الأحد، 20 يناير 2013

يا محل العفو عفوك ياكريم / آخر قصيدة نظمها القاضي



يـا مـحـل العـفـو عـفـوك يــا عظـيـم

ولطفـك اللـي كافـل كــل الآثــام

يــــا سـمـيــع ويـابـصـيـر يـــــا  عـلــيــم

يـــا قــــوي ويــــا مـتـيــن ويــــا  ســــلام

يــا حمـيـد يـــا مـجـيـد يـــا حـكـيـم

يـــا عــزيــز ذو الــجــلال والإكــــرام

يــــا عــطــوف يــــا رؤوف يــــا رحــيــم

جــــلَّ شــانــه مــــا يــهـــام ولا  يـــــرام

بنورك اللـي يـوم ناجـاك الكليـم

دك سـيـنـا خـــرّ مـوســى ثـــم  قــــام

مُـوحــد ٌ يـدعـيـك بالـلـيـل البَـهـيـم

وبـالـتـخـضـع والــتــضــرع بــالــظــلام

خاشـع لــك خـاضـع لــك مُستقـيـم

اسألك وادعيك بأسماءك العظـام

أن تَــروف بـحـال مــن جسـمـه سـقـيـم

عِـلـتـه تـبــراه لــــه خـمـســة أعــــوام

داونـــــي بـــــدواك مِـــــن داءٍ  ألــيـــم

واشفـنـي بشـفـاك يــا مــن لا يـضــام

من انتحالـي دوك حالـي حـام حيـم

والــمــرض رض الأعــضــاء والـعـظــام

مــدلــه نـفـســي بـتـدلـيــه الـعـظـيــم

عـن لذيـذ النـوم مــع طـيـب الطـعـام

ولا لـي مشكـى غيـر للـرب الرحـيـم

بــحــق الـسـبــع الـسـمــاوات الـعــظــام

ذا ومـــــع ذا لـــــو تــمـــادوا بـالـنـعـيـم

فـــإن عــمــر الــمــرء مــــرده لـلـعــدام

كــل ابـــن انـثــى ولـــو طـــال سـلـيـم

لا زم ٍ يــشــرب بـكـاســات الـحِــمــام

من عميم إحسانـك ارحـم يـا رحيـم

يــوم نــزع الــروح وإن جـاهــا حـمــام

قــــام يـصـعـدهـا ويـحـدرهــا غــريــم

فــي عـضـاه مــن الـدمـاغ إلــى البـهـام

شـاخـص طـرفــه وريـقــه ريـــق هـيــم

كــل عـــرق بـالـعـرق يـرشــح شـمــام

يـــوم نـــزع الــــروح لــجــنَّ  الـحـريــم

وجضـوا أهـل البيـت واشتـغـل الـغـلام

والـشـفـيـق الــلــي يـــــوده والـرحــيــم

يسـتـشـيـن بــشــان تـجـهـيــزه  قـــــوام

والـخـشـب دن مـــع الــخــام  الـرخـيــم

وفـصــلــولــه وزره فــــوقــــه حــــــــزام

ثـــم شـالــه كـــل شـغـمـوم حـشـيــم

مــرجــلــيــن مـعـجــلــيــن  بــالــهــمـــام

ووضــعــوه بـمُـوحــش قــبــر ٍ  ظـلــيــم

ووســـدوه الـلِـبـنَ عـــن ريـــش الـنَـعـام

وكشفـوا عنـه الغـطـا قـبـل الهـديـم

وفككـوا عنـه العصـايـب والـحـزام

ورصفـوا فـوقـه مــن اللِـبـن ِ الضخـيـم

وادخــلـــوه وودعـــــوه بـــــلا كـــــلام

وحـــــدوه بـمــوحــش مــالـــه نــديـــم

غـيـر مـــا قـــدم مـــن أعـمــال  قِـــدام

عـنــد خـلــق ٍ بـارزيــن فــــي صَـمـيــم

صـامـتــيــن مــــــا يــــــردون  الـــســـلام

حـــال مــــا خــلــوه بـالـبــرزخ  مـقـيــم

جــاه مــن نـاجـاه عــن خـمـس ٍ تَـمــام

اسـألـه يلهـمـك رشــدك يــا غـريــم

فــي ثبـاتـك للمـلائـكـة الـكــرام

وعقـب هـذا البـعـث والـهـول العظـيـم

يـــوم حــشــره يــــوم نــشــره لــلأنــام

يــوم يبـعـث كــل ذي عـظــم رمـيــم

فــــي صـعـيــد لـلـحـســاب والـخــصــام

يـــوم نَـصـبــه لـلـســراط المسـتـقـيـم

لنـسـل يـافــث ثـــم حـــام ثـــم  ســـام

حـاســريــن عـابــريــن بـــــه  نــظــيــم

ذا يـصـيـح وذا يـطـيـح مـــن الــزحــام

وذا جــريــح وذا عـطـيــب وذا سـلـيــم

وذا يـمــر مــــرور بــــرق ٍ فــــي غــمــام

وذا يُــســرُ وذا يُــجَــرُ إلــــى الـجـحـيـم

وذا إلــى الـفـردوس مــن بــاب الـسـلام

وذا يُـخـلــدُ بالـنـعـيـم الــلــي مُـقــيــم

وذا مـسـيـم فـــي لـظــى دوم الــــدوام

كـيـف مــن ييـقـن بـهـذا يــا غشـيـم

يـفـنــى الـدنـيــا ويــغــرى بـالـحـطــام

ويـن ابـوك ويـن جـدك؟ يـا عديـم

ويـن خالـك ويـن خِـلـك والعـمـام؟!

ويــــــن شُـــبـــان يـــهـــدون  الــعــديـــم

ويـــــن شـيــبــان ٍ شـغـامـيــم  كـــــرام

صُـيـروا فــي قبـورهـم مـثـل الهـشـيـم

خـامــديــن هـامــديــن فـــــي هــــــدام

تــبــرم الـدنــيــا ويـنــقــض لـلـبـريــم

واخيـرهـا منقـضـيـة مـثــل الاحـــلام

يـا (أحـد) يـا (واحـد) شـانـه عظـيـم

يــا (صـمـد) يــا عـالـم كــل الـعـلام

سـامــع فـــي غِــبــة الـبـحــر  الـبـهـيـم

صــوت يـونـس يــوم نـــادى بـالـظـلام

يـــا إلـهــي خـــذ بـيــد قـلــب ٍ  سـلـيــم

عــن عـذابـك يــوم للخـلـق ازدحــام

من بحر مجدك وجودك يا كريـم

نـفـحــة نَـســعَــد بــهـــا دوم الـــــدوام

أنــــا دُســــت الـخـطـايـا مــــن قَــديـــم

طالبك صفحك وعفوك لي ختام

الـهــوى والـنـفـس أغــواهــا الـرجـيــم

ونـشــر فـضـلـك واســــع ذا والــســلام

ذا وصـلــى الله عــلــى طــــه الـيـتـيـم

وآلــــه والـصَـحــب مــــا هــــل الـغَـمــام

عـــدد مـــن طـــاف بالـبـيـت الـقـديـم

بـيــن زمـــزم والـحـجـر هـــو والـمـقـام


للشاعر:محمد العبدالله القاضي ( رحمه الله )



هناك 3 تعليقات:

  1. الله يرحمنا برحمته ، تُشكر على النقل

    ردحذف
    الردود
    1. جزاك اللّٰه خيرا. قصيدة رائعة جدا جدا رحمم اللّٰه من قالها و من نقلها.

      حذف
    2. هاذي ل سعد بن جدلان

      حذف

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..