الصفحات

الأحد، 8 ديسمبر 2013

هامش على : رائعة الأستاذة سارة العمري

قرأت المقالة الرائعة التي نزف بها يراع أختنا الأستاذة سارة العمري،تحت عنوان (بين“التربية”و”نزاهة” .. وا حر قلباه)،   والمقالة منشورة في الرسالة رقم (3039) من رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية.
قلت هامش على المقالة،والهدف إعادة نشرها – في غير رسائل المجموعة –إضافة إلى تعليق بسيط على بعض الأسئلة التي طرحتها أختنا الكاتبة مثل قولها :
(والسؤال المطروح هنا: على أي أساس تمّ اختيار وزير التربية وهو باعترافه لا خلفية عنده عن التعليم؟)
وكتبت أيضا :
(لماذا لم تعتذر عنه من الأساس، أو تستقل الآن، وتسنّ سنة حسنة لكل مسؤول يرى أن ليس لديه الخبرة الكافية، ولا الدراية الوافية، عن مجال عمله،)
من هنا سأعود إلى التاريخ .. ولكن للأسف فإن مذكرات الشيخ عبد الله خياط ليست بين يدي – استعرتها من مكتبة الجامعة وأعدتها – وفيها – والعهدة على الذاكرة – أنه حين عين في منصب ما – لعله مجلس الشورى آنذاك – اعتذر .. ذهب إلى شخصية كبيرة للتوسط له لكي يعفى .. وحصل. ثم عين مرة أخرى،وحين ذهب إلى نفس الشخصية .. اعتُذر له .. بأن هذا ليس جيدا وكأنه يرفض العمل!!
كما قرأت في ترجمة أحد القضاة أنه لم يستطع رفض المنصب،حتى تعذر –بعد أن عمل سنوات عدة – بظروفه الصحية!!
وإلى نص من مذكرات (الخياط) احتفظت به ضمن سياحة في المذكرات ..
(وفي ليلة 22/1/1372هـ طرق باب مدير المدرسة عمدة المحلة بصحبة جندي يحمل خطابا من مدير الأمن العام فيه أن الأمير سعود ولي العهد أبلغه بضرورة نزول مدير المدرسة إلى جدة الليلة لركوب الطائرة إلى الرياض(..) ونظرا لأن سفر المدير وحده دون تجهيز طلبات المدرسة لا قيمة له أجاب المدير بأن السفر لا يتسنى إلا بعد تجهيز الطلبات،وأن المراجعات للمالية مستمرة ولم تظفر الهيئة بطائل،واتصل مدير الأمن هاتفيا بمدير المدرسة لإبلاغه أمر الأمير سعود بالتوجه إلى جدة فالرياض ليلا لمقابلة جلالة الملك غدا،وأخيرا وفي الساعة الثامنة ليلا عاد طارق الليل وهو جندي من الشرطة ليصطحب مدير المدرسة إلى جدة في خفارة الشرطة،وقد كان ذلك في الليل المظلم وفي وقت السحر،ولم يبق من الليل إلا أقله،إنها لمحة مؤلمة يكتبها صاحب اللمحات وعبرته متهاطلة،وصلى المدير الفجر منفردا تحت الطائرة (..) مثلت الشرطة الدور نفسه مع المدير المساعد وبقية الأستاذة،إذ أرسل الجميع في خفارة الشرطة حتى أوصلتهم إلى المطار.){ص 205 – 206( لمحات من الماضي : مذكرات الشيخ عبد الله خياط) / عبد الله بن عبد الغني خياط / الرياض / دارة الملك عبد العزيز / الطبعة الأولى/ 1425هـ }.
وأختم بهذه القصة التي رواها لي زميل يعمل في إحدى الجامعات،وكان وقتها يعمل في (إدارة التطوير الإداري) .. قال .. يكلفون عضو هيئة تدريس برئاسة الإدارة،وقد يكون متميزا في تخصصه،ولكنه لا يملك أدنى فكرة عن العمل الذي كلف به ..وحين يأخذ عنه فكرة .. تنتهي فترة تكليفه .. فيأتون بعضو تدريس آخر .. إلخ.
وهذا يدل على غياب ثقافة .. ترقية ابن المؤسسة – أية مؤسسة – ليتنسم قمة هرم المؤسسة التي يمثل جزاء منها .. ويعرف كافة خباياها .. إلخ.
ابو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

محمود المختار الشنقيطي


ديسمبر - 8 - 2013



وهذه مقالة أختنا الأستاذة سارة العمري :
بين”التربية” و”نزاهة”.. وآ حرّ قلباه
بقلم: سارة العمري
كاتبة سعودية
ضربت كفا بكف وحوقلت وبسملت، وأنا أقرأ تصريحين غريبين، جعلتني أتمتم: وقتما تضيّع الأمانة..
التصريح الأول لوزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، يقول بأنه لم تكن لديه خلفية في التعليم، وإنه اقترب منه خلال تجربته في الوزارة، خلال السنوات الأربع الماضية، وقال: إنه مطمئن على التعليم بالمملكة ولفت إلى أن المسؤولية كانت كبيرة.!!
عذرا ياسمو الأمير: إن لم تكن لديك خلفية عن التعليم، وأنت الوزير على رأس أهم وزارة على الاطلاق، فمن يمتلك هذه الخلفية.؟!
أهو “سوكيرتي” الوزارة، أم حارس المدرسة، أم سائق الحافلة.؟!
التعليم هو الركيزة التي يمكن من خلالها النهوض بالمجتمعات، ومن أسباب تخلف التعليم لدينا التخبط الواضح في السياسات التعليمية، وخصوصاً عندما تسند مهمات التعليم لغير أهله. ففي الدول المتقدمة يتم إختيار الوزراء من أصحاب الكفاءات والتخصص،والسؤال المطروح هنا: على أي أساس تمّ اختيار وزير التربية وهو باعترافه لا خلفية عنده عن التعليم؟
كان عليه أن يسكت على الأقل، بدلا من أن يؤلمنا بهذا التصريح الفضيحة، و المضحك المبكي، أن يكون رأس الهرم في وزارة، هي حجر الأساس في بناء وتنشئة وإعداد الأجيال، ليس لديه خلفية عن عمله، الذي أوكل إليه وأقسم أن يؤديه على أكمل وجه، بكل صدق وأمانة وإخلاص.
قد صدقت ياسمو الأمير: عندما إعترفت بإن لا خلفية لديك في التعليم، ولكن بقيت الأمانة والإخلاص، فمن تضييع الأمانة، أن يوكل الأمر لغير أهله، فمادمت لست أهلاً لهذا المنصب، لماذا لم تعتذر عنه من الأساس، أو تستقل الآن، وتسنّ سنة حسنة لكل مسؤول يرى أن ليس لديه الخبرة الكافية، ولا الدراية الوافية، عن مجال عمله، فتكون بذلك قد أخلصت النية لله، ثم لمن ولاك هذا المنصب، ثم لرعيتك الذين أنت مسؤول عنهم، أمام الله وأمام خلقه.
هم فلذات الأكباد، والبذرة التي ستنتج ثماراً يانعة، ورياضا وارفة، تتفيؤ ظلالها أجيالنا القادمة.
فمن وزارتك ياسمو الأمير: يتخرج المعلم والمدير، والمرشد والموجه، والعسكري والمهندس، والطبيب والسفير، والوزير والغفير و و و…الخ.
فمن الأمانة عدم تضييع كل هولاء، مقابل منصب زائل، وأنت لاينقصك المال ولا الجاه، لتتمسك به ولست أهلاً له، وهذا بإعترافك أنت، وليس فرية عليك.!!
ورسولنا صلى الله علي وسلم يقول: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه ).
أما التصريح الثاني فقد كان لرئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) محمد الشريف حيث قال: إنه لا يوجد تأثير واقعي واضح للفساد على قطاعات الاقتصاد والتنمية، وإقامة المشاريع.
وأبان الشريف خلال ندوة “واقع الفساد الإداري في المملكة وجهود التغلب عليه”، أن التقصير في المتابعة ومراقبة المشاريع والخدمات يوصف بأنه إهمال.
وتابع وفقاً لصحيفة “الحياة” أن الإهمال يندرج ضمن مفهوم الفساد بلا شك لكنه ليس فساداً مقصوداً، مثل الرشوة وسوء استخدام السلطة”.
“وفسر الماء بعد طول الجهد بالماء” لقد حيرتنا يامعالي الريئس..!!
“البيضة من الدجاجة والا الدجاجة من البيضة”!؟
الفساد فساد، مهما حاولنا تغيير المسميات، وتلطيفها، سواءً كان إهمالا، أو تقصيرا، أو تسيب أو رشوة، أو إهدار للمال العام بالخيانة وضياع الأمانة.
كل ذلك فساد يعيق المشاريع، ويؤخر التنمية، ويهدر ثروات البلد ويضيع مقدراته.
وهذا التصريح قمة الفساد.!
فالأصح أن يكون “نزاهة لم تؤثر في مسيرة الفساد.!! فقد أثبتت فشلها الذريع في مكافحته،
والسؤال أي تنمية يقصدها الشريف، تنمية الأرصدة والحسابات البنكية للمسؤولين، أم تنمية الوطن والمواطن؟!
وإذا لم يكن هناك فساد، فلا حاجة لنا بك؟
فياليتك تستقيل وتوفر راتبك ورواتب موظفين الهيئة لدعم مسيرة التنمية!!
لقد عولنا الكثير على هذه الهيئة، ولكن للأسف الشديد، “بغينها عون فصارت فرعون”!!
وأصبحت تبرر للمفسدين فسادهم، وترمي مسؤولياتها ومهماتها على غيرها، فتطالب الجامعات، بتصنيف الفساد وتعريفه، ياللعجب!! وهل يحتاج الفساد إلى تصنيف وتعريف؟
انظروا لعدد العاطلين في البلد، إنزلوا الشوارع وشاهدوا فشل المشاريع، زوروا المستشفيات وأحصوا كم مريض في ممرات الطوارئ بلا سرير، بالرغم من الميزانية الضخمة للصحة، تفقدوا المدارس وسترون عجبا.!
فاجأوا الدوائر الحكومية بالزيارات دون علمهم.، وستجدون ضالتكم بلا شك.!
صدق الله العظيم: ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين )، ووزراة التعليم وهيئة مكافحة الفساد تحتاجان إلى ذلك القوي الأمين.!

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..