الصفحات

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

دعوة السعودية للاتحاد... ضد من؟

ع ق 1074

تمكنت السعودية من لعب الورقة السورية لقلب الموازين في المنطقة ضد إيران. لكن فاتها أن لدى إيران ورقة أهم يمكن أن تلعبها للضد: العراق.
ميدل ايست أونلاين               حيدر قاسم الحجامي               2011-12-26
يرى مراقبون للشأن الإقليمي أن الوضع السياسي المرتبك ألان في العراق أحد أسبابه المهمة هي التدخلات الخارجية التي تنفس أزماتها الداخلية فيه.
ويضرب المحللون مثلاً بإيران والسعودية وسوريا - قبل إن يضربها نسيم الربيع العربي. المثالان الأولان جديران بالاهتمام.
فإيران تتحكم عبر منظومة واسعة من المصالح والقوى ووسائل الإعلام في جزء كبير من المشهد السياسي العراقي وتدفع الى حيث ترى أن مصالحها هناك.
تتقن طهران اللعبة وتحترف اللعب على الرقعة العراقية أكثر من أي بلد مجاور للعراق؛ يخدمها التنوع الطائفي الذي أعتمد كحجر زاوية في رسم ملامح "العراق الأميركي" كما يطلق عليه حسن العلوي.
أما المملكة فالورقة الوحيدة التي بيدها في العراق؛ ممزقة مشتتة فاقدة في أحسن حالاتها لبوصلة تحديد المصالح – وسط "سني" منقسم موزع بين أصولية دينية يقودها تيار ديني متشدد مثل القاعدة والحزب الإسلامي وإتباعه وحلفائه، وقوى قومية يقودها حزب البعث وما شابهه والاخيرون يضمرون حقداً استراتيجياَ تجاه المملكة.
الدور السعودي في العراق أضعف بكثير مما تصوره وسائل أعلام عراقية –حكومية أو إيرانية الهوى - لكنه كان مؤثراً الى حد ما في حشد موقف عربي ضد العراق.
فالسعودية كانت قادرة على التحكم بما يسمى نظام الاعتدال العربي قبل إن تهب عواصف الربيع العربي الفجائية والتي فرطت عقد هذا النظام.
لتقف المملكة وحيدة بعد اختفاء حلفائها في مواجهة أخطار محدقة داخلية وخارجية تتمثل في الدرجة الأساس بالنفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة وتنمر قطر لقيادة المشروع الأميركي في المنطقة.
حاولت المملكة الاستفادة من الثورة السورية والإمساك بخيط جديد للعبة "لتقليم أظافر النظام الإيراني" الذي اعتقدت أنه سيعيد توازن القوى في الإقليم، وسيمنح السعودية فرصة اكبر لالتقاط الأنفاس.
بيد أن ظهور العراق كطرف في الساحة العربية جعل من الموقف السعودي في خضم مواجهة أخرى لم تكن تتوقعها المملكة.
السعودية في وضع لا تحسد عليه فهي غير قادرة على أعادة اصطفاف عربي ضد ايران وحليفها الأسد والعراق في آن واحد كما في السابق.
مبادرة المالكي التي يبدو أنها استطاعت تجاوز العقبات السعودية والقطرية والشروع بنزع فتيل أزمة، مؤشر خطر دق في الرياض من احتمال انبعاث دور عراقي متصاعد في ظل عدم تكافؤ موازين القوى الإقليمية، وتقلص حجج الاستمرار في عزل العراق عن محيطه العربي ومنعه من لعب دور يناسب حجمه وتأثيره في المنطقة العربية.
قد تكون دعوة الملك عبدالله الأخيرة دول مجلس التعاون الخليجي الى الاتحاد ضربة استباقية لأي دور عراقي محتمل في هذه المنطقة، ولحماية النفوذ السعودي في هذه المنطقة الحيوية.
يمكن قراءة الدعوة السعودية بأنها رغبة متجددة في الاستمرار في عزل العراق (حليف ايران) عن أداء دوره ولعب أوراق تجعل السعودية حائرة أو على الأقل مرتبكة، مثلما فعل العراق في الموقف من سوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..