الصفحات

الجمعة، 30 مارس 2012

تعليقا على تغريدات د.سلامة العتيبي تقرير أمني وليس مراجعة فكرية


هذا التقرير الذي كتبه صاحب تجربة الـ27 سنة مع الإخوان والسرورية هو ذاته الذي تطلبه
أجهزة المخابرات من عنصر التنظيم أو الحزب بعد انهياره.
يعطونه أوراقا وقلما ويقولون له أكتب كل ما تعرف منذ ولدتك أمك.

بعد ذلك يأخذون في سؤاله عن الحيثيات حتى يستذكر ما يمكن أن يكون قد نسيه في السياق.
كيف يعيش المرء 27 سنة في ضلال مبين؟!

أعرف شيوعيا كان محكوما بالسجن 15 سنة، وأجرى مراجعات داخل السجن جعلته بعيدا عن جماعته، إلا أنه لم يعلن الانشقاق، وبقي معهم في السجن حتى لا يقال إنه فعل ذلك من أجل الخروج من المعتقل.

بقي معهم حتى خرجوا جميعا في عفو عام ثم  أعلن مراجعاته.

لم يذكر فيها أي اسم على الإطلاق، وعندما حققوا معه في المرحلة التالية لم يذكر أي اسم، بما فيها الأسماء المعروفة.

المراجعة تكون فكرية وليست تقريرا أمنيا بالأسماء.

من يجلس مع قوم 27 عاما ثم يشي بهم لا تثق به حتى أجهزة المخابرات.
أذكر زميلا لنا في الجامعة كان تابعا لتنظيم يساري.
كان تنظيمه يرفض تسليمه وكان يحمل مسدسا كي يقاوم الاعتقال.
في يوم من الأيام اعتقلوه.
قبل أن يضربوه كفا واحدا، قال لهم سأعترف بكل شيء، وبدأ يدلي بما لديه من معلومات.

الضابط المحقق ملأ فمه بالبصاق ثم رماه في وجهه تعبيرا عن الازدراء.
مرة أخرى.

المراجعة الفكرية ليست تقريرا أمنيا، ولا وشاية ولا اتهاما للناس.
ألا يمكن أن يكون رأيك اليوم خاطئا أيضا، وما دليلك على أن الموقف الآخر جريمة؟!

ألا يمكن اعتبار الإخوان مجتهدين لخدمة الدين؟!
ألا تكفيهم أسراب الشهداء والمعتقلين في سبيل الله دليلا على ذلك؟!
ألا يكفيهم أن هم من صنع هذه الصحوة الإسلامية يوم كانت السلفية هامشا على المتن، مع احترامنا لكل أهلها ومن يؤمنون بخطها، لاسيما سلفية الطاعة لولاة الأمر.

شخصيا مكثت معهم أكثر من عشرين عاما، ووجدت معظمهم مخلصين في تحري الحق، وتركتهم خلافا في الرؤية السياسية وليس الفكرية والاعتقادية، لاسيما أنهم لا يفرضون رؤية على أحد، وإن تبنوا منهج السلفية في الاعتقاد (كتاب الإيمان لمحمد نعيم ياسين).

ذكرني هذا بذلك الرجل الذي كان إخوانيا وترك جماعته خلافا على المنصب، ثم أعلن أنه أصبح سلفيا بعد الخمسين، وبالطبع من أجل أن ينهل من أموال السلفيين الخليجيين، من خلال وسيلة إعلام يملكها.

في عالم السياسة والأحزاب والتنظيمات هناك الكثير من السقوط، لكن سقوط الإسلاميين أوقع أثرا وأكثر بؤسا.

رحم الله الحسن البصري حين قال، لئن أطلب الدنيا بدف ومزمار، خير لي من أن أطلبها بالدين.


إخواني سابق
ليس من السعودية


1406

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..