الصفحات

الاثنين، 8 يونيو 2015

مبادئ التعايش في الرؤية القرآنية

للخروج برؤية واضحة المعالم عن موقفِ القرآن من مسألة التعايش بين البشر على اختلاف مشاربهم ومسالكهم في الطبائع والدين والحياة، ينبغي أن نفتش في القرآن عن الآيات القرآنية التي تُحدّثنا عن الحقائق المتصلة بالأبعاد الإنسانية التالية:

أولاً: مقتضيات الاختلاف في الطبيعة البشرية، وهي تعبير عن الحقائق التكوينية في شخصية البشر وما تشكّله من عمق لأرضية التنوع والاختلاف.
ثانياً: مقتضيات الاختلاف من جهة التنوع في الاعتقاد الديني والمذهبي، وهو تعبير عن الواقع الاعتباري فيما يكون عليه البشر في إيمانهم والتزامهم الأخلاقي.
ثالثاً: مقتضيات الاختلاف في المصالح الحياتية، وهو تعبير عن مجموع آثار كلٍّ من العاملين السابقين وما لهما من آثار في الرؤية والموقف فيما يجري بين البشر من اختلاف وتدافع وتنازع.
وبملاحظة الآيات القرآنية المتحرّكة ضمن إطار هذه الدوائر الثلاث يمكن أن تنجلي لنا بعض معالم الرؤية القرآنية فيما يتّصل بمبادئ التعايش.
الآية الأولى: وهي ما يمكن أن تُلقي الضوء على جوانبَ من الطبيعة البشرية المجبولة على الاختلاف لما هي عليه في طبيعتها التكوينية الأولى، قال تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ..[1]. يقول صاحب الميزان في سياق تفسيره للآية: «حيث ينبئ (القرآن) أن الإنسان في أقدم عهوده كان أمة واحدة ساذجة لا اختلاف بينهم حتى ظهرت الاختلافات وبانت المشاجرات، فبعث الله الأنبياء وأنزل معهم الكتاب ليرفع به الاختلاف ويردهم إلى وحدة الاجتماع محفوظة بالقوانين الشرعية»[2]. وأقول: وليس عامل الاختلاف هنا إلَّا الطبيعة البشرية فيما هي عليه من مكونات أولية فالاختلاف طبيعي فطري لا بدّ منه ولا نهاية له وهو معنى أصالته.
الآية الثانية: ويظهر لنا من مدلولاتها ما للاختلاف في العقائد والشرائع بين الأمم من دور في الاختلاف والتنوع. قال تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ[3].
ويقول صاحب الأمثل عن الآية: «تبين الآية إن الله لو أراد أن يجعل من جميع أبناء البشر أمة واحدة تتبع ديناً وشرعةً واحدةً لقدر على ذلك لكن هذا الأمر يتنافى مع قانون التكامل التدريجي وحركة مراحل التربية المختلفة..»[4].
الآية الثالثة: وهي بدورها يمكن أن تكشف لنا عن البعد الثالث في ثلاثية الخلفيات المتنوعة الكامنة وراء ما يسود حياة البشر من اختلاف في الرأي وتنوع في عموم السلوك حيث تضارب المصالح والمنافع واختلاف السبل المؤدية إليها، قال تعالى: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[5].
قال صاحب الميزان في تفسيره: «المراد بدفع الله الناسَ بعضهم ببعض أعمّ من القتال، فإن دفع بعض الناس بعضاً ذبًّا عن منافع الحياة وحفظاً لاستقامة حال العيش سنة فطرية جارية بين الناس، والسنن الفطرية منتهية إليه تعالى، ويشهد به تجهيزات الإنسان كسائر الموجودات بأدوات البطش ثم الفكر الذي يهديه إلى اتخاذ وسائل الدفع والدفاع عن نفسه أو أيِّ شيءٍ من شؤون نفسه مما تتم به حياته وتتوقف عليه سعادته»[6].
والنتيجة من هذا الاستعراض المقتضب أن ثمة ثلاثة جذور لواقع الاختلاف والتنوع في حياة البشر، وهي بحسب طبائع الأشياء على النحو التالي: (الطبيعة البشرية في مكوناتها الأولى حيث جبلت على الاختلاف - ما يقتضيه الانتماء الديني والمذهبي لما لهما من تأثيرات في الرؤية والرأي والموقف - ما يحكم حياة البشر من تدافع في المصالح وتضارب في تحقيق المنافع).
ولأن الحياة البشرية لا تستقيم إلَّا بإقامتها على دعامتي (الحق والعدل) باعتبارهما الضابطة الجامعة للحياة الطيبة والكريمة؛ لذلك وجدنا أن للقرآن كلمته الواضحة وبصيرته المتكاملة في الموقف من ظاهرة (الاختلاف والتنوع)، وهو ما يمكن استعراضه من خلال ما تدل عليه الآيات القرآنية من مبادئَ تقتضي بالنتيجة خيارَ التعايش في ظلِّ هذا التنوع والاختلاف، وهي على النحو التالي:
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا[7].
فالتكريم الإلهي في الآية عام لكلّ البشر بما هم بشر لوحدتهم في حقيقة الإنسانية بقطع النظر عن إيِّ انتماءٍ كان. ويلوح للمتدبر أن البشر متساوون في حقّ استثمار الطبيعة وتسخيرها لصالح حياتهم الطيبة، وهو ما يتوقّف على إنجازه التعايشُ بمقوماته الصحيحة. والإخبار بالتفضيل إنما هو بلحاظ مناط التكريم نفسه، وليس هو إلَّا وحدة البشر في الإنسانية وما تنطوي عليه من مقومات التكامل كالعقل والإرادة، كما لا يخفى.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[8].
خطابها العام للناس يكشف عن أن موضوعها إنما يتعلق بهم جميعاً من جهة جامعة، وليست هي إلَّا الوحدة في الإنسانية المنتهية بدورها إلى أصل واحد، حيث نبَّهت عليه الآية الأولى السابقة (ببني آدم) بينما ذكرته آية التعارف هنا بقولها: (من ذكر وأنثى)، وبالتالي فإن التنوع الذي عبّرتْ عنه الآية بقولها: (شعوباً وقبائل) وهو أمر تكويني لكونه مجعولاً إلهيًّا (وجعلناكم) - أقول: إن هذا التنوع لا يتنافى مع وحدة الأصل، كما أنه مظهر جلي لما شاءت الحكمة الإلهية للبشر أن يكونوا عليه من أمر التعارف والتكامل فيما بينهم، وهو لن يكون له موضوع من دون وجود وعي وإرادة كاملين للتعايش ضمن صيغه الصحيحة. وإذا كان للتفاضل من معنى فإنما هو على أساس حقيقي واحد، وليس هو إلَّا (التقوى) وعمقها اجتناب الأهواء والتمحور حول الحق والعدل.
قال تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[9].
التعاون ضمن إطار البر والتقوى هو المبدأ الثالث من مبادئ التعايش، الذي ينبغي أن يكون بين البشر بعد إدراك حقيقة الكرامة الإنسانية، والتسليم بواقع التنوع البشري، والسعي للتعارف! فمن دون الإيمان بمبدأ (التعاون) والالتزام العملي به تبقى المبادئ السابقة معطلة وشكلاً بلا مضمون، فالتعاون هو الإطار العام الذي ينبغي أن تتحرّك ضمنه كافة صيغ التعايش الضرورية والممكنة، ولكن حتى يكون التعايش حقيقيًّا ينبغي أن يكون التعاون من أجله قائماً على دعامتين يشكّلان معاً روحَ التعايش الفاعل وهما: البر، وهو التوسع في فعل الخير كما في الميزان عن الراغب[10]. والتقوى: وهي ضبط النفس والتسلط على الشهوات كما في الأمثل[11]. هذا كله في الجانب الإيجابي المقوّم للتعايش القائم على التعاون ودعامتيه. أما في الجانب السلبي فينبغي الحذر من الخروج عن تلك الحدود والارتماء في تعاون لا يهدف إلَّا الإثم والعدوان، وهما آفة كلّ محاولة تعايش تتطلّع للأمن والاستقرار وتحقيقِ أكبرَ قدر من العدالة بين بني البشر. ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.
والنتيجة أنه لا معنى للتعايش بلا تعاون، كما أنه لا طريق للتعاون بلا تعايش، وبأيهما تعلّقت به الإرادة البشرية وجعلته خيارها قادها للآخر لا محالة. فكلٌّ منهما هو أحد المقاصد العليا التي يتطلّع إليها القرآن في الموقف من واقع التنوّع البشري وحفظ الكرامة الإنسانية.
هذه هي مبادئ التعايش التي تشكّل في مؤدياتها منطلقات الدعوة للتعايش وأهدافه وضوابط آلياته العامة، وما عداها فهي متفرعة عنها راجعة إليها. أما الصيغ العملية الجزئية للتعايش فهي تختلف بطبيعة الحال باختلاف مساحة التنوع ونوعيته وظروفه الموضوعية وزمانه ومكانه وأحواله ومدى الإيمان به والالتزام بمبادئه على الأرض.
ولكن الذي ينبغي الجهر به والتأكيد عليه في التأصيل القرآني لمبدأ التعايش نفسه هو شمولية الرؤية القرآنية لمسألة التعايش! فلا يجوز تقريرها في الصيغ العملية الممكن التراضي عليها بعيداً عن ثوابت العقيدة وحدود الشريعة، وإلا انتهى بنا الأمر إلى إفراغ الدين من محتواه، وكان الإفساد من حيث أُريدَ الإصلاح.
من هنا كانت البصائر القرآنية -كما هو شأنها في كلّ موضوع-، إلى جانب دعوتها للتعايش بين البشر لتحقيق المصالح المشتركة للجميع، تحتفظ لنفسها بالحق الكامل في إحقاق الحق وإبطال الباطل! وهو ما يفهم منه -كما سنرى بعد قليل- أن التعايش في آلياته كموضوع ليس هو خارجاً عن حكم الله الذي لا تخلو منه واقعة لكي يُكيّف بحسب الأهواء والآراء بعيداً عن مجموع ثوابت الدين.
أما أصول تلك الثوابت التي صرّح بها القرآن ونطقت به آياته في الكثير من المناسبات فيمكن العثور على خطوطها العامة في قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ[12].
وهي على -ما نعتقد- الآيةُ الأصلُ التي يمكن الاتِّكاء عليها في التأصيل القرآني (للتعايش) بين بني البشر على اختلاف تنوّعهم في الأديان والمذاهب واختلافهم في الثقافات والعادات، فهي بحق آية (التعايش) بكل امتياز. وذلك لجملة الحيثيات التالية:
أولاً: دلالتها الصريحة في الدعوة إلى التعايش بين بني البشر.
وهو ما نجده في قوله تعالى منها: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ، فهي دعوة صريحة وعامة ولا خصوصية في المخاطب تمنع من ظهورها في العموم والشمول، والمورد لا يُخصّص الوارد.
ثانياً: بيانها المحدد للقواسم المشتركة التي يمكن الالتقاء عليها في التعايش.
وهو ما نصت عليه الآية بقولها: (1- ألَّا نعبد إلَّا الله 2- ولا نشرك به شيئاً 3- ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله). وهي في فهمنا:
• نفي الاستحقاق للعبادة عن غير الله تعالى، ولازمه أن لا معبود إلَّا الله ولا عبادة إلَّا له. فلا طاعة مطلقة ولا تسليم إلَّا لله تعالى.
• نفي الشركاء في الإلوهية والربوبية والالتزام العملي بذلك، وعدم الخروج عنه، وفيه تأكيد لمبدأ التوحيد وتحديد للمعبود الواحد وجهة العبادة.
• إن البشر كلهم على تنوّعهم في مستوى واحد من حيث الإنسانية ومن حيث الحقوق والواجبات الطبيعية، وبالتالي لا حق لأحد بالأصالة في الاستعلاء على أحد والتميُّز عليه في الحقوق والواجبات في أي مرتبة من المراتب.
ثالثاً: الموقف المبدئي الإيجابي من الحالات الرافضة لدعوات التعايش العادلة.
وهو ما تؤسّس له الآية في خاتمتها بقولها: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ، ففي مقابل الموقف السلبي من مشروع التعايش على القواسم المشتركة ومقاطعته، ينبثق الموقف الإيجابي الموحد في تأكيد الانتماء والتمحور حول الهوية.
رابعاً: اشتمالها على أصول وآداب وسنن الدعوة الصحيحة للتعايش الحقيقي حيث تتكشف كلما ازدادت عملية التدبر دقة وعمقاً، ومن جملتها:
• أخذ زمام المبادرة في الدعوة إلى التعايش والمشاركة فيه امتثالاً لنداء القرآن وتأسياً بسيرة نبي الإسلام في ذلك كله، مما يمكن استفادته من كلمة الأمر (قل) في قوله تعالى مخاطباً به نبيه العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا.
• التلطف في خطاب التعايش بما يكون للدعوة أثرها في نفسية المخاطب، تماماً كما وجدنا الآية في خطابها لأهل الكتاب حيث كان نداؤها لهم: بـ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ. وربما فيه تذكير لهم بما ينبغي أن يكونوا عليه من منطلقاتٍ في الموقف من دعوات التعايش، بألَّا يكون ذلك منهم خارجاً عن مرجعيتهم الأولى.
• التوازن في الخطاب بالابتعاد فيه عن الأساليب الفوقية أو الاستعلائية التي من شأنها أن تُثير حفيظة الآخر أو تحرّك حميته وترفع مستوى العصبية وروح الممانعة في الاستجابة لنداءات التعايش. قال تعالى: ﴿تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ.أي كلمة عدل مستوية بيننا وبينكم[13].
• الدعوة في مشاريع التعايش إلى الالتقاء على القواسم المشتركة المتفق عليها بين الأطراف المعنية، والابتعاد قدر الإمكان عن الخوض في نقاط الخلاف وتفاصيلها، لا سيما فيما من شأنه أن يُجهض المبادرات أو يُعرقل المساعي. وهو ما يمكن أن نتعلّمه من قوله تعالى ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ. وهو ما لم تختلف فيه الرسالات الإلهية قطعاً وهو حجة تامة على أهل الكتاب -مثلاً- فيما لو لم يقبلوا بالتعايش بعد رفضهم للدخول في الإسلام.
• أما الموقف الذي ينبغي أن يكون عليه المبادرون إلى مشاريع التعايش فيما لو لم تلقَ دعوتهم قلوباً مفتوحة وآذاناً صاغية؛ فهو ما قد نصَّت عليه آية التعايش في خاتمتها في مثال أهل الكتاب حيث قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ. من التأكيد على الانتماء الديني والالتزام به عقيدة وشريعة وقيماً وأخلاقاً وعدم التراجع عن مبدأ الدعوة إلى الإسلام والتعايش.
وفي الختام نؤكد أن مبادئ القرآن في التعايش قادرة فعلاً على استيعاب كافة دوائر التنوّع والاختلاف المتحركة في حياة البشر، وذلك ضمن إحدى صيغتين لا أكثر:
الأولى: التسليم المطلق للدين الإسلامي والإيمان به عقيدة والالتزام به شريعة باعتباره خاتمة الرسالات الإلهية.
الثانية: قبول دعوته ومبادئه العادلة في التعايش على قاعدة المبادئ والمصالح المشتركة في درء مفاسد الاختلاف والشقاق، وجلب مصالح التعارف والتعايش بين جميع البشر.


المصدر
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..