الصفحات

الجمعة، 8 أبريل 2016

ليس رداً على الدكتور عجيل النشمي.. وإنما تنبيه للذين قد يغترون بكلامه

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فلقد كتب فضيلة الشيخ السلفي حاي بن سالم الحاي- وفقه الله- تصريحاً حول الحاكم المتغلب في مصر، ثم تعقبه الدكتور عجيل بن جاسم النشمي في جريدة «الوطن» بتاريخ 6/1/ 2014 ثم قال في
نهاية التعقيب بالحرف الواحد:
(واعلم أن هناك ممن ينتسب للعلماء، وهم أبعد الخلق منهم، ينتظرون من يعارضهم في قليل أو كثير لينهشوا لحمه وينشزوا عظمه، يستبيحونه زوراًً وبهتاناً، هكذا مذهبهم ومذهب السلف بريء منهم فهؤلاء لا نعيرهم وزناً) انتهى كلامه- غفر الله له ولوالديه-.
والذي تبين لي وربما لغيري كما هو ظاهر أن الدكتور عجيل لم يعد يتحمل الرد عليه بل ولم يتعود أن يرد عليه أحد، لذا خرجت منه هذه الكلمات القاسية التي لا تصدر عادةً إلا من متكبر قد جمع بين رد الحق واحتقار الناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الكبر بطر الحق وغمط الناس» [رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود: رقم: 91]، أي رفض الحق ورده واحتقار الناس.
فأسأل الله أن يهديه، فلقد كان معروفاً بالهدوء والتؤدة لكن تفاجأ به أهل الكويت في السنوات الأخيرة منذ ظهور الربيع الدموي ولاحظوا عليه تغيراً كبيراً، اسأل الله أن يعافيه ويهديه.
فإن قال قائل: إذا كان مقالك هذا ليس رداً على الدكتور عجيل فلماذا كتبه ؟
فالجواب: أردت دفع الضرر الذي قد يقع على المسلمين من جراء تصريحاته وتقريراته الأخيرة هو وأمثاله؛ فلقد ذاقت الأمة الأمرّين من هذه المناهج الثورية الدموية، فالأمة لم تنته من كارثة سوريا والتي ربما قد تكون في بدايتها وإلا بهؤلاء- الدكتور عجيل وأمثاله- يدعون اليوم إلى كارثة مثلها وربما أشد منها في مصر وغيرها.
بعد أحداث ما يُسمى بـ 30 يونيو 2013 لما تم عزل الدكتور محمد مرسي ظهر الدكتور يوسف القرضاوي على وسائل الإعلام ودعا كل المصريين بجميع طبقاتهم للخروج ضد الجيش المصري، وأما الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق فدعا إلى الاعتصام والمطالبة بما أسموه الشرعية، فقال: لو قُتل من المصريين ألف ألف من أجل إرادة الشعب فليس ذلك بكثير. وكذلك قال تلميذه الدكتور شافي بن سلطان العجمي تماما مثل قوله لكنه قال (مليون) بدلاً من ألف ألف. وأما تلميذه الآخر الدكتور نبيل العوضي فأخذ ينشر كلام شيخه عبد الرحمن تأييداً له. وأما وجدي غنيم فقد أعلن بمقطع مصور له بأن الفريق السيسي كافر مرتد، وأما الدكتور حاكم بن عبيسان المطيري فقال: (تحتاح الأمة اليوم أن تضحي بأكثر من 10 مليون شهيد لتنال حريتها واستقلالها)!!
وأما اخوان مصر فبعد أن فقدوا كرسي الرياسة كادت عقولهم أن تطير وفقدوا صوابهم فدعوا إلى الاعتصام بميدان رابعة العدوية في القاهرة، وميدان النهضة في الجيزة، واستمروا نحو شهرين حتى واجهوا مصيراً مؤلماً أوجع حالهم قلوب المسلمين فقُتل من قُتل وسُجن من سُجن، ولم نسمع من عامة الإخوان المسلمين من يقل كلمة صالحة إلا الدكتور عجيل النشمي، وفعلاً كانت له كلمة مفاجئة وقد استحسنا تصريحه لأنه كانه فيه العقل والحكمة فقال: (لأن يظل الحكم عسكرياً أهون من أن تُستحل الدماء فإن حسابها لا يعدله شيء) [جريدة الوطن بتاريخ 8/ 7/ 2013].
ويومها شكرناه على هذا التصريح لاسيما وهو يخالف توجه جماعته- جماعة الإخوان المسلمين- ومن سار في فلكهم وانتهج منهجهم، وقلنا الحمد لله الذي وفقه إلى هذه الكلمة.
ثم تفاجأنا من جديد وقد انقلب الدكتور عجيل رأساً على عقب فصرّح تصريحاً نارياً شديداً في تعقيبه على فضيلة الشيخ حاي الحاي في جريدة الوطن بتاريخ 6/ 1/ 2014 قال فيه: (السيسي خارج يجب ضرب عنقه).
أقول: ولست أدري ما الذي جعل الدكتور عجيل يتحول بكلامه تحولاً كاملاً؟ هل تلقى أوامر من القيادة العليا من الإخوان المسلمين تأمره بأن يغير كلامه؟ أو غير كلامه بعد إعلان الحكومة المصرية أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ؟ أو بعد أن بحث من جديد في الفقه والأصول فتبين له وجوب قتل الفريق السيسي؟ أو أنها ردة فعل منه لما رأى الأوضاع تتردى في مصر ورأى التوتر مستمراً؟ أو لأسباب أخرى الله اعلم بها.
ثم إن الدكتور عجيل- هداه الله- استعمل أسلوباً عجيباً في إثبات تقرير ما أراد تقريره حتى ربما ظن كثير من القراء لا سيما ممن ليسوا متخصصين في العلم الشرعي أو لا دراية لهم فيه أن كلامه حق وفيه تأصيل وتقعيد لا سيما وهو يقول: (قضية شرعية- انطباق الحكم- قضية فقهية وتاريخية- نظر فقهي دقيق- شامل واجتهاد- مناط القضية- موازنات شرعية- مآلات الفتوى- تحرير المناط- وقائع احوال الحكم- تنزيل الكلام- استنباط صحيح- اختلال المناط- انطباق الشروط) إلى غير ذلك من الإستعراضات الأصولية والفقهية التي لا يفهمها عامة الناس والخلاصة عنده التي خرج بها للعامة ما جاء في عنوان مقاله لما قال: (إن السيسي خارج يجب ضرب عنقه) وفي الحقيقة هذا ليس بفقهٍ سليم ولا نصيحة للأمة لا سيما في ظروفنا الراهنة وبلاد المسلمين ممتلئة بأصحاب المناهج المنحرفة من التكفيريين والانتحاريين وأصحاب التفخيخات والتفجيرات؛ وما (داعش) عنا ببعيدة، فمن يضمن ألا تخرج فئات من هنا وهناك ممن تقتنع بمثل هذه الفتوى وتقوم بقتل الناس في مصر، وقتل كل من رضي بالسيسي أو عمل بجيشه أو شرطته؟ فلا نستبعد غدا أن تخرج جماعة تسمي نفسها دامس اختصار (دولة مصر الإسلامية).
حقاً إذا لم تتق الله فأفت بما شئت؛ بل والله الذي لا إله إلا هو لو افترضنا أن فتوى الدكتور عجيل النشمي صحيحة فهل من المناسب نشرها في مثل هذه الظروف؟ لقد دخل العالم الإسلامي عامه الرابع منذ قيام الربيع الدموي وإلى يومنا هذا ما توقفت الفتن ساعة واحدة، لا في تونس ولا في ليبيا ولا في مصر ولا اليمن ولا في سوريا، وما أدراك ما سوريا، وازداد السوء في العراق، فكيف يقول الدكتور عجيل عبر وسائل الإعلام يجب ضرب عنق فلان؟
كل المسلمين يعلمون ماذا فعل بشار النصيري العفلقي منذ ثلاث سنوات بالشعب السوري، فما استطاع أحد أن يصل إليه ليلطمه لطمة أو يصفعه صفعة، إذن كيف سيصلون إلى السيسي ليضربوا عنقه؟ ومن له الحق بضرب الأعناق؟ وبعض الناس يقول الدكتور عجيل أفتى فتوى ولم يصدر حكماً قضائياً بقتل السيسي وفرق بين فتوى المفتي وحكم القاضي.
نعم هناك فرق بين الفتوى والحكم القضائي لكن من يفقه هذا؟ هل نضمن أن عامة الناس يفقهون الفرق بين الفتوى والحكم القضائي؟ قطعاً لا يفقهون الفرق بينهما؛ فالفتوى لا يلزم العمل بها بخلاف الحكم القضائي فالعمل به ملزم، لكن الفتوى وإن كان العمل بها غير ملزم إلا أن من اقتنع بها فله أن يعمل بما اقتنع به.
أقول: سبحان الله على الرغم من أن سوريا احترقت وتشرد أهلها وسفكت دماء عشرات الآلاف ودخلتها دول وكتائب وجماعات مسلحة مع بشار أو ضده وتدخلت هيئات عربية ودولية والله اعلم إلى متى ستمتد الكارثة، وماذا ستخلف بعدها، فبالله عليكم اخواني القراء هل هذا الوقت المناسب ليخرج الدكتور عجيل النشمي ويقول السيسي خارج يجب ضرب عنقه؟الله المستعان.
ثم لم يكتف الدكتور عجيل بتقريره الفقهي الأصولي الذي وصل به القول بقتل السيسي، بل ذهب يذكر ما حصل في مصر من القتل وإغلاق الفضائيات والجمعيات وتجفيف منابع الإسلام و و و و الخ، وكل ذلك من باب التعبئة العامة وتهييج أكبر قدر من الشعب المصري ومن غير المصريين، ثم إذا وقعت الكوارث انسلَّ هو وأمثاله وكأنهم ما فعلوا شيئاً ولم يكن لهم دور في إشعال الفتن هنا وهناك.
سبحان الله لما وصف العلماء أهل السنة قالوا عنهم: (إنهم اعلم بالحق وأرحم بالخلق)، الله اكبر من عاش أيام احتلال العراق للكويت يذكر تماما أن الحكومة الكويتية أصدرت بياناً تدعو به الجيش الكويتي إلى الاستسلام وعدم المقاومة!!
ولقد استنكر كثير من الناس ذلك القرار يومئذٍ ثم تبين لهم أن هذا ما تقتضيه الحكمة؛ فالجيش الكويتي لا طاقة له بمواجهة الجيش العراقي الغاشم الذي يفوقه بعشرات المرات بالعدد والعدة والخبرة، وكذلك الأمر بالنسبة للمقاومة الشعبية الكويتية توقفت بعد تجربة قصيرة العمر لما وجدوا أنهم لا طاقة لهم بمقاومة الجيش العراقي، والآن في مصر هل يُعقل أن يفتي الدكتور عجيل للمصريين بضرب عنق السيسي؟ ومن يضرب عنقه؟ يا ليت من له صلة بالدكتور يسأله هذا السؤال: قولوا له حضرتك يا دكتور عجيل تخاطب من وتفتي لمن؟ وذكروه بقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «ما أنتَ بمحدثٍ قوماً حديثًا لا تبلُغُه عقولُهم، إلا كان لبعضِهم فتنةً» [أخرجه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه].
إذا كان الرئيس محمد مرسي وحزبه قد تم القبض عليهم من غير أي مقاومة وتم سجنهم بواسطة جيش السيسي وشرطة السيسي فمن الذي سينفذ فتواك على السيسي ويضرب عنقه؟ الحمد لله الذي عافانا
أسأل الله أن يهدي الدكتور عجيل ويصلح باله ومنهجه ويقيه ويقي المسلمين شر تقريراته.
ملاحظة:
الرد على الأخ عبدالعزيز بوطيبان مازال مستمراً وسأبين بطلان قوله بجواز الاستغاثة بغير الله من الشرك الأكبر، فانتظروني في المقال القادم إن شاء الله تعالى.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.








-----------------------------

الحاي رداً على النشمي: "الإخوان" حرضوا الناس على المظاهرات ليموتوا بينما هم في بيوتهم

في رد على رد الشيخ عجيل النشمي الذي صرح قبل أيام بأن الفريق أول عبدالفتاح السيسي طاغية يجب ضرب عنقه شرعا، قال الشيخ حاي الحاي "إنه لم يجز الخروج ابتداء على الحاكم، ولكن مبايعة الامام المتغلِب ضرورة حقنا للدماء ودفعا لمفسدة الفوضى".
وأوضح الحاي أنه حتى لو كان الحاكم المتغلِب كافرا ظالما ولا يمكن تغييره الا بمفسدة أكبر فلا يجوز الخروج عليه، وانما يطاع في الخير ولا يطاع في الشر، مشيرا الى ان المسلمين أمروا بطاعة أمراء على الرغم من استئثارهم بالمال وظلمهم وضربهم للظهور وأخذهم للأموال وشرهم وشر من معهم، وقلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس.
وتساءل الحاي معلقا على حديث النشمي: هل أقام الاخوان المسلمون ومحمد مرسي الشرع؟ قائلا اذا كانت ولاية السيسي ليست شرعية، فهل ولاية مرسي كانت شرعية تنادي بالكتاب والسنة والتوحيد؟، مضيفا ان غاية ما دعا اليه مرسي هو الوطنية والمدنية والمساواة بين النصراني والمسلم ودعم المد الصفوي في مصر. كما تساءل: أي عهد وميثاق للاخوان المسلمين وقد نقضوا أهم عهد وضعه مؤسس الجماعة حسن البنا وهو اقامة الدولة الاسلامية؟ وأي عهد وميثاق وقد تبرأ الاخوان المسلمون من أنفسهم، عندما قالت جمعية الاصلاح الاجتماعي انها ليست من الاخوان؟
وعن القتل واغلاق الجمعيات الخيرية، قال حاي الحاي انه لم يكن بسبب السيسي وانما بسبب ما دعا له الاخوان من ثورات ومظاهرات في الربيع «الدموي» استوردوها من أشلاء الشيوعية، فهم من أشعلوا نار المظاهرات وهم من يكتوون بضرامها اليوم. وأضاف: لم يعد أمر الاخوان مخفيا على أحد، فقد حرضوا الناس على المظاهرات ليموتوا بينما هم في بيوتهم أحياء.

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

عجيل النشمي مختلفاً مع الحاي: السيسي طاغية يجب ضرب عنقه.. شرعاً


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..