الصفحات

الخميس، 25 أبريل 2013

سبحان الله. كيف يفكر بعض مسلمي اليوم؟

إذا غرقنا في منتجات اليهود والنصارى الفكرية والمادية وأقبلنا عليها

بشراهة تؤدي إلى التضحية بما حرم الله أحيانا، فهذا مشروع ومستساغ !
أما أن يصادف يوما من إجازتنا الأسبوعية يوما مقدسا عند اليهود
فهذا خروج على "الملة"!

تعليقا على الحقيقة المرة أقتصر في تعليقي على هذه المقالة التي نشرها أحدهم قبل أكثر من خمس سنوات، في ملحق الرسالة بجريدة المدينة، وبعث بنسخة منها إلى معالي وزير الخدمة المدنية، وأضيف إليها بعض التساؤلات.

"التعطيل أربعة أيام في الأسبوع والعمل ثلاثة أيام فقط"
يتساءل بعض المسلمين: لماذا تتعطل أعمالنا أربعة أيام في الأسبوع عندما نكون خارج المملكة العربية السعودية ولنا معاملات فيها؟
سؤال يستحق الإجابة ومشكلة تستوجب الحل. وهناك اقتراحان رئيسان: أولهما: أن نحوّل الخميس إلى السبت مع الاحتفاظ بإجازة الجمعة كما هي. ثانيهما: أن نحوّل إجازتنا الأسبوعية إلى الأيام التي أصبحت هي السائدة في البلاد المسيطرة على العالم اقتصاديا وسياسيا ولا استغناء عنها، أي السبت والأحد. وهذا يعني أن هناك ضرورة إلى المفاضلة بين المقترحين.
إذا كنا نقر بأننا مسلمون، فإنه لا مفر لنا من الاحتكام إلى الكتاب والسنة أولا للمفاضلة بينهما. أما عند غياب النصوص تماما فإنه يجوز لنا الاحتكام إلى الأدلة العقلية.
إن المقترح الأول يطرح سؤالين: هل هناك نصوص في الكتاب والسنة تقول بأن الجمعة هي الإجازة الأسبوعية للمسلمين؟  وهل هناك نص مماثل بالنسبة ليوم الخميس؟ بالرجوع إلى السنة الموجودة في الصحيحين نجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم عليه السلام، وفيه أُدخل الجنة وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة." ويقول أيضا: "على كل مسلم الغسل يوم الجمعة وأن يلبس من صالح ثيابه وإن كان له طيب مسّ منه." بل يحذر من التخلف عن صلاة الجمعة بقوله عليه الصلاة والسلام: "لينتهيّن أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين.". فهذه النصوص تدل على أفضلية يوم الجمعة وعلى وجوب صلاة الجمعة.
وقد يقال: هذه الأدلة لا تقول بصورة صريحة على تعطيل ساعات العمل الصباحية يوم الجمعة. وهذا صحيح، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام يقول أيضا: "من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة. فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر." وهذا دليل على أن جزءا غير صغير من نهار الجمعة يستحب فيه للمسلم البالغ أن يقضيه في المسجد وليس في المكتب، وذلك إضافة إلى الوقت الواجب الذي تحتاجه صلاة الجمعة وخطبتها. فهذا دليل قوي على اعتبار الجمعة يوم عطلة  للمسلمين شرعا. ويسند هذا الفهم أيضا قول النبي عليه الصلاة والسلام: "أَضَلَّ الله عن الْجُمُعَةِ من كان قَبْلَنَا فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ وكان لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ. فَجَاءَ الله بِنَا فَهَدَانَا الله لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأحَد. وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يوم الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ من أَهْلِ الدُّنْيَا وَالأوَّلُونَ يوم الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لهم قبل الْخَلَائِقِْ."
وليست هناك أدلة من الكتاب والسنة تشير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى أن الخميس يوم مفضل للإجازة مثل الجمعة. وورد في فضلها قول أحد الصحابة بأن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يوم الْخَمِيسِ."، وقوله النبي عليه الصلاة والسلام: "تُعْرَضُ أَعْمَالُ الناس في كل جُمُعَةٍ (أسبوع) مَرَّتَيْنِ يوم الاثنين وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ." وقوله "وَبَثَّ فيها الدَّوَابَّ يوم الْخَمِيسِ " أي خلقها. وأما ما ورد عن صيام الخميس فلم يصح في الصحيحين، ويقول أحد رواة الحديث في صحيح مسلم "وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَوْمِ الاثنين وَالْخَمِيسِ فَسَكَتْنَا عن ذِكْرِ الْخَمِيسِ لَمَّا نُرَاهُ وَهْمًا."
أما عن يوم السبت فجاء فيها ما يلمح بأنها عطلة مناسبة قول النبي صلى الله عليه وسلم "خَلَقَ الله عز وجل التُّرْبَةَ يوم السَّبْتِ"، وذلك إضافة إلى النص السابق الذي يؤكد بأن يوم الجمعة هو اليوم المعادل للسبت عند اليهود وللأحد عند النصارى.
ولا تعارض بين اعتبار يوم السبت يوما بديلا للخميس، مكملا للجمعة فقد صام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وحثّ على صيامه، وذلك بالرغم من كونه عيدا لليهود كانوا يصومونه.
أما الحل الثاني الذي يخالف السنة فإنه يذكِّر المسلم الذي يخشى رب العالمين بقوله صلى الله عليه وسلم "لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ من كان قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشبر وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حتى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قال فَمَنْ؟"
وبهذا يمكن أن نخلص أن الجمعة إجازة أسبوعية لا يمكن للمسلمين استبدالها، أما الخميس فيمكن استبداله بالسبت. وتعطيل الأعمال عبر الدول ثلاثة أيام أفضل من تعطيلها أربعة أيام، ولاسيما أن كثيرا من الأعمال يتم إنجازها آليا (مثل الصراف الآلي) ومباشرة بين الأطراف المختلفة بواسطة البريد الإلكتروني. إضافة إلى ذلك فإن المؤسسات المحترمة -في العادة- توفر خدماتها الضرورية طوال الأربع وعشرين ساعة عن طريق المناوبات. وهذا لا يعني عدم حدوث حالات استثنائية من وقت لآخر. وهو أمر طبيعي لا يمكن بحال تلافيه.(‏19‏‏/‏03‏‏/‏28‏14هـ)
والتساؤلات التي يثيرها الاعتراض على السبت بدلا من الخميس، منها ما يلي:
1.              ألا ينبغي للمسلم الناضج أن يتعرف على النصوص الشرعية قبل الاعتراض على قرار يوافق عليه ثلثي مجلس الشورى، وإن كان المجلس غير معصوم؟
2.              إذا جعل الإسلام الجمعة يوم عبادة و"إجازة"، وأضفنا إليه السبت يوم إجازة وتعطيل للأعمال، هل نشبه اليهود لأنهم جعلوا السبت يوم عبادة ، وأضافوا الأحد إلى الإجازة؟ وهل نشبه النصارى لأنهم يجعلون الأحد يوم عبادة، وأضافوا السبت إلى الإجازة؟ إذ قلنا: نعم. هل تتسق هذه الإجابة مع الاستخدام الصحيح للعقل ومع الفطرة السليمة؟
3.              ألا ينبغي للإنسان العاقل أن يُحكِّم عقله في الأمور العامة، بدلا من تحكيم عاطفته؟ فالأمور العامة تتطلب الموازنة بين المصالح المختلفة والمتعارضة: الفردية والجماعية. وأما الأمور الشخصية فلا يلحق ضرر الخطأ فيها إلا الإنسان نفسه.
4.              ألا يعتقد العقلاء أن النظام الذي تسيطر فيه الأهواء المحلية، ويستغله الأعداء من الخارج لا يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار للبلاد والعباد في المنطقة المحددة، وللمزيد من الخضوع والركوع أمام قوى الشر العالمية، وإن كان هذا النظام يحمل شعارات براقة، مثل "الحرية"، و"الديمقراطية"، "الليبرالية"... وغيرها من "الخرابيط".
5.              ألا يعتقد العقلاء ممن ينتمون إلى الإسلام أن السلامة في الدنيا والآخرة هي في الاحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه واتباعهما، وليس في اتباع "الأحزاب الدينية"؟
سعيد صيني
14/6/1434هـ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليق :
ردا على د. سعيد صيني

أما أن يصادف يوما من إجازتنا الأسبوعية يوما

بداية :  نصبت  "يوما"  في كلتي الكلمتين ،  فلا نعلم من الفاعل للمصادفة  !
على أية حال..
يا  د.سعيد   هو لم يصادف ، بل نحن الذين نسعى لجعله مصادفا !!
واليوم  نعطل في يوم عطلتهم ..
و
غدا  نلغي التاريخ الهجري ونستبدله  بالميلادي  النصراني  " العقائدي "  بحجة أنه أثبت   وأدق  وأنه لا يستخدم  التاريخ الهجري  في هذه الدنيا  الا  نحن  فقط   .. وو
وننسى  أشهرنا  وننسى  الأهلة  ومواقيت  العبادات : الصوم والحج  !!

۞ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ   ۞    البقرة - الآية 189

يعني  لنا سنوات ونحن  نتعامل اقتصاديا  مع العالم  لثلاثة أيام في الإسبوع ،، فما الذي حدث !؟   ما نصدره لهم  ..يصل إليهم  ومانستورده منهم يصل إلينا  ،،  فلماذا هذه الضجة !؟


وهل أنتهت كل اشكالياتنا وتناقضاتنا  فبقي موضوع  الخميس والجمعة على رأس إهتماماتنا !؟

وفقنا الله جميعا لكل خير

سليمان الذويخ
الخميس  15  6 1434هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..