الصفحات

الأحد، 30 يونيو 2013

جامية إخوان !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العنوان ليس اسم شركة  جديدة ، بل هو حديث عن القاب  وتنابز  تدور في مواقع التواصل و في بعض
المجالس ، فعندما يتحدث أي شخص عن الشأن السياسي حولنا ويمجد بالثورات التي حصلت  و يشجع عليها  ويتناول الحكام الخليجيين  وتقصيرهم تجاه ما يدور حولهم  فسيقال عنه فورا أنه : إخواني  !
وعندما يتحدث الآخر  عن  الفتن  التي  يراد ان تشتعل في المنطقة  وأن هناك من  يسعى بكل ما اوتي  من قوة : اعلامية  و غيرها  الى زعزعة الأمن في اوطان المسلمين  وفي  الخليج  وخاصة في السعودية ..  فهو  "جامي"  بلا منازع !
وبين هذين القالبين  كما يقال : " الجامية " والإخونجية"  تدور في موقع تويتر بالذات  حرب  غريبة ، لا تعرف لها اتجاها .
القوالب جاهزة  والتشاتم بلغ حده ،  والغريب ان من يذكي هذا  الصراع  لم يعد عامة الناس من المغردين  ،  بل  أصبح بعض  الدعاة  ركنه الأساس !
فمن الدعاة من كان الوعظ  سمتهم والتحدث عن نبذ الخلاف بين المسلمين  شأنهم  ، تتفاجأ بأنهم تحولوا الى  هذا الميدان الذي لأأظنك سترى فيه  منتصرا  إلا  لذاته  ، فكلٌ  يرى نفسه على الحق المبين ، ولو ثبت له  خطأه أو خطأ  من يسير معه في نفس التوجه ،  فليس ثمة  مجال  للتراجع عن الموقف ، تستشهد له بالكثير من المواقف ، فيستخف بها بل ينكرها ولو اوردتها ضمن مقطع  مرئي !

تأملت  ، من يطلق عليهم  " الإخونجية " و هم من يتعاطفون مع تنظيم الإخوان  أو ممن يرون أنفسهم  ضمن ذلك التنظيم " بطريقة أو بأخرى"  فهناك  انتماء للتنظيم الإخواني  صريح ومعترف به   كما في الكويت  حيث يوجد تنظيم معين لذلك  ، مثل جمعية الإصلاح   وغيرها ، وهناك لإنتماء  غير معلن كما في السعودية !
لا جديد في هذا على ما اظن !  ولكن الجديد  هو  الظهور العلني  لهذه الإنقسامات بين أهل السنة والجماعة   وهي ظاهرة  تسر العدو  وتحزن الصديق !
اما التيار الإخواني  فواقعي ولا ينكره أحد  وهو أكثر واقعية من  اولئك الذين ينتسبون للسلف !
كيف ؟
ببساطة ، يمكن ان تكون اخوانيا  منتسبا للجماعة بسهولة  ، فالجماعة موجودة  و الإنضمام لها بشكل أو بآخر موجود ، وقد تكون  شخصا عاديا بينهم أو أفضل منهم  أو أسوأ منهم !!
أليس كذلك ؟!
بينما   من ينتسبون للسلف  ليسوا كذلك ،  فالسلفية  يصعب الإنتساب إليها لمجرد  مخالفة الآخرين ، فالتطبيق لما كان عليه السلف أمر شاق جدا ولا يمكن  أن يستمر عليه أحد  ناهيك أن يطبقه أصلا .
بل ان غالبية من يندرجون تحت هذا المسمى  لا يرضون بأن يرفعهم أحد الى مقام السلف  فهم اقل من  مقام السلف رضوان الله عليهم  !

وفي ظل هذه الإنقسامات  ..
من المستفيد !؟
إن أهم المستفيدين  هم من يتربصون بالبلدان  وأهلها وحكوماتها ، ولعل  ذلك يبدو  واضحا  في استغلال  تلك الإنقسامات  وتوظيفها !
فالصفويون على رأس قائمة  المستفيدين  ، فالأهم  عندهم أن يلحظوا   أي انقسام  ليستغلوا النفاذ  من خلاله !
وقد وجدوا ، فالأحداث في سوريا  " نسأل الله أن ينهيها على خير "  أظهرت  تلك الخلافات القابعة  خلف ستار المجاملات و شيء من تهدئة الأمور  مع  بعض الغموض  لدى بعض شخوصها .  فما نراه اليوم من هجوم مستمر بمناسبة وبدون مناسبة على  كل من يحاول تهدئة الأمور في بلدان الخليج  يكشف لنا ذلك !

والغريب أن من يثير الأمور  في الخليج  على الحكام .. هم  بأنفسهم  من يهدىء  الأمور في مصر !
بينما  الطرف الآخر  يدعو  للتهدئة في  الخليج وفي مصر وفي سائر بلدان المسلمين ويستعيذ بالله من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن !

التيار العلماني  وتوأمه الليبرالي  المناهضان للدين  وجدا  متسعا  وفسحة  ومتعة في هذا الإنشقاق بين الدعاة وإنشغالهم  ببعضهم البعض  !  فخلا  لهم الجو   وغردوا بطوامهم  التي  وصلت الى حد الكفر والإلحاد والزندقة  ! ووصل بهم الحد إلى التشفي  من الدعاة  والإنتقام منهم جميعا !

ويحز في النفس  أن تجد  من الدعاة من يتيه في  هذا الأمر  بتعاطفه مع الليبراليين  المبغضين له ! 
كل هذا نكاية بأخيه الذي ناصبه العداء !
ولا ينكر أحد أن  الهجوم غالبا يكون من  اولئك الذين  يتغنون بالثورات  ، بينما الطرف الآخر  أغلب تصرفاته ما هي إلا   ردود أفعال  !

فيا أيتها الجماعات  " أخونجية "  كنتم أم  ممن يسمون " الجامية" أو اللفظ الجديد  الذي   تفضل به  مشايخ ودعاة  أخرون ..  وهو " المرجئة "  وهذه طبعا  الصقت  بمن  لا يؤيدون  الخروج على الحاكم  ،لكنها ظهرت بـ عين عوراء  ، فهي ترى  الآخرين  "مرجئة "  اذا ما  حذروا من تبعات الخروج   وتراهم  مشايخ السلطان  ،  ولا ترى افرادا من  نفس الجماعة  وهم يتهافتون ويتقلبون مع الحاكم تارة  قربا وأخرى بعدا !!

يا ايتها الجماعات  ، أعلموا أنكم ابناء  السنة والجماعة ، وأن عدوكم مشترك ولا ينظر إليكم الا  بمنظار واحد  هو  " التربص  بكم وبأوطانكم "
ولن  تنفعكم  التسميات  ولا التحزبات  ،  فالعدو   لا يراها الا  وفق ما يخدم غرضه !
فهو يراكم جميعا  " وهابية "  قام بتجزئتكم   فقال : " وهابية"  حتى لا يستنكر عليه أهل السنة والجماعة في مشارق الأرض ومغاربها !
واليوم  حتى  اهل السنة  في  ارض الحرمين  تم تقسيمهم  الى  تسميات  متعددة  ورضوا بها وتابعوا مع عدوهم  ترسيخها :  وهابي ، سلفي ، إخواني  ، سروري ، قطبي  ....  باذنجاني .. الى ذيل القائمة
لكنك لن تجد  احدا منهم يقال عنه "سني " وحسب ،   بل كاد مسمى  السني ان ينقرض  عندنا !
ربما  تجده في العراق   مثلا ، حيث تمكن  العدو   منهم  فلزمهم  التكاتف ولو بشكل قليل  ، اقول بشكل قليل لأنه استطاع أن يقسمهم أيضا  بين موال  له  ومعاد !  وإن شئت  فهو إحتواء لجزء منهم !

يا اهل السنة : الا يليق بنا أن نتنبه لما يحيط بنا من مخاطر   ونعتبر بما حدثويحدث الآن  في مصر   وغيرها  من بلدان الثورات و نعلم أن الحروب بين الأهل لا منتصر فيها  فالمنتصر   .. خسر  أهله ؟!

ياايها الدعاة :
إياكم وإشعال الفتن بين الأتباع ، هذا يدعو وينتصر لحزبه  ولو كان مخطئا ،  وذاك  يمجد ويمتدح الحاكم الفلاني ويسب وينتقص من آخر  بلا مبرر !!
وأعلمواانه بإمكاننا   بل بكل بساطة أن ندعو لهذا البلد  وندعو  معه لبلداننا ، ونمتدح   ذلك البلد دون ان ننتقص من بلداننا  !

ندعو  لمصر  بالإستقرار  وحقن الدماء وتجنب الفتن  والقلاقل ، وقبلها  و بعدها  ندعو  لأوطاننا  بذلك !
فهل هذا غيرممكن في نظركم !؟
بلى ..
يمكننا ذلك اذا تذكرنا  ، وتفكرنا
اذا تذكرنا  ما كنا عليه من تكاتف وتآخي قبل الأحداث التي  اشعلها  اعداؤنا
واذا تفكرنا بأمر  العدو المشترك  ، وأنه إذا تمكن فلن يفرق بيننا  ولن تكون لديه أولوية  لهذا دون ذاك  !

نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه  والباطل باطلا ويرزقنا  إجتنابه
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سليمان الذويخ
22 8 1434 هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

الشيخ الفوزان يحذّر من الخروج على ولاة الأمر واتباع ...
لماذا تهرب الحركيون من برنامج حراك ؟؟
ما هو منهج الإخوان !؟ مقال غريب حول حلقات التحفيظ !
 الشيخ الجامي ومعلم الشاورما
الشيخ صالح الفوزان يوضح حقيقة الجامية
شهد سجالا ساخنا بينه وبين الشيخ الريس الفنيسان: الجامية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..