الصفحات

الخميس، 27 أكتوبر 2011

لماذا نايف بن عبدالعزيز ؟



بقلم: عبدالعزيز بن محمد قاسم

مشاركة في قناة الحرة عن ولاية العهد بالسعودية

الأربعاء 28 القعدة 1432هـ- برنامج تقرير خاص


المشاركون:
1- د.محمد القحطاني – واشنطن
2- عبدالعزيز قاسم – جدة
3- د.بنيرمان : خبير أمريكي في الشؤون الشرق الأوسط – الاستديو بواشنطن
4- صدقة فاضل عضو مجلس الشورى عبر الهاتف


من هم المرشحون لولاية العهد في السعودية؟

اعتدنا كشعب ومجتمع أن العائلة الحاكمة في السعودية هي من تقرر وتختار الأسماء التي تصل لسدة الرئاسة أو مواقع السلطة، وعادة ما يتراضون فيما بينهم، ونأتي كشعب لنبايع وتنتهي القضية بكل بساطة، وهو ما نتوسمه خلال الأيام المقبلة أن يصل الأصلح فيهم، بعد تجاوز موضوع الأكبر سنا، وكل الدلائل والمؤشرات تقول بتولي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية ولاية العهد خلفا للأمير سلطان يرحمه الله.

والمنصب كان مهيأ له بمجرد اختياره من قبل الملك عبدالله كنائب ثان، وهو ما يكاد يجمع عليه المراقبون، ولكن السؤال هنا: هل سيأتي الامير نايف كولي للعهد عبر هيئة البيعة أم بتعيين مباشر من الملك عبدالله؟

النخب السعودية منقسمة هنا حيال هذا الموضوع، فأصوات مثل د.فهد العرابي الحارثي ترى أنه سيأتي عبر التعيين المباشر الذي هو من حق خادم الحرمين، وآخرون يقولون بأن الملك سيفعّل هيئة البيعة ويعطيها قوة، وشخصيا أتمنى أن تكون عبر هيئة البيعة، فالأمير نايف الان هو صمام الامان بالنسبة للعائلة المالكة وللمجتمع، وأتوقع أن يحظى بأغلبية عالية في حال التصويت عليه من قبل الأسرة المالكة، لأن الجميع يعرف الظروف التي تمرّ بها دول المنطقة في هذا الربيع العربي الذي يجتاح البلدان العربية، والمطالبات المتتالية من الناشطين السعوديين -الذي تكاثروا- بتحويل بلادنا الى ملكية دستورية، والعارفون ببواطن الأمور يدركون بأنه لولا وجود الأمير نايف على هرم الداخلية وفي موقع المسؤولية، لحدث ما لا يحمد عقباه..
الخلاصة: من مصلحة الأسرة الحاكمة أن يكون ولي العهد والملك القادم رجلا قويا ذا كاريزما عالية مثل الامير نايف إن أرادوا استمرار الحكم، لأن التاريخ ينبؤنا أن ذهاب وسقوط الممالك والدول كانت على أيدى ملوك وقادة ضعاف..

وأيضا من جهة أخرى، إن أراد الوطن المحافظة على مكتسباته، وأن يتجنب مخاضات عنيفة لا تحمد نتائجها، كتلك المخاضات التي مرّ بها  العراق مثلا أو اليمن، فنحن فعلا بحاجة لقائد قوي، يمتلك ثقلا وعمقا سياسيا، ومعرفة بكل تفاصيل الحراك الداخلي والخارجي، وبيده القرار، لأن القلاقل الايرانية في الضفة الشرقية تكاد تفتح جرحا كبيرا هناك، فضلا عن مشاكل اليمن في الخاصرة الجنوبية،  والعراق في خاصرتنا الشمالية، ولا ندري كيف تكون المرحلة المقبلة، ولكن الذي نعرفه، هو ضرورة وجود قيادة قوية بيدها السلطة واتخاذ القرار وتكون ملمّة بالسياسة..

من الطريف، أنني عندما قلت بهذا الرأي في الحلقة، علق د.محمد القحطاني الناشط السعودي، بقوله : هل أنا أقود الحملة الدعائية لترشيح الأمير نايف لولاية العهد!!

فأقسمت له وعلى الهواء مباشرة، بأنني أدين الله تعالى بهذا الذي قلته، والمسألة عندي مسألة وطن هو في الصميم من قلوبنا، ولو فتشنا في أسماء المرشحين، لوجدنا قامات كبيرة غير أن بعضها لا اهتمام لها سوى بأشياء تراثية، أو آخرون ذوي توجهات انفتاحية كبيرة لا يتقبلها المجتمع أبدا، وسيدخلوننا في دوامة من الصراعات نحن في غنى عنها، وبكل صراحة، لا أجد أحدا في قوة ومكانة ودهاء وكاريزما نايف بن عبدالعزيز، وأكرر قسمي بأنني والله لا أرجو بهذا الكلام سوى ما أؤمن به في داخلي، ولا علاقة من قريب أو بعيد بالداخلية، ويعلم الله انني أوذيت أذى بالغا، ومازالت جراحي تنزف، كي أقطع الطريق على أولئك الذين يتصيدون ويقولون بأن هذا الكلام للتملق، أولم يذق صاحبه ما يذوقه السجناء وأسرهم، فما حصل لي شيء، وما هو في مصلحة  هذا الوطن شيء آخر..

باختصار؛ تسنم الامير نايف لمنصب ولاية العهد ضرورة ملحة للسعودية، كأسرة مالكة، وكشعب يريد أن يستمر الرخاء والتنمية التي يعيشها..


*      *     *

هل الأمير نايف ضد الاصلاح؟

ساق مقدم قناة (الحرة) شبهة حيال الامير نايف، بأنه اذا وصل لموقع القيادة فإن الاصلاحات ستتوقف، وعلق زميلي الدكتور محمد القحطاني بما يؤيد هذا الكلام، والحقيقة أنني لا أتصوّر ما يتخوف به الغرب، وقد ساق اللبراليون السعوديون هذه الشبهة لتخويف الغرب من الأمير نايف، ويتحججون بما أورده السفير جون سميث ونشره موقع ( ويكيلكس ) عن الامير بأنه تقليدي وضد الاصلاح وأنه ضد المراة..

كانت اجابتي بأن هذه شنشنة يرددها اللبراليون السعوديون حيال الأمير، ويوصلونها للصحافة الغربية ، والحقيقة أن الأمير نايف في النهاية رجل سياسي، ورجل دولة يعرف جيدا التوازنات الداخلية بحكم خبرته في هذه الوزارة التي رأسها من أكثر من 38 عاما، ونلاحظ بأنه في حال احتداد المعارك المجتمعية، يظهر ليهدئ الاصوات المحافظة التي تعلو، ويميز ثقل الجماعات والحراك الداخلي الذي يدور، ويعرف أن المجتمع محافظ ينحاز للعلماء وفتاواهم في الاغلبية منهم، فكان لا بد أن يقوم بهذا الدور المتوازن، دون أن نشك مثلا في تدينه الصادق، ولكنه في النهاية هو رجل دولة مدرك لقوة التيارات وأثرها داخل المجتمع..

وحيال شبهة بأنه ضد المرأة، كان الامير نايف هو أول من رحب بقرار الملك عبدالله حيال اشراك المراة في مجلس الشورى، ولو كان ضد المرأة لسكت، ولكنه كان أول المرحبين ..

أمر آخر، الامير نايف محاط بمستشارين غير محسوبين أبدا على تيار الانغلاق أو التشدد، بل هم فئة تكنوقراط من أمثال الدكتور ساعد العرابي الحارثي وسعود المصيبيح ومجموعة من الذين تلقوا دراساتهم في الغرب، وهم منفتحون وليس لديهم تلك الاشكالات التي يتخوف منها الغرب..

وربما كان أصدق رجل غربي تحدث عن الأمير نايف بمعرفة وعمق هو السفير روبرت جوردان سفير الولايات المتحدة في الرياض من عام 2001 الى 2003 "يجب أن نضع في اعتبارنا أن الملك عبد الله حين أصبح ولياً للعهد كان ينظر اليه بنفس الطريقة التي ينظر بها الى الامير نايف وهي أنه متدين جداً وغير موالٍ للغرب وتبين أنه اصلاحي".
 وأضاف "أعرف الامير نايف وابنه وقد تحدث بعض المفاجآت اذا أصبح الامير نايف ملكاً".

طرح الزميل الدكتور محمد القحطاني شبهة أن الداخلية أوقفت النساء اللواتي قدن السيارة، وأن الامير نايف ضد قيادة المرأة للسيارة، أجبته بأن الأمير لطالما صرح بأن القضية مجتمعية، إن وافق المجتمع عليها فالدولة لا تعترض، وأما ايقاف النساء، فليس لأجل أنهن قدن السيارة بل لأنهن حاولن كسر هيبة الدولة، هناك قرار بعدم السماح لقيادة المرأة، وعلى الجميع احترام هذا القرار، والقانون يطبق على الجميع، ويجب على كل الناشطين تشجيع احترام القانون لا كسره، وما حصل أن النسوة أولئك قمن بتحدي مع الدولة ، رغم ايقافهن لمرات عديدة، ومعاملتهن معاملة كريمة، حتى أصدر ذلك القاضي قراره بجلد المرأة عشر جلدات والتي أوقف الحكم الملك عبدالله،ولم نعد نسمع بعد ذلك عن خروج النسوة وتحديهن للدولة والنظام..

عموما، أزعم بأن مسيرة الاصلاح ستستمر ولن تتوقف، ولكن بدون تلك الخضات التي مررنا بها والاحتدادات القوية، فالأمير نايف يعرف مكانة العلماء، وتقدير المجتمع لهم، وانحيازه لفتاواهم، وبالتالي سيشرك العلماء في موضوع الاصلاح، ويأخذ بآرائهم، وواهمٌ من يظن بأن العلماء سيكونون عقبة في طريق الاصلاح، ولكن سيضعون ملاحظاتهم ورؤاهم، وفي النهاية سيتفهمون سبب تبني الدولة لأي مشروع اصلاحي، وأنا أضرب مثلا هنا بموقف سماحة مفتي عام المملكة من ترشيح المرأة في مجلس الشورى، رغم أن فتواه السابقة كانت ضد التعيين، ولكن بمجرد صدور القرار الملكي أثنى عليه ومرره ولم يعترض عليه..

التعامل مع العلماء، ميّزة يمتلكها الامير نايف بشكل واضح، بما كان قبله الملك فهد يرحمه الله، وكلنا يدرك كيف أن المؤسسة الدينية وقفت خلفه ، وعارضت أغلب علماء العالم الاسلامي في قضية الاستعانة بالقوات الاجنبية، رغم أن المدرسة السلفية أشد المدارس في معارضة ذلك، إلا أن الملك فهد استطاع اقناع العلماء الذين كانوا بدرجة من المرونة في تلك القضية..وهو ما يعول عليه، بأن الامير نايف يعرف التعامل مع العلماء، ويعرف كيف يخندقهم في صف الاصلاح، عبر التفاهم بتلك الروح الخاصة التي تربط العائلة بالعلماء..



*      *     *

هل ستتغير سياسة المملكة الخارجية بعد وصول نايف لولاية العهد خصوصا مع ايران وسوريا؟

طرح موضوع البحرين، وأنا أحمد الله على أن وفق دول الخليج لارسال قوات درع الجزيرة ، والا لفقدنا البحرين بما فعلت أمريكا للعراق التي قدمتها على طبق من ذهب لايران..

سياسة المملكة الخارجية واحدة، وهي قديمة ، ولن تتغير بوصول الأمير نايف، واشكاليتنا مع ايران ؛ هي اشكالية مع النظام القائم الذي يحكم الان، والذي هو نظام مؤدلج ومتطرف ولديه همّ تصدير الثورة الخمينية، ولا يزال أحمدي نجادي يحلم بالدولة الصفوية والأمجاد الفارسية، هنا كانت الاشكالية مع ايران، والا فايران رفسنجاني وايران خاتمي ، كانت علاقاتنا معها تشهد عصرا ذهبيا..
ثقوا بذهاب هذه الطغمة المتطرفة في طهران، ومجيء عقلاء ، سنشهد عودة قوية للعلاقات مع إيران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..