الصفحات

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

حظر الاسلام في انغولا واغلاق المساجد قرار ديني ام سياسي ومن يقف وراءه ؟

   اعداد : محمد العس
جمهورية انغولا الافريقية وفي خطوة غريبة اعلنت حظر الدين الاسلامي وقررت اغلاق جميع المساجد
ودور العبادة الاسلامية لا بل حتى هدمها ،فقد  أعلنت وزيرة الثقافة في أنغولا روزا كروز دسيلفا حظر الدين الاسلامي الإسلام ومنع المسلمين من ممارسة شعائر الإسلام على اراضيها واتخذ القرار  بهدم المساجد بحسب ما نقلته صحف أفريقية.
أنغولا واسمها الرسمي جمهورية أنغولا (República de Angola). دولة في جنوب الوسط من إفريقيا، حدودها مع ناميبيا جنوبا والكونغو شمالا وزامبيا شرقا والمحيط الأطلنطي غربا.
يبلغ عدد سكان جمهورية انغولا حوالى 18 مليون نسمة باغلبيتهم من المسيحيين ولكن لا يوجد احصائية دقيقة حول عدد المسلمين في انغولا بحسب الدولة الانغولية فعددهم يقدر ب 12 الى 20 الف مسلم بينما تقديرات اخرى تتحدث عن نصف مليون الى مليون مسلم  يتواجدون في انغولا واغلبهم من المهاجرين من لبنان وعدة منا من غرب افريقيا.
لم يتم الاعتراف بالإسلام كدين دستوري شرعي . ان نمو الأقلية المسلمة الناشئة بشكل كبير عن طريق هجرة مسلمين من بعض دول غرب إفريقيا مثل نيجيريا والسنغال والنيجر و اعتناق الأنغوليين للاسلام. و الإسلام يعتبر دينا جديدا على الشعب الأنغولي الذي عانى حروبا أهلية قرابة 30 عاما و لم يتمكن من التقاط أنفاسه إلا في بداية التسعينات من القرن العشرين.
وتقول السلطات الانغولية ان سبب وراء حظر الاسلام ليس مجه ضد الاسلام بالذات بل هناك مشروع لتنظيم الاديان فقد قررت السلطات ايضا  محاربة الكنائس غير القانونية،وايضا  الطوائف الدينية، التي لم تحصل على الاذن من الدولة.
وتقول الحكومة "فالدين الاسلامي  ، ما زال قيد الدرس ولم يحصل على موافقة وزارة العدل وحقوق الإنسان، وليس الاسلام وحده بل هناك العديد من الأديان الأخرى التي لديها الحالة نفسها، ومعابدها ودور عبادتها ستُغلق حتى صدور القرار، وتقول السلطات الانغولية  إلى وجود 194 مجموعة دينية  مختلفة بانتظار  الحصول على الاذن لممارسة  نشاطاتها.
لكن السبب غير المعلن وراء حظر الدين الاسلامي هو ربطه بالارهاب والدعوة ، فقد تم توجيه التهم الى العديد من المسلمين بانهم يساندون الارهاب وقد ازدادات هذه الهجمة  خصوصا بعد هجوم نيروبي ، وما يحصل في مالي ونيجيريا وبعض الدول الافريقية على يد بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة .
لا بد ان للتضييق على المسلمين في انغولا من سبب فهناك السياسي وهناك الديني ولكن بحسب المتابعين فان السبب السياسي  هو الاساس ، فدينيا المسلمون في انغولا باغلبهم ليسوا من السكان الاصليين لانغولا وعددهم ليس كبيرا نسبة لعدد السكان وما يشاع عن الازديا المضطر في اعداد المسلمين هناك اخاف السلطات الانغولية ليس بالامر المنطقي خصوصا وان عدد سكان انغولا 18 مليون والمسلمين باقصى تقدير 500 الف اي يشكلون اق من 1 % من السكان .
اما سياسيا وبالتأكيد الاقتصاد من خلفه فهنا بيت القصيد ، كان  أشار رئيس انغولا دوس سانتوس وقتها أنه حان الوقت "لوضع حد للتأثير الإسلامي على بلادنا" بحسب ما نقلته صحف محلية هناك.
والمعروف عن دوس سانتوس علاقته الجيدة باسرائيل وتماهيه مع الحكومة الاسرائيلية وقد ظهر ذلك من خلال تجميد جميع انشطة عائلة تاج الدين اللبنانية ( تاجكو ) ولاهمية شركة (تاجكو) الاقتصادية للبلاد  لم تكن الحكومة الانغولية  لتقدم على مثل هذه الخطوة لولا الحصول على ضوء اخضر من شركات اميركية واسرائيلية لتحل مكانها ، وما يؤكد ان هذه القرارت سياسية هو ان خلفية ايقاف شركة تاجكو هو اتهامها بتمويل حزب الله وليس لسبب ديني ، فشركة تاج الدين متجذرة في انغولا وتعتبر مهمة بالنسبة للاقتصاد الانغولي ولم تكن في يوم من الايام محل اشتباه  بل على العكس كان اصحابها على افضل العلاقات مع المسؤوليين الانغوليين لكن دخول النفوذ الاسرائيلي غير كل شيئ وبدات تظهر هذه النعرات الدينية.
واسرائيل تتوغل اقتصاديا بشكل كبير في انغولا عبر شركات اتصالات وشركات الماس اضافة الى قطاعات كثيرة ومنها بيع اجهزة وطائرات غير ماهولة لانغولا الغنية بالموارد الطبيعية والمعروف ان النفوذ الاسلامي الاقتصادي كبير هناك خصوصا اللبناني فكان لا بد من تحجيمه وتطويقه من اجل توطيد وترسيخ الشركات الاسرائيلية هناك فكان التحريض على المسلمين في وسائل الاعلام والايحاء بانهم على علاقة بالارهاب والقاعدة وانهم يشكلون خطرا على الدولة الانغولية ، اذا فان ما يحصل في انغولا هو حرب  السيطرة على القارة السمراء المليئة بالثروات الطبيعية .
وهذا ما يؤكد ذكاء الغرب واسرائيل في استعمال بعض الحركات الاسلامية المتشددة التي تكفر الجميع وتقوم باعمال تحت عنوان الدفاع عن الاسلام فتقوم بتكفير الجميع مسلمين وغير مسلمين لا يتفقون معهم في الراي فيستهدفون اماكن مدنية ويذهب ضحايا من الابرياء فتكون التنيجة الاساءة الى المسلمين والاسلام ، فتصرفت بعض الجمعات الاسلامية المتطرفة  حتى في الدول الاسلامية  هي السبب في تشويه صورة الاسلام وجعل المسلم متهم حتى تثبت براءته لمجرد انه مسلم .

فقد كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن عمليات تضييق و تمييز يتعرض لها مسلمو أنغولا وعلى رأسها إغلاق مساجدهم والربط بينهم وبين الإرهاب في معظم وسائل الاعلام  . وفي بيان للمفوضية فقد تم إغلاق  أربعة جوامع في العاصمة لواندا من قبل الشرطة في عام 2006.

مع اعلان الحكومة الانغولية عن حظر الاسلام  تسارعت ردود الفعل الإسلامية حول ما نقلته إذ دعا خالد بن عبدالرحمن الشايع، الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد، إلى تحرك إسلامي واسع بمواجهة هذا التطور الذي اعتبره "مثيراً للدهشة."
وقال الشايع، في اتصال مع CNN بالعربية: "الأمر مثير للدهشة بالفعل، ونأمل أن يكون هناك موقف من منظمة التعاون الإسلامي لأن القرار يخالف الأعراف الدولية، فحتى الدول الأوروبية تسمح ببناء مساجد وتعترف بالإسلام، ولا بد بالتالي من موقف لوزراء خارجية الدول الإسلامية، كما نتطلع أن تتحرك منظمة التعاون الإسلامي وتتصل بالحكومة الأنغولية لتوضيح أي سوء فهم."
وحول رؤيته لأسباب القرار قال الشايع: "ربما لدى الجانب الأنغولي نظرة مضللة حول الإسلام، بعد هجوم حركة الشباب في نيروبي، وعليهم أن يعرفوا في هذه الحالة أن الإسلام قد حرّم هذا النوع من الهجمات، وإذا كان هناك مشاكل أخرى في نظرتهم للإسلام، فيجب ايضاح الصورة.. الأمر الاخر  الذي لا أستبعده هو أنهم قد لاحظوا نمواً كبيراً في أعداد المسلمين بما لا يقارن مع أي ديانة أخرى، رغم أن العدد بشكل عام قليل، ولا يزيد عن مليون مسلم."
وشدد الشايع على اهمية  تحرك منظمة التعاون ورابطة العالم الإسلامي ووزراء خارجية الدول الإسلامية، والمبادرة للاتصال بالجانب الأنغولي، معتبراً أن ذلك "لا يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي، وإنما ينبع من اعتبار أن المسلمين في أنغولا امتداد طبيعي للأمة"، مضيفاً أن النبي محمد حرّم هدم المعابد حتى خلال الحروب.
وكانت قد نقلت وكالة الشرق الأوسط دعوة من جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية الأحد، الشعب الجزائرى إلى مطالبة السلطات بطرد السفير الأنغولى وغلق سفارة دولة أنجولا بالجزائر لأن هذه الدولة الإفريقية تحارب الإسلام والمسلمين وتمنع شعائر الإسلام على ترابها وشرعت فى هدم المساجد.
وطالب الشيخ عبد الفتاح حمداش زعم جبهة الصحوة باستنهاض الأمة الإسلامية للقيام بخطوات جريئة وشجاعة لحماية الإسلام والمسلمين فى أنغولا الإفريقية .. ودعا الدول العربية والإسلامية إلى طرد سفير الدولة  الانغوليه وغلق سفاراتها فى كامل تراب بلاد الإسلام والمسلمين فى كل الدول الإسلامية، كما حث الجمعيات والجماعات والهيئات العلمية والدعوية والسياسية والحقوقية والقانونية إلى مناهضة أنجولا، التى وصفها بـ"المجرمة".
وقد أشار حمداش إلى منع السلطات الانغولية المسلمين السبت من ممارسة شعائر دينهم على أراضيها وهى سابقة خطيرة فى إفريقيا ، مضيفا أن وزارة العدل الأنجولية شرعت فى غلق المساجد ومنع إقامة الصلاة فيها بدعوى عدم الحصول على التراخيص لإقامة الشعائر التعبدية الإسلامية، ورفضت إعطاء أى رخصة لبناء مسجد على تراب أنجولا بدعوى أن المسلمين المتشددين غير مرغوب فيهم على أراضيها .
وتشير الجالية الإسلامية في أنغولا- (Comunidade Islâmica de Angola, COIA)-أنه كان هناك أكثر من 80 مسجدا لحوالي نصف مليون مسلم.
يبدو ان هناك مشروعا كبيرا من اجل فرز العالم دينيا مسلم ومسيحي ومذهبيا سني وشيعي ،ولذلك يجب قبل اطلاق دعوات غلق السفارات وقطع العلاقات ان يكون هناك حوار من اجل توضيح الصورة الحقيقة وهي ان الديانتين الاسلامية والمسيحية تدعوان الى التسامح والمحبة وما يحصل من بعض المتطرفين لا يمثل حقيقة الديانتين ابدا وان على الاصوات المعتدلة ان ترتفع لا ان تنسحب وتترك الساحة للمتطرفين كي يؤججوا الصراع .
25 تشرين الثاني، 2013
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..