الصفحات

الجمعة، 15 أبريل 2016

تاريخ البلوش ونسبهم

    هناك عدد من المؤرخين والكتاب غير قليل ممن حرروا وكتبوا كتبا منذ العهد اليوناني في تاريخ وحضارة الأقوام والطوائف والقبائل البلوشية العريقة. فمنهم من أسكنهم وأشار إلى موطنهم ونسبهم إلى
سواحل مكران أو المكيان والأصح في نظري المكيان (تلك الدولة العربية العريقة التي امتدت نفوذها من سواحل الجزيرة العربية إلى سواحل سيستان)فكانت البداية عربية ثم استحكمت في السواحل البلوشية العربية والتي احتلتها الدولة الساسانية فيما بعد وأسمتها بلوشستان. فمنهم من نسبهم إلى عرب الجزيرة العربية وآخرون نسبوهم إلى اليمن السعيدة التي سميت في عهد الاستعمار الفارسي يمنستان دون تتبع الأصول الأساسية أو اتخاذ الدقة المتناهية في التاريخ الواقعي واعتبروهم قضية تاريخية هامشية بينما هم الأساس في قيام الدولة الحميرية ممن أعانوا القائد اليمنى سيف بن ذي يزن في تحرير اليمن وحضرموت من الاستعمار الحبشي إبان عهد أبرهة الأشرم الذي هم بالهجوم على الكعبة المشرفة في عام الفيل والمذكور في القران الكريم الموصوف بأصحاب الفيل ثم هزم واندحر. إنهم عرب الدولة العربية الماكيانية ذوي الأصول العربية الحرة الأبية التي هاجرت من الجزيرة العربية واستوطنت السواحل المكرانية والعمانية ثم هاجرت حسب الظروف الطبيعية والاقتصادية المعيشية ثانية وثالثة عبر ريدان (ربدان) وسواحل أبله (البصرة حاليا) إلى بلاد اليمن وحضرموت ثم عمانات وشرق الجزيرة العربية وجزر البحرين. إن النخوة العربية الأصيلة والتي تنبع من إباء الضيم ورد ودحر الظلم صفة عربية موروثة في الأقوام والقبائل البلوشية التي تعيش في السواحل العربية من دول الخليج العربي أو التي لم تزل تقطن السواحل الفارسية وان كانت لغتهم بلوشية إلا أن المبادئ والتقاليد الأصيلة لم تزل جذوة مستعرة فيهم وبذلك انقسموا إلى قسمين البلوش العرب لساناً ولغةً وتقاليد ومبادئ والبلوش العرب تقاليداً ومبادئ لكن اللغة البلوشية المتأثرة بالفارسية بقيت مؤثرة فيهم نظراً للظروف البيئية والسياسية الفارسية التي فرضت عليهم اللغة فرضاً. لقد امتزجت الأصول العربية والسامية وهم في الأصل أخوة من أبناء نبي الله نوح عليه السلام وقامت القومية العربية البلوشية ونمت التقاليد العريقة بالزواج والامتزاج الروحي والجسدي والتي قامت على سنة أخوية وشريعة إنسانية. لذلك اخترت أن القي الضوء على هذه القبائل العربية العريقة .


من أين أتت كلمة البلوش


إن أولاد – كش – KUSH - هم المعروفون من سلالات نوح عليه السلام. وقد كان مقرهم سورية. وبابل. ولقد اشتهروا باسم – BELUS.وكانت الحبشة-إثيوبيا تابعة لهذه الأمة المدعوة في ذلك الزمان باسم KUSHITES. وقد كان – لكش ولدان. إحداهما – كاسس - KUSHITES والثاني اسمه –بيلوس – BELUS.-أما سلالة بيلوس فهم – بلاده – BELADAE وقد كان البلوش الأوائل معاصرين لهذه القبيلة. وقد انقسمت سلالة – كش – فكان النمرود هو أعظم ملك كلداني _بيلوس – وقد كان بلوث. أو – بلوش – هو الابن الوارث – لكلدة –بيلوس – ومن سلالة كوشيت. وإننا لنجد سلسلة طويلة من الملوك الكلدانيين المنحدرين من سلالة (بيلوس) وفي الوقت نفسه. فإن البلوش الأوائل يصعدون بنسبهم إلى قبيلة الملوك – الكلدان المتفرعين من – كوشيت – وقد كان أول ملك قوي مقتدر كلداني هو النمرود – وقد خلفه على الملك – بيلوس – فكان ملك بابل - عام (1240) قبل الميلاد. وفي عهد بيلوس هاجر عرب بابل إلى فارس فكان الفرس ينسبون عرب بابل إلى ملكهم بيلوس وكانوا لا يستطيعون أن ينطقون حرف السين بل كانوا ينطقونه شين فأصبحوا يلفظون (بيلوس)(بيلوش) وعبر الأزمنة وبعد تعرضها لعدة تغيرات أصبحوا ينطقونها (بلوش) ومن هنا أتت كلمة بلوش.


التعريف بالأصل البلوشي



إن الأصل البلوشي ينتمي إلى يعرب بن قحطان عليه السلام وذلك أن البلوش هم أولاد محمد بن إسحاق بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام إلا أن المشايخ والعلماء من العارفين بالسيرة ومن أهل عمان وغيرهم قالوا إن البلوش هم أولاد باشا بطن أزد بن معاوية.
بني شمس - ومنه المعاول وجميع شموس الازد.
بني عمرو - ومنه الكرد بن علي بن عمرو بن عامر.
بني غنم
بني غالب
بني عثمان
بني نصر - ومنهم الجلند بن كركر جد ملوك عمان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم.
بني الأزد - ومنهم ملوك عمان اليوم البوسعيد.
بني الغوث
بني بنت - ومنه كنده وقبائلها.
بني كهلان - ومنه طى وطوائفها.
بني سبأ - ومنه حمير وأملاكها.
بني يشجب - ومنه ال محمد وقبائلها.
بني قحطان - ومنه الجد الجامع لهم.
بني هود -النبي عليه السلام أول نبي مرسل من بعد نوح عليه السلام اما أرضهم فهي أرض قحطان من اليمن فلما خرجت قبائل الازد من اليمن إلى الآفاق التالية. خرج مالك بن كركر إلى عمان وجذيمه بن الوضاح إلى العراق وجفنه إلى الشام وأولاد بلشان وأولاد النصر إلى أرض فارس والخزرج إلى المدينة وخزله إلى مكة ونواحيها وتواصلت قبائل العرب من الشرق إلى الغرب. وأرض العرب واحدة والأمة العربية متحدة، وامتد الشعب البلوشي من أرض اليمن إلى فارس إلى عمان وإلى باكستان والعراق وغيرها من الأقطار العربية ذات اللغة الواحدة والتقاليد والأعراف الموحدة بالإضافة إلى العصبية والعزة العربية المدافعة عن الشرق والكرامة.


البلوش من العرب


يقول المؤلف عبد الحكيم البلوشي: قال ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان(عند بيان القفس) بأن البلوش، غالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلق يزعمون أنهم عرب، وهذا قول ياقوت الحموي، فانني لما نظرت في الكتب وبحثت عن أصل البلوش فوجدت بعض الدلائل في الكتب على ان البلوش من العرب سأذكرها الآن إنشاء الله

الدليل الأول: كما صرح ياقوت الحموي في (معجم البلدان) وسلمة بن مسلم العوتبي في (موضح الأنساب) بأن البلوش من أبناء سليمة بن مالك ين فهم الأزدي و مما لا شك فيه أن سليمة بن مالك كان رجلا عربيا من بني قحطان خرج من جزيرة العرب إلى كرمان فأقام هناك على جبال القفس وانسل في تلك الديار واستعجم لسان أبنائه


الدليل الثاني: ان البلوش يسكنون في بلاد فارس والهند ولكن مع ذلك تختلف عاداتهم عن عادات الفرس والهنود، فانني لما نظرت في كتاب الشهرستاني(الملل والنحل) رأيت أهل إيران وخراسان على دين المجوس أي عباد النار، فينقسم دين المجوس إلى كيومرثية والزروانية والزردشتية والمانوية والمزدكية وغيرها، وطالعت عادات البلوش وسننهم فما وجدت عندهم شيئاً من هذه الملل والمذاهب فعلمت عندئذ أن البلوش ليسوا من أصل فارسي أو خراساني أو هندي ولو كان أصلهم من إيران أو خراسان أو الهند لابد ان يكون عندهم شيء من هذه الملل والمذاهب، ولكن الأمر ليس كذلك، ثم لما طالعت كتاب (بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب) للشيخ محمود شكري الآلوسي، ظننت لو سماه المصنف في معرفة أحوال البلوش بدلا من أحوال العرب لكان صحيحاً لموافقته بأحوال البلوش أكثر من تسعين في المائة فلهذا أحببت أن أقارن بعض عادات البلوش مع عادات العرب حتى لا يخفى على أحد أن عادات البلوش لا تختلف عن عادات العرب الا قليلاً


البلوش أصالة قبلية عربية


قومً هم ضربوا الجبابرة إذا بغوا بالمشرفية من بني ساسان حتى استبيح قرا السواد وفارس والسهل والجبال من مكران (للشاعر والفارس العربي الجاهلي عمرو بن معد يكرب الزبيدي) القبائل البلوشية هي قبائل عربية أصيلة لها في التاريخ العربي والإسلامي والإنساني جذور تمتد إلى آلاف السنين. قبيلة ذات مناقب ومعادن مجيدة بقيت خالدة نقية خالصة أصيلة تستحق مجد البقاء وفخر الخلود لأنها تمتلك عنصر البقاء ومقومات الاستمرارية وقوة الدفاع ودليل الحق وسبل الرسوخ ومرساة الثبوت بين الأمم والشعوب هذه القبيلة التي حاول بعض الكتاب والنقاد ولأغراض زائلة طمس هويتها والمساس بأصالتها والتشكيك في عروبتها بكتابات موضوعة وبإيعاز من دولة الفرس التي لم تستطيع قمع ثورتهم المجيدة رغم المحاولات المريرة عبر السنين فحاربتهم محاربة شنعاء وقاومتهم مقاومة غير شريفة ولجأت إلى شتى وسائل الخداع والسجن والتعذيب وأساليب القمع والتصفية والاغتيال دون ذنب أو جريرة إلا لأنهم عرب نجباء تمتد جذور أصالتهم إلى اليمن الخضراء.هذه القبيلة العربية عانت الكثير وتصدى لها الكثير من المرتزقة حملة أقلام الزيف والتزوير وباسم التاريخ أساءوا إلى البلوش أصحاب الحضارة الواقعية تلك الحضارة العربية المجيدة ذات التقاليد العريقة والأصول النجيبة.

هناك بين العرب والفرس تحديات ومناوشات وعداوة جذرية تعود آلي عهد الدولة الفارسية القديمة أبان عصر شاهبور ذو الأكتاف هذا المتجبر الطاغية الذي اتخذ من المدائن(المدائن مدينة قديمة كانت تقع بين بغداد والبصرة اتخذها انوشيروان الفارسي عاصمة لدولته)عاصمة له ولأنه لاقى من العرب الأباة مقاومة واقعية ومناهضة لحكمه وظلمه أدت إلى قتال وسجن ومقتل ابنه لذا قرر أن ينتقم الانتقام الأسود وأن يبقى الحقد الدفين ضد العروبة رمز الدولة وشعبه مبدأ منذ ذلك اليوم المشئوم يقطع كتف كل مناهض عربي ويقتل دون هوادة كل عربي ينطق بالحق هكذا نشر العداوة والبغضاء بين شعوب هذه المنطقة من العرب والعجم ولان البلوش جزء لا يتجزأ من الحضارة والتقاليد والأعراف العربية لذلك نزلت عليهم نقمة شاهبور وحقده وأصبحوا هدفا قريباً في مرماه فجند ضدهم القوة الضاربة والأقلام الزائفة فقتل من قتل وسجن من سجن وشوه من شوه وابعد من ابعد من أرضهم وديارهم ديار بلوشستان العربية المهاجرة من يمنستان إبان الهجرة العربية القديمة يوم انهيار سد مأرب وانتشار القبائل العربية وهجرتها من اليمن السعيدة إلى الجزيرة العربية وعمان وسواحل الإمارات العربية في الخليج العربي وبلوشستان.أن المعدن الأصيل يبقى أصيلا ونقيا ولن تؤثر الشوائب في ذاته ونقاءه تماما مثل ماء المطر النقي الرقراق الذي يحي الأرض الجرداء بعذوبته وجملة صفاته الذاتية رمز الحياة.
ولما جاء الإسلام كانوا هم الأقربون لتقبل الدعوة الشريفة الداعية إلى الحرية الإنسانية هذه الدعوة الإسلامية العظيمة التي حررت الشعوب والقبائل العربية وغيرهم من العجم من ظلم الطغاة ونير الاستعمار وأنقذتهم من الهلاك والزوال وهكذا بقيت الهوية العربية البلوشية الأصيلة نقية بمناقبها ومعادنها وحتى يومنا هذا وإخواننا البلوش يعيشون حياة كريمة محتفظين بصفاتهم وأخلاقهم الذاتية العريقة بعاداتهم وأعرافهم العربية الأصيلة معتزين بماضيهم العريق ومجدهم التليد منذ تواجدهم في يمنستان إلى هجرتهم إلى سواحل الإمارات المجاورة وعمان واستقراهم في بلوشستان. كتب المقدس وياقوت الحموي في معجم البلدان ما يلي: إن الفرد البلوشي الأصيل هو الشخص الأعرابي الصادق الأمين الشجاع الأبي الكريم فله النخوة العربية في إغاثة الملهوف وإكرام الضيف والذود عن الحرمات وسيادة الشرف والدفاع عن الكيان البلوشي ذوي العزيمة النافذة والمشاعر القوية فهو يدافع بشرف عن دينه ويحترم قبيلته يوفي بوعده ويسالم من يسالمه أهل النجدة والنصرة في الحرب والسلم إلا أن بعض المستشرقين والمؤرخين المشبوهين كتبوا فأساءوا ونسبوا فظلموا البلوش محاولين طمس حقائق وشواهد تاريخية ملموسة مستغفلين عظمة وأصالة التاريخ البلوشي، هؤلاء الذين اعترف العدو بقوتهم وشدة حماسهم وعزيمتهم .
وذكرهم شاعر الملحمة الفارسية المشهورة باسم الشهنامة للفردوسي -(الفردوسي شاعر فارسي أراد بملحمته إحياء اللغة الفارسية الأصيلة وتجريدها من العربية)- فوصفهم بالبلوش الأقوياء الأشداء.
إن المستعمر كان يخشى التقاء واتحاد القومية العربية والبلوشية العربية أصلاً، وظهور حركة قومية سياسية موحدة في الخليج العربي كما ذكر في كتاب تاريخ الخليج العربي المعاصر، فيسد عليه الطريق وتكون قوة مانعة لبلغ أهدافه ومطامعه وأغراضه الاستعمارية لذا توجه إلى حكام فارس وشكل قوى ضد الوجود العربي على سواحل عربستان (المحمرة والأحواز ونبادر كنجان وعسلوية وبندر جمرون والجزر المجاورة لها) إلى عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت والجزيرة العربية. إن الهجرة العربية اليمنية الحميرية من يمنستان إلى بلوشستان مذكورة بدلائل واضحة وأدلة مبينة في كتب المسعودي والطبري وابن خلدون وابن خلكان وياقوت الحموي، وقد ذكرهم شاعر الأساطير والحماسة الفارس أبو القاسم الفردوسي فأصبح ذريعة تبيد الفرس المتعصبون ضد العربية، كما قام نشوان بن سعيد الحميري المتوفى سنة 573هجرية بوضع ديوانه المسمى (ملوك اليمن وأقيالها) وشرح القصيدة بعنوان (خلاصة السيرة الجامعة لعجائب ملوك التبابعة، وتعد هذه القصيدة تحفة تاريخية وقد أجمع الرواة المؤرخون على تصديق ما ورد فيها من أخبار بنو حمير بطريقة موجزة مختصرة الذي يذكر فيه هجرة العرب ووصولهم في زمان الدولة الحميرية إلى فارس وسمرقند وبخارى والتبت، وكذلك ذكرهم دعبل الخزعي في ديوانه المشهور، وتعرض إلى بلوغ الحميريين إلى سمرقند وبخارى وفلسطين وحدود الصين وهذه شواهد تاريخية واضحة يمكن للباحث والقارئ الكريم أن يراجع هذه المصادر والمراجع الموثوقة. لقد أجمع البلوش على تقرير وتثبيت أصالتهم العربية وهذه شواهدهم التاريخية وآثارهم الباقية تشهد صدق قولهم وتعترف بصدق قوميتهم الحضارية العربية الأصيلة. إن التاريخ البلوشي جزء لا يتجزأ عن التاريخ العربي الإسلامي المجيد وجميعهم على المذهب السني.
إن بلوش مكران الذين بقوا في سواحل بلوشستان العربية بعد الهجرة الأولى التي بدأت من تاريخ خراب ودمار سد مأرب من اليمن هم القبائل الأزدية الأصيلة وهم الذين تزاوجوا وامتزجوا بالقبائل اليعربية السامية واتحدوا في المبادئ والقيم والأخلاق والآداب والرسوم . لقد كان الفرس يعادونهم بسبب انتسابهم للعربية ومجاورتهم الحدود الجنوبية الشرقية الفارسية وكذلك بسبب تحضرهم وتقاليدهم ومبادئهم السامية المشهودة لهم في اليمن وجنوب الجزيرة العربية.أنهم أبناء الصحراء الفسيحة والبحار العميقة والجبال الشامخة فاختلقوا بخلاقها الكريمة وتشبهوا بعظمتها في الكرم والعطاء والسخاء وفي القوة والأقدام والشجاعة والوفاء.
إذا كانت الشرق مهد الحضارة الإنسانية فإن العرب والبلوش هم مركز المدينة والتقاليد العربية لقد كان لهم الكيان العربي والقبلي الخاص بهم وكذلك قوميتهم ولغتهم اليعربية ثم الهجرة المكرانية البلوشية الخاصة بهم المشهودة لهم في التواريخ والكتب اليونانية والفارسية القديمة انهم ليسوا من الفرس كما يظن بعض الكتاب بل كان الفرس أعدائهم بسبب نسبهم العربي أقوام من صلب العروبة الحميرية والازدية التي فتحت أبواب الصين وبلغت خرسان ومكران وسمرقند وبخارى والتبت بقرون عديدة قبل بزوغ فجر الإسلام والدعوة الإسلامية المحمدية لقد اكتسبوا هذه الأخلاق الكريمة واختلقوا بأخلاق الأنبياء من أبناء نوح عليه السلام ونبي الله صالح فهم من سلالة يعرب بن قحطان الذين انتشروا من اليمن إلى الجزيرة العربية ثم هاجروا مع الفتوحات العربية الأولى إلى سواحل مكران والسواحل العمانية انهم من أبناء حمير من القبائل العربية الأصيلة وقد اتصفوا بالقوة وتميزوا بالجرأة والإقدام في قلب الجزيرة العربية، وكذلك في بلوشستان على السواحل الفارسية وقد ذكرهم الشاعر الفارسي أبو القاسم الفردوسي في ملحمته الشهيرة (الشهنامه) بأسود الحرب فكانوا في الحرب القوة القاهرة، في السلم أصحاب الحضارة والمبادئ العربية المنبثقة من الأخلاق اليعربية الحميدة العريقة، لقد شكلوا القيادة القوية الواعية لجيوش كورش واردشير ونوشيروان بمحض إرادتهم وحريتهم ودفاعاً عن أرضهم بلوشستان وديارهم وحرمهم الآمن فكانوا سوراً كالطور الأشم لحدود مكران، ثم هاجر منهم عدد غفير ولأسباب اجتماعية واقتصادية وحنين إلى المواطن العربية الأولى في اليمن هاجروا ثانية عبر ريدان وعمان إلى قلب الحضارة السامية وعادوا ثانية إلى اليمن السعيدة وذلك في العهد الساساني وبدعوة من الأمير اليمني سيف بن ذي يزن فيما بين الأعوام 562-572 ميلادية بعد أن طلب الأمير العربي من كسرى نوشيروان أن يمده بهؤلاء الجيوش من العرب البلوش ولما كان البلوش مصدر قوة وتهديد للإمبراطورية الفارسية من ناحية والجيوش الحبشية بدأت تشكل قوة زاحفة من ناحية ثانية تهدد اليمن ثم تمتد إلى سواحل إيران فقد وافق على إرسال السجناء من قادة البلوش المناهضون آنذاك للحكم الفارسي الجائر ومن والاهم لمساعدة أمير اليمن دحراً للأحباش وخلاصاً من البلوش الأحرار فجاءوا بقيادة وهريز ودحروا القوة الحبشية الغازية ثم عاودوا الكرة فكانت الهجمة الفارسية هذه المرة على اليمن وهكذا احتل الفرس هذه الأرض الطيبة وبنوا معابدهم وقصورهم المشهورة بذي غمدان ونصبوا أوثانهم وآلهتهم آناهيتا (ناهيد) وذلك قبل بروز وانتشار الديانة الزرادشتية في بلاد فارس.
في ذلك التاريخ ازدادت حركة القبائل البلوشية من سواحل مكران وعمان وترددهم فيما بين يمنستان حيث مناجم النحاس والفضة وبلوشستان عن طريق مسقط ومكران إلى المدن الفارسية الأخرى وقد ذكر مؤرخو اليونان أن الاسكندر المقدوني قد استعان بفرسان وجنود البلوش إبان غزوه للشرق وهجومه على بابل وهم الذين أنقذوا جيشه من التهلكة والضياع في صحراء لوط الجرداء وكذلك تزوج الاسكندر من فتاة بلوشية قبيل رحيله إلى ما بين النهرين وموته بعد ستة أشهر من احتلاله لمدينة بابل.
إضافة إلى ذلك فإنه في زمن الحكم البريطاني في الهند عندما قام السير هنري جرين sir henri green المدير السياسي لحدود السند العليا برحلته في الأراضي السورية فلقد شاهد الكثير من القبائل السورية مسماةً بأسماء القبائل البلوشية التي تقطن في وادي السند. إن سوريا والعراق هما مهد الحضارة الكوشية والبابلية - والكلدانية. والأمر الذي يجب ذكره في هذا الصدد هو أن اسم عليبو موطن البلوش الأول-من سوريا- في ديار الشام يتردد مكرراً دائما في الأشعار البلوشية.وأن القبائل العربية الموجودة في سوريا- وفي بلوجستان – بأسمائها المتشابهة لهي أقوى دليل على صحة الروايات والقصص البلوشية التي بتداولها البلوش على ألسنتهم ويتناقلونها عند الحديث عن أصلهم العربي. ومن القبائل العربية الموجودة-في سوريا وفي بلوشستان هي قبيلة المعري(نسبة إلى المعرة) وقبيلة البليدي – وقبيلة المهري- وقبيلة الأزدي- وقبيلة النمري – وقبيلة الجمالي. هذه هي قبائل عربية موزعة في بلوجستان ومعروفةٌ هي أنسابها العربية ولها بطونٌ وأفخاذٌ في العراق والجزيرة العربية وعمان. وهنالك أيضا قبيلة الرند التي ينسبها الرواة إلى أكثر من نسب (سليمة بن مالك، والحارث ابن العلاف وإلى بني العباس).


ولا شك أن المهرة-أو بني مهرة من قبائل اليمن- القحطانية المشهورة، ومنازلهم في جنوب اليمن . ولا يزالون ينطقون اللهجة الحميرية. أما النمري فهي قبيلة من بني تميم: كما جاء في كتب الأنساب. إن البلوش القاطنين في وسط سلاسل جبال سليمان يتكلمون بلهجة مختلفة كل الاختلاف عن لهجة البلوش الشرقيين والبلوش الغربيين. وإذا استخلصنا اللغة البلوشية من الألفاظ الفارسية والهندية وألفاظ لغة البوشتو فإننا سنجدها لغةً أخرى لا علاقة لها بهذه اللغات الثلاث المذكورة. سنجدها لغةً ساميةً لم تنكشف أمام البحث بعد.تلك هي لغة البلوش الأصيلة (السامية) الجذور التي تستقي من منابع اللغات السامية الأخرى. إن الأ لفاض السامية (ويعني الألفاظ العربية) التي يتكلمها البلوش فيما بينهم هي نموذج لغتهم القديمة التي كانوا ينطقونها في فخر ومباهاة.


القادة المسلمين الذين اشتركوا في فتح مكران


ومن جملة القادة المسلمين الذين اشتركوا في فتح مكران-سهل بن عدي وعبدالله بن أبى عقيل وربعي بن عامر وابن أم غزال وعاصم بن عمرو التميمي وعبدالله بن عمير الأشجي والحكم بن عمرو وشهاب بن المخارق وقد فتحت القفص عام 23 هجرية على يد سهل بن عدي وتبعه عبد الله بن عتبان وكان يقدم جيش سهل بن عدي النسيم بن ديسم العجلي بمساعدة حشد من أهالي كرمان بعد قتل مرزبهانها أي واليها الفارسي. ويجدر هاهنا الإشارة باختصار إلى أسماء وجهود هؤلاء القادة وانساب قبائلهم العربية هؤلاء العرب المسلمين الأباة الأحرار الذين جاهدوا في الله حق جهاده وجعلوا من بلوشستان ديار العرب أرضا إسلامية عربية عريقة فتولاها قائد بعد قائد لقرون عديدة وسنين مديدة لقي فيها الأهالي كل خير ومحبة وإخاء ومرحمة بعد أن أضناهم الفرس بأحقادهم الدفينة وأذاقوهم المرارة والمجاهدة المستمرة أن لهؤلاء القادة الأحرار حقا في سرد تاريخهم وأصولهم العربية وأنسابهم الجليلة التي تنتهي أجداد معظمهم إلى الصحابة من أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. وهؤلاء هم:
1. عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري – صحابي شهد فتح مكران.
2. المغيرة بن أبى العاص الثقفي - صحابي – الديبل.
3. الحكم بن أبى العاص الثقفي – صحابي – وهو الذي فتح تانة وبروصا.
4. سهل بن عدي بن مالك بن حزام بن خديج بن معاوية الخزرجي الأنصاري وهو صحابي قد شهد فتح (مكران).
5. سعد بن هشام بن عامر الأنصاري – الصحابي – قد كان من أبطال فتح – مكران – وقد استشهد هناك.
6. عمير بن عثمان بن سعد – الصحابي – قد كان أميرا على – مكران.
7. عباد بن زياد بن أبيه هو الذي فتح – كش وقد ولاه معاوية سجستان عام 53هجري.
8. عبيدالله بن نبهان السلمي كان قائداً في غزوة – الدبيل – في زمن الحجاج وقد استشهد هناك سنة ثلاثٍ وثمانين هجري.
9. سويد بن سليم بن منجوف بن ثور بن عفير بن زهير بن كعب بن سدوس بن شيبان قد كان من أمراء السرايا في مكران.
10. عون بن كليب الدمشقي أوكل إليه محمد بن القاسم – البرج الجنوبي من حصن (الدبيل).
11. عكرمة بن الريحان الشامي.
12. عبد الله بن عبد الرحيم العماني.
13. سفهوي بن لام العماني.
قبائل البلوش

رند
بامري
آسكاني رند
كركيج رند
لاشاري (من سكان مكران)
هوت
أحمد زهي آخر
طاهرزهي رند العباسي
بنتي (من سكان منطقة بنت في مكران)
قاؤوسي
دوكالي
قاسم زايي
دشتي (من سكان مكران)
بزنجو
دغاراني بلوج أو دغاري
شهنوي (من سكان مكران)
شهري (من سكان مكران)
بنوزي (من سكان مكران)
روباري (من سكان مكران)
غجكي
رئيسي
مكسي وفروعها بشكاني، دلكاني، دراني، سنجراني، بوجراني* لوري
مري من بلوش السند باكستان (من دون شدة على حرف الراء)
زدجال (ينتمون إلى السند)
كلوائي
شانديو
الإبراهيمي
المحمد
زين ادين
شاكر زيين
ملازهي
درازهي
مهتشمي
مير مراد زهي
مير بلوش زهي
فركي
جنغي زهي
عومرا
بزرزاده
يارمحمدزهي
شيزاده
حسيني
دهاني (من سكان مكران)
سوفك
قيسر زقي
شهداد
بروهوك
ريغي
كرد
ناروئـي
تمينداني
الچاندية
الدودائي
الدريشك
كلمت
كهوسة
مزاري
كورائي
گرجاني
دومبكي
جتوئي
مسكوتاني (من سكان مكران)

-----------------------------------

من المراجع الأوردية
البرفسور صبا دشتياري
الشيخ عبد الصمد سربازي
سيد ظهور شاه هاشمي
بلوچي قبائل تأليف ـ المستر لانگ ـ باللغة الإنكليزية
تاريخ بلوچستان تأليف ـ ملك صالح محمد لهري
بلوچ قوم أورأسكي تاريخ تأليف ـ نور أحمد خان فريدي ـ طبع باكستان 1972م
تاريخ بلوچستان تأليف ـ محمد آخوند صديق ـ طبع الهند
خلافت أمويه أور هندستان تأليف ـ القاضي أطهر المبارك پوري ـ طبع دلهي الهند ـ 1975م
من المراجع العربية
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم لأبي عبد الله محمد ابن البشاري المقدسي
الأخبار الطوال للدينوري
مرآة العالم لمحمد حسين خان صنيع الملك الملقب باعتماد السلطنة
تاريخ الطبري
مروج الذهب للمسعودي
سبائك الذهب ـ للمسعودي
دراسات تاريخية عن أصل العرب وحضارتهم الإنسانية لمعروف الدواليبي ـ طبع بيروت
الكامل لأبن الأثير
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لأبي عبد الله محمد بن محمد الإدريسي
صور الأقاليم والمسالك والممالك لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الأصطخري
مقاييس اللغة لأبن فارس
لسان العرب
مقاييس اللغة لأبن فارس

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

البلوش قضية بين التستر والصمت (1) و(2)

تاريخ الشعب البلوشي

موجز عن : قبيلة البلوش

الإيجاز في قضية أهل الأحواز


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..