الصفحات

الاثنين، 1 أبريل 2013

خلية التجسس الإيرانية: الولاء المذهبي أقوى من الولاء للوطن 1،2!

تهنئة ومباركة وشكر من أعماق كل مخلص لهذا الوطن نزفها إلى جهاز الاستخبارات العامة
لنجاحه في تعقب وتتبع خيوط خلية التجسس بذيولها وبقاياها التي لم يكشف عن كل تفاصيلها بعد.
هذا التفوق الأمني المذهل ليس جديدا ولا غريبا؛ بل هو امتداد لانتصارات أمنية رائعة قضت على أوكار خلايا التكفير والتفجير خلال خمس سنوات فقط؛ مما اضطرها إلى الفرار إلى المنافي والأماكن الملتهبة بالنزاعات والحروب في العراق واليمن وغيرهما.
لكن خلية التجسس والعمالة الإيرانية هذه مختلفة كل الاختلاف عن أوكار التكفير والتفجير؛ وإن كان الجامع بينهما « الخيانة « الوطنية، والولاء للشيطان، وفساد الضمير والأخلاق، ونكران الأهل والتراب والمصير.  هذه الخلية التجسسية توقفنا على أمرين مرين؛ هما:
أولاً: الأحقاد الفارسية المجوسية الموغلة في القدم منذ « قادسية « عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص، وما نتج عنها من انهيار الإمبراطورية الفارسية وذوبانها في المد العربي الإسلامي الذي اكتسح معظم قارات الدنيا في ذلك الوقت، وقد عمل الفرس منذ ذلك التاريخ على الكيد للدولة العربية وللإسلام بشتى الوسائل؛ فتمت مؤامرة اغتيال عمر على يد أبي لؤلؤة المجوسي الذي يطاف بقبره ويحج إليه بالقرب من طهران الآن في يوم مقتل عمر؛ تخليدا لبطولة من يسمونه «مولانا الشجاع» تقديرا للدور الذي قام به في محاولته لكبح جماح الدولة الناشئة وانتقاما من قائدها!.
ثم اختلقت الأقاويل عن عثمان لإثارة فتنة؛ فتمت عملية اغتياله بتأليب يهودي فارسي، ثم استغلت هذه الحادثة للمطالبة بدمه من علي، وصعد الخلاف بينه وبين معاوية؛ حتى تم قتل علي رضي الله عنه بمؤامرة من الخوارج وليس من شك في أن اليد اليهودية الفارسية غير بعيدة عن تدبيرها، ثم تمت حياكة ما سمي بالتشيع لعلي والمطالبة بالولاية للحسن والحسين حتى إذا قتل الحسين رضي الله عنه في كربلاء؛ رفعت الأيدي الخفية لواء المطالبة بدمه؛ من قبيل استمرار الفتنة، وهكذا يتواصل الدور الفارسي في هدم الدولة، وهو ما تم بما بذله أبو مسلم الخراساني وأنصاره من جهود سرية بتكليف من أبي جعفر السفاح العباسي، ثم ما قام به من دور عسكري لإخضاع الأقاليم الموالية لبني أمية، وحتى إذا تمت الهيمنة العباسية على مقاليد الأمور بعد عام 132هـ منحت الشخصيات الفارسية البارزة مواقع عسكرية وإدارية ومالية وثقافية نافذة في إدارة دفة الحكم العباسي، وهو ما جعلهم يتمكنون من تغييرهوية مجتمع الدولة العباسية بإدخال الثقافة الفارسية والمفهومات المجوسية الإلحادية عن طريق الترجمة لعيون الفكر الفارسي الملحد، وكذلك جوانب من الفكر الهندي واليوناني، وقد عمد النافذون في إدارة الدولة العباسية منح المفكرين الملحدين فضاء واسعا بتقريبهم من بلاط السلطة وتصعيد أدوارهم في نشر الإلحاد والفكر المانوي حتى إذا ضج المجتمع بتخريفهم عمد الخليفة إلى الانتقام من بعضهم كسبا للرضا الاجتماعي وخوفا من القلاقل أو خشية على خلافته من سقوطها في أيديهم، وهو ما حدث لابن الفارض، والجعد بن درهم، وابن الراوندي، وابن المقفع، والقرامطة، والحشاشين، والبرامكة الذين كانوا يحيكون لإسقاط الدولة وأوقدوا النيران على أبواب بغداد الأربعة محتجين بإضاءتها بينما كانوا يقصدون تقديسها، وهو ما كان يفعله القائد الفارسي المسلم كذبا «رستم» في وقت المأمون الذي كان يعبد النار في قصره بخراسان وذاع خبره للخليفة فاستقدمه إلى بغداد وسلب ماله وصلبه!
ويستمر المسلسل المجوسي في محاولة هدم الدولة العربية الإسلامية ومحو آثارها واستعادة أمجاد الإمبراطورية الغاربة كما فعل الصفويون الذين قاموا بحملات تصفية وتطهير للمسلمين وكل ما يمت للعرب بصلة.
إن إيران التي تدعي أنها دولة مسلمة تبيح زنا المتعة وهو ما تسبب في مئات الآلاف من اللقطاء ومجهولي النسب، وتتسامح في تجارة الجنس على قارعات الطريق في طهران؛ بل يدعو بعض كتاب الصحف الإيرانية إلى تقنين تجارة الجنس ووضع ضوابط لها، وإيران كذلك تحتفل بعيد النيروز المجوسي مدة اثنين وعشرين يوما توقد فيها النيران في كل أنحاء إيران وتقام عليها الطقوس والتقاليد الفارسية الموغلة في القدم، وهي كما أومأت آنفا تمجد دور أبي لؤلؤة الغلام المجوسي الذي قتل عمر بتدبير من القائد الفارسي « الهرمزان «. واليهودي اليمني « كعب الأحبار» وأقامت على قبره المزعوم مجسما ضخما ومسجدا كبيرا ليحج الإيرانيون إلى هذا القبر في يوم مقتل عمر!
وهي دولة تدعي الإسلام؛ ولكنها منعت تشييد مسجد واحد للسنة في طهران، واضطهدت الطائفة السنية في إيران كلها واغتالت الشخصيات البارزة منها وهجرت عشرات الآلاف، وعلقت المطالبين بحقوقهم على مشانق الرافعات في إقليم الأحواز، وأهملت هذا الإقليم إهمالا كاملا من حيث توفير البنية التحتية التنموية. وما تقوم به إيران الآن من إثارة قلاقل في الخليج، كما هو حادث في البحرين، أو تأليب لأتباعها من الطائفة في القطيف، أو دعم للحوثيين في اليمن، أونشر للتشيع في مصر وتغيير اتجاهها كليا برعاية إخوانية انتهازية لئيمة، أو دعم كامل للتصفية الطائفية الدموية البشعة بقيادة نصييري سوريا، أو إسناد كامل لعميلها المالكي في العراق؛ ليس ذلك كله إلا خطوات في طريق إيران لاستعادة مجدها المزعوم، وهدم كيان الأمة العربية والإسلامية.
ولعل من أواخر بواقع المجوس ما سمعناه وقرأناه قبل أسابيع من دعاوى تحرير الأماكن المقدسة في الحجاز!
لقد أعلنت إيران الحرب علينا!
وسأتناول في المقالة القادمة دور خلية التجسس القذرة وما يراد منها، ولماذا دافع عنها حسن الصفار، وكيف أن إسقاط هذه الخلية أصاب إيران ومواليها بصدمة لم يحسبوا لها حسابا!

------------------------------------------------------------------------

خلية التجسس الإيرانية:
 الولاء المذهبي أقوى من الولاء للوطن 2-2!
د. محمد عبدالله العوين
ليس من تفسير مقنع لحالة الارتماء الغبي من بعض المنتمين للطائفة الشيعية العرب في أحضان إيران، فالروابط الحقيقية تكاد تكون منبتة؛ فلا لغة ولا ثقافة ولا تقاليد واحدة تجمع العربي بالفارسي، ولا موطنا جغرافيا ولا امتدادا تاريخيا عميقا؛ فما هو ذلك الخيط السري العميق الذي يلم أشتات هؤلاء المندفعين من العرب نحو إيران؟!
إنه «المذهب» لا غير!
ادعى الفرس نصرة علي وابنه الحسين ثم آل البيت رضوان الله عليهم؛ وكانت غايتهم - كما أوضحت في الجزء الأول من هذا المقال - إحداث الشقاق والفرقة والتناحر في الدولة الإسلامية، واشتغل المؤسسون لفكر الشقاق من كبار عناصر ما عرف بالتشيع على اختلاف فرقهم على تعميق هذا التيار وإضافة خزعبلات وادعاءات والتباكي على أحداث ولت وتصرمت ولا جدوى من استعادة مراراتها، والتف حولهم ولهث خلفهم العاطفيون والمنخدعون وفئات ممن ليس لهم حظ في الاطلاع على حركة التاريخ والفكر، وقد تبين من خلال مسار خط تواصل العرب ممن تعلق بالتشيع مع الفرس ذلك القدر الكبير من الاستهانة والاحتقار للعرب، وكراهيتهم والتقليل من دورهم الحضاري، وهو ما عرف بالتيار الشعوبي الذي تجلى في أظهر صوره إبان هيمنة الثقافة الفارسية على الدولة العباسية، ونجد له دلائل وشواهد في أشعار أبي نواس والبحتري وغيرهما من الإشارات الجلية إلى تخلف العربي واتهامهم بالبداوة والجلافة ولهاثهم خلف الشياه والابل والخيام، والإشادة بإيوان كسرى ومجد الفرس مما يؤكد نفوذ وتمكن تلك النظرة الشعوبية، وتحفل الأدبيات الفارسية اليوم بنماذج لا تخفى على الدارس المتأمل في الصحافة الإيرانية من شعر ونثر ودراسات تؤكد هذه الرؤية الاستعلائية.
وإذا كان الأمر على هذا النحو؛ فكيف يسمح العربي الأصيل المعتز بتاريخه ومجده الحضاري وبما أسهم به من فكر وأدب في إثراء الحضارة الإنسانية لأن يعامل على هذا النحو من الإذلال والاحتقار، فيقصد الحوزات في قم وطهران ليجثو على ركبتيه طالبا العلم ومتوسلا بركة أشياخه فقهاء المذهب المعممين، وصادا عن العلم والفقه في بلاده أو حتى بلاد العرب الأخرى التي لا تتجه الاتجاه المتشيع؟!
ووفق هذا المفهوم ندرج انتماء أفراد خلية التجسس في الانقياد الأعمى لسلطة الفقيه المعمم والسياسي المؤدلج، فقد ارتموا في الحضن الفارسي بحجة الولاء للمذهب وتناسوا التراب الذي احتضنهم والأرض التي أعطتهم والبلاد التي آوتهم.
ومن العجب أن هؤلاء المتهمين بالتجسس يتسنم عدد منهم مواقع قيادية في شركات كبرى مثل أرامكو أو مستشفيات متخصصة أومؤسسات بنكية معروفة، ويتمتعون بدخول عالية، ويحظون برعاية طبية متميزة لهم ولأسرهم وبتعليم راق لأبنائهم، وبسكن خاص يتبع الشركة أو المستشفى المنتمين إليه أو ببدل إسكان عال يصرفه البنك الذي يعملون فيه، وبعضهم أيضا قد ابتعث أبناؤهم على حساب الدولة للدراسة في الخارج؛ فما هو السر الخفي الذي يدفع هؤلاء الخونة إلى إعلاء الانتماء المذهبي لإيران وإلغاء الانتماء للوطن والتراب واللغة والثقافة والمكاسب الوظيفية والمعيشية؟!
أهو الغباء الفكري والتاريخي؟ أم هو التنكر لأهل الفضل؟ أم هو الشعور المستوطن الكامن في دواخلهم بالذلة والخضوع للفقهاء المعممين؟!
إن الانقياد الأعمى لأي فقيه كان هو بيع للعقل بثمن بخس، وهو عبودية وتصنيم وتمجيد يعمي البصر والبصيرة؛ فيلهث التابع مغمض العينين خلف المصنم المتبوع؛ فما يقوله لا يقبل الجدل ولا الرد، وما يأمر به ينفذ حتى لو كان واضح الخطأ منكشف الفساد، وهي الحالة التي تفسر اندفاع أتباع الخلايا السرية من التكفيريين والانتحاريين أتباع الفقهاء المعممين من السنة الذين يفتون للغوغاء من مواليهم بأن يلقوا أنفسهم في أتون الجحيم فلا يترددون ويريقون دماء الأبرياء بدعوى الردة أو الكفر كما حدث من التكفيريين، وهو أيضا السر في اندفاع أتباع الطائفة النصيرية التي تدعي أنها علوية نحو القتل الجماعي بحقد طائفي تمثل في نحر الأطفال تقربا لمن يزعمون قداسته كما يحدث الآن في سوريا.
وإن المحزن المؤلم أن يوقع سبع وثلاثون شخصية من أتباع الطائفة يدافعون فيه عن المتهمين، ويخرج أحدهم وهو حسن الصفار فيشكك في دعوى اتهام أبناء طائفته، ويرى أن الادعاء بتجسسهم وعمالتهم لإيران فبركة، أي أن الأجهزة الأمنية السعودية تكذب وتتبلى على من دافع عنهم !
وهنا أتساءل : يا حسن الصفار لم نرك يوما تنهى وتنكر ما يقدم عليه بعض زعران طائفتك من أفعال ممقوتة في العوامية وغيرها من إلقاء قنابل المولوتوف على سيارات الشرطة والمراكز الأمنية؟ وما رأيناك تنكر المسيرات والاعتصامات التي تحدث الفوضى في شوارع القطيف؟ بل رأينا منك رغم لطف الدولة معك وإشراكها لك في الحوار الوطني والحوارات التلفازية - وقد أجريت معك أنا أكثر من حوار - الميل نحو إشعال الفتن وإيقاد نار المطالبة بما لا نعلم أن لك أو لغيرك من أتباعك حقا لم يوف أو مطلبا معقولا لم يحقق، وذهبت تؤيد ما يحدث من اضطراب وقلاقل في البحرين، ولم نسمع منك موقفا أخلاقيا مشرفا عما يحدث من إبادة طائفية ومن تدمير للمدن وتهجير واقترافات يندى لها الجبين من أسيادك الإيرانيين وعملائهم النصيريين في سوريا ضد الشعب السوري المظلوم؟!
كان الأولى بك أن تكون داعية رشد وسلام، وأن تحافظ على وطنك إن كنت حقا حريصا على أمنه وسلامته، وألا تندفع محتدا في النفي وإنكار التهم عن أبناء طائفتك وعن حوزة إيران أكثر مما تدافع عن أمن وسلامة وطنك إن كنت حقا تشعر بالانتماء إليه؟!
إن الخيانة لها تعريف واحد ولون أسود واحد وطعم كريه واحد؛ لا تفريق فيها بين طائفة وأخرى؛ فمن خان من أبناء السنة لاحقه الجهاز الأمني بمهارة ودقة وشجاعة إلى أن فشلت مساعيه وباء بالخسران، وهاهم معتقلون يحاكمون بجرائرهم، وكذلك الأمر بالنسبة لأبناء طائفتك سينال المدان منهم ما يستحق من عقاب؛ فلا رحمة ولا تهاون مع من خان وطنه ومنح ولاءه للعدو؛ إما من أجل الاندفاع المذهبي الأعمى أو من أجل حفنة رخيصة من المال.
الوطنية الحقة يا حسن الصفار أن تعلن موقفك المتبرئ من الخونة وأعداء الوطن أيا كان انتماؤهم أو مرجعيتهم، وأن تكون يدا بارة مع وطنك لا يدا آثمة عليه.
نحن يجمعنا الوطن بمفهومه الواسع الكبير، لا يفرقنا المذهب ولا تباعدنا الطائفية، نحن نؤمن بأن الوطن مظلة لنا جميعا نتعايش فيه بإخلاص وصدق ولاء، موالون لمن والاه، وأعداء لمن عاداه.
د. محمد عبدالله العوين

http://www.al-jazirah.com/2013/20130401/ln8.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..