الصفحات

الأحد، 20 يناير 2013

قصيدة القهوه للشاعر محمد القاضي والرهان المزعوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية .. هذه نبذة مختصرة عن الشاعر محمد القاضي رحمة الله تعالي .
ولد الشاعر في
مدينة عنيزة عام 1224 هـ وتوفي فيها عام 1285 هـ عاش حوالي 61 سنة إحتواها منذ صغرة با الخصال الحميدة التي كانت مضرب المثل به ورمزا للكرم حيث كان رحمة الله كريما إلي حد يفوق الوصف .
أبدع الشاعر محمد القاضي في كل مجال طرقه ... حتي ان النقاد يعدون قصائدة في كل مجال قمما للشعر النبطي تقاس عليها باقي قصائد الشعراء فأصبح مضرب المثل .
لقد ابدع القاضي إبداعا لا يفوقه ابداع فمن أطلع علي قصائده يتعجب كيف استطاع أن ينظم هاذة القصائد وما فيها من عبقرية في الوصف وغيره انهو والله داهية واسطورة شعرية تفوق الوصف .
كان رحمة الله تعالي نظمة لجميع فنون الشعر وأغراضة نظما سهلا سلسا , فقد أثري بنفسة وانتهج نهجا فريدا حيث أثري التراث كما لم يثره شاعر من قبله بل وجعل الطريق أصعب علي من سيتبعون نهجة وبا الرغم من نظمة لكثير من فنون الشعر الأ أن الغزل لم يكن هاجسة الأول فقد كانت قصائدة تتجول في كثير من المعاني والحكم والوصف والأخلاق .
لما بلغ القاضي الأربعين من عمرة توقف تدريجيا عن الشعر واتجة الي أمور الدين والتفقه فيه ودراسته وحينما أعيت الأمراض جسده  وبدأ الوهن يدب الي جسمة  ويهدّ  قواه وأخذ يصارع المرض لسنين عدة.

نظم آخر قصيدة في حياته  والتي عرفت وأشتهرت بـ " توبة القاضي " ومطلعها يقول :
يا محل العفو عفوك ياكريم ........... ولطفك اللي كافل كل الأنام
يا سمـيع يا بصير يا عــليم ........... يا قـــوي يا متـين يا ســــلام
رحم الله تعالي محمد بن عبد الله القاضي وأسكنة فسيح جناتة .

ولمن اراد القصيدة  ..  تجدها هنا
يا محل العفو عفوك ياكريم

قصيدة القهوة

تحداه بعض اصدقائه ان ينظم قصيده طويله بدون أن يذكر بيتا غزليا فقبل التحدي ونظم قصيدته المشهوره والتي يصف فيها القهوه . ولما اشرف الشاعر علي نهاية القصيده وايقن اصحابه أنهو سوف يغلبهم أمر صاحب البيت من أحد نسائه بعد أن قص عليها القصة وأخبرها أن القاضي سوف يأخذ الرهان لا محالة أن  تجعل طفلة ً  من البيت بعد تزيينها  تمر من أمامه لكي يتذكر الغزل   وفعلا كان ما أراد وتغزل القاضي بها

وهذه القصيدة اللتي هنا هي الاقرب الي الحقيقه من باقي القصيد الليت نشرت في المنتديات وقد غيرة الابيات حسب التناقل من الرواة وتحرف القصيدة الاصليه ..

اخواني واخواتي في الخيمة الشعبية هذا نص القصيدة نقلتها من كتاب المؤلف عبدالله بن خميس
من صفحة 96 الي 105 .. واتوقع هي الاقرب الي الصحيح وربما هنالك رويات اخرى .. لدى الاخوه والاخوات مع العلم ان لدي العديد من رويتها لكن ليست كهذه اللتي بين ايديكم ..






يـا مـل قـلـب كــل مــا لـتـم الأشـفـاق
مـن عـام الاول بـه دواكـيـك وخـفـوق
كـنـه مــع الــدلال يجـلـب بـالأســواق
وعاميـن عنـد معـزل الوسـط ماسـوق
يجاهـد جنـود فـي سواهيـج الاطــراق
ويكشـف لـه اسـرار كتمهـا بصـنـدوق
الى عن لـي تذكـار الاحبـاب واشتـاق
بالي وطاف بخاطـري طـاري الشـوق
دنَّيـت لـك مــن غـالـي الـبـن مــا لاق
بالكـف ناقيهـا عــن الـعـذف منـسـوق
احمـس ثـلاث يـا نديمـي عـلـى ســاق
ريحه على جمر الغضى يفضح السوق
وايــاك والـنـيـة وبـالــك والاحـــراق
واصحا تصيـر بحمسـة البـن مطفـوق
الـى اصفـر لونـه ثـم بشـت بالاعـراق
وغدت كما الياقوت يطرب لها المـوق
وعـطـت بـريـح فـاخـر فـاضـح فــاق
ريحـه كمـا العنبـر بالانفـاس منشـوق
دقــه بـنـجـر يسـمـعـه كـــل مـشـتـاق
راع الهـوى يطـرب الـي دق باخفـوق
ولـقــم بـدلــة مــولــع كـنـهــا ســــاق
مصـبـوبـة مـربـوبـة تـقــل غــرنــوق
خلـه تـفـوح وراعــى الكـيـف يشـتـاق
الـى طفـح لـه جوهـر صــح لــه ذوق
أصغـر قـمـوره كالـزمـرد بالاشـعـاق
واكبارها الطافـح كمـا صافـي المـوق
زلـه علـى وضحـا بهـا خمسـة ارنـاق
هـيـل ومسـمـار بالاسـبـاب مـسـحـوق
مع زعفـران والشمطـري الـى انسـاق
والعنبـر الغالـى علـى الطـاق مطبـوق
فـلــى اجـتـمـع هـــذا وهـــذا بتـيـفـاق
صبـه كفيـت العـوق عـن كـل مخلـوق
بفنجـال صيـن زاهـى عـنـد الارمــاق
يغضى بكرسيـه كمـا اغضـي غرنـوق
الـي انطلـق مـن ثعبتـه تـقـل شـبـراق
أو دم جـــوف امـــزع مـنــه مـعـلـوق
خـمـر الــى مـنـه تسلـسـل بـالاريــاق
وعلـيـه مــا صـافـي الــورد مـذلــوق
راعـيـه كـنـه شــارب ريــق تـريــاق
كاس الطرب وسرور من ذاق له ذوق
يحتـاج مـن خمـر السكـارى إلـى فـاق
طـفـل تـمـز شـفـاه والـعـنـق مـفـهـوق
عـبـث يمـيـل بحبـتـه مــا بـعـد مـــاق
وهـو يـزاهـي بـاهـر الـبـدر بعـشـوق
بيـن اشفتيـه الــى غـنـج حــق بــراق
عجـل رفيفـه بالطهـا يعـطـى اطـبـوق
سطر كتب مـن حبـر عينـه بـالأوراق
خـديـه صـاديـن ونونـيـن مــن فـــوق
كـن العـرق بخدودهـا حمـر الارنــاق
ينثـر علـى الوجنـات باللـون مشعـوق
بالعـنـق كــن المـسـك والـخـد بـــراق
والمشخص بصدره كما الشاخ مدقـوق
يمشـى بـرفـق خـايـف مـدمـج الـسـاق
يفصفم حجول ضامها الثقـل مـن فـوق
الــى حـصـل سـاعـة وانــت مـشـتـاق
فاقطـف زهـر مـالاق والعمـر ملحـوق
فيـلا حضـر ماقلـت عنـدي فــالارزاق
بـيــد كـريــم كـافــل كــــل مـخـلــوق
وصـلاة ربــي عــد مــا بــارق حــاق
علـى النبـي الهاشـمـي خـيـر مخـلـوق

_________________________________

وهنا يروي الكاتب صالح المرزوقي:


قصيدة القهوة للقاضي والرهان المزعوم

الشاعر: محمد العبدالله القاضي من الشعراء الذين نالوا شهرة واسعة في زمنهم بحيث تجاوزت شهرته حدود منطقته ومجتمعه، وإضافة إلى شاعريته فهو شخصية اجتماعية مرموقة وذو ثقافة واطلاع كما أنه يتميز أيضاً بخطٍ جميل بمقاييس زمنه.

ولقد نالت قصيدته التي وصف فيها القهوة شهرة واسعة لما تميزت به من دقة متناهية بالوصف بأسلوب جذاب وتسلسل رائع بحيث أصبحت من أشهر ما قيل في القهوة ومطلعها:

يا مل قلب كل ما التم الأشفاق

من عام الأول به دواكيك وخفوق

وقد نسج بعض الرواة حول هذه القصيدة قصصاً وروايات متعددة كل على طريقته.

ومحور القصة أن رهاناً قد حصل بين القاضي وبعض أصحابه بأن يقول قصيدة في المجلس وينهيها بدون أن يتطرق للغزل إلى آخر القصة التي يتفنن بعضهم في حبك مجرياتها.

وفي اعتقادي أن القصة مختلفة ولا أساس لها من الصحة لأنه ليس من المعقول أن القاضي لا يستطيع ذلك وأن يخسر رهاناً لهذا السبب، فالقاضي وإن كان قد طرق باب الغزل إلا أنه لم يشتهر بذلك فقد طرق الكثير من أغراض الشعر المختلفة وأجاد فيها مثل الحكمة والمدح والرثاء وكذلك الفلك والنجوم.

الأمر الثاني أنه بدأ القصيدة المذكورة بالغزل حيث مهد لذلك في مطلعها ومن ثم قال في البيت الثاني.

كنه مع الدلال يجلب بالأسواق

وعامين عند معزل الوسط ما سوق

يجاهد جنود في سواهيج الأطراق

ويكشف له أسرار كتمها بصندوق

لاعن لك تذكار الأحباب واشتاق

بالك وطاف بخاطرك طاري الشوق

بعد ذلك انتقل لوصف القهوة ومن ثم ختمها بالغزل وهذا ما يضعف أو ينسف حكاية الرهان المزعوم الذي يردده بعض الرواة في كل مناسبة تكون القصيدة حاضرة فيها.

هذا إذا سلمنا أن الأبيات الغزلية التي في القصيدة من ضمنها وليست دخيلة، أما إذا كانت قد تداخلت معها لسبب أو لآخر ونتيجة لذلك انبثقت القصة وحبكت خيوطها تدريجياً حتى أصبحت وكأنها حقيقة فهذا أمر وارد أيضا، لأن التداخل قد يحصل بين القصائد المتشابهة وزناً وقافية ولعلنا نورد بعض القصائد التي تتشابه أو تتوافق بعض أبياتها مع قصيدة القاضي وهي لشعراء معاصرين للقاضي، فهذا زيد السلامة يقول من قصيدة له مطلعها:

باح العزاء يا ذيب قم دن الأوراق

قرطاس شامي صافي تقل غرنوق

حيث يقول من ضمنها:

قلبي مع الدلال يجلب بالأسواق

عامين عند معزل الوسط ماسوق

وهناك بيت مشابه لهذا أيضاً للشاعر عبدالعزيز الغصاص من قصيدة له حيث يقول:

الا انخضع ثم انهصر مدمج الساق

خطر على حجله من الثقل والضوق

أما الشاعر عبدالله بن جابر فله قصيدة مطلعها:

يا مل قلبٍ من هو البيض منعاق

في سجن دين عند الأحباب ما سوق

حيث يقول من مضنها:

والله لو يمشي شقاق بالأسواق

بين الملا ما يمطخ الخمس مخلوق

الا صفا لك ساعة مدمج الساق

اقطف زهر بستان صاحبك لو بوق

ومن المعروف أن تداخل بعض القصائد ناتج من الاعتماد على النقل الشفهي في الزمن السابق ومع تقادم الزمن وتناقل تلك القصائد بين الرواة من جيل إلى آخر قد يحدث مثل ذلك التداخل.

ولعلنا نورد أيضاً قصة أخرى تروي عن القاضي وهي أنه قيل له إن هناك شاباً لديه نبوغ في الشعر يدعى عبدالله بن جابر وأن القاضي حرص على رؤيته وعندما قابله فاجأه ببيت من الشعر حيث قال له القاضي:

هنوف ما تنوصف بوصوف

وان قضت الراس وش كنه

وأن ابن جابر أجابه على الفور:

كنه مهات تقود خشوف

ولا فحورية الجنة

فانبهر القاضي من سرعة بديهته وأصدر حكمه بشاعريته.

والواقع أن هذه القصة غير صحيحة أيضاً لأن كلا البيتين للشاعر المبدع ابن جابر، وهما من ضمن قصيدته التي مطلعها:

نح يالقميري على المرصوف

غين عن الشمس مكتنه

يالورق صفن صف صفوف

واصف وانوح معكنه

إلى آخر القصيدة:

كما أن هناك من يضيف لبعض القصائد بيتاً أو أكثر لسبب من الأسباب فيتناقله بعض الرواة ظناً منهم أنه من ضمن القصيدة مثل قصيدة القاضي التي مدح فيها طلال الرشيد التي:

مطلعها:

طلال لو قلبك حجر أو حديدي

أمداه من حامي وطيس الوغى ذاب

حيث أورد الرواية عبدالرحمن المرشدي من خلال تسجيل لتلك القصيدة أن مطلعها:

يا ليت حكمك عندنا يالرشيدي

ما كان توخذ زملنا من ورا الباب

والواقع أن هذا البيت ليس من ضمن القصيدة وإنما الحق بها فيما بعد ربما لهدف يتعلق بالوضع السائد آنذاك لأن القاضي لا يمكن أن يجعل هذا البيت مطلعا لقصيدته لأن لديه من الوعي والإدراك والحصافة ما يمنعه من ذلك كما أن البعض يلحق بها بيتاً آخر يقول:

يا شيخ أنا طالبك مية مجيدي

مع مشلح ياشيخ أنا مشلحي ذاب

وهذا البيت ألحق بها أيضاً من الطرف الآخر الذي لم تعجبه القصيدة فأضافه نكاية بالشاعر.

لأن القاضي الذي طلب من أمير عنيزة آنذاك أن يكون ضيوف البلد عنده في اليوم الثاني بعد الأمير لايمكن أن يقول ذلك البيت وهو صاحب الثروة والجاه والمكانة الاجتماعية المرموقة، ولكن بعض محترفي الرواية المتواجدين في الساحة يعتمدون في روايتهم على الطريقة التقليدية التي تقوم على الحفظ من خلال القراءة أو السماع بحيث يردد بعضهم كلمة حسب ما سمعت وقرأت أو كلمة (يقولون) فهم مجرد (ناقلين) لايعنون بالبحث والتحقيق بقدر ما يحرصون على الإثارة والتشويق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..