الصفحات

الخميس، 25 أبريل 2013

تقرير عن مبادرة الشريط الأبيض

الحمد لله وحده..
في زمن لبس فيه الباطل لبوس الحق، وتكلم الرويبضة، وتخلى الثقة وعجز، وتجلد
الفاجر وتصدر، كان لزاما على كل من له قدرة أن يسد ثغراً من أهم ثغور الإسلام التي يلج منها العدو ليزعزع الدين والمجتمع، ومن هنا رأينا أن نكتب لكم هذا البيان حول خطوة يعتزم ثلة من الصحفيين، والكتاب، والإعلاميين الذين لهم توجهات تغريبية سابقة القيام بها، وهي:

- [مبادرة الشريط الأبيض]

أصلها وتاريخها:

هذه المبادرة لم تكن وليدة اللحظة، ولم يبتكرها الكاتب عبد الله العلمي ومن معه؛ بل هي مستوردة لها أصل تاريخي يعود لأكثر من عشرين عام ماضية، ففي 6 ديسمبر 1989م حصلت حادثة في مدرسة كندية قتل فيها 14 امرأة بواسطة رجل من المعارضين لحقوق المرأة، فيما عرف بـ "مجزرة المعهد المهني" في تورنتو، وفي عام 1991م ظهرت حركة [الشريط الأبيض white ribbon] وهي حركة عالمية تشكلت في كندا بعد المجزرة، يعلن فيها الرجال والفتيان عن مؤازرتهم للنساء في نضالهنّ من أجل القضاء على (العنف) وذلك عبر وضع شارة بيضاء لإظهار التزامهم ومناصرتهم (للقضاء على العنف الموجه ضد النساء)، والعمل على إزالة ما يعد عنفا ضد المرأة والفتاة بكل وسيلة ممكنة.
تقام هذه الحملة من 25 نوفمبر من كل عام والذي يصادف (اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة) حتى 6 ديسمبر، وهو اليوم الوطني في كندا لإحياء ذكرى ومكافحة العنف ضد المرأة!

وقد اعتمد رمز الشريط الأبيض من قبل "النسويات" في كندا والمملكة المتحدة؛ كرمز لدعم حقوق المرأة والمساواة، وموقفا مكافحة ما يسمى بـ (العنف المنزلي).

مبادرة الشريط الأبيض بنسختها السعودية!
- أطلقها الكاتب: عبد الله العلمي، وسمر فطاني، عبر الإعلام –البريد الإلكتروني-مواقع التواصل الإجتماعي- والصحف، وأيدها أخرون مثل: عيسى الغيث، وأحمد المحيميد، و توفيق السيف، وفاتن بندقجي، وهالة الدوسري، وسميرة الغامدي([1])، و سعود كاتب، وسوزان المشهدي، وجمال بنون، وسمر المقرن. و من واشنطن موضي الخلف، مساعد الملحق للشؤون الثقافية، وغيرهم.
- العنف الذي يسعى القائمون على المبادرة إزالته هو: (العنف القائم على أساس نوع الجنس، وهو العنف الموجه ضد المرأة بسبب كونها امرأة، أو العنف الذي يمس المرأة على نحو جائر. ويشمل الأعمال التي تلحق ضرراً أو ألماً جسديا أو نفسياً أو جنسيا بها، والتهديد بهذه الأعمال بالإكراه.

أهداف المبادرة التي ذكرها صاحب المبادرة في الإعلان الذي نشره:

- مطالبة مجلس الشورى لسن قوانين تكفل حقوق المرأة، وتوفر لها حماية من (كافة أشكال العنف).

- إطلاق وثيقة إعلان مبادئ، تهدف لتفعيل دور الرجال في مناصرة قضايا المرأة والحد من العنف الموجه ضد النساء لحث المجتمع على التعهد بعدم استخدام العنف ضد النساء في معاملاتهم اليومية.

- إقامة حملات اعلامية واعلانية وورش عمل للرجال في جميع مناطق المملكة لمناهضة العنف ضد النساء.

- مراجعة القوانين واللوائح المتعلقة بالعمل على إنهاء التزويج المبكر والقسري للأطفال، والعنف ضد النساء والفتيات، والاستغلال الجنسي للأطفال لأغراض تجارية، والزنا، والاغتصاب والاختطاف.

- اتخاذ التدابير التأديبية الصارمة والإجراءات اللازمة للتصدي للعنف في جميع أماكن عمل النساء.

-      توضيح:

ماهو العنف الذي تعتمده الأمم المتحدة مرجعية العلمي في مبادرته؟

يرفع بعض الناشطين في حقوق المرأة شعارا بعنوان (لا للعنف ضد المرأة)، ويتلقاه الناس على أن العنف هو الضرب، والإيذاء بكل أشكاله، وقد يصل للقتل؛ وحتما أن هذه التصرفات غير مقبولة لا شرعا، ولا أخلاقاً؛ لكن السؤال: هل يقصد القائمون على مبادرة الشريط الأبيض العنف بهذا المعنى؟

يقول العلمي في بيانه الذي نشره عن المبادرة: " يؤكد تقرير الأمم المتحدة أن العنف الموجّه ضدّ المرأة هو عنف قائم على أساس نوع الجنس، وهو العنف الموجّه ضدّ المرأة بسبب كونها امرأة، أو العنف الذي يمسُّ المرأة على نحو جائر"

ويعرف العنف كما جاء في ديباجة إعلان العنف لسنة 1993: "مظهر لعلاقات قوى غير متكافئة بين الرجل والمرأة عبر التاريخ أدت إلى هيمنة الرجل على المرأة، وممارسته التمييز ضدها، والإحالة دون نهوضها الكامل! وأن العنف ضد المرأة هو من الآليات الاجتماعية الحاسمة التي تفرض بها على المرأة وضعية التبعية للرجل"
وعرّفت  السيداو مصطلح (التمييز Discrimination) في المادة الأولى منها بأنه: "أي تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس، ويكون من آثاره أو أعراضه توهين أو إحباط الاعتراف للمرأة بحقوق الإنسان، والحريات الأساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية، أو في أي ميدان آخر، أو توهين أو إحباط تمتعها بهذه الحقوق أو ممارستها لها بصرف النظر عن حالتها الزوجية وعلى أساس المساواة بينها وبين الرجل".

واقتصر ذلك التعريف على ثلاثة أشكال فقط، هي: التفرقة، والاستبعاد، والتقييد، ولم يرد مصطلح "العنف" في الاتفاقية منذ البداية، ثم أصدرت لجنة سيداو التوصية رقم (19) لعام 1992م، التي أكدت على اعتبار -ما أطلقت عليه- "العنف القائم على الجندر (النوع) Gender Based Violence"[5] شكلاً من أشكال "التمييز" الذي يؤثر على قدرة المرأة على التمتع بحقوقها وحرياتها على أساس المساواة مع الرجل.

والعلمي يصرح بأن [العنف القائم على النوع] هو المقصود، فأي تصرف موجه للمرأة لكونها امرأة هو تمييز بين الرجل والمرأة، وبالتالي هو عنف!
ومن أشكال ما يعد عنفاً أممياً وهو مخالف للشريعة:
عدم تساوي الأرث بين الرجل والمرأة، زواج الصغيرة وكما قال العلمي [إنهاء التزويج المبكر والقسري للأطفال] فأدخل فيه الزواج القسري، والزواج برضى الطرفين!
وحرية حركة المرأة المتزوجة، وحضانة الأطفال، والتحفظ على التثقيف الجنسي في المدارس للمراهقين يعد عنفًا ضد الطفلة الأنثى، والتحفظ مثلاً على إدماج المراهقات الحوامل في المدارس يعد أيضًا عنفًا ضد الطفلة الأنثى، والتحفظ على الإجهاض كوسيلة للتخلص من الحمل غير المرغوب فيه يعد كذلك عنفًا ضد المرأة، وبالمثل التحفظ على التساوي بين الرجل والمرأة في الميراث، أو في الزواج والطلاق وغيرها من البنود التي تتناقض تناقضًا واضحًا مع الشريعة الإسلامية، تعد كلها -وفقًا للمواثيق الدولية- عنفًا ضد المرأة.
وغيرها من التصرفات التي يعدونها تمييزا وعنفاً ضد المرأة!
العجب ليس من وجود أشخاص لهم أجندة خاصة يطبقونها وعقول تدار بأيد خارجية؛ إنما العجب أن تنشر المبادرة وهذا البيان ويدعى لها بشكل صريح جداً بدون أية تورية أو محاولة لتزيين ماتدعو له، فمن قرأ البيان وتأمل فيه وجده يدعو بشكل صريح لتغيير الأنظمة والقوانين المحلية، وإيجاد تشريعات قائمة على منع مايسميه عنفاً، أو بالأصح ماتعده الأمم المتحدة عنفاً ضد المرأة، وقد جاء في المادة (28) من وثيقة الأمم المتحدة النهائية –للقضاء على العنف ضد النساء و الفتيات- والتي عقدت الشهر الماضي
The Commission recognizes the important role of the community, in particular men and boys, as well as civil society, in particular women’s and youth organizations, in the efforts to eliminate all forms of violence against women and girls.
28. تؤكد اللجنة على أهمية دور المجتمع، وبالأخص الرجال والصبية، وأيضا المجتمع  المدني، وبالأخص منظمات النساء والشباب، في الجهود المبذولة من أجل القضاء على كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات.

إذا لم يبق لحسن الظن محل، والمبادرة مدعومة عالمياً كما ذكر صاحبها، وستبدأ اجتماعات مناقشة خطة عمل المبادرة في الرياض يوم 4 مايو وفي جدة 5 مايو وفي الخبر 6 مايو..
وسيكون العمل من خلال الشؤون الاجتماعية بحسب ماذكر في حساب المبادرة في تويتر، وإن لم يجدوا الممانعة المجتمعية، وبالأخص من العلماء والشيوخ فسيمضون ويحققون ما خططوا له، وما كان العلمي صريحا في بيانه إلا لما وجد الغفلة من الشرعيين –رجالاً ونساء- وانشغالهم بقضايا قد تكون هامشية، ومفتعلة لإشغالهم عما هو أهم، والجدير بالذكر أن من المؤيدين لهذه المبادرة عضوان من مجلس الشورى، عيسى الغيث، و ثريا العريض عبر تويتر تعيد نشر خبر عن هذه المبادرة نشر في سبق، ومعلوم أنها من المقدسات للنسوية في المملكة، ولها جهود في القضاء على مايسمى (العنف ضد المرأة).


الاقتصادية: الشريط الأبيض

سبق: تهدف لتفعيل دور الرجال في مناصرة قضايا المرأة
انطلاق مبادرة "الشريط الأبيض" للحد من العنف ضد النساء



مراجع يستعان بها:
موقف مركز باحثات من إعلان وثيقة العنف ضد المرأة

ملاحظات على وثيقة الأمم المتحدة النهائية –للقضاء على العنف ضد النساء و الفتيات-م.كاميليا حلمي

مصطلح (العنف الأسري) في المواثيق الدولية

صحَّافو إعلان العنف ضد المرأة

اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل


[1] - سميرة الغامدي  مقدمة برامج ورئيسة  مجلس الإدارة لجمعية حماية الأسرة التابعة، ناشطة في حقوق حماية الأسرة، وتزامنا مع مبادرة [الشريط الأبيض] تقيم حملة [ما خفي أعظم] للمطالبة بسن قوانين للحد من "العنف ضد النساء"، وشعار الحملة عبارة عن صورة لامرأة تلبس البرقع، إحدى عينيها مصابة بكدمات تظهر نتيجة الضرب الذي تعرضت له، وما خفي من أثر أعظم مما ظهر!

وكثير مايظهر الإعلام [العنف ضد المرأة] على أنه ضرب، وإيذاء، وقتل، حتى أصبحت هذه الصورة في أذهان كثير من الناس!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..