الصفحات

الأحد، 21 أبريل 2013

هل يسعى علمانيو مصر لإثارة حرب أهلية ؟!!

إن الناظر المتبصر لما جرى ويجري في مصر , منذ محاولة الرئيس محمد مرسي استكمال بناء مؤسسات الدولة المصرية بإعلانه الدستوري وحتى اليوم , لا يشك أبدا أن المعارضة المتمثلة بفلول النظام السابق , إضافة إلى العلمانيين والليبراليين واليساريين والأقباط , تسعى الآن لإثارة فتنة داخلية وحرب أهلية – لا قدر الله – بعد أن فشلت في جميع محاولاتها السابقة في اسقاط الشرعية وإعادة حكم العلمانية والليبرالية .
ولعل صبر وتحمل القوى الإسلامية لكل هذه الاستفزازات والتحرشات , والتي وصلت إلى درجات لا تطاق , بدء من الهجوم على مقار الإخوان المسلمين , وصولا إلى ممارسة العنف بأفرادها والمنتمين إليها , الذي وصل إلى حد القتل , وانتهاء بما جرى بالأمس , أقول : لعل صبر القوى الإسلامية على كل ذلك , حال ويحول إلى الآن دون اشتعال هذه الحرب الأهلية – لا قدر الله –

لقد لعب القضاء المصري دورا كبيرا في إثارة العديد من الأزمات والمشكلات في وجه الرئاسة والحكومة الإسلامية الجديدة , بدءا بحل مجلس الشعب الذي فاز التيار الإسلامي بأغلبيته , وصولا إلى الطعن بكل قرارات الرئيس محمد مرسي بزعم عدم دستوريتها لشل عمل الحكومة والرئاسة , وانتهاء بمحاولة تبرئة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك من كل الجرائم المتهم بها ونجليه وزبانيته , والتي بدأت ملامحها تتكشف مع قرار إخلاء سبيله الأخير .

لقد كشفت صحيفة المصريون عن مؤامرة كان يخطط لها القضاء المصري , وحاولت جماعة الإخوان تسوية الموقف مع القضاء دون جدوى , وتتلخص المؤامرة بحل مجلس الشورى وإمكانية الطعن على انتخابات الرئاسة بالتزوير بشكل يهدد الشرعية , وقد صرح الدكتور محمد البلتاجي القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين , بأن القضاء بات يشكل أكبر خطر على الثورة والداعم للثورة المضادة , وأنه لم يبق أمامه إلا اصدار حكمين لتتم هذه المؤامرة وهما : تبرئة مبارك ووزير داخليته في قضية قتل المتظاهرين , والطعن في تخليه عن السلطة , وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد .

أمام هذه المؤامرات لم يكن أمام الإخوان والتيار الإسلامي بشكل عام , إلا الوقوف أمام الثورة المضادة التي كثر المتورطون فيها , وكان أخطر المتورطين وأشدهم إيذاءا لمنجزات الثورة القضاء الفاسد , بمظاهرات مليونية سلمية أمام دار القضاء العالي لتطهيره من الفاسدين والفلول .

فما كان من العلمانيين والفلول والفاسدين , الذين سقطت عن وجوههم كل سمات معالم المواطن المصري , الذي لا يضحي ببلده وأهله أبدا , مهما كانت الظروف والإغراءات المادية , إلا أن سلطوا صبيانهم وسفهاءهم وزبانيتهم , ليمارسوا الدور الذي لم يعودوا يتقنون غيره , ألا وهو البلطجة والعنف والاعتداء على إخوانهم المصريين المتظاهرين السلميين , وكأنهم يسعون لإثارة حرب أهلية – لا قدر الله –

لقد أفاد شهود عيان ورصدت كاميرات المصورين استخدام مجموعات البلطجية وعناصر البلاك بلوك الخرطوش والرصاص الحي في الاعتداء على المتظاهرين في مليونية تطهير القضاء بالأمس .
وهاجمت مجموعة من البلاك بلوك متظاهري دار القضاء العالي ، وأطلقت طلقات الخرطوش والرصاص الحي وقنابل الغازات المسيلة للدموع ، وتمكن المتظاهرون من احتجاز أحد البلطجية , كان يقوم بحرق أتوبيسات المتظاهرين , و كان ممسكا بالأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف .

وقد تمكن المتظاهرون بشارع طلعت حرب من القبض على 5 بلطجية , كانوا يقودون دراجات نارية , وقاموا بإطلاق عدد كبير من طلقات الخرطوش في الشارع لتفرقة المتظاهرين ، وقاموا بتسليمهم إلى مقر الشرطة .
ورصدت فيديوهات نشرت على شبكة الإنترنت وبثتها فضائيات كانت تتابع الأحداث على الهواء ، عمليات إطلاق الخرطوش من قبل ملثمي (البلاك بلوك) على المتظاهرين .

وأعلنت وزارة الصحة والسكان عن أن إجمالى إصابات أمس , جراء الاشتباكات كان 130 مصابا , وأوضحت الوزارة أن هذه الإحصائيات أولية ، حيث تم نقل عدد من المصابين للمستشفيات وعلاج الآخرين عن طريق سيارات الإسعاف التى كانت متواجدة فى محيط وسط البلد ، ولفتت إلى خروج أغلب المصابين من المستشفيات .

 وأكدت الوزارة أن حالات المصابين كانت جروحا وكدمات وطلقات خرطوش ، وأشارت إلى أنه تم الدفع بـ25 سيارة إسعاف لتأمين الاشتباكات ، مؤكدة عدم وجود أى حالة وفاة جراء الاشتباكات .

 من جهة أخرى , قال مصدر أمني مسؤول إن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط 19 متهماً من مثيري الشغب ، خلال الأحداث التي شهدتها منطقة وسط القاهرة أمس الجمعة .

ويبقى السؤال الأهم الآن : إلى متى يمكن أن تصبر وتتحمل القوى الإسلامية على كل هذه الاستفزازات ؟؟!! وإلى متى ستستمر هذه الحماقات من قبل الأحزاب العلمانية والليبرالية ؟؟!! التي لا تقدر حجم الكارثة التي يمكن أن تحل بمصر وأهلها جراء استمرارها بممارسة حماقاتها , وإلى متى سيستمر صمت العقلاء والحكماء تجاه ذلك ؟؟!!


مركز التأصيل للدراسات والبحوث





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..