الصفحات

الاثنين، 16 أبريل 2012

الحبيب الجفري يوم أغضبَ القدسَ ومسجدَها!

د. أسامة الأشقر
أشفقت كثيراً على الحبيب علي الجفري وهو يدافع عن زيارته للمسجد الأقصى لإحدى قنوات المنوعات الفضائية المشفرة ، فقد كان بيانه بيانَ المحشور في الزاوية المتأوّل لزيارته مستدعياً
كل ما يمكنه للدفاع عن هذه السقطة التي وقع فيها الجليل .
وقع الشيخ في جملة أخطاء علمية فوق الأخطاء السياسية والواقعية التي شرحها دون أن يتبين حقيقتها أو يستدرك على نفسه بسؤال أهل العلم الذي ألزم نفسه بسؤالهم قبل خوضه هذه التجربة ثم اتخاذه القرار بالزيارة لمرافقة شخصية سياسية بارزة ظني أنه راعاها في قراره هذا لأنه رأى أن مخالفتها قد تضر بمصالح مرسلة يراها .
ليست القضية في الزيارة فقهية حتى يجادلنا الشيخ فيها ، فكلنا نعلم فضل الأرض وبركتها وقدسيتها ومشروعية شد الرحال إليها ، فهذا من خلط الأمور وتلبيس الرأي فيها ، وكان أحرى بالشيخ أن يقف بنا على موضع الاعتراض الذي نوجهه له ، فهو ليس شخصاً عابراً بل هو شخصية علمية معروفة ولديها نجوميتها ولديها أتباعها المرتضون لخطها ومسلكها .
وليست القضية في أننا نمنع الناس من زيارة الأقصى بل إننا نرغّب في ذلك جداً ، ونجعل ذلك لمن يكون في زيارتهم تحقيق الفائدة العظمى للقدس وأهلها ، فنلحّ على أهل القدس والضفة الغربية وأهلنا في 48 وكل حامل لجواز أجنبي تعترف حكومته بكيان الاحتلال ، وكل متضامن أجنبي أن يزور هذا المكان ويسعى إليه ، فزيارة هؤلاء جميعاً لا تصب في خانة الاحتلال وفائدته بل هي خصمٌ عليه ، وهو يمنعها بكل قوته ويسعى إلى استحداث القوانين المانعة من فتح مجالها؛ وإنما القضية في أننا نمنع أمثال الشيخ الجفري وغيره من ذوي الهيئات والاعتبار أن ينتظموا في سلك المطبّعين مع الاحتلال شاؤوا ذلك أم أبوا ، ونحن وإن كنا نعرف موقف الحبيب الجفري من التطبيع ، ونعرف أنه ينظر إلى " إسرائيل " النظرة إلى الكيان الغاصب المحتل الدخيل ، ونعرف أنه من دعاة المقاومة وأربابها ، لكن ذلك كله ينبغي أن يراجعه الشيخ لأنه قام بعمل جرّأ فيه دعاة التطبيع على مواصلة آفتهم ، ويكفي أن من ساند الشيخ في زيارته هم كبار المطبعين في السلطة الفلسطينية وموظفيها الذين فرّطوا في الأرض والجهاد ، وجعلوا من مفاوضة المحتل سلوكاً وسياسة ومهنة لهم ، وقلبوا لكل مجاهد يحبه الحبيب الجفري ظهر المجن قتلاً أو مصادرة أو سجناً أو إغلاقاً ... ، ولا ينبغي للشيخ أن يحتج بهؤلاء في كلامه ، فهم واقعون في مستنقع آسن يرجون أن الكون كله متلوّث بما تلوّثوا به .
دافع الشيخ عن زيارته بأنّ جوازه لم يختم عليه ، وهذا حاصل فعلاً فقد قام المسؤولون باستخراج وثيقة خارجية للشيخ ختموا عليها دون علمه ، فهذا أمر سيادي لا يتركه الصهاينة اليهود مجاملةً لأحد ، ولو سأل الشيخ من توسطوا له لفعلِ ذلك لعلم أن ذلك قد حصل ، وعلى فرض أن ذلك لم يحصل فقد دخل الشيخ بموافقة صهيونية رسمية ، فكل الوفود الداخلة مهما علا شأنها تحتاج لموافقة سيادية من المحتل المغتصب للأرض .
ويدافع الشيخ عن زيارته بأن الشيخ الغزالي زار المسجد الأقصى وهو تحت الاحتلال الصليبي وهذا غير صحيح بالمرة ، فقد زار أبو حامد الغزالي القدس قبل سقوطها عام 492هـ ، وكانت زيارته للقدس قبل عام 488هـ على الأرجح؛ ولم أجد أحداً من أهل العلم ذكر ما قاله الشيخ الجفري وإلا فليأتنا ببيان ذلك .
وكانت زيارات بعض العلماء للقدس أيام الحروب الصليبية تتم أيام الهدنة بين المسلمين والصليبيين ، والتي كان من شروطها السماح بمرور العبّاد والتجار والمسافرين والحجاج في مملكة بيت المقدس الصليبية ، وكانت الهدنة شرعية تجري بين قوتين متحاربتين ، وليس كما فعل الشيخ الجفري حين زار القدس من غير هدنة بل في زمان تطبيعي غابت فيه فريضة الجهاد ، ولو أخذنا كلام الشيخ الجفري على محمل المسؤولية لقلنا له إن أئمة أجلاء رحلوا إلى أصقاع الدنيا في طلب الحديث لم يدخلوا القدس وهي تحت الصليبيين ويكفيك شاهداً على ذلك الحافظ السِّلَفي وابن عساكر الدمشقي .
ويحتج الحبيب الجفري بأن ما فعله كان يدعم القدس وثبات أهلها ، وغاب عنه أن هذا لا يسمى دعماً وإنما هي زيارة شخصية غير مفيدة ولا داعمة بل أضرت كثيراً بمئات آلاف الفلسطينيين الذين يبحثون عن محامٍ يترافع ضد المحتل لمنعه الدائم لهم من زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه ، وإذا كان الحبيب الجفري قد حظي ببعض الملاطفات من بعض كبار السن في القدس لأنهم سعدوا برؤية شخص مشهور لم يتوقعوا مشاهدته بينهم ، وهم في الأغلب من عامة الناس الذين لا يقرؤون مآلات الأمور سياسياً ، وإن كان قد حظي بتأييد من يسمي نفسه بمفتي القدس وهو شخصية سياسية عُينت لأغراض حزبية معروفة إذ هو موظف حكومي ومن مسؤولي فصيل سياسي معروف بتأييده الشديد لعملية التسوية السياسية ومحاربته للمجاهدين ونقمته عليهم ، فكان على الشيخ الجفري أن يستمع إلى حديث آلاف الناس ممن لا يستطيعون الوصول إلى هذا المكان المقدس مثله ، وأن يستمع إلى الشيخ عكرمة صبري وهو أعلى مكانة وعلماً من مفتي القدس الحزبي ، وينظر إلى ما قاله في زيارته .
لقد كان هؤلاء جميعاً في حاجة إلى الكثير من التمهيد والتبرير من الحبيب الجفري ليقتنعوا بكلامه الذي نقله على لسان فلان وفلان من سياسيي الدول المطبّعة .
وكان أحرى بالشيخ أن يلزم نفسه بالفتوى التي أطلقها بألا يذهب أحد من العرب إلى هذه الزيارة إلا باستشارة بلده ، ونحن نعلم أن اليمن التي ينتمي لها الحبيب ترفض التطبيع وترفض الزيارة هذه ، فكيف يفتي الشيخ بشيء ويستثني نفسه منه ؟
وهو بفتواه تلك أباح للدولة العربية المطبّعة مع الاحتلال سياسياً وتعترف باحتلاله لأرضنا وتعترف بشرعية قيام دولته على جزء من هذه الأرض المباركة وتعترف بأن شطراً كبيرا من القدس أي ما يسمى بالقدس الغربية هي جزء من أرض " إسرائيل " ، إنه بفتواه هذه قدّم لهم المبرر والسلطة ليدفعوا مواطنيهم لزيارة كيان الاحتلال بحجة عدم ترك الفلسطينيين وحدهم !.
وإذا كان الشيخ قد اعتمد على كلام لإحدى الهيئات الإسلامية المسيحية لحماية القدس وهي مؤسسة قريبة من الرئاسة الفلسطينية في رام الله في توصيف واقع القدس فقد كان أحرى بالشيخ أن يستمع إلى عشرات المؤسسات الأخرى التي ترفض زيارته ولاسيما الحركة الإسلامية في 48 والتي تتحمل عبئاً كبيراً للدفاع عن المسجد الأقصى أكثر من عشرات المؤسسات الاسمية التابعة للسلطة الفلسطينية التي كان لها السبق في تقديم عروض التفاوض والتفريط بأجزاء واسعة من القدس على مائدة المفاوضات .
وإذا كان الشيخ حقاً يود المساعدة في دعم القدس عملياً فهناك العديد من المؤسسات والهيئات في داخل فلسطين وخارجها مما يستدل به على سبيل واضح ومضمون لدعم القدس دون مزايدات سياسية من أحد.

ولم يكن دفاع الشيخ عن نفسه بأن الحراسة الصهيونية المرافقة لم تكن له وإنما كانت لمرافقه الأمير ، فقد كان الحبيب من حاشية الأمير ، وما يقع على الأمير يقع عليه ، وقد تحدثت مصادر إعلامية صهيونية كثيرة عن زيارة أمير هاشمي وبرفقته داعية إسلامي كبير ، فقد كانت الأنظار مشدودة للاثنين معاً .

إن ما نطلبه من الشيخ هو أن يُلزم نفسه بمشورة العلماء قبل أن يصدمنا بهذا الفعل الذي ما ارتضيناه له ، ولا أحببنا له أن يقع فيه ، وأن يتبرأ مما أباحه لنفسه بسبب ظرف خاص منعه حياؤه وإجلاله للأمراء الذين يجالسهم من ممانعته لهم ، وعلى علمائنا أن يجهروا بالموقف الحق مما فعله الشيخ الجفري ، حافظين له منزلته وكرامته وقدره اللائق به إذ هو من الدعاة الذين تحسب لهم مواقف جليلة من قبل ، ولكن ليس ثمة أحد فوق النقد ، وقد أخطأ الشيخ ثم أصر على موقفه ولم يتراجع فحق لنا بيان واجب النصيحة له لعله يرجع أو يتوب .


الجفري ...أما كفاك تضليلا ؟!
 في زمن فوضى الألقاب الدعوية الغير منضبطة بميزان , قد لا تجد جوابا إذا سالت عن الذي منح رجلا مثل " الحبيب " علي الجفري لقب الداعية الإسلامي ؟ ومن أعطاه الصلاحية لكي يتحرك ويتخذ من المواقف السياسية باسم الإسلام ؟ وما مرجعيته العلمية التي يرجع إليها ؟ فتراجعه في سقطاته المتتابعة وآخرها تلك الرحلة التي تأذى منها مسلمو فلسطين بعلمائهم وعامتهم .
لم تكن تلك هي أولى سقطات الجفري صاحب المنهج الصوفي الشطط الذي يبالغ لحد الخروج عن الاعتدال الإسلامي في الشيوخ والأولياء حتى يثبت لبعضهم معرفة الغيب وأن شيوخه يتحدثون مع الله ويرونه ويعلمون الغيب , والجفري يطلب من الأولياء الرزق ويدعو للتوسل بالقبور ويغالي في الإمام علي بن أبي طالب وغير ذلك الكثير من الانحرافات مما هو موثق عليه بالصوت والصورة , والتي تسببت في تضليل كثير من الناس واغترارهم به .
فلم يسال الجفري نفسه عن سبب سماح اليهود له بزيارة الأقصى في الوقت الذي يمنع فيه فلسطينيو الضفة من الوصول إليه , بل يمنع الشبان في مدينة القدس من الصلاة فيه !
إلا أنه من الأسباب الرئيسية لهذا هو شخصية الجفري نفسه ومنهجه , فالصهاينة لن يجدوا مثله في شق صف العلماء الذين يقفون موقفا حازما تجاه تلك القضية وغيرها , والمنهج الصوفي الذي يتبعه يهادن إسرائيل ولا يتحدث في أمر الجهاد مطلقا , بل يعتبر أكثرهم أن أعداءهم الحقيقيين هم الملتزمون بالمنهج السلفي .
فكيف لمن يصف نفسه ويصفه أتباعه بالداعية الإسلامي أن يخالف مادهب إليه أهل الثقة في الداخل والخارج الفلسطيني الذين يرفضون أن يزور أحد من خارج فلسطين المسجد الأقصى الذي يقبع تحت نير الاحتلال الإسرائيلي حتى لا تختلط المفاهيم وتقعد الأجيال المسلمة عن الجهاد في سبيل تحريرها .
فمنذ صباح الأربعاء لمح المواطنون الفلسطينيون المجاورون للمسجد والمترددون عليه حركة غير عادية واجتمع الكثير من ضباط وجنود الشاباك وكبار مسئولي المخابرات الصهيونية , واستمر الحشد إلى الظهر حيث وصل وفد رسمي أردني يعتقد أن فيهم أحدا من الأسرة المالكة الهاشمية وفوجئ الجميع بوجود من يسمى بالداعية اليمني علي الجفري بين ذلك الوفد .
ونال بعض المصلين في المسجد الأقصى غبار تلك الزيارة الغابرة إذ تعرضوا لاعتداءات صهيونية نتيجة استنكار المصلين لزيارتهم هذه , واستطاع شاب أن يصل إليه قائلا " لماذا تأتي تحت حماية إسرائيلية نريدك أن تأتي إلى الأقصى تحت حماية إسلامية " .
اتحاد علماء المسلمين في فلسطين يدعو لعدم وصفه إعلاميا بـ "الداعية الإسلامي"
في ظل ما نشهده من انقسامات وتباينات في الأفكار والرؤى لا يملك اتحاد علماء المسلمين شيئا أكثر من تنبيه الناس على خطأ موقف الجفري وأن يدعو الإعلام والمؤسسات الدينية لعدم استقبال ذلك الرجل أو نعته بالداعية الإسلامي كما يطلق عليه في كل الأماكن التي يرتادها ويسمح له بالظهور الإعلامي في القنوات الفضائية وإعطاء الدروس والخطب في المساجد الشهيرة .
وقال رئيس فرع الاتحاد في فلسطين النائب الدكتور مروان أبو راس مستنكرا تلك الزيارة ووصفها بأنها " تطبيع حقيقي ومقصود مع الاحتلال الإسرائيلي وتمثل خروجاً حقيقياً عن صف العلماء المسلمين، الذين أكدوا على عدم زيارة المسجد الأقصى في ظل الاحتلال " .
أما الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة ومفتي الديار الفلسطينية الأسبق وخطيب المسجد الأقصى فقد انتقد وبشدة تلك الزيارة بتأشيرة وبتصريح من قبل سلطات الاحتلال، معتبرا ذلك تطبيع وإقرار بشرعية الاحتلال للمدينة " وأنه "بالنسبة للدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول التي لا تعترف بدولة الاحتلال، فلا يجوز شرعا زيارة القدس وهي تحت الاحتلال ، كونه تطبيع وإقرار بشرعية الاحتلال لفلسطين ولمدينة القدس المحتلة.
وأكد الشيخ عكرمة صبري أن زيارة الجفري لا تنفع فلسطين ولا أهلها بل تضرهم وقال " إن من يرد أن يدافع عن القدس فعليه دعم سكانها ومؤسساتها وليس من خلال زيارتها بتأشيرة إسرائيلية وبحماية من الأمن الإسرائيلي" .

وأما الشيخ صالح لطفي المتحدث باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني فعبر عن مفاجأته بهذه الزياة التي لم يكن يتوقعها ممن يوصف بأنه عالم أو داعية  إسلامي فقال " كنا نتوقع من السادة العلماء في ربوع وطننا العربي والإسلامي بغض النظر عن انتماءاتهم المدرسية أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة المؤسسة الاحتلالية التي تدنس بجنودها ومجنداتها يوميا ساحات المسجد الأقصى المبارك وكنا نتوقع من أمثال هؤلاء العلماء أن يقولوا كلمة صادقة وحقه في سبيل إنقاذ المسجد الأقصى المبارك من عمليات التهويد المنظمة التي تمارسها المؤسسة الاحتلالية وسوائب المستوطنين : وكنا نأمل من هؤلاء العلماء والدعاة أن يصلوا في المسجد الأقصى الحر وليس المسجد الأقصى الذي يعاني من الاحتلال الإسرائيلي . وما نزال نتمنى على علماء الأمة أن تنجب كالقاضي محيي الدين بن الزكي القرشي الذي أبى ألا يخطب الجمعة وألا يصلي في الأقصى إلا وهو محرر من الاحتلال الصليبي "
وجاءت زيارة الجفري محملة بكل مساوئها , فاحتمى بوجوده من صوروا له أنهم جاءوا لحمايته , فلم يكن يجرؤ قادة المخابرات الصهيونية أن يدخلوا المسجد بكل هذه السهولة واليسر , فيقول الأستاذ جمال عمرو المختص والباحث في قضايا القدس : أنه " في الوقت الذي يدفع فيه الشبان الفلسطينيون أرواحهم من أجل حماية الأقصى ومنع المستوطنين وقادة الاحتلال ومخابراته من دخول الأقصى؛ يتمكن الجفري من إدخال قادة وجنود الاحتلال لساحات الأقصى من باب المغاربة " .
ولم تكن الزيارة هي السوءة الوحيدة التي تسوء الجفري في زيارته التي استلزمت منه التوجه للسفارة الإسرائيلية ودفع رسوم مقابل تلقي تأشيرة للدخول إلى "إسرائيل" ! ، وبالتالي وصل وغادر تل أبيب على متن الخطوط الجوية الإسرائيلية !
المعروف أن الكيان اليهودي لايسمح لأحد بدخول أرض فلسطين ممن هم يوما بمهاجمة اليهود أو الانتقاص من " إسرائيل " أو دعا إلى الجهاد في فلسطين , أو دعم فصائل المقاومة فيها .. فتدبر !.
مركز التأصيل للدرستات و البحوث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..