الصفحات

الثلاثاء، 6 مارس 2012

ردود الشيخ أمير محمد الأمين على عدنان إبراهيم.

2012-03-06   
كتب/ أمير محمد محمد الأمين
لدية إجازة في الشريعة الإسلامية يرد على تهجم عدنان إبراهيم إمام وخطيب مسجد الشورى في فيينا بحق الصحابة ويعتبر هذه الافتراءات فتنة في الدين.
واليكم نص هذا الردود :


رد أمير محمد محمد الأمين الأول على خطب عدنان إبراهيم في ميزان النقد العلمي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين
في عام 1998 خطب عدنان إبراهيم خطبة بعنوان خصائص الفرعونية في القرآن نال فيها من الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ثم أتبعها بخطبٍ أخرى كثيرة وقع فيها في أخطاء شرعية كبيرة في العقيدة والفقه والتاريخ وعلم الحديث – ونظًراً لأن طعنه في بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أثر في كثيرٍ من الناس تأثيراً سيئاً وجب أن يقوم من أهل العلم من يرد عليه ويبين الحق للناس حتى يظهر لهم الحق وتسلم لهم عقيدتهم , وكل ذلك داخل في باب النصيحة في الدين.
وقد كنت أود أن أنصح عدناناً فيما بيني وبينه ولكنه تعلل بأن لاوقت لديه للقائي فلذا قررت أن أكتب هذا الرد الموجز في دحض بعض مزاعمه في حق معاوية بن أبي سفيان والصحابة رضي الله عنهم مع التنبيه على بعض زلاته في العقيدة والمنهج وسأعود للرد عليه في سقطاته الأخرى فيما سأكتبه في مقالات قادمة إن شاء الله .
ومن تلك السقطات التى وقع فيها على سبيل المثال لا الحصر:
1-تطاوله على بعض الصحابة كمعاوية وعثمان بن عفان وأبي هريرة رضي الله عنهم وغيرهم.
2-زعمه أن العقيدة الأشعرية هي الحق الواجب اتباعه وعندما سأله رجل هل يجوز أن نسأل أين الله ؟أجاب بجواب فلسفي يخالف الكتاب والسنة.
3-استدلاله في إحدى خطبه برؤيا منامية على صحة كل ماجاء في إحياء علوم الدين مع أن الكتاب على عظم فائدته يحتوي على أخطاء وأحاديث موضوعة.

4-افتاؤه في قضايا عدة بفتاوى شاذة تخالف الأدلة الصحيحة.
5-تدليسه أحياناً فيما ينقل من كلام العلماء وتضعيفه لأحاديث صحيحة في البخاري أو مسلم واستدلاله بأحاديث ضعيفه وموضوعة يؤيد بها أقواله الباطلة معرضاً عما رواه البخاري ومسلم بخلافها وتعسفه في استعمال العقل في مقابل النص الصحيح في بعض المسائل وسيأتى ذكر أمثله لذلك ان شاء الله .
بيان عقيدة أهل السنة في صحابة النبي صلي الله عليه وسلم
الصحابة رضي الله عنهم هم الذين نقلوا لنا القرآن والسنة وأحكام الدين فمن طعن فيهم فقد طعن في نقلة الدين وشكك في أحكامه وهنا تنبع خطورة هذه المسأله ويتضح تعلقها بالعقيدة الإسلامية لأن بعض تلاميذ عدنان إبراهيم الذين ناقشتهم ادعى أن هذه القضية قضية فرعية لا علاقة لها بالعقيدة وهم مخطئون في ذلك بدليل أن علماء المسلمين الذين كتبوا في العقيدة وغيرهم بينوا أن أهل السنة والجماعة يحبون كل الصحابة ويوالونهم وأنهم كلهم عدول لايجوز سب أحد منهم ولا التبرؤ منه كما أن أهل السنة والجماعة يحبون آل البيت ويعرفون حقهم بخلاف الروافض الذين يتبرؤون من بعض الصحابة ويلعنونهم وبخلاف النواصب الذين يعادون أهل البيت .
وقد ذكر هؤلاء الأئمه مسألة الصحابة ضمن مسائل العقيدة التي تكلموا فيها وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله .
وأود أن أذكرهنا تعريفاً يبين المقصود بالصحابي في اللغة والإصطلاح.
فكلمة الصاحب في اللغة مأخوذة من الصحبة بمعنى المعاشرة سواءً طالت أو قصرت نقول صحب فلان فلاناً إذا عاشره دهراً أويوماً أو ساعة من الزمان سواء كان الشخص المصاحب مسلماً أو غير مسلم وسواء كان ذكراً أو أنثى أو حيواناً أو جماداً .
وفي الإصطلاح يعرفه الحافظ بن حجر رحمه الله بأنه: من لقي النبي صلي الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام ولو تخللت ردة على الأصح وهذا التعريف هو الذي عليه جمهور المحدثين وذكره الآمدي في كتاب الأحكام.
ويعرف الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الصحابي في كتابه مصطلح الحديث بأنه : (من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم أو رآه مؤمناً ومات على ذلك ) فيدخل فيه من ارتد ورجع إلى الإسلام كالأشعث بن قيس ويخرج منه من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ولم يجتمع به كالنجاشي ومن ارتد ومات على ردته كعبد الله بن خطل ويخرج من التعريف كذلك المنافق الذي يظهر الإسلام ومتابعة الرسول ويبطن الكفر ومعاداة الله ورسوله فلا يتوافق أن يكون الصحابي منافقاً ولا المنافق صحابياً. وهذا التعريف جامع مانع لأنه يدخل فيه كل صحابي ويخرج منه من ليس من الصحابة.
والصحابة كلهم عدول بمعنى أنهم ثقاتٌ مأمونون.
والذي حكم بعدالتهم هو الله عز وجل قال تعالى :

وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
-(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)).
وكون الصحابة عدولاً هو أمرٌ ضروري لئلا يقع الشك فيما نقلوه من الدين لأن حكمة الله تقتضي أن يصل الدين إلى الذين يُراد تبليغهم إياه من طريق صحيح ولهذا لما أراد الزنديق عبدالله بن سبأ هدم الإسلام وتفريق كلمة المسلمين بدأ في الطعن في الصحابة كعثمان بن عفان وغيره لأنهم هم الذين نقلوا الإسلام إلى الأمة فلو كان هؤلاء أو بعضهم على باطل أو كانوا منافقين يكون مانقلوه لنا من الدين باطلاً وزوراً.
وأدلة عدالتهم من السنة قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم ( لاتسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحدٍ ذهباً مابلغ مد أحدهم ولانصيفه).
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). صححه الألباني .
وأما كتب العقيدة فقد جاء في العقيدة الطحاوية الفقرة الثامنة والعشرون ( ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولانفرط في حب أحدٍ منهم ولانتبرأ من أحدٍ منهم, ونبغض من يبغضهم , وبغير الخير يذكرهم , ولانذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيان .
وجاء في العقيدة الواسطية ( ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم –إلى قول المؤلف- ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقولٍ أو عملٍ ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ماهو كاذب ومنها ماقد زيد فيه ونقص وغٌير وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون وإما مجتهدون مخطئون)

بيان مخالفة عدنان إبراهيم لعقيدة أهل السنة والجماعة في سبه لبعض الصحابة وتبرئه منهم
قبل أن أشرع في الرد على الدكتور عدنان إبراهيم في هذه المسألة أود أن أدحض حجة باطلة يدلي بها بعض تلاميذه وأنصاره وهي زعمهم أن شيخهم لم يقع في سب الصحابة ولكنه ينتقدهم فأقول لهم يا اخواننا تأملوا فيما نطق به إمامكم حين قال في خطبة
الباغي معاوية بن أبي سفيان على اليوتيوب حين قال في معاوية رضي الله عنه ( هذه الشخصيات الهزيلة)
فإذا لم يكن هذا الكلام شتماً فما المقصود بالشتم إذن ! وليته اكتفى بهذا القدر وتاب منه ولكنه زاد على ذلك بأن افترى على معاوية رضي الله عنه في عدة أمورٍ في خطبته آنفة الذكر منها:
أولاً : أنه يدعي أن معاوية بن أبي سفيان يكره علياً ويكره أصله وفصله.
ثانياً : أنه صاحب طموحاتٍ حقيرة
ثالثاً : أنه رفع قميص عثمان من باب الحيلة التي يتوصل بها إلى الخلافة
رابعاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر منه فقال هذا الملك سيفسد خلافة أُمتي
خامساً : اتهامه إياه بأكل الربا وبيع الأصنام وأنه أمر بسب علياً
سادساً: تبرؤوه منه وهذا التبرؤ يدل على أن هذا الرجل فيه نزعةٌ شيعية قوية إن لم يكن رافضياً جلداً لأنه ليس من عقيدة
أهل السنة والجماعة التبرؤ من أحدٍ من الصحابة كما تقدم من قول الإمام الطحاوي في العقيدة الطحاوية
(ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولانفرط في حب أحد منهم , ولا نتبرأ من أحدٍ منهم , ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم). ومعاوية أحد الصحابة باتفاق العلماء فمن تبرأ منه فقد خرج من عقيدة أهل السنة والجماعة ووافق الشيعة الذين يتبرؤون منه في كتبهم ومواقعهم على الشبكة العنكبوتية , ومن العجائب أن كل هذه التهم التي كالها خطيب مسجد الشورى لهذا الصحابي الجليل هي التهم نفسها التي يرميه بها الشيعة حتى أنه استدل على نفاقه بحديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال : كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم , فقال . يطلع عليكم من هذا الفج رجلٌ يموت على غير ملتي . قال وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء فكنت كحابس البول مخافة أن يجيئ قال : فطلع معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم(هو هذا) رواه البلاذري في أنساب الأشراف وهو عين الحديث الذي يستدل به الشيعة على نفاق معاوية مع أنه حديث باطل من جهة السند والمتن وسيأتي ذكر أقوال أهل العلم فيه .

بطلان تقسيم عدنان إبراهيم للصحابة على عدول وظلمة معتدين
تقرر فيما سبق أن الصحابة كلهم عدول ثقات وأن هذا الحكم ثابتٌ لعمومهم كما هو أيضاً ثابتٌ لآحادهم كما دلت عليه عموم الأدلة من الكتاب والسنة ولم يشذ في ذلك إلا أهل البدع كما قال الحافظ بن حجر في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة (اتفق أهل السنة على أن الجميع عدولٌ ولم يخالف في ذلك إلا شذوذٌ من المبتدعة ). وقد نقل إجماع العلماء على عدالة الصحابة الإمام النووي وابن حجر والخطيب البغدادي وابن الملقي وابن الصلاح والقرطبي وغيرهم .فتبين بذلك أن ما ذهب إليه الشيعة مما يعرف بمبدأ التقييم والتدقيق الموضوعي للحكم على كل صحابي على حدة مبدأ خاطئ لادليل عليه , ويظهر من كلام خطيب مسجد الشورى عدنان ابراهيم أنه يميز بزعمه بين صالح الصحابة وطالحهم فينتقد بل ينتقص من يظنه منهم من أهل الظلم والضلال فتسمعه يقول ( أفلا ننتقدهم ! ) ويمدح ويثني على من يشاء منهم وبعض تلاميذه تبعوه في هذا التقسيم واستدلوا بالنصوص التالية :
1-حديث في أصحابي اثنا عشر منافقاً (رواه مسلم)
2- وحديث عمار أن (قاتله وسالبه في النار) رواه أحمد في مسنده وقد كان قاتل عمار بزعمهم هو الصحابي أبو الغادية الجهني وكان ممن شهد بيعة الرضوان .
3- وحديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ليردن علي ناس من أصحابي حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول : أصيحابي أُصيحابي فيقول إنك لاتدري ما أحدثوا بعدك ) رواه مسلم وفي رواية البخاري فقال : سحقاً سحقاً .
4- وحديث صاحب الشملة وهو من الصحابة وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الشملة التي غلَ يوم خيبر تشتعل عليه في النار ) رواه البخاري .
والجواب عن هذه الأدلة مجملٌ ومفصل فأما المجمل فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثبت فضلهم جميعاً بلا استثناء وثبتت عدالتهم بالنصوص القاطعة وبإجماع علماء الأمة الذين يُعتد بإجماعهم قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (فالصحابة كلهم عدول أولياء الله تعالي وأصفياؤه وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله هذا مذهب أهل السنة والجماعة من أئمة هذه الأمة , وقد ذهب شرذمة لامبالاة بهم إلى أن حال الصحابة كحال غيرهم فيلزم البحث عن عدالتهم) وإجماع العلماء حجة قاطعة لحديث (لاتجتمع أمتي على ضلالة ) وعليه فقد دلت الأدلة على فضلهم وصلاحهم فإذا وجد نصٌ فيه طعنٌ أو قدحٌ فيهم أو في بعضهم وجب أولاً التأكد من صحته وثانياً معرفة تفسيره على الوجه الصحيح لأن نصوص الكتاب والسنة لا تتعارض.
وأما الجواب المفصل فهو أن نقول :

1-قوله صلى الله عليه وسلم ( في أصحابي اثنا عشر منافقاً) حجة عليهم لا لهم إذ أنه لم يقل من أصحابي اثنا عشر منافقاً ولكنه قال (في أصحابي ) وفي تفيد الوعاء أي أنه مندسٌ وسط أصحابي منافقون بخلاف ما لو قال (من أصحابي) فإن من تفيد التبعيض وقد ذكر هذا الحديث العلامة ابن كثير رحمه الله تعالي عندما تكلم في تفسير الآيةالرابعة والسبعين من سورة التوبة فذكر روايتين للإمام أحمد والبيهقي جاء فيهما أن جماعة من المنافقين اندسوا وسط الصحابة وأرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلموأورد ابن كثير هذا الحديث ( في أصحابي اثنا عشر منافقاً إلخ)

ثانياً: كلمة الصحابة هنا يراد بها المعنى اللغوي لأن الصحابة بالمعنى الإصطلاحي ليس منهم منافق لما تقرر بأن الصحابي ليس منافقاً والمنافق ليس صحابياً لأن الصحابي في الإصطلاح ( من لقى النبي صلي الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام ) والمنافق كافر في حقيقة الأمر لكن لغةَ يسمى كل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم صحابياً سواء كان كافراً أو منافقاً أو مؤمناً استناداً إلى المعنى اللغوي الذي يفيد الصحبة.
2- واستدلالهم بأن عمار (سالبه وقاتله في النار) وأن قاتله بزعم عدنان هو الصحابي الجليل أبو الغادية الجهني وأنه ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان .
جوابه : أن هذا الإدعاء لايمكن أن يصح حتى وإن نقله عدنان عن بعض العلماء لأنه يجب أن يؤخذ من كلام أهل العلم ماوافق الدليل ,ووجه بطلان هذا الإدعاء أن جميع من بايع بيعة الرضوان سيدخلون الجنة لقوله تعالى ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( والرضا من الله صفة قديمة , فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضا- ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً فكل من أخبر الله عنه أن رضي عنه فإنه من أهل الجنة )
ولقوله صلى الله عليه وسلم ( لن يدخل النار أحدٌ بايع تحت الشجرة )
وهناك ثلاثة حقائق يجب ذكرها في هذا المقام
أولها : أن حديث عمار (قاتله وسالبه في النار) مما اختلف أهل العلم في تصحيحه وتضعيفه
ثانيها :أن بعض كبار المؤرخين ذكر أن قاتل عمار رجلٌ آخر غير الصحابي أبي الغادية الجهني فقد ذكر المسعودي أنه أبو الغادية العاملي وذكر ابن الأثير أنه أبو الغازية وقال ابن سعد في الطبقات إنه أبوعادية المزني .
وثالثها : اختلفوا في أبي الغادية الجهني هل كان ممن بايع بيعة الرضوان أم لا ؟
3- واستدلالهم بحديث الحوض ( ليردن علي ناس من أصحابي حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول : أُصيحابي أُصيحابي فيقول إنك لاتدري ما أحدثوا بعدك) رواه مسلم .
الجواب عنه : أن استدلالهم به على كون بعض الصحابة يغيرون الدين ويحدثون فيه مالايجوز غير صحيح . أولاً: لأن الحديث وارد في اناس يَرتَدون عن الإسلام فهو إذن يتكلم عن المرتدين , والمرتدون ليسوا من الصحابة لأن الصحابي كما ثبت في تعريفه (من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام ) والدليل على أن الحديث في المرتدين أنه قال في آخره كما في رواية البخاري فأقول سحقاً سحقاً وكلمة سحقاً تعني بعداً عن رحمة الله تعالي وهي لفظٌ يراد به الكفار قال الله تعالى في شأن الكافرين في سورة الملك (فسحقاً لأصحاب السعير) فيكون لفظ أصيحابي هنا يراد به المعنى اللغوي .
ثانياً أنه جاء في بعض روايات الحديث (قومي قومي) وفي بعضها (أمتي أمتي) فيصار في هذا الموضع إلى تفسير كلمة أصيحابي بأتباعي لأن كلمة صاحب من معانيها التابع ولأن روايات الحديث يفسر بعضها بعضاً فيفيد هذا النص أن أناساً من الأمة سيرتدون أو يتبعون الأهواء المكفرة فيصدون عن الحوض يوم القيامة.
3- واستدلالهم بحديث صاحب الشملة ( أن الشملة التي غلَ تشتعل عليه في النار) وقد كان الذي غلَ الشملة من الصحابة . والجواب عنه أن عدالة الصحابي لاتعني أنه معصومٌ من الذنوب والقصة المتقدمة وإن دلت على أن أحد الصحابة ارتكب اثماً فهذا لاينفي فضله من جهة أخرى وأنه من صحابة النبي صلى الله عليه والسلام الذين مدحهم الله تعالى فالواجب في هذه الحال الإستغفارله ولا يجوز سبه له.(وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)
وخطيب مسجد الشورى استدل بأحاديث ضعيفة بل ومكذوبة أحياناً وبرواياتٍ تاريخية موضوعة لاتصح في ذم أناسٍ من الصحابة وترك أحاديث صحيحة في فضلهم وبراءتهم مما اتهمهم به وذلك من أعظم الفرية فإذا كان لايجوز الإفتراء على واحد من عموم المسلمين فكيف بالصحابة رضي الله عنهم.ومعاوية بن أبي سفيان واحدٌ من الذين تبرأ منهم وضللهم فماذا نفعل والبخاري روى أحاديث لمعاوية عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فهل نتبرأ منها فنتبرأ من جزءٍ من ديننا أم ماذا؟

الرد على عدنان في قدحه في معاوية ابن أبي سفيان
ادعى الدكتور عدنان بأن معاويةً يكره علياً ويكره أصله وفصله , وأورد قوله صلى الله عليه وسلم في علي رضي الله عنه (لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق ) وواضح أن الدكتور يريد أن يربط بين معاوية والنفاق بهذه المقولة لكي يوحي بأن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رجلٌ منافقٌ وقد فعلها عدنان حقاً عندما رمى في أحد دروسه معاويةً بالنفاق أو بأنه مات على غير ملة الإسلام ولكن خطيب مسجد الشورى أمر بإخفاء شريط الدرس بعد أن علم برغبتنا في الرد عليه وكان قد استدل على ما يقول في ذلك الدرس بحديث عبدالله بن عمرو بن العاص المتقدم ( كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم من هذا الفج رجلٌ يموت على غير ملتي . قال وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء فكنت كحابس البول مخافة أن يجيئ قال : فطلع معاوية )
رواه البلاذري والجواب عن ذلك أن نقول : إن البغضاء قسمان: بغضاء تامة فمن أبغض علياً من كل الوجوه فهو منافق وهناك بغضاء ناقصة كالتي تحدث بين المتخاصمين من المسلمين وليس هناك دليل على أن معاوية كان يكره علياً كرهاً تاماً بل إن بغضه إياه ان ثبت فهو بغضٌ ناقص بسبب الخلاف الذي كان بينهما وهذا النوع من الكره لايجعل صاحبه منافقاً وليس من يحب علياً فهو مؤمن لأن النصيرية والإسماعيلية الذين يحبون علياً ويؤلهونه ليسوا بمؤمنين بإتفاق العلماء ,والخوارج يبغضون علياً بل يكفرونه ومع ذلك فليسوا منافقين لأنهم بإتفاق الصحابة والتابعين.
فلذا وجب أن نفهم هذ الحديث على وجهه الصحيح.
وحديث عبدالله بن عمرو بن العاص الذي رواه البلاذري واستدل به عدنان ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي ……. فطلع معاوية) حديث لايصح لاسنداً ولامتناً فأما من جهة المتن فهو حديث مضطرب لأن الإمام أحمد رواه في مسنده بلفظ فطلع الحكم بدلاٌ عما رواه البلاذري فطلع معاوية وأما علته من جهة الإسناد فهو من رواية عبدالرزاق وقد كان ُيلقن الحديث عندما كبر في السن وقد حَكم ببطلان هذا الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية كما في منهاج السنة النبوية .وأيضاً فإن معاوية رضي الله عنه كان يوقر علي بن أبي طالب ويعترف بفضله وسيأتي توكيد ذلك في المقالة القادمة إن شاء الله.

ثانياً: ادعى عدنان في معاوية أنه صاحب طموحاتٍ حقيرة . وهذا باطل فإنه رضي الله عنه قال عن نفسه (ماخيرت بين أمرين إلا واخترت مافيه رضاء الله عز وجل ) انظر منهاج السنة النبوية.
ثالثاً : ادعى أنه رفع قميص عثمان ليتوصل بذلك إلى الحكم وهذا قول باطل أيضاً لأنه ليس وحده الذي رفع قميص عثمان وطالب بالقصاص من قتلته. فالسيدة عائشة وطلحة والزبير وغيرهم رضي الله عنهم طالبوا بذلك فهل نتهمهم كذلك بالطمع في السلطة! وكونه لم يقتص من قتلة عثمان بعد أن آل إليه الأمر فذلك له أسباب
أولها : أن معظم أولئك القتلة كانوا قد هلكوا عندما تولى معاوية السلطة وثانيها : أن الفتنة التي حدثت في صفين والجمل أقنعته ألا يستمر في المطالبة بذلك.
ثالثها : لأن اتفاقية الصلح بينه وبين الحسن رضي الله عنه أشارت إلى العفو عنهم .

ثالثاَ : ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه : هذا الملك سيفسد خلافة أمتي .
والجواب عنه أن هذا حديثٌ باطل لايوجد في كتب السنة الصحيحة ,وادعى أن معاوية كان يأكل الربا ولذا ترك أبو الدرداء له الشام وأنه كان يبيع الأصنام للمشركين وكل هذا كذب ولايستطيع أن يأتي برواية تتهمه ببيع الأصنام للمشركين وكذلك لم يتعامل بالربا ولم يترك أبو الدرداء له الشام لأجل ذلك , وباب الربا فيه مسائل مختلفٌ فيها كربا الفضل وقد أباحه ابن عباس وذُكر أنه رجع عن اباحته فلعل معاوية اجتهد مثل اجتهاده أو في مسألة أخرى من أبواب الربا المختلف فيها فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ولاتثريب عليه لخطأ وقع فيه عن اجتهادِ صحيح فرضي الله عنه وعن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإني مواصل الرد على عدنان إبراهيم في مقالاتي القادمة إن شاء الله وإني مستعدٌ لمناظرته نُصرةً للحق ونصحاً لدين الله ..
وكتبه أمير محمد محمد الأمين
إجازة في الشريعة الإسلامية
Email: Verein-dialog@hotmail.com
Tel: 0043/650/6519179

=======================================
رد أمير محمد محمد أمين الثاني على عدنان إبراهيم في تهجمه على أبي هريرة وأبي سفيان ومعاوية رضي الله عنهم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليماً كثيراً
وبعد : أيها الأخوة الكرام في المقالة السابقة كتبت شيئاً يسيراً في الرد على امام مسجد الشورى عدنان إبراهيم وكان في نيتي أن أتبع تلك المقالة بمقالات أخرى في فضح عقيدة هذا الرجل ومخالفتها لعقيدة أهل السنة والجماعة مع التنبيه على أخطائه في أمور أخرى في العقيدة والمنهج والفتاوى , وقد كان غرضي من كل ذلك تقديم النصح له ولأتباعه بعد أن امتنع من لقائي ومن المناظرة معي بدعوى أنني لست من أهل العلم مع أنه تناظر مع أحد المهندسين في فيينا وأراد أن يناظر أحد دراويش الصوفية فيها ولم يدع أنهم ليسوا من أهل العلم مما يدل على أنه يتخير من يناظرهم بمقياس غير عادل فهو يناظر من لم يكن من أهل الإختصاص في الشريعة ويمتنع من المناظرة مع أهل الإختصاص فيها بدعوى أنه ليس من أهل العلم لأنه لايوافقه على سب الصحابة رضي الله عنهم .
وإمام مسجد الشورى عدنان إبراهيم لم ينتقص من قدر معاوية رضي الله عنه فحسب بل زاد على ذلك بأن ادعى أن الصحابي الجليل أباهريرة رضي الله عنه كانت همته في أكل الطعام وأنه كان يذهب كل يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل ذلك وزعم أن كل مصائب المسلمين كانت بسبب الصحابي الجليل أبي سفيان بن حرب صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم . واستمعوا إلى شريطه رقم 19 في تفسير سورة الأحزاب وشريطه في تفسير سورة الأنبياء.
ولست أعجب من شتم بعض تلاميذ عدنان لي ووصفهم لي بالجهل والسطحية لأن هذا كله إنما هو ثمرة واحدة من ثمار تلقيهم العلم على يد عدنان إبراهيم , وإذا كان شيخهم يسب الصحابة رضي الله عنهم فمن باب أولى أن يسبونا هم إذا نحن دافعنا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وجزى الله الأستاذ بهجت البيبة خيراً لنشره هذا الرد .
وأقول لكل هؤلاء إن قضية الصحابة رضي الله عنهم ليست قضية خلافٍ بين العلماء.ولا مسألة يسوغ فيها قولان حتى يقول الواحد فيها قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ولكنها قضية عقيدة اتفق عليها أهل السنة والجماعة ولم يخالف فيها إلا أهل البدع.
قال ابن الصلاح في مقدمته (ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة, ومن لابس الفتنة منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع.
وقال الإمام الذهبي : ( فأما الصحابة رضي الله عنهم فبساطهم مطوي ، وإن جرى ما جرى ….. ، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل ، وبه ندين الله تعالى).
وقال الإمام الحافظ بن كثير رحمه الله تعالى ( والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة)
إذن فالإجماع منعقد على عدالة الصحابة رضي الله عنهم ولايوجد خلاف بين أهل السنة والجماعة في هذه المسألة وأنه لايجوز سب أحد منهم ولاتنقصه وإنما وقع الخلاف فيها بينهم وبين أهل البدع كالرافضة والمعتزلة وأشباههم وأنا لم أتعصب لرأي بعض علماء أهل السنة كما ادعى أحد تلاميذه وفقه الله لقبول الحق لأن أهل السنة لم يختلفوا أصلاً في هذه المسألة كما اتضح مما ذكرته آنفاً ولكن شيخه عدنان سلك مسلك أهل البدع من الرافضة والمعتزلة والخوارج في قضية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , وقد أدخل عدنان أولئك النفر الذين حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك في الصحابة مع أنهم من المنافقين وقد ذكر ابن كثير قصتهم عند تفسيره للآية الرابعة والسبعين من سورة التوبة وأيضاً ادخل امام مسجد الشورى أبا الخويصرة التميمي زعيم الخوارج فيهم. خلافاً لاكثر العلماء الذين يرون أنه ليس بصحابي وقد توقف في شأنه الحافظ بن حجر والظاهر أن أبا الخويصرة كان منافقاً لأنه اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالظلم وهذا لايكون إلا من منافق كافر مع أن الحكم العام أن الخوارج لم يكفرهم أهل العلم ولكن هذا لايمنع من القول بأن فيهم من هو منافق خالص, ولهذا السبب ولغيره من الأسباب نطق إمام مسجد الشورى –فيما يظهر- بحكمه الجائر على سادة هذه الأمة.
يافيلسوف لقد شغلت عن الهدى…. بالمنطق الرومي واليوناني.
وشريعة الإسلام أفضل شرعة …دين النبي الصادق العدناني
ومن هو حتى يقول ماقال في معاوية وأبي سفيان وأبي هريرة وكل الذين انتقصهم ونال منهم .
لقد سئل العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى عن رأيه في معاوية رضي الله عنه فقال ومن أنا حتى أقول رأيي فيه وأما عدنان فإنه يقول : أحمق الحمقى من يرى الترضي على معاوية بن أبي سفيان وهذا –لاشك- سب وتجهيل لكل علماء أهل السنة والجماعة لأنهم يترضون عنه , وأما حديث (ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية) فلايصح دليلاً لكم على تفسيق معاوية لأنه كان متأولاً والباغي قد يكون متأولاً أي مجتهداً مخطئاً فلايفسق ولايؤثم وارجعوا الى ماكتبه ابن تيمية في الجزء الخامس والسادس من كتابه الرائع منهاج السنة النبوية وقد تأول خالد بن الوليد رضي الله عنه كما في قصته مع بني جذيمة فأخطأ رضي الله عنه ولم يكن ذلك قادحاً فيه بل ظل شامخاً عظيماً.
فقد روى البخاري رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى بني جذيمة ليدعوهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل يقتل منهم ويأسر وفي آخر الحديث قال عليه الصلاة والسلام (اللهم إني أبرأ إليك ممافعل خالد)
قال العلامة ابن حزم رحمه الله (وأما أمر معاوية رضي الله عنه بخلاف ذلك , ولم يقاتله علي رضي الله عنه لإمتناعه من بيعته لأنه كان يسعه في ذلك ماوسع ابن عمر وغيره لكن قاتله لإمتناعه من إنفاذ أوامره في جميع أرض الشام وهو الإمام الواجبة طاعته فعلي رضي الله عنه هو المصيب في هذا ولم ينكر معاوية قط فضل على واستحقاقه الخلافة لكن اجتهاده أداه إلى أن رأى تقديم القود (القصاص) من قتلة عثمان رضي الله عنه على البيعة ورأى نفسه أحق بطلب دم عثمان )
واقرؤوا ماكتبه الإمام أبو بكر بن العربي في العواصم من القواصم وماكتبه الدكتور الصلابي في كتابه حقيقة الخلاف بين الصحابة واقرؤوا كتاب صحيح تاريخ الأمم والملوك للدكتور البرزنجي,وليذكر أولئك الطاعنون في معاوية رضي الله عنه أنه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وأمينه على وحيه ,وليتأملوا شهادة نبيهم صلى الله عليه وسلم فيه وشهادة صحابته العملية كعمر وعثمان رضي الله عنه وشهادة ابن عباس وغيره في صحيح البخاري والكتب الستة الصحاح وكذلك فليعلموا أنه داخل في عموم النصوص الدالة على فضل الصحابة رضي الله عنهم فتكون الشهادة قد ثبتت له بنصوص عامة وخاصة فلذا اتفق أهل السنة على عدم جواز الطعن فيه ونحن لسنا بحاجة إلى شهادة زور في تنقصه والنيل منه لاعتمادها على أحاديث مكذوبة وضعتها الشيعة كما بين ذلك أهل العلم بالحديث ,ولسنا كذلك بحاجة إلى تفسير خاطئ للتاريخ كتفسير عدنان الذي طعن كذلك في تاريخ بني أمية وبني العباس وسيأتي الرد عليه في كل هذه المسائل وفي مسائل أخرى في باب العقيدة في المقالة القادمة إن شاء الله .
فضائل معاوية رضي الله عنه
قال ابن القيم رحمه الله في المنار المنيف ( فيما صح في مناقب الصحاب على العموم ومناقب قريش فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه ) انتهى قوله .
وأما ماثبت في فضله بصفة خاصة –على سبيل المثال لا الحصر-
1- فمارواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قيل له: هل لك في معاوية فإنه لم يوتر إلا بواحدة قال أصاب إنه فقيه)
2- مارواه البخاري في تاريخه والترمذي في جامعه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية ( اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به) وهذا الحديث حسنه الترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة وقال : رجاله ثقات رجال مسلم . وزاد الآجري في الشريعة (وقه العذاب).
3- مارواه البخاري في صحيحه عنه عليه الصلاة والسلام انه قال (أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا) قال ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري قال المهلب في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر)
وقد ولاه عمر بن الخطاب ومن بعده عثمان بن عفان رضي الله عنه ولاية الشام وعمر من أعلم الناس بالرجال
فلو رأي فيه نفاقاً ماولاه شيئاً من الولايات ولم يرو عن عمر عزله عن ولايته لأن رعيته بالشام كانت تحبه ولم تشتك منه يوماً. كما قال ابن تيمية, فالطعن فيه طعنٌ في عمر وعثمان رضي الله عنهم بل هو طعن مباشر في رسول الله لأنه كان من كتاب الوحي بين يديه ولكن امام مسجد الشورى يجعل حياة هذا الصحابي الجليل كلها سوداء فتسمعه يقول كما في خطبة خصائص الفرعونية في القرآن: (أي جزء كتبه من الوحي , هذا ماورثنا إياه الفقه الإستبدادي والعقول المغلقة على أمثال هذه الحقائق الزائفة)
قال ابن تيمية في الجزء الرابع من منهاج السنة النبوية (فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمَّره النبي صلى الله عليه وسلم كما أمَّر غيره وجاهد معه , وكان أميناً عنده يكتب الوحي وما اتهمه النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي وولاه عمر بن الخطاب الذي كان أخبر الناس بالرجال وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ولم يتهمه في ولايته ) انتهى كلامه ولو لاخوف الإطالة لذكرت لكم شهادة كثيرٍ من الصحابة والسلف فيه .
واقرؤوا كتاب شيخ مشايخنا العلامة محمد الأمين الشنقيطي ( الأحاديث النبوية في فضائل معاوية بن أبي سفيان)

فتاوى الأئمة الأربعة فيمن سب الصحابة رضي الله عنهم أو واحداً منهم

أولاً الإمام أحمد
روى الخلال في السنة أن الإمام أحمد بن حنبل سئل عن الرجل يقول عن معاوية إنه مات على غير الإسلام أو كافر أيكتب عنه يعني الحديث قال : لا.
وروى الخلال بإسناده عن الإمام أحمد أنه سئل عمن قال : لا أقول عن معاوية إنه كتب الوحي ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً فقال : هذا قول سوء ردئ يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس وكذلك جاء في كتاب السنة للخلال أن رجلاً سأل الإمام أحمد قائلاً : لي خال ينتقص معاوية وربما أكلت معه فقال مبادراً:لاتأكل معه وسنده صحيح . وجاء في نفس الكتاب: مالهم ولمعاوية نسأل الله العافية وكان يفتي رحمه الله يمعاقبة من يسب أحداً من الصحابة ويفتي بفسق من سب معاوية وعدم جواز الصلاة خلفه.
ثانياً الإمام مالك
جاء في كتب الشفاء في حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
(أن الإمام مالك سئل عمن يسب أحداً من الصحابة رضي الله عنهم فقال ) وان شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نُكل نكالاً شديداً يعني عوقب عقوبة شديدة.
ثالثاَ : الإمام الشافعي:
أفتى الإمام تقي الدين السبكي بفسق من سب صحابياً من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام
وأفتى الإمام الشافعي بعدم جواز الصلاة خلف الرافضة (سير أعلام النبلاء)
رابعاً مذهب الإمام أبي حنيفة:
كان أبويوسف تلميذ أبي حنيفة النعمان يقول لا أصلي خلف جهمي ولا رافضي ولاقدري (شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي)
والظاهر من أقوال أبي حنيفة رحمه الله أنه يقول بكفر من سب أبابكر وأنكر إمامته وبفسق من سب أحد الصحابة . وانظر فتاوى تقي الدين السبكي .
كلمة أخيرة
إن خطب عدنان ابراهيم أحدثت الفرقة بين المسلمين وأفسدت عقيدتهم وصارت ثغرة تنفذ منها عقيدة الشيعة إلى أهل السنة بدليل ماكتبه الروافض في منتدياتهم وماعلقوا به على خطبته الباغي معاوية بن أبي سفيان على اليوتيوب ومطالبتهم له بأن يذكر مايزعمونه من فضائح أبي بكر وعمر وعائشة , وأبشر الأخوة بأن الشبخ محمد بن مبارك الداهوم تلميذ الشيخ عثمان الخميس حفظه الله قد أعد سلسلة في الرد على امام مسجد الشورى على موقعه الإلكتروني وعلى اليوتيوب بعنوان (عدالة الصحابة وعقيدة عدنان إبراهيم فيهم) فاحرصوا على متابعتها ونشرها فإنها والله ماتعة ومفيدة.
وأما دعوى عدنان بأن أباهريرة رضي الله عنه كانت همته في الطعام وأنه كان يذهب كل يوم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لأجل ذلك وأنه حاول أن يصرفه عنه فقال له (يا أباهريرة زد غباً تزد حباً )فاستدلاله بهذا الحديث انما هو استدلال بحديث لايصح قال فيه الإمام الخرائطي حديث موضوع أي مكذوب على النبي عليه الصلاة والسلام وهذه العبارة من كلام السيدة عائشة رضي الله عنها في مناسبة أخرى وانظر إلى سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني رحمه الله.
وتنقصه لأبي سفيان بن حرب الصحابي الجليل وصهر نبينا عليه الصلاة والسلام لايقوم عليه دليل فإن أباسفيان ثبتت فضائله وقد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على نجران حتى وفاته .

وفي المرة القادمة سأعقد لكم مقارنة بين عقيدة الرافضة وعقيدة إمام مسجد الشورى بالأدلة بإذن الله تعالى لتعلموا أنه لم يخرج من دائرتهم
وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 وإليكم الموقع الإلكتروني للشيخ محمد الداهوم
http://www.bofawzi.com 
وكتبه أمير محمد محمد الأمين
إجازة في الشريعة الإسلامية
Tel:0043/650/6519179
Email: verein-dialog@hotmail.com

جواب أمير محمد محمد الأمين على الجواب الأول لممثل عدنان إبراهيم
لقد كنت أرجو أن يصلني جواب علمي على ردي على إمام مسجد الشورى عدنان إبراهيم غير السب والشتائم لأن القضية قضية علمية دينية وليست شخصية ولكن رد المسئول عن موقع عدنان جاء على هذا النحو الذي تجدونه أيها القراء ولعلكم تنفعونا بأرائكم
جواب ممثل عدنان إبراهيم الأول على أمير محمد محمد الأمين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
لقد وصلني المقال الذي رددت فيه على سيدك الشيخ العالم العلامة عدنان إبراهيم وقد كشفت نفسك كم أنت قزم حتى ترد على أسيادك ولو شغلت نفسك بالجلوس والتعلم لكان أصلح لك أما أن ترد على سيدك فهذا أمر مثير للسخرية والضحك والشيخ محق أنه لا يناظر أمثالك من الجهلة الذين يبحثون عن مكان وإمضاء إجازة في الشريعة لم تسعفك وكلامك واهن ومليئ بالكذب والإفتراءات ولم استمعت لما قاله سيدك الشيخ العالم العلامة حفظه الله لما تجرأت وكتبت فاعرف قدرك وحجمك وتعلم وإذا كنت من أحباب معاوية فأسأل الله أن يحشرك معه مع العلم وأنه ليس للشيخ الوقت حتى لقراءة ردك ولا للرد عليك والسلام
رفيق بوعزيز
============================================================
رد أمير محمد محمد أمين الثالث على عدنان إبراهيم في سبه للصحابة بالوحي والعقل والمنطق والتاريخ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
ذكر عدنان إبراهيم خطيب مسجد الشورى بفيينا في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم 28 أكتوبر 2011 أن هناك من يُشنعون عليه بسبب مايسميه نقداً لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه زاعماً أن خلافه في هذه المسألة مع من خالفه فيها إنما هو خلاف فرعي يسع الناس أن تتعدد مشاربهم فيه لأنه ليس من أمور العقيدة المهمة , وانتقد خطيب مسجد الشورى الذين يصنفون الناس إلى سنة وشيعة وأشعرية وغير ذلك , وأنكر إنكاراً شديداً على من يلعن مسلماً يؤمن بالله واليوم الآخر في تلك الخطبة التي استغرقت ساعة وعشرين دقيقة من الزمن فأقول رداً على هذه المغالطات
أنه لم ينتقد معاوية رضي الله عنه فحسب ولكنه سبه وسب غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكلمة السب في لغة العرب لفظ يشمل اللعن والتنقص والإستهزاء وغير ذلك مما يشان به الإنسان فمن انتقص أحداً من الصحابة الكرام وقلل من شأنه كما فعل عدنان فقد سبه وأتى بذلك منكراً عظيماً وفسقاً مبيناُ لقوله صلى الله عليه وسلم ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) صححه الألباني.

ومعاوية رضي الله عنه داخل في عداد الصحابة بإجماع أهل العلم ولكن خطيب مسجد الشورى أخرجه منهم كما أخرج خالد بن الوليد وكثيراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جملة الصحابة فزعم أنهم من التابعين لأنه يدعي أن كل من أسلم بعد صلح الحديبية فليس بصحابي ( سلسلة عدالة الصحابه ) ويستدل على ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام يوم الحديبية ( أنا وأصحابي حيز والناس حيز لا هجرة بعد الفتح ) رواه أحمد – ويستدل بما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مخاطباً خالد بن الوليد لما جرى بينه وبين عبدالرحمن بن عوف ماجرى
( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ ) – (رواه البخاري ومسلم)
وعلى هذا فقد أخرج عدنان إبراهيم أبا هريرة وخالد بن الوليد وأبا سفيان واشج عبد القيس وعمرو بن العاص وسهيل بن عمرو وأبا موسى الأشعري وآلاف الذين أسلموا آنذاك وصحبوا النبي من كونهم صحابة لأن كل هؤلاء وغيرهم أسلموا بعد الحديبية فأقول في الرد عليه في هذه المسألة :
• أولاً : حديث لاتسبوا أصحابي لا يعني أن خالداً رضي الله عنه ليس من أصحابه ولكن النبي صلى الله عليه وسلم وصف عبدالرحمن بن عوف بكونه من أصحابه وسكت عن خالد لأن عبدالرحمن بن عوف لما أسلم وصار في زمرة أصحابه صلى الله عليه وسلم كان خالد رضي الله عنه لازال مشركاً يحارب الإسلام ولهذا الحديث نظير آخر في السنة وهوقوله عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب فيما رواه البخاري (هل أنتم تاركوا لي صاحبي) يعني أبا بكر فهل يجوز لأحد بعد ذلك أن يدعيَ أن عمر ليس بصحابي لقوله عليه الصلاة والسلام هل أنتم تاركوا لي صاحبي الجواب : لا, لأن كون ابي بكر صحابي لا ينفي كون عمر كذلك إلا أن أبا بكر أسبق إسلاماً وأخص بالصحبة من عمر وهذا وقع تماماًمقابل قوله عليه الصلاة والسلام لخالد لا تسبوا أصحابي عندما أخطأ خالد في حق عبدالرحمن بن عوف لأن ابن عوف أسبق إسلاماً وأخص بالصحبة من خالد كما تقدم ذكره وأظن أن عدناناً أوتي من جهة الفهم فهو يفسر كثيراً من الأحاديث تفسيرا خاطئاً لا دليل له عليه سوى إتباعه للهوى مخالفاً بذلك الحق وإجماع العلماء
ويستدل في أحايين كثيرة بالأحاديث المكذوبة والشديدة الضعف لأنه يعلم أن كثيراً من الذين يجلسون أمامه في حلقة الدرس لا يراجعون مايقول مراجعة علمية ولا يهتمون بمعرفة عما إذا كان مايستدل به من النصوص صحيح أم ضعيف أو موضوع فهم يقلدونه ويتعصبون له إلا من رحم الله

• ثانياً : الدليل الثاني الذي استدل به عدنان في نفي الصحبة عن خالد بن الوليد وغيره من الصحابة الذين أسلموا بعد الحديبية وهو حديث الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الحديبية( أنا وأصحابي حيز والناس حيز )لا يراد به نفي الصحبة عن الذين أسلموا بعد الحديبية لأن الإجماع منعقد على أن هؤلاء ومن تبعهم من الطلقاء كلهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن المراد به انتفاء الهجرة بعد الفتح .
والذين حضروا خطبة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في السنة العاشرة من الهجرة كانوا كلهم صحابة بإتفاق العلماء وكلهم عدول لأنه قال لهم ألا ليبلغ الشاهد الغائب فإن لم يكونوا عدولاً ثقات عنده ما أسند إليهم أن يبلغوا عنه .
وفي سلسلة عدالة الصحابة يدعي إمام مسجد الشورى أن التعريف الصحيح للصحابي هو تعريف الأصوليين والذي ينص على أن الصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم واختص به إختصاص المصحوب وطالت مدة صحبته مرجحاً هذا التعريف على تعريف المحدثين الذي يعرف الصحابي بأنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام مع أن التعريف الثاني هو الراجح وسيأتي تفصيل هذه القضية في مقالتي القادمة إن شاء الله وحتى على التعريف الثاني فلا يجوز له نفي الصحبة عمن نفاها عنهم بحجة أنهم أسلموا بعد الحديبية لأن من هؤلاء كخالد بن الوليد وأبي هريرة وغيرهم من لازم النبي صلى الله عليه وسلم لعدة سنوات فهم من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام على كلا القولين ولم يدع ٍأحد من العلماء في هؤلاء ما ادعاه عدنان إبراهيم فهل سمعتم عالماً واحداً يقول أن خالد بن الوليد ليس صحابياً كما زعم عدنان وأظنكم تتفقون معي على أن هذا الرجل يأتي بالغرائب والعجائب في العقيدة والفقه والدين وسيأتي في هذه المقالة ذكر شئ من عجائبه وتناقضاته وحتى بعض قصصه مع الجن كما في شريطه ( ابتهال ومدائح) الذي سجل بمسجد الهداية عندما كان إماماً فيه .

الرد على عدنان بالوحي والمعقول والتاريخ
في المقالة الأولى والثانية ذكرت نصوصاً من الكتاب والسنة تدل على عدالة الصحابة كلهم ونصوصاً تدل على فضل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بخصوصه وأود هنا أن أذكر آية أخرى في فضل معاوية رضي الله عنه ومن معه من الذين أسلموا بعد فتح مكة ممن شارك في موقعة حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى في سورة التوبة( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) وقد تحدث شيخ الإسلام بن تيمية في الفتاوى المجلد الرابع صــــــــ458ـــــــفحة في تفسير هذه الآية فقال( وقد شهد معاوية وأخوه يزيد وسهيل بن عمر والحارث بن هشام وغيرهم من مسلمة الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم . غزوة حنين ودخلوا في قوله تعالى (ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ),وكانوا من المؤمنين الذين انزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم , وغزوة الطائف لما حاصروا الطائف ورموها بالمنجنيق وشهدوا النصارى بالشام فزعم إمام مسجد الشورى أن معاوية رضى الله عنه إمام الدعاة إلى النار مستنداً على الحديث الوارد في صحيح البخاري ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) فأقول في الرد على ذلك ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية) هو الجزء المتفق عليه في صحة الحديث وهو لايعني أن معاوية آثم أو فاسق لأنه بغى هو ومن معه متأولاً(أي مجتهداً) فلا إثم عليه إن شاء الله .
والجزء الثاني من الحديث ( يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) لم يرد في أكثر نسخ صحيح البخاري فلذا يرى الحافظ بن حجر أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه مدرج في الحديث فعلى هذا تكون دعوى إمام مسجد الشورى بأن معاوية هو رأس الدعاة إلى النار دعوى باطلة لإعتمادها على هذا الجزء الذي لم يثبت مرفوعاً من الحديث ثم انه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في معاوية قوله ( اللهم اجعله هادياً مهدياً اهده واهدِ به ) فيكون رضي الله عنه رأساً في الهداية إلى الحق بعكس مازعم هذا الخطيب الذي ادعى أنه هو الذي حول الخلافة إلى الملك وأفسد أمور المسلمين وهو اتهام كاذب أيضاً لأن تحول الخلافة إلى الملك ليس مسؤول عنه معاوية رضي الله عنه لأن هذا التحول حدث لأسباب كثيرة منها أن الناس تغيرت أحوالهم وصار فيهم نوع من العصبية فلذا آل الأمر إلى بني أمية آنذاك ولو لم يختاروا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لإختاروا غيره من الأمويين , وإلا حدث صدام في الأمة فيكفيه فخراً أنه اجتمعت به كلمة المسلمين ســــــ41ـــــــنة من الهجرة وهو العام الذي سمي عام الجماعة لإجتماع كلمة المسلمين عليه فلو كان مجرماً وسيئاً كما يزعم عدنان إبراهيم لما تنازل له الحسن بن علي عن الخلافة , فالطعن في معاوية طعن في الحسن الذي بايعه لأنه يكون قد خان الأمة .
وقد جاء في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام أشار إلى الحسن وقال (إن ابني هذا سيد وإن الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) وهاتان الفئتان كما يقول شراح الحديث هما فئة الحسن وفئة معاوية وقد وصفهما بأنهما عظيمتان من العظمة مما يدل على مكانة كلتا الطائفتين وفضلهما واقرؤوا ماكتبه ابن خلدون في المقدمة عن تحول الخلافة إلى الملك فإنه نافع ومفيد .وأيضاً فإن ملك معاوية ومن بعده من ملوك بني أمية وبني العباس ملك يشتمل على كثير من صفات الخلافة فلذا يطلق العلماء على ملوك بني أمية وبني العباس لفظ خلفاء وليراجع من أراد الفائدة ماكتبه ابن تيمية عن الخلافة والملك في الفتاوى وليس ملكه ملكٌ جبري ظالم , وقد عمل معاوية كما قال الزهري فيما رواه الخلال بإسناد جيد سنين بسيرة الشيخين أبي بكر وعمر ما يخرج عنها.

وأما ماادعاه بأنه معاوية ورث ابنه الحكم رغم شربه للخمر وفسقه فهذا غيره صحيح بهذا النحو لأنه لم يثبت أن يزيداً كان يشرب الخمر ولأن معاوية فيما يظهر أراد بذلك أن تجتمع كلمة المسلمين وصحيح أن عمر رضي الله عنه لم يورث ابنه الخلافة لأن الناس كانت أحوالهم في زمان عمر غير أحوالهم في زمان الفتن التي حدثت بعد ذلك ولذلك ينبغي أن نفهم هذه الأحداث في سياقها التاريخي ولو قلنا إنه رضي الله عنه قد أخطأ في توليته يزيد من بعده فهذا إما أن يكون اجتهاد قد أخطأ فيه فهو مأجور فيه أو خطأ تعمده فعلى كل حال فمحاسن هذا الصحابي تغطي على أخطائه فلا يجوز الطعن فيه على كل حال
وزعم عدنان أن معاوية كان يلعن علياً رغم أنه لم يرد بذلك أثر صحيح سوى روايات واهية رواتها من الشيعة فلا تقبل منهم ولو أخذنا بها لأخذنا بالروايات الضعيفة والموضوعة في ذم علي رضي الله عنه وأنه كان يلعن معاوية وعمرو بن العاص كما ورد في تاريخ الطبري والعالم بحق هو من لا يقبل من المرويات إلا ماصح منها ويطرح الضعيف والموضوع وإلا وقع في البدع والضلال, والمنطق العقلي يحكم بأن الصحابة كلهم عدول إذ أنهم هم الذين نقلوا الإسلام إلى الأمة عن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام فلا يجوز أن يكون بعضهم مبدلاً للدين ضالاً لأن هذا يؤدي إلى تبديل شئ من الدين وتحريفه لكن العجيب أن عدناناً ينادي إلى شطب مارواه معاوية وبُسر بن أرطأة من الأحاديث زاعماً بأن الدين لا ينقص إن فعلنا ذلك .
فنقول له هذا الدعوى لم يقلها أحدٌ من علماء أهل السنة ومادام هو يطعن في كثير من الصحابة غير هؤلاء فحتماً سينادي بشطب رواياتهم أيضاً ولعله في آخر الأمر ينادي بشطب الدين كله فإننا لم نعد نتعجب أن نسمع شيئاً على هذا النحو منه فقد اشتط في أخطائه وشذوذه الفكري .
ومن تدليسه دعواه أن المؤرخين الكبار كالذهبي وابن كثير وغيرهم على رأيه في معاوية وهذا كذب واضح لأن هؤلاء الأئمة الثقات يجلون هذا الصحابي الجليل مما يدل على أنهم لا يقولون بقول عدنان فيه ولم يرد عن واحد منهم أنه قالفي معاوية أنه ظالم أو فاسق وهؤلاء المؤرخون أنفسهم هم الذين ذكروا الإجماع على عدالة الصحابة وعدم جواز الطعن فيهم .
يقول المؤرخ بن كثير في البداية والنهاية في ترجمته لمعاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه(وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته والجهاد في بلاد العدو قائم وكلمة الله عالية والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض والمسلمون معه في راحة وعدل وصفح وعفو ) وقال الإمام النووي رحمه الله ( وأما معاوية فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء رضي الله عنه ) وقال ابن تيمية وهو من أعلم الناس بالإختلاف ومن أكثر العلماء تحقيقاً للمسائل( ومعاوية ممن حسن إسلامه بإتفاق أهل العلم)
وقال عنه المؤرخ الشهير ابن خلدون (وأقام في سلطانه وخلافته عشرين سنة ينفق من بضاعة السياسة التي لم يكن أحد من قومه أوفر فيها منه يداً من أهل الترشيح من ولد فاطمة وبني هاشم وآل الزبير وأمثالهم )
ولا يزال عدنان يطعن في مزيد من الصحابة ويكذب عليهم فتسمعه أيها القارئ في سلسلة عدالة الصحابة يطعن في الصحابي الجليل الحكم بن أبي العاص وابنه مروان مستدلاً بحديث عائشة رضي الله عنها أنها قال لمروان بن الحكم أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك وأنت في صلبه فأنت صضض من لعن رسول الله وهذا حديث موضوع أي مكذوب نفاه ابن تيمية وابن القيم وكثير من أهل العلم وهو من أكثر الأحاديث التي يستدل بها الشيعة على ذم الصحابة ولم يثبت أنه عليه الصلاة والسلام لعن أحداً من أصحابه وهو القائل (لم أُبعث لعاناً ولكن بعثت رحمة للعالمين )
ومروان إبن هذا الصحابي الجليل كان من العلماء وقد ذكر الإمام مالك كثيراً من فتاويه في الموطأ ولم يثبت أن مرواناً قتل طلحة بن عبيد الله كما يدعي عدنان بشهادة ابن كثير في البداية والنهاية والقاضي ابن أبي بكر بن العربي في العواصم من القواصم فكلا الرجلين كانا من ضمن الذين ينادون بأخذ القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه قال ابن القيم في المنار المنيف ( أحاديث ذم الوليد ومروان بن الحكم كذب ) وإمام مسجد الشورى كما ذكرت أنفاً يذم الأمويين والعباسيين ويقول إن الأمة لو اختارت ماعدلت عن أهل البيت ويدعي أن أهل السنة قد ظلموا أهل البيت ويلعن بعض الصحابة مما يؤكد أنه ليس من أهل السنة لأن كل ذلك من مبادئ الشيعة .
وكما هو مقرر في علم المنطق إذا كانت المقدمة فاسدة فالنتيجة تكون فاسدة أيضاً وقد اعتمد هذا الرجل في ذمه لكثير من الصحابة على تهم باطلة أدت به إلى نتيجة خاطئة هي ذمهم والقدح فيهم وماقام على باطل فهو باطل .

تناقضات عدنان إبراهيم وتدليسه

• أولاً : يدعي عدنان أنه من أهل السنة ثم يزعم أنه من الصعب تصنيفه ويذكر أن المذهب المعتدل في قضية الصحابة هو مذهب الشيعة الزيدية ويدعو الله أن يوفقه إلى الإعتدال فيُفهمُ أنه يرى أن الحق مع الشيعة الزيدية في هذه المسألة المهمة
وقد اجتمعت في هذا الرجل عقائد كثيرة فهو في مسألة علو الله كالجهمية وفي منهجه بتقديم العقل على النص كالمعتزلة في نظرته للصحابة وذمه لكثير من علماء أهل السنة كالشيعة فكيف يكون سنياً بعد أن جمع كل هذه البدع.
• ثانياً : حكم على من ينكر حد الردة بأنه ضال وعلماني ثم أنكر هو بعد ذلك حد الردة جزئياً أو كلياً .
• ثالثاً : ذم يزيد بن معاوية لأنه زعم أنه كان يعزف الموسيقى بقوله( وكان يضرب بالطنابير )جمع طنبور ثم أفتى عدنان بجواز العزف على الموسيقى والإستماع إليها لأنها في رأيه من الطيبات .
• رابعاً : يخالف في كثير من المسائل بين قوله وعمله فهو يخطب خطبة في التواضع ثم يصف نفسه بأنه عالم ويصف من يخالفونه بالجهل وحتى الشيخ عثمان الخميس لم يسلم من طعنه ولمزه وسخر منه لأنه قال كلمة حق فيه ولا يمنع إمام مسجد الشورى تلاميذه أن يكتبوا على موقعه فضيلة العلامة مع أن ابن باز والألباني أعلم منه بمراحل وكل واحد منهما يصف نفسه بأنه طالب علم .
• خامساً : قال في خطبته( عائشة في النار) لا ينبغي لعن مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر وهو يلعنأناساً من الصحابة والسلف فيخالف بين قوله وفعله وينكر تصنيف الناس إلى سنة وشيعة وأشعرية معأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من صنف الناس فالتصنيف مطلوب مادام بحق وليراجع الأخوة كتاب العلامة بكر أبي زيد تصنيف الناس .
• سادساً : ومن تناقضاته وضعه روابط لمواقع سلفية وصوفية وشيعية فهو يذكرنا بقول الشاعر
أيها المنكح الثريا سهيلاً….. لعمرك كيف يلتقيان

هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَقَلَّت ….. وَسُهيلٌ إِذا اِستَقَلَّ يَمانِ

قصص إمام مسجد الشورى مع الجن

وأما قصص عدنان مع الشياطين فحدث ولا حرج وإليكم ماقال في شريط ابتهال ومدائح مكتبة أشرطة مسجد الهداية وسأكتفي هنا بذكر قصتين من قصصه مع أنه ذكر أربع قصص حدثت له مع الجن يقول هذا الرجل أنا خرجت لي شيطانة في الساعة العاشرة صباحاً وأنا رأيتهم عدة مرات خرجت في شكل جميل جداً , (لا خيالات ولا هلوسات كما أرى وجه الأخ ) وجه صغير أبيض زرقاء العينين وجميلة حتى عاملة الماكياج الأحمر وتغمز لي بعينها كما أرى ا لأخ , ذهبتُ عند الكرسي حتى أداعبها فأنا لم أخف , سأقبض عليها حتى أدخل معها في نقاش , وقمت بهدوء حتى أغافلها وأقبض عليها مفاجئة فكانت أسرع مني الملعونة
( الشيطانة ) اختفت في اللحظة انتهت القصة الأولى .
وفي القصة الثانية أخبر عن شخص رأى الجن والشياطين في اليقظة ثم قال أنا حدث لي قريب من هذا أنا في المنام رأيت رؤيا شيطان أطارده ويطاردني وبعد ذلك استفقت مثل الكابوس وهو ليس كابوس شيطان حقيقي ,فاستفقت فإذا به يضغطني الآن أنا مستفيق لست نائماً يضغطني وجعل يخنقني فقلت لنفسي هل أنت ياعدنان نائم وهل كل هذا في المنام أم في اليقظة ؟ فأنا مفتح عيني قليلاً ولا أستطيع أن أتكلم فقط في قلبي أتلو القرآن أنا مشلول لا أستطيع أن أحرك رمشي وأرى الحائط والحائط كان بجانب سريري فقلت إذا كنت نائماً عندما استيقظ لن أرى ما أراه الآن وإذا كنت مستيقظاً سأرى ما أراه الآن من دقائق ونقوش على الحائط , أرى نقوش وذباب على الحائط وظل يخنق بي حتى كاد يقتلني , حتى جاء ابهامه قريباً من فمي له أصابع عظيمة وعندما جاء ابهامه قريباً من فمي عضضت عليه فقضمته فصرخ وحَلني , ابهامه في فمي أشعر به قطعة من لحم كبيرة في فمي فتحت عيني رأيت الحائط بالدقائق فعرفت أني كنت مستيقظاً , ولم أكن نائماً اعتراني خوف شديد جداً , ابهامه في فمي أشعره وذهبت إلى الحمام فلفظته فلم أر شيئاً . انتهت القصة الثانية .

وفي المقالة القادمة سيأتي الرد عليه في سلسلته التي سماها سلسلة عدالة الصحابة مع ذكر قصة الفروجة التي نقلها في ذم شيخ الإمام النسائي .

وكتبه أمير محمد محمد الأمين
جمعية حوار الحضارات

نقلا من : ابي فوزي

هناك تعليق واحد:

  1. أولاً: يكفي عدنان إبراهيم ضلالا أنه متناقض الفكر، منحرف في الإعتقاد، فمن أخطر ادعاءاته قوله: (إذا آمن الكتابي بمحمد في هذا فلا يعتبر كافراً بمحمد، لكنه ليس ملزماً بالإتباع)
    يقول الحق جل وعلا: (إن الدين عند الله الإسلام) ، (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار) أخرجه مسلم في صحيحه.

    *ثبت بعد هذا أن عدنان رجلٌ جاهل وضال ، وكلامه هنا أسقطه وبين جهله وضلاله ، والناس ليسوا مغفلين ، يعرفون أن من مات وسمع بالإسلام ثم لم يسلم فلن تنفعه يهوديته ولا نصرانيته حتى لو اعترفوا برسول الإسلام.

    ثانياً:على الطرف المقابل، من شغلهم الدفاع عن معاوية بذكر مناقب آت تصح، وبتبرأته من أمور وهو مسؤول عنها، ويكفي بسببه قتل عشرات الألوف، حتى ليخيل إلى القاريء أن حب معاوية شرط من شروط الإسلام،..


    ما أجمل الوسطية

    ردحذف

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..