الصفحات

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

تعاليم الإنجيل في كتابات الليبراليين السعوديين



11-13-1433 11:00
: فتاة الخبر وتحولها إلى المسيحية بعد حوار فكري وشعوري دار بينها وبين أحد المسيحيين يجعلنا نعيد صياغة تعاملنا وتلقينا للحالة المسيحية ككل إنجيلاً وكنيسة ونمطاً خاصاً يتبناه المسيحيون في ثقافة الحياة والمعيشة والتفاعل مع الآخر وصعوبة العزل بين إيجابية التعامل والتعاليم الروحية التي يتلقاها البعض في الكنائس وواقعية تعامل المترددين على الكنائس مع مواطنيهم الملحدين , وكيف تم التكامل بينهما في مساحة واسعة من الأخلاق المدنية , بل والتكامل بين أخلاقيات تدعو لها الكنيسة تجد لها حضوراً في الحقوق واحترامها في تفاصيل الشارع والمعاملات.الإنجيل كتاب استبد به التحريف . وغايتي في تكرار هذه المعلومة أنه عرضة للتناقض الذي لا ينال اهتمام أو استغراب أحد من معتنقيه ,لأن المترددين والمؤمنين بالكنيسة من عوام النصارى ينهمكون في الطقوس للطمأنينة وتلقي توجيهات من الغيب تأخذ مداها في وعيهم الإيجابي , وفي خيارات السلوك النبيل , وغير هذا ليس بذي بال عندهم مهما بلغ من توحشه وتحريفه وامتهانه للعقل وإنسانية الإنسان.
تعاليم الإنجيل في كتابات الليبراليين السعوديينالإجرام في أقسى درجاته والإنسانية في أوج نعومتها يجتمعان في الإنجيل , ولا يحضران معاً في الطقس الكنسي الأحدي , لأن الكنيسة تطمح إلى موقع يليق باحتياجات معتنقيها على صعيد العاطفة المتمثلة في الحب والاحترام والرحمة والعدل , وما أفرزته من انطباعات إنسانية غالية في تطرفها تجاه الرحمة والعطف على الآخرين تتجسد مثلاً في تأويل الصلب وعاطفة المسيح وتردد المقولة (إذا صفعك أحد على خدك الأيمن فصعّر له خدك الأيسر) , ولماذا تحولت هذه العبارة إلى منصة ثقافية كنسية؟.
الجانب المتوحش من الإنجيل المحرف غير مطروح في العبادة حيث احتكاك العوام بالكنيسة , وينشط هذا الجانب في المتداول العلمي داخل الدرس بين النخب الدينية والمنخرطين في السلك الكنسي , وكل هذا لا يعني المسيحي غير العضوي.

إذاً , تعاليم الإنجيل من أخلاقيات إيجابية أخذت حضورها و تأثيرها في واجهة الكنيسة , وصار علامة عليها واتخذها المؤمنون موئلاً وملاذاً من الخطيئة الدينية المحرمة مدنياً في كثير من تقنينات الدولة الديمقراطية والعلمانية , ما يعني أن المحرم الكنسي يتقاطع في أكثره مع المحرم الديني ما قرب من تفاهم إنساني بين العلمانية والكنسية في مفاهيم كلية تمس القبول الشعوري العام.


الليبرالية في هذا السياق تتخذ موقفاً براغماتيا في الفهم والتسويق للمعايير الجمالية والأخلاقية التي تدعم إيديولوجيتها المحددة بتوسيع دوائر الإخاء الإنساني وتجاوز الخصوصيات الدينية التي لا تتوفر في القرآن الكريم_بحسبهم_ إلا بكسر النص, ولا تحتاج هذا في تعاليم الإنجيل الذي ضرب التحريف في جوانبه حداً تستغرب معه عدم وجود دين في هذا الدين .وهنا تنشط الليبرالية في تفعيل القواعد الإنجليلية بوصفها نصاً مقدساً إلى دلالة ليبرالية مقدسة ويتقاطع الإنجيل مع الليبرالية بل ربما يتصدى للإمامة في الكنيسة ليبراليون أو علمانيون يدعون ويصلون من أجل الإخاء الإنساني والخير والجمال والحب وتجاوز الأديان في سبيل سعادة الإنسان.
القرآن الكريم يختلف عن الإنجيل بأنه يُتلقى ككل من الخواص والعوام ,ويتجلى هذا في آيات الصلوات وحلقات التحفيظ فليس هناك تحفظ تجاه جزء أو جانب يرضي الليبرالي أو يوتره . وفي هذه النقطة الحاسمة تتم مقارنة ومفاضلة ليبرالية بين الكتابين المقدسين ,وبين مقولة تصعير الخد في الإنجيل و(قطع يد السارق) كما في القرآن ,وتتحرك إنسانية ورحمة الشيطان داخل الإنسان لتحسم المفاضلة باتجاه الكنيسة التي تدعو للحب الإنساني والرحمة للمذنب (أحبوا أعداءكم) دون مشروطيتها بدين خاص, لتمتلئ القاعدة الليبرالية والوجدان الليبرالي بمعانٍ مقنعة إنسانياً ملؤها العدل والتسامح.


الليبرالي السعودي المؤمن بالمعايير الليبرالية لن يختلف عن غيره داخل النظرية .ومن أسفٍ أن كثيراً من الليبراليين السعوديين غير راضين عن بعض تعاليم وشرائع القرآن ما دفعهم إلى الدعوة إلى تعديلها بما يتسق وروح العصر ,ووصفوا أدوات ومعايير للتلقي والتأويل ,وصادف أنها أفضت إلى تأطيرات جديدة لمفاهيم التسامح والحب انسجمت مع معطيات كنسية إنجيلية دقيقة ,وتم التقاطع عند مفترق (الدين هو الحب) كما يروج له ليبراليون وصوفية ويالها من قنطرة سهلة لمن شاء الانتقال من وإلى.

ومما يعزز من قناعة الليبرالي بهذه المشتركات غياب التشريع المسيحي والارتهان إلى المقولة الإنجيلية (ما لقيصر لقيصر وما لله لله) وهي شعار ليبرالي وهو أكثر إنسانية – بحسبهم – من آية (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).


إن الدعوة للعصرنة بمواصفاتها الليبرالية رحبت بها الكنيسة وقاومها الإسلام ,وحدوث بعض التحولات للمسيحية كفتاة الخبر جرت بعد الدخول والإيمان بالنظرية الليبرالية وشروطها الإنسانية وكما قيل (التصوف قنطرة التشيع) والواقع النظري يؤكد أن (الليبرالية قنطرة للمسيحية).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..