الصفحات

الاثنين، 1 أبريل 2013

السلطان بايزيد الصاعقة




أبطال سقطوا من الذاكرة

* مقدمة

لا تزال صفحات التاريخ وأحداثه الكثيرة والمتشابهة إلى حد كبير توضح لنا طبيعة العداوة ضد الإسلام والمسلمين،وتوضح لنا أطراف معادلة الصراع الأبدى بين الحق والباطل،وأنه ليس بالضرورة أن يكون الباطل
مستعلناً بالكفر،رافعاً لشعار الإلحاد والكفر،فقد يكون من جند الباطل من يتسمى بأسماء المسلمين ويتزى بزيهم ويدعى شرف الانتساب لهذا الدين القويم،وهذا النوع من الأعداء أشد خطراً وضرراً على الإسلام والمسلمين، لإنخداع الكثيرين به وبنواياه.



Bayazid_1
وأكثر الناس تجسيداً لهذا النوع هم الروافض الذين كانوا وما زالوا في الخندق المقابل للإسلام، وعداوتهم وعمالتهم جلبت على الإسلام والمسلمين الكثير من الويلات والنكبات،فلقد تخصص الروافض ومن سار على دربهم فى التحالف مع أعداء الإسلام على مر العصور فقديماً تحالفوا مع التتار وأدخلهم حاضرة الخلافة ‘بغداد’ لإزالة الخلافة الإسلامية،وحديثاً تحالفوا مع الشيطان الأكبر ! أمريكا وأدخلوها أفغانستان والعراق،وما بين القديم والحديث الكثير من الأخبار والحوادث التى تدل على مدى كراهية هؤلاء الروافض للمسلمين عموماً وأهل السنة خصوصاً، وبطلنا فى هذه المرة قائد عظيم كان له أعظم الآثار والفتوحات على الجبهة الأوروبية مما جعل الروافض تحترق قلوبهم ناراً على هذا البطل الشجاع ويتآمرون عليه لإزاحته عن هدفه العظيم وهو نشر الإسلام بأوروبا،مما يوضح خالص وطبيعة العلاقة المتينة بين الروافض وأى وكل عدو للإسلام على مر العصور .

صاعقة الإسلام

* كانت الدولة العثمانية منذ قيامها سنة 699 هجرية ذات طابع جهادى محض، فالهدف الذى قامت من أجله هو فتح القسطنطينية والوسيلة لبلوغ هذا الهدف ليس قطعاً بالمفاوضات وموائد السلام ! إنما بالجهاد فى سبيل الله،لذلك كان سلاطين هذه الدولة الجهادية على نفس المستوى الأخلاقى والدينى والإيمانى لهذا الهدف فكلهم محب للجهاد،عميق الإيمان،فى غاية الشجاعة والهمة والعزم الأكيد.

* وفى ظل هذا الهدف وفى أحضان تلك الخصال العظيمة وُلد بطلنا الجسور ‘بايزيد‘ سنة 761 هجرية فهو بايزيد بن مراد الأول بن أورخان بن عثمان’ فهو السلطان الرابع للدولة العثمانية ولطيب المنبت وعراقة المحض وأصالة التربية جاء بطلنا ‘بايزيد‘ ترجمة حقيقية لهذه الأمور فقد كان شهماً كريماً شديد التمسك بالإسلام،فى غاية الشجاعة والحماسة للجهاد فى سبيل الله غير انه أمتاز عمن سبقوه بسرعة الحركة وقوة الانقضاض على أعدائه حتى لقب بالصاعقة أو ‘يلد رم’ باللغة التركية،وكان مجرد ذكر اسمه ‘يلدرم’ يوقع الرعب فى نفوس الأوروبين عموماً وأهل القسطنطينية خصوصاً .

* تولى ‘بايزيد’ الحكم بعد استشهاد أبيه البطل العظيم ‘مراد الأول’ فى معركة ‘كوسوفو’ سنة 791 هجرية،وكانت هذه الولاية بداية خير وبشارة للمسلمين الذين تألموا بشدة لإغتيال بطلهم ‘مراد الأول’ ونذير حزن وغم شديدين على أعداء الإسلام الذين ظنوا أنهم أصابوا الإسلام فى مقتل يوم أن قتلوا ‘مراد الأول’ ولكنهم لا يعلموا أن المسلمين حالهم كما قال الشاعر

كلما مضى منا سيد قام آخر …. قؤول بما قال الكرام فعول

الهدف الأول

* كانت منطقة الأناضول أو أسيا الصغرى دائماً هى منطقة الإنطلاق لأى سلطان جديد،ذلك لأن هذه المنطقة منقسمة على نفسها لعدة إمارات صغيرة يحكمها أمراء متغلبون على رقاب المسلمين فيها وقد سعى السلطان ‘مراد الأول’ لتوحيد الأناضول بعدة وسائل، ولم يكد ينجح فى ذلك حتى انفرط العقد مرة أخرى،ثار هؤلاء الأمراء على العثمانيين وسببوا لهم الكثير من المتاعب،وكانت ثوراتهم المتكررة سبباً لصرف جهود العثمانيين عن حرب أوروبا،مما جعل الأوروبيين يلتقطون أنفسهم ويشكلوا تحالفات صليبية متكررة لمحاربة العثمانيين .

* فى سنة 793 هجرية إستطاع ‘بايزيد’ أن يضم إمارات ‘منتشا’ و’آيدين’و’صاروخان’ دون قتال بناءاً على رغبة سكان هذه الإمارات،وقد لجأ حكام هذه الإمارات إلى إمارة ‘اسفنديار’ كما تنازل له أمير ‘القرمان’ ‘علاء الدين’ عن جزء من أملاكه بدلاً من ضياعها كلها،وقد أشتهر ‘علاء الدين’ هذا بالغدر والخيانة وأخبار جرائمه أيام السلطان ‘مراد الأول’ مشهورة،لذلك فلم يكن مستغرباً على هذا الرجل أن يثور مرة أخرى أيام ‘بايزيد’ مستغلاً إنشغاله بالجهاد فى أوروبا حيث قام ‘علاء الدين’ بالهجوم على الحاميات العثمانية وأسر كبار قادة العثمانيين واسترد بعض الأراضى،فعاد ‘بايزيد’ بسرعته المعهودة وانقض كالصاعقة على ‘علاء الدين’ وفرق شمله وضم إمارة ‘القرمان’ كلها للدولة العثمانية وتبعتها إمارة ‘سيواس’ و’توقات’ ثم شق ‘بايزيد’ طريقه إلى إمارة ‘اسفنديار’ التى تحولت لملجأ للأمراء الفارين،وطلب ‘بايزيد’ من أمير ‘اسفنديار’ تسليم هؤلاء الثوار فأبى فانقض عليه ‘بايزيد’ وضم بلاده إليه،والتجأ الأمير ومن معه إلى طاغية العصر ‘تيمورلنك’وسيكون لذلك أثر شديد فيما بعد.

Anadoul

الصاعقة تضرب أوروبا

* بعدما فرغ ‘بايزيد’ من ترتيب الشأن الداخلى والقضاء على ثورات الأناضول،اتجه إلى ناحية أوروبا وبدأ أولى خطواته الجهادية هناك بإقامة حلف ودى مع ‘الصرب’ وربما يستغرب القارىء من هذه المحالفة ذلك لأن الصرب كانوا من اشد الناس عداوة للمسلمين وحتى الآن كذلك،ولأنهم كانوا السبب فى قيام تحالف بلقانى صليبى ضد المسلمين،بل إن السلطان ‘مراد الأول’ والد ‘بايزيد’ قد قتل فى حربه ضدهم، وكل هذه الأسباب كافية لمنع التحالف معهم، ولكن ‘بايزيد’ الصاعقة كان له وجهة نظر ذكية،وهى أن الحلف مع الصرب يجعلهم بمنزلة الحاجز القوى بين الدولة العثمانية وإمبراطورية المجر التى كانت وقتها أقوى الممالك الأوروبية وتلعب بحامية الصليب،وكانت علائق المجر والصرب متوترة،فاستغل بايزيد ذلك للتفرغ إلى الغرب والوسط الأوروبى وفتح القسطنطينية وهذا من فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد الذى يحتاجه الحاكم المسلم على الدوام،ولا يفهم من هذا الفقه إباحة ما حرمه الله عز وجل أو الإخلال بعقيدة الولاء والبراء، إنما هو من جنس المعاهدات المؤقتة التى تخدم هدفاً معيناً لفترة معينة،أى أنها لا تبطل شريعة الجهاد فى سبيل الله أبداً وهى تشبه جنس معاهدة الحديبية وغيرها .

* كان ‘بايزيد’ يهدف من محالفته للصرب غاية هامة إلا وهى التفرغ للوسط الأوروبى والقسطنطينية لذلك فقد قام بتوجيه ضربة خاطفة إلى ‘بلغاريا’ وفتحها سنة 797 هجرية وأصبحت ‘بلغاريا’ من وقتها إمارة تابعة للدولة العثمانية،مما جعل أوروبا ترتجف رعباً تحت الصاعقة الإسلامية التى فتحت البلاد الواحدة تلو الأخرى .

أيام العزة

* بلغت عزة المسلمين أيام السلطان ‘بايزيد’ مبلغاً عظيماً ذكرت الناس بأيام الصحابة رضوان الله عليهم ومن سار على دربهم من سلف الأمة والقادة العظام،..

وبلغت هذه العزة والعظمة مبلغها عندما فرض ‘بايزيد’ الصاعقة على إمبراطور بيزنطة ‘مانويل’ عدة شروط منها :-

1. إنشاء محكمة إسلامية وتعيين قضاه مسلمين بها للفصل فى شئون الرعية المسلمة بها .

2. بناء مسجد كبير بها والدعاء فيه للخليفة العباسى بمصر ثم السلطان ‘بايزيد’ وذلك يوم الجمعة .

3. تخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية المسلمة بها .

4. التنازل عن نصف حى ‘غلطة’ لوضع حامية عثمانية،قوامها ستة ألاف جندى .

5. زيادة الجزية المفروضة على الدولة البيزنطية .

6. فرض رسوم جديدة على مزارع الكروم والخضروات الواقعة خارج المدينة .

والناظر لهذه الشروط يجدها فى غاية الذلة والهانة لامبراطور بيزنطة ‘مانويل’ ولكن لعلمه بضعف موقفه وقوة المسلمين قبل هذه الشروط،ودوت تكبيرات الآذان فى جنبات القسطنطينية .

التحالف الصليبى ومعركة نيكوبولس

* كان سقوط بلغاريا وقبول ‘مانويل’ للشروط السابقة بمثابة جرس الإنذار القوى لكل الأوروبيين خاصة ملك المجر ‘سيجسموند’ والبابا ‘بونيفاس’ التاسع،فاتفق عزم الرجلين على تكوين حلف صليبى جديد لمواجهة الصواعق العثمانية المرسلة،واجتهد ‘سيجسموند’ فى تضخيم حجم هذا الحلف وتدويله،باشتراك أكبر قدر ممكن من الجنسيات المختلفة،وبالفعل جاء الحلف ضخماً يضم مائة وعشرين ألف مقاتل من مختلف الجنسيات ‘ألمانيا وفرنسا وانجلترا وإسكتلندا وسويسرا وإيطاليا ويقود الحلف ‘سيجسموند’ ملك المجر.

Balkan

* تحركت الحملة الصليبية الجرارة سنة 800 هجرية،ولكن بوادر الوهن والفشل قد ظهرت على الحملة مبكراً،ذلك لأن ‘سيجسموند’ قائد الحملة كان مغروراً أحمقاً لا يستمع لنصيحة أحد من باقى قواد الحملة وحدث خلاف شديد على استراتيجية القتال،’فسيجسموند’ يؤثر الانتظار حتى تأتى القوات العثمانية،وباقى القواد يرون المبادرة بالهجوم،وبالفعل لم يستمعوا لرأى ‘سيجسموند’ وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة ‘نيكوبولس’ فى شمال البلقان .

* لم يكد الصليبيون يدخلون المدينة حتى ظهر ‘بايزيد’ الصاعقة ومعه مائة ألف مقاتل كأنما الأرض قد انشقت عنهم،وكان ظهوره كفيلاً بإدخال الرعب والهول فى قلوب الصليبيين فوقعت عليهم هزيمة مدوية حتى أن ‘سيجسموند’ الذى وقف قبل المعركة يقول فى تيه وغرور { لو انقضت علينا السماء من عليائها لأمسكناها بحرابنا } يهرب مثل الفأر الذعور ويلقى بنفسه فى مركب صغير ويترك خلفه حملته الفاشلة تذوق ويلات هزيمة مروعة .

كلمات من ذهب

* أسفرت معركة نيكوبولس عن نصر عظيم للمسلمين كان له أعظم الأثر فى العالم الإسلامى بأسره،ووقعت بشارة الفتح فى كل مكان مسلم،وارسل ‘بايزيد’ إلى كبار حكام العالم الإسلامى يبشرهم بالفتح وبالعديد من أسرى النصارى كهدايا وسبايا لهؤلاء الحكام باعتبارهم دليلاً مادياً على روعة النصر وأرسل ‘بايزيد’ إلى الخليفة العباسى بالقاهرة يطلب منه الإقرار على لقب ‘سلطان الروم’ الذى اتخذه ‘بايزيد’ دليلاً على مواصلة الجهاد ضد أوروبا حتى يفتحها كلها،ووافق الخليفة على ذلك،وانساح كثير من المسلمين إلى بلاد الأناضول حيث الدولة العثمانية القوية المظفرة .

* وقد وقع فى أسر ‘بايزيد’ فى هذه المعركة الكثير من القادة والأمراء النصارى من بينهم الكونت ‘دى نيفر’ الذى أقسم بأغلظ الأيمان ألا يعود لمحاربة العثمانيين فإذا بالقائد المسلم المعتز بدينه،العارف بقدر هدفه وسبب وجوده يقول له بكلمات من ذهب { إنى أجيز لك ألا تحفظ هذا اليمين فأنت فى حل من الرجوع إلى محاربتى،إذ لا شىء أحب إلى من محاربة جميع مسيحى أوروبا والانتصار عليهم } ثم قال كلمته الشهيرة التى أفزعت كل نصارى أوروبا بل العالم بأسره،قال { سأفتح إيطاليا إن شاء الله،وسأطعم حصانى هذا الشعير فى مذبح القديس بطرس بروما } اى أن عزمه وهدفه لن يتوقف عند القسطنطينية فقط فأين المسلمون الآن من هذه العزة والعزيمة ؟

* بعد معركة ‘نيكوبولس’ الكبيرة،والانتصار الرائع الذى حققه ‘بايزيد’ على التحالف الصليبى ثبت العثمانيون أقدامهم فى منطقة البلقان،وخضعت الشعوب السلاقية للسلطة الإسلامية،ودخلت البوسنة وبلغاريا فى حدود الدولة العثمانية،وقام السلطان ‘بايزيد’ بمعاقبة حكام شبه جزيرة المورة ‘اليونان الآن’ الذين قدموا مساعدة عسكرية للتحالف الصليبى،وبث ‘بايزيد’ السرايا العثمانية فى وسط أوروبا لملاحقة فلول الصليبيين ومنعهم من التجمع مرة أخرى .

* وبعد هذه الاجراءات الحربية التى مهدت السبيل للهدف الأول والأسمى لدى الدولة العثمانية يمم ‘بايزيد’ وجهه إلى القسطنطينية،وكان إمبراطورها ‘مانويل’ قد ساعد الحملة الصليبية ضد المسلمين،فقرر ‘بايزيد’ محاصرة المدينة وعدم الانصراف عنها حتى يفتحها،وبالفعل نزل بساحتها وضرب عليها حصاراً مرهقاً محكماً وضغط عليها بكل قوة حتى أشرفت المدينة على السقوط، ولكن تحدث مفاجأة لم تكن فى الحسبان جعلت ‘بايزيد’ يفك الحصار ويعود مسرعاً إلى الأناضول، ولكن لماذا ؟

timur_armeetimur


تمثال تيمور لنك وصورة لجنوده

تيمور لنك الرافضي

* كان القرن الثامن الهجرى إيذاناً بظهور قوة إسلامية جديدة فى عدة مناطق مختلفة من العالم حيث ظهرت الدولة العثمانية فى آسيا الصغرى، ودولة المماليك فى مصر والشام والحجاز وقوة التتار المسلمين فى بلاد ما وراء النهر،وكانت القوة الأخيرة يقودها رجل ينتمى للإسلام فقط بالاسم وهو الطاغية المجرم ‘تيمور لنك’ الذى ذكر الناس بمجازر ومذابح المغول عندما اكتسحوا العالم الإسلامى فى أوائل القرن السابع الهجرى، فقد نشأ ‘تيمور لنك’على المذهب الرافضى،وتشرب منذ صغره على كراهية أهل السنة،فجاءت كل حروبه وغزواته الشريرة ضد المسلمين ولم يذق ويلاته سواهم وما فتت جيوشه سوى بلادهم،وصار إلعوبة فى يد أعداء الإسلام يوجهونه لقتال المسلمين أينما شاءوا ووقت ما شاءوا،وقد استطاع ‘تيمورلنك’ أن يوسع أملاكه حتى شملت المنطقة الشاسعة من ‘دلهى’ بالهند حتى دمشق بالشام ومن بحر أرال فى الشمال حتى الخليج العربى بالجنوب،ودمر عدة ممالك إسلامية قوية وظاهرة مثل مملكة دلهى المسلمة ومملكة مغول الشمال الإسلامية ومملكة مغول العراق، وتقمص شخصية سلفه ‘جنكيزخان’ فى الرغبة الجامحة فى سفك الدماء والسيطرة على العالم، وذلك كله تحت شعار رافضى معروف وهو استعادة حق آل البيت المغصوب !

* كان من الطبيعى جداً لرجل بمثل هذه الخصال والعقائد الضالة والحنق الشديد على المسلمين أن يفتعل صداماً مع الدولة العثمانية القوية،فلقد أكلت الغيرة قلبه من سطوع نجم ‘بايزيد’ بعد معركة ‘نيكوبولس’ وحصار القسطنطينية ،واغتاظ من ثناء الناس على العثمانيين فى كل مكان وكانت الذرائع التى تذرع بها ‘تيمورلنك’ فى جملتها واهية لا ترقى لحجم الدمار والمأساة التى سيسببها للإسلام والمسلمين .

مقتل بايزيد وانهيار الدولة العثمانية

* كان ‘بايزيد’ كما قلنا من قبل رجلاً شديد الحماسة والشجاعة،سريع الحركة والانقضاض فى ميادين القتال،يتحرك فى معاركه الحربية على عدة محاور وفى مختلف الاتجاهات بنفس السرعة والحماسة،وهى خصال حميدة جميلة ولكنها قد تقود فى بعض الأحيان للعجلة والتسرع ومن ثم الهزيمة،فلقد دخلت جيوشه فى معارك كثيرة وتحركت فى جهات مختلفة وبصورة شبه مستمرة مما أورث جنوده التعب والضجر والشوق للأهل والوطن،وهذا ما لم يعلمه ‘بايزيد’ ويقدره عندما استدرجه الطاغية المجرم ‘تيمورلنك’ للصدام عند سهل أنقره .

* تقدم تيمورلنك بجيوشه التى يقدر عددها بثمانمائة ألف مقاتل واحتل ‘سيواس’ وأباد حاميتها التى كان يقودها ‘أرطغرل بن بايزيد’ وقتله شر قتلة،ففك ‘بايزيد’ حصاره على القسطنطينية وعاد بمنتهى السرعة بجيشه المتعب من طول الحصار وكان يقدر بمائة وعشرين ألف مقاتل أغلبهم منهكين من مواصلة القتال ثم الحصار،وكانت سرعة ‘بايزيد’ هذه المرة نقمة عليه فلم يحسن إختيار المكان ولا الإعداد للقاء جيش جرار مهول مثل جيش تيمورلنك،ثم جاءت الطامة بفرار الجنود التتار الذين كانوا مع جيش ‘بايزيد’ وجنود الإمارات الأناضولية المفتوحة حديثاً وانضمامهم لجيش تيمورلنك الذى كان يضم أمراء هذه الإمارات والذين قد سبق وأن فروا إلى تيمورلنك عند سقوط هذه الإمارات،فوقعت الهزيمة على ‘بايزيد’ ووقع هو فى الأسر .

* لقد كان تيمورلنك من أخبث الناس وأشرهم فقد عمد على إذلال ‘بايزيد’ وهو أسير حتى قيل أنه وضعه فى قفص وطاف به البلاد وبعض المؤرخين يكذب هذه الرواية وأن كانت غير مستغربة على هذا الرجل الطاغية الذى أعتاد أن يذل أسراه وأخباره مشهورة فى ذلك،وكان لوقوع بايزيد فى الأسر أثر شديد على نفسية هذا البطل الشجاع المملؤ بالحماسة والحساسية الإيمانية، فقتله الهم والحزن على ما صار إليه وعلى ما أصاب الدولة العثمانية من التفكك مرة أخرى،وصار يذبل شيئاً فشيئاً حتى مات رحمه الله فى أسره سنة 805 هجرية وفرح لموته كل نصارى أوروبا وكل عدو للإسلام فى العالم .

منقول عن موقـع مفكرة الاسلام

-


.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
بايزيد الأول ..صاعقة الإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..