الصفحات

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

كيف أستعيد تركيزي وأضبط تسرعي؟!

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ سريع الإثارة مقارنةً بغيري، وليس بالضرورة أن تكونَ الإثارة خارجيَّة، فإن تفكيري مع نفسي في
موضوع مثيرٍ يجعلني لا أهدأ، حتى لو كنتُ في الشارع، فأركض بعد أن كنتُ ماشيًا مشيًا عاديًّا، وتُصبح حركتي كثيرة، ولا أستطيع الجُلُوس، وأسير بسرعةٍ إنْ لم يكن المجالُ مفسوحًا لي للركض، ولا أستطيع التَّركيز.
وإذا فعلتُ شيئًا ليست لدي رغبةٌ فيه، فإنني أكون قليل التَّركيز، وأشعر برغبةٍ في الحركة، مع العلم أنَّ هذه الحالة - حسب ما لاحظتُ - تزيد مع تقدُّم العمر، وتظهر في الأوقات التي لا أستطيع فيها فِعْل ما أريد، كما في حالة دراسة المواد الدِّراسيَّة، وهذا لا يعني أنني لا أحب اختصاصي، ولكنني عَجول، أحبُّ الحصول مباشرةً على المعلومة التي تحقِّق أحلامي في هذا التخصُّص الدِّراسي، ولا أحب هذه التمهيدات لبداية طريق حلمي - بإذن الله.

أخبروني كيف أتعامَل مع حالتي؟

الجواب
أرحِّب بكَ أخي الفاضل في شبكة الألوكة، راجية الله - عزَّ وجلَّ - أن يرزقك السكينة والهُدوء والحكمة - بإذنه تعالى.
وبعدُ:
فيُعَدُّ القلقُ مِن المشاعِر الإنسانيَّة الأساسية، مثلُه مثلُ الفرَح والحُزن والغضَب وغيره من المشاعِر والانفعالات المختلفة، فيُمكننا القول: "إنَّ قليلًا منَ القلق لا بأس به"، فالقلقُ ردُّ فعلٍ طبيعي، وذو فائدة في المواقف التي تُواجه الإنسان بتحديات جديدة، فحين يُواجِه الإنسان مواقفَ معينةً جديدة، فإنه من الطبيعي أن يحسَّ بمشاعر عدم الارتياح، والحياةُ اليومية تُواجهنا بمواقفَ كثيرةٍ تتطلَّب الجهد، ويعتبر القلقُ باعثًا إيجابيًّا للتكيُّف مع الواقِع ومُتطلباته، وتكمُن المشكلةُ عند زيادة كميَّة القلق أو استمراره فترة طويلة، وهنا يعتبر مرضًا أو اضطرابًا؛ لأنه يُعَطِّل الإنسان، ويُرهقه، ويجعل حياته اليوميَّة مُزعجة، ويجعل أعصابه مشدودةً ومتوتِّرة، كما أنه يُقَلِّل مِن القدرة على التركيز، كما في حالتك، في قولك: "فإن تفكيري مع نفسي في موضوع مثير يجعلني لا أهدأ، حتى لو كنتُ في الشارع، فأركض بعد أن كنتُ ماشيًا مشيًا عاديًّا، وتُصبح حركتي كثيرة، ولا أستطيع الجُلُوس، وأسير بسرعةٍ إنْ لم يكن المجال مفسوحًا لي للركض، ولا أستطيع التَّركيز".
لذا وجب عليك أن تصارحَ نفسك بما يُضايقك، أو يشوِّش عليك فكرك، مما قد يكون السبب في قلة تركيزك؛ مثل: الأَلَم الزائد، أو الإحباط، أو هدف بعيد المنال لا تستطيع تحقيقُه أو غيرها، كما أنه يجب أن تتأكَّد أنَّ عوامل التركيز الخارجية متوفِّرة لديك مثل:
- وقت المطالعة أو إنجاز شيء ما: (أفضله الفجر).
- طريقة المطالعة: (كيفية الجلوس والمدة).
- نوعيَّة الطَّعام والشراب.
- كثرة الضُّغوطات الخارجيَّة والارتباطات.
وجملة (ولكنَّني عجول) تدلُّ على التَّسَرُّع، والتسرعُ يُعَدُّ صفةً خطيرةً إذا كان في أمور مصيريَّة، ويكون بلا عُذر أيضًا إذا كانتْ هناك فُرصةٌ للتفكير؛ لذا فالحلُّ السليمُ ليس في الحلِّ السريع، وإنما في الحلِّ المتقَن، وقد تكون السرعةُ صفةً سائدةً في الشباب، ولكن حين يدرسون الأمر مع مَن هُم أكبر منهم، يُمكن أن يتفهموا بأن السُّرعة لها مخاطِرُها، وهؤلاء يحتاجون إلى تدريب أنفسهم على التروِّي والتفكير، وكثيرًا ما يندم الإنسانُ على تصرُّفٍ سريع قد صدر منه، فأخطأ فيه، أو ظلم فيه غيره.

وهناك عدةُ طرُقٍ تُساعدك على التأني والاسترخاء:
- عد من 1 إلى 10 قبل اتخاذ أي رد فعلٍ، وفكِّر في الأمر وكيفية القيام به جيدًا.
- بعض التمارين الخاصَّة بالاسترخاء، والتي تُساعد على تهدئة الأعصاب.
- ممارسة الرِّياضة تصفِّي الذِّهن، وتفرغ الطاقات السلبيَّة؛ لذا احرص على إدخال بعض التمارين الرِّياضيَّة ضمن روتين حياتك اليومية.
- الذكر؛ لقوله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

ومِن الأعشاب التي تُساعد على التركيز:
الشعير: أو شرب كوب مغلي الشعير الطازج في الماء، ويُحَلَّى طبعًا بعسل النحل النقي الغني بالموادِّ المفيدة للمخ.
- ثمر الكرَفْس الطازج.
- مشروب القرفة.
- نقيع لبان الدكَر.
وهناك من الزيوت العلاجيَّة: زيت جنين القمح، نصف ملعقة صغيرة يوميًّا.

وفقك الله لما يحبُّ ويرضى
وإلى اللقاء

 
أ. يمنى زكريا

تاريخ الإضافة: 6/11/2012 ميلادي - 21/12/1433 هجري

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..