الصفحات

السبت، 7 يوليو 2012

العمالة المنزلية.. أو الصداع المزمن!!

    الحديث عن العمالة الأجنبية تخطّى المقالات إلى الدراسات، ومدى تأثيرها على البنى الاجتماعية والثقافية، وخلافات التقاليد والعادات، ومشاكل الأمراض وتغيير القيم إلى آخر السلسلة الطويلة من التعقيدات التي سادت

مجتمعنا..
العمالة المنزلية، وبحكم علاقتها المتداخلة مع الأسرة، هي أكثر كاشف لحياتنا الخاصة، ولأن الخادمة تُستقبل بظروف اقتصادية، أجبرتها على الهجرة إلى مواقع العمل فقد تدخل البيت وهي على درجة من الريبة والخوف، لكنها مع الزمن، تصبح جزءاً من الطبيعة العامة للأسرة، لكن بروز بعض القضايا التي أخلّت بعلاقة طرفيْ عقد العمل، غالباً ما تتم، إما بمغريات السرقة، أو الانتقام لسبب ما، لكن إذا أخذنا نسبة التعديات والتجاوزات، سواء من السعوديين، أو الأجنبيات وكيف أصبحت مثار قضايا مع سفارات العمالة المورّدة، وبلدانها، وتصوير الأمور بغير واقعها، نجد أن مسألة التضخيم تجاوزت الحقيقة، وهذا لا يعني أن معاملة بعض السعوديين جيدة، عندما يُحجز على رواتب العاملة، أو تعاملها العائلة بطرق غير إنسانية تدفعها إلى الانتقام، إلا أن ذلك لم يصبح ظاهرة، غير أن الصحافة في تلك الدول، عندما يحكم على قاتلة، أو معتدية على أطفال، أو اعتماد السرقة، تأخذ هذه الأخبار، والتي مصدرها وسائل إعلامنا، لتصبح عند الطرف الآخر، تعميماً على كل عاملة، وهذا القصور من إعلامنا وسفارات تلك الدول، أدى إلى إيقاف الاستقدام من عدة دول، تجاوزت بمطالبها الدخول حتى بخصوصيات الأسر، وهو ما يخالف نفس الأنظمة والعقود مع دول مجاورة في الدول الخليجية..
أعرف الكثيرين ممن كان سخاؤهم مع هذه العمالة كبيراً، فشخص اكتشف مرض السرطان عند مخدومته، تحمل تكاليف علاجها، إلى ما وصل أربعين ألف ريال، وآخر، اشتبه الطبيب بسائقه «جلطة» أدخله مستشفى خاصاً وتجاوزت التكاليف عدة آلاف، وغيرهما كثير، وهناك العطايا والتحويلات للعائلات الفقيرة للمخدومة خارج الأجر، وعند السفر تبدأ الدموع من الأسرة، وبعدة شنط تحملها العاملة من مشتريات تساهم فيها هذه الأسرة، لكن هذا الوجه الإنساني، يغيب مع أي حالة جنائية، سواء تسبب بها السعودي أو الطرف الآخر،وغالباً ما يطغى ذلك على العمل الخيّر..
هناك تبادل مصلحة بين طرفيْ العلاقة، لكن بوجود نظم وتشريعات بين بلد المصدر، والمأوى، غالباً ما يحدث الخلل، ولذلك قد يكون صاحب العمل هو الخاسر بهروب عاملته أو عامله، حتى إن القضية أصبحت عبئاً على المواطن نتيجة الخلل في تطبيق النظم، وهي مسألة شائكة، لا تزال ذيولها قائمة حتى الآن..


كلمة الرياض

يوسف الكويليت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..