الصفحات

الأحد، 20 ديسمبر 2015

وقفات مع الهاشمي كتبها: عوض القرني

   تحدث قبل أيام الإعلامي والسياسي التونسي محمد الهاشمي المقيم في لندن وصاحب قناة المستقلة عن اتفاقية تونسية إيرانية للسياحة والغريب أنه حشر أسماء بعض مشاهير الدعاة السعوديين في الموضوع بغير مبرر ولا مسوغ إلا طلبه الفزعة منهم له .
وسأتحدث عن الموضوع لأن الهاشمي استصرخني بالإسم ورديت عليه بعدة تغريدات ولأن السعوديين شاركوا في الحوار بقوة ثم نقلوا إثارة الموضوع للواتس أب وسيكون حديثي في النقاط الآتية:
١- من المعلوم أن حزب نداء تونس -الذي دعمه الخليجيون بقوة في الإنتخابات- يملك الأغلبية في البرلمان وزعيمه رئيس الجمهورية ومنه رئيس الحكومة و ٢٥وزيراً
وللنهضة وزير واحد فقط وهم أقلية في البرلمان ومع هذا شن الهاشمي هجومه على حزب النهضة ولم يتعرض لنداء تونس بقليل ولا كثير فهل هذا عدل و موضوعية أو أن وراء الأكمة ما وراءها من تصفية لحسابات سابقة ولاحقة وكان هذا الإتفاق هو قميص عثمان .

٢- استصرخ الهاشمي دولة الإمارات لإنقاذ تونس من إيران مع أن الهاشمي يعلم ان الأرقام تؤكد أن في الأمارات أربعمائة ألف تاجر إيراني وأن تعامل الإمارات الإقتصادي مع إيران بلغ في عام ٢٠١٤م سبعة عشر ١٧مليار دولار حسب البنك الدولي أنها المنفذ الرئيس لمؤسسات الحرس الثوري الإيراني الإقتصادية فهل استنجاده بالإمارت معقول ونزيه.

٣- الهاشمي يخوض صراعاً مريراً ضد النهضة من أيام نظام بن علي وكان يمدحه ويثني عليه نكاية بهم وأراد الآن أن يخوض ضدهم جولة جديدة لكن هذه المرة متدرعاً بدعاة السعودية المشهورين لكن تقديره لم يكن في محله فنحن لسنا أجراء لمن أراد أن يصفي حسابه مع خصومه السياسيين ونحن - إن شاء الله- أجراء لله فقط.

٤- أصبح ديدن كثير من الدوائر و الناشطين العرب تعليق تحقيق أي أهداف سياسية لها باتهام خصومها بأنهم إخوان أو وهابية - حسب الظروف- ثم تتهم كل من تريد إسقاطه من العلماء أو الدعاة بأنهم إخوان أو وهابيون والبعض يركب الموجة لتحقيق أهدافه دون سؤال لنفسه عن مدى صحة ذلك الإتهام أو إمكانية تصديقه من عدمه ولو لم يكن صحيحاً.

٥- كما قلت في تغريداتي نحن العلماء وطلبة العلم والدعاة في السعودية  -والحمدلله- فوق أن يزايد أحد علينا في موقفنا من إيران وهو موقف معلن وعبرنا عنه في كثير من المواقف ونحن نحذر أمتنا شعوباً وحكومات و أحزاب من خطر إيران وهذا الموقف له جانبان:
-جانب شرعي عقدي ديني غير قابل للمساومة ولا أنصاف الحلول لأنه دين سواء كان هذا الموقف من اليهود أو النصارى أو الوثنيين أو العلمانيين والماسونيين أو الشيعة و غيرهم من أهل الضلال ممن ينتسب للإسلام
-موقف سياسي يدور مع مصالح أمتنا حيث دارت حسب القدرة والإستطاعة وكما أرشدنا القرأن الكريم و سن لنا الرسول العظيم ‏ﷺ فمثلاً الموقف الديني العقدي من الكفار أنهم كفار وهذا موقف غير قابل للمساومة.
وهؤلاء الكفار من الناحية العملية قسمهم الشرع إلى معاهدين و مستأمنين و ذميين و حربيين ولكل منهم حكمه و منهج وطريقة للتعامل معه

٦- أي حزب أو جماعة من الجماعات المنتمية لأهل السنة حين تواجه العلمانيين أو الصفويين أو الغلاة كداعش فنحن لانخفي تأييدنا لهم و أمنياتنا لهم بالتوفيق والنصر و التمكين وفي الوقت نفسه فنحن نرد على أخطائهم ونبينها نصحاً لله و لرسوله ولكتابه و للمؤمنين بما فيهم المخطئ نفسه سواءً كانت هذه الأخطاء فكرية علمية أو عملية.

٧- لقد تواصل معي الهاشمي سابقاً بالهاتف مرات وكرات و استضافني في قناته مرات لكنه هذه المرة فضل التغريد والتشهير في تويتر حتى قبل أن أعلم بالقضية التي يتحدث عنها وهذا يرجح أن الأمر له باطن و ظاهر ومن البساطة أن  نقف عند ظواهر الموضوع وندع الغوص في عمقه.

وأخيراً فموقف الهاشمي كسياسي  وزعيم حزب تونسي يعنيه و حده ولسنا ملزمين به وقد لايكون اجتهادنا مطابقاً لاجتهاده .
ونسأل الله التوفيق.

د.عوض القرني - ١٤٣٧/٣/٩هـ

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..