الصفحات

الجمعة، 22 أبريل 2016

من وصايا ابن سبأ اليهودي للخوارج : إبدأوا في الطعن على أمراءكم تستميلوا قلوب الناس

قال الشيخ محمد العريني :
... قوله تعالى : (( لا تغلو في دينكم )) دليل على
أن الغلو محرم في الدين لأن النهى للتحريم بل من أشد المحرمات ...
فإن ما حصل من التكفير عندنا في السنوات الأخيرة جر إلى الخروج بالكلمة ثم بالفعل من التفجير والتدمير وترويع الآمنين ...  ما هو إلا نتيجة لإغواء الشيطان وتزيينه الغلو والإفراط لهؤلاء الشباب الجهلة  حيث ظنوا أن عملهم هذا من الجهاد في سبيل الله ...

... والغلو معناه : تجاوز الحد في العبادات المشروعة أو الزيادة في التدين عما شرعه الله ...

ولقد حصل من غلو الخوارج ما شوه وجه التاريخ الإسلامي  وما صاحبه من حروب ومآسي كبيرة  فهم أول فرقة في هذه الأمة فارقت جماعة المسلمين   .. مع إمامهم وقدوتهم ذا الخويصرة الحرقوصي التميمي عليه من الله ما يستحق  الذي أنكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم القسمة ، وقال له :  أعدل فإنك لم تعدل ...
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :

(ويحك إذا أنا لم أعدل فمن يعدل ؟ )
وقال عليه الصلاة والسلام ذاماً له ولأتباعه :
( يخرج من ضئضئ هذا  - أي من أمثاله وعلى منواله –  أناس تحتقرون صلاتكم عند صلاتهم ...)
وقال أيضاً : ( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ...)

قال الإمام ابن حزم الأندلسي :
فأعلموا ، رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله تعالى - قط – على أيديهم خيراً ولا فتح من بلاد الكفر قرية ، ولا رفع للإسلام راية

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في كلمته عن التكفير :
نحن إذا درسنا الجمعات الإسلامية القائمة الآن نحو قرابة قرن من الزمان لوجدنا كثيراً منهم لم يستفيدوا شيئاً
رغم صياحهم ورغم ضجيجهم بأنهم يريدونها حكومة إسلامية وسفكوا دماء أبرياء كثيرين بهذه الحجة ... )  
ــــــــــــ

وهذه فائدة من أحد الشباب  الذي مَنَّ الله عليه بالهداية وسلوك الصراط المستقيم ، يقول :
أولاً : أحمد الله على نعمة الهداية ...
ثانياً : الأسباب التي أثرت عليّ في سلوك هذا المنهج ... :
1- مجالسة طلبة العلم المتشددين ، الذين يتنقصون العلماء الراسخين  ويعظمون أناساً ليسوا من العلماء ...

2- الذهاب إلى أفغانستان ، وقراءة كتاب: ( الكواشف الجلية ) وعدم الرجوع إلى العلماء ...

3- ترك دروس الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله - حيث كنت من المحبين له ولدروسه
لكن بعد معرفتي بأحد طلابه الذين تغيروا عن منهج الشيخ وأصبحوا ينتقصونه

خاصة وأن هذا الطالب من المتفوقين والمتواضعين وذي خلق رفيع   يعتبر من الزاهدين المعرضين عن الدنيا وهذا الذي جعلني أتأثر به وأقتنع بفكره ...
4- التعرف على بعض الإخوان المتشددين  الموصوفين بالغلو وخاصة في مسائل التكفير ...
إن العاطفة الجياشة والحماس للدين بدون علم ...  توقع صاحبها في حبائل أهل الأهواء والخوارج الذين ينتقون هذه العينة من شباب المسلمين للإفساد لا للإصلاح كما يدعون وهذا أمر مشهود لا يحتاج إلى دليل

ــــــــــــ
في زمن الصحابة - رضي الله عنهم – خالف الخوارج صحابة رسول الله  فقتلوا الخليفة الراشد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ... وهو خارج لصلاة الصبح   قتله رجل يقوم الليل ويصوم النهار  ولكنه قليل العلم والفقه في الدين
هو عبد الرحمن ابن ملجم الخارجي  فقال عمر في رسالة أرسلها إلى عمر بن العاص رضي الله عنه :
أرسلت لك رجلاً صالحاً هو عبد الرحمن ابن ملجم آثرتك به على نفسي  إذا أتاك فأكرمه ، واجعل له داراً يقرئ الناس فيها القران   جلس عبد الرحمن بن ملجم في مصر حتى ظهرت حركة الخوارج  وأول ما ظهرت في اليمن ثم في مصر  وأخذت الانتشار في مصر  فأثروا فيه لأنه كان كثير الصلاح ، كثير العاطفة  لكنه كان قليل العلم والفقه ، وكان منعزلاً ، فلذلك أتاه الأمر من حيث أتاه ...
ـــــــــــــ

... كان عمران بن حطان المادح لقاتل علي – رضي الله عنه – من أهل العلم من أهل السنة والجماعة    لكنه تزوج بأمره خارجية فأدخلته في منهج الخوارج   وقد نهاه العلماء عنها مخافة ما وقع فيه من الضلال  لأن مخالطة أهل البدع والأهواء لا تأتي بخير ...
ـــــــــــ
وقبل ذلك فتنة مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه  التي منبعها من عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الإسلام وأبطن الكفر ...
أَعَدَ الخوارج السبئيون عدتهم وزحفوا من مصر إلى المدينة مظهرين قصد الحج ...  ودخلوا على عثمان فوصل إليه كنانة ابن بشر التجيبي فأشعره مشقصاً فانتضح الدم على آية :( فسيكفيكهم الله )  وقطع يد زوجته نائلة واتكأ بالسيف على صدر عثمان فقتله ...

وكان من وصايا هذا اليهودي لأتباعه قوله :    إبدؤوا في الطعن على أمرائكم   وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر   تستميلوا قلوب الناس  وادعوهم إلى هذا الأمر ...

ـــــــــــ
... ومن مظاهر الغلو :   * التشدد في الدين والانحراف عن الصراط المستقيم ...
* ... الكلام لفضيلة الشيخ صالح الفوزان :
ما يظهر بين بعضهم في الصلاة من تفريق رجليه إذا وقف في الصلاة حتى يضايق من بجانبيه    وحني رأسه في حال القيام في الصلاة إلى قريب من الركوع   ومد ظهره في السجود حتى يكون كالمنبطح على الأرض ...
المبالغة في الصلاة إلى السترة  حتى إن بعضهم إذا دخل المسجد قبل الإقامة  فإنه يترك الصف ويذهب إلى العمود أو جدار ليصلي إليه صلاة النافلة     مع أن السترة سُنة ليست بواجبة     إن تيسرت وإلا فلا يتكلفها ويترك فضيلة القيام في الصف ...
   بل إن بعضهم يدافع الناس عن المرور أمامه إذا قام يصلي في المسجد الحرام في وقت الزحام  ،،مع أن المرور أمام المصلي في المسجد الحرام والمواطن الشديد الزحام لا بأس به دفعاً للحرج ...
ومن مظاهر الغلو تقصير الثياب إلى قريب من الركبتين ...) انتهى

* تكفير المسلم لذنب فعله ...  وهذا التكفير يؤدي إلى استحلال دم هذا المسلم وماله ...

* وعن هذه الجامية التي اختلقوها لتفريق المسلمين   كما سبقهم دعاة الشر بقولهم عن الوهابية
مريدين بذلك إجهاض دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

* الاعتداء على المعاهدين والمستأمنين، وجاء في السنة. من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها  ولا يتحاش من مؤمنها  ولا يفي لذي عهد عهده   فليس مني ولست منه )
ــــــــــــ
وهذا الداء ... لا بد له من العلاج ومن ذلك :
1- التمسك بالكتاب والسنة الصحيحة  قولاً وعملاً واعتقاداً على فهم السلف الصالح ...
2- التفقه في الدين على أيدي العلماء الراسخين في العلم ...
3- سلوك منهج السلف الصالح ... وعدم مفارقة الجماعة وإمامهم ...
4- الحذر من أصحاب التوجيهات المنحرفة ...  ومحاربة دعواتهم وكتبهم المثيرة للفتن المكفرة للناس ...

ــــــــــــ
...وهذه الكلمة لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ... :
 ولا بد أن تتوفر شروط للحكم بالردة أو الكفر على من ظاهرة الإسلام وهي :
1- أن لا يكون جاهلاً معذوراً بالجهل ...
2- أن لا يكون مكرهاً يريد التخلص من الإكراه ...
3- أن لا يكون متأولاً تأولاً يظنه صحيحاً ...
4- أن لا يكون مقلداً لمن ظنه على حق ...
5- أن يكون الذي يتولى الحكم عليه بالردة من العلماء الراسخين في العلم الذين ينزيلون الأحكام على مواقعها الصحيحة  فلا يكون الذي يحكم بالكفر جاهلاً أو متعالماً ... انتهى
ــــــــــ
قال الآجري رحمه الله :
... ( والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس   ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً   ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين )

...وأسأله سبحانه وتعالى أن يعفو عن تقصيرنا ...  و أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن   وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ـــــــــــــ

عن :  رسالة في  الغلو / لمحمد بن ناصر العريني
مع الاختصار

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام

عبد الله بن سبأ : تراث ودراسات تراثية

عبد الله بن سبأ اليهودي اليماني بين الحقيقة والخيال

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..