّوها فأحسنوا التّعليلا


فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه *** لا تخف أن يزول حتى يزولا


وإذا ما أظلّ رأسك همّ    *** قصّر البحث فيه كيلا يطولا


أدركت كنهها طيور الرّوابي*** فمن العار أن تظل جهولا


ما تراها_ والحقل ملك سواها*** تخذت فيه مسرحا ومقيلا


تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ*** عليها ، والصائدون السّبيلا


تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخذ*** حيّا والبعض يقضي قتيلا


تتغنّى ، وعمرها بعض عام*** أفتبكي وقد تعيش طويلا؟


فهي فوق الغصون في الفجر تتلو*** سور الوجد والهوى ترتيلا


وهي طورا على الثرى واقعات *** تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا


كلّما أمسك الغصون سكون*** صفّقت للغصون حتى تميلا


فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي*** وقفت فوقها تناجي الأصيلا


فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار*** عند الهجير ظلاّ ظليلا


وتعلّم حبّ الطلّيعة منها   ***واترك القال للورى والقيلا


فالذي يتّقي العواذل يلقى *** كلّ حين في كلّ شخص عذولا


أنت للأرض أولا وأخيرا *** كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا


لا خلود تحت السّماء لحيّ*** فلماذا تراود المستحيلا ؟..


كلّ نجم إلى الأفول ولكنّ *** آفة النّجم أن يخاف الأفولا


غاية الورد في الرّياض ذبول ***كن حكيما واسبق إليه الذبولا


وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ *** فتفيّأ به إلى أن يحولا


وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت*** مطرا يحيي الربى السهولا


قل لقوم يستنزفون المآقي *** هل شفيتم مع البكاء غليلا؟


ما أتينا إلى الحياة لنشقى *** فأريحوا ، أهل العقول، العقولا


كلّ من يجمع الهموم عليه*** أخذته الهموم أخذا وبيلا


كن هزارا في عشّه يتغنّى*** ومع الكبل لا يبالي الكبولا


لا غرابا يطارد الدّود في الأرض*** ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا


كن غديرا يسير في الأرض رقراقا*** فيسقي من جانبيه الحقولا


تستحم النّجوم فيه ويلقى  *** كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا


لا وعاء يقيّد الماء حتى   *** تستحيل المياه فيه وحولا


كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار*** شمّا وتارة تقبيلا


لا سموما من السّوافي اللّواتي*** تملأ الأرض في الظّلام عويلا


ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات*** والنّهر والرّبى والسّهولا


لا دجى يكره العوالم والنّاس*** فيلقي على الجميع سدولا


أيّهذا الشّاكي وما بك داء  *** كن جميلا ترى الوجود جميلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..