الصفحات

الأحد، 19 يونيو 2016

هل العقل في القلب أم الدماغ

السؤال :إخوتي الكرام، عندي سؤال حيرني كثيرا أتمنى أن تجيبوني عليه وبوضوح تام، وبسرعة، لأنه ضروري جدا السـؤال: هل الإنسان يفكر بقلبه أم بعقله، مع الدليل الشرعي من القرآن الكريم والسنة النبوية أيضا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس السؤال المطروح هو ما إذا كان الإنسان يفكر بعقله أم بقلبه، لأنه من المعلوم أنه إنما يفكر بعقله ولعل السائلة تقصد السؤال عما إذا كان مركز العقل هو القلب أم الدماغ؟ فهذا السؤال دائما يطرح هكذا في كتب العلماء: هل الإنسان يفكر بقلبه أم بدماغه؟ وحاصل السؤال هو: هل العقل الذي هو أداة التفكير في القلب أم في الدماغ؟

وهذه المسألة نالت قدرا كبير من الجدل بين العلماء قديما وحديثا، ومن أحسن الأجوبة التي وقفنا عليها جواب العلامة القرآني محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله حيث بين أن أفعال الإنسان من الفهم والفكر والتدبر والهدى والضلال والإيمان والكفر كل هذه متعلقة بقلب الإنسان وهو المسيطر عليها، فقال رحمه الله في فتاويه:

 ومن تلك البحوث قول عامتهم-أي الفلاسفة- إلا القليل منهم: إن محل العقل الدماغ . وتبعهم في ذلك قليل من المسلمين, ويذكر عن الإمام أحمد أنه جاءت عنه رواية بذلك، وعامة علماء المسلمين على  أن محل العقل القلب .

وسنوضح إن شاء الله تعالى حجج الطرفين، ونبين ما هو الصواب في ذلك .

 اعلم وفقنا الله وإياك أن العقل : نور روحاني تدرك به النفس العلوم النظرية والضرورية، وأن من خلقه وأبرزه من العدم إلى الوجود، وزين به العقلاء وأكرمهم به أعلم بمكانه الذي جعله فيه من جملة الفلاسفة الكفرة الخالية قلوبهم من نور سماوي وتعليم إلهي، وليس أحد بعد الله أعلم بمكان العقل من النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال في حقه: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. {النجم:3-4} . وقال تعالى عن نفسه: قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ .{البقرة: من الآية140}.

والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في كل منها التصريح بكثرة  بأن محل العقل القلب, وكثرة ذلك وتكراره في الوحيين : لا يترك احتمالا ولا شكا في ذلك, وكل نظر عقلي صحيح يستحيل أن يخالف الوحي الصريح, وسنذكر طرفا من الآيات الدالة على ذلك، وطرفا من الأحاديث النبوية, ثم نبين حجة من خالف الوحي من الفلاسفة ومن تبعهم، ونوضح الصواب في ذلك إن شاء الله تعالى.

وهذه بعض نصوص الوحيين :

 قال الله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا.{لأعراف: من الآية179} فعابهم الله بأنهم لا يفقهون بقلوبهم ؛ والفقه هو: الفهم، والفهم لا يكون إلا بالعقل, فدل ذلك على: أن القلب محل العقل. ولو كان الأمر كما زعم الفلاسفة لقال: لهم أدمغة لا يفقهون بها .

 قال الله تعالى:أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. {الحج:46} ولم يقل: فتكون لهم أدمغة يعقلون بها. ولم يقل : ولكن تعمى الأدمغة التي في الرؤوس. كما ترى، فقد صرح في آية الحج هذه بأن: القلوب هي التي يعقل بها، وما ذلك إلا لأنها محل العقل كما ترى. ثم أكد ذلك تأكيدا لا يترك شبهة ولا لبسا ؛ فقال تعالى: وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.  فتأمل قوله تعالى: الَّتِي فِي الصُّدُورِ. تفهم ما فيه من التأكيد والإيضاح، ومعناه: أن القلوب التي في الصدور هي التي تعمى إذا سلب الله منها نور العقل، فلا تميز بعد عماها بين الحق والباطل، ولا بين الحسن والقبيح، ولا بين النافع والضار، وهو صريح بأن الذي يميز به كل ذلك هو العقل ومحله في القلب .

وقال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا.{محمد:24}. ولم يقل : أم على أدمغتهم أقفالها . وانظر ما أصرح الآية هذه  في أن التدبر وإدراك المعاني به إنما هو القلب، ولو جعل على القلب قفل لم يحصل الإدراك ؛ فتبين : أن الدماغ ليس هو محل الإدراك كما ترى ... .

ثم ذكر عددا كبيرا من الآيات وبين دلالتها كما سبق ثم قال رحمه الله:

  وأما الأحاديث المطابقة للآيات التي ذكرناها والدالة على أن محل العقل القلب فهي كثيرة جدا:

كالحديث الصحيح والذي فيه: أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ. ولم يقل فيه: ألا وهي الدماغ.

وكقول أنس رضي الله : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ. قَالَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا. ولم يقل: يا مقلب الأدمغة ثبت دماغي على دينك....

والأحاديث بمثل هذا كثيرة جدا فلا نطيل بها الكلام .

 الخلاصة: وقد تبين مما ذكرنا أن خالق العقل وواهبه للإنسان بين في آيات قرآنية كثيرة أن محل العقل القلب, وخالقه أعلم بمكانه، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما رأيت .

ومن أشهر الأدلة التي يستدل بها القائلون من أن محل العقل الدماغ ؛ هو: أن كل شيء يؤثر في الدماغ يؤثر في العقل . ونحن لا ننكر أن العقل قد يتأثر بتأثر الدماغ ؛ ولكن نقول بموجبه, فنقول : سلّمنا أن العقل قد يتأثر بتأثر الدماغ، ولكن لا نسلم أن ذلك يستلزم أن محله الدماغ : فكم من عضو من أعضاء الإنسان خارج عن الدماغ بلا نزاع وهو يتأثر بتأثر الدماغ كما هو معلوم، وكم من شلل في بعض أعضاء الإنسان ناشئ عن اختلال واقع في الدماغ، فالعقل خارج عن الدماغ ؛ ولكن سلامته مشروطة بسلامة الدماغ ؛ كالأعضاء التي تختل باختلال الدماغ ؛ فإنها خارجة عنه مع أن سلامتها مشروط فيها سلامة الدماغ كما هو معروف...

 فتحصل من هذا أن الذي يقول إن العقل في الدماغ وحده وليس في القلب منه شيء، أن قوله في غاية البطلان ؛ لأنه مكذب لآيات وأحاديث كثيرة جدا كما ذكرنا بعضه، وهذا القول لا يتجرأ عليه مسلم إلا إن كان لا يؤمن بكتاب الله ولا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ وهو إن كان كذلك : فليس بمسلم.

ومن قال: إنه في القلب وحده وليس في الدماغ منه شيء فقوله هو ظاهر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يقم دليل جازم قاطع من نقل ولا عقل على خلافه .

ومن جمع بين القولين ؛ فقوله : جائز عقلا، ولا تكذيب فيه للكتاب ولا للسنة، ولكنه يحتاج إلى دليل يجب الرجوع إليه؛ ولا دليل عليه من النقل؛ فإن قام عليه دليل من عقل أو استقراء محتج به فلا مانع من قبوله، والعلم عند الله. انتهى.

وإذا كان القلب في نظر الأطباء هو العضَلة التي تُنظِّم توزيع الدمِ حسب حاجاتِ البدَن، فإنه في نظَر الإسلام هو مصدر التوجيه والقيادة في الإنسان الذي يُضلُّه ويهديه. وللاستزادة حول ما تركنا نقله خشية الإطالة تراجع فتاوى الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، وسبقت لنا فتوى مطولة حول مكان العقل وفيها فوائد أخرى غير ماذكرناه فلتراجع ورقمها: 28023 .

والله أعلم.
الأحد 9 جمادى الأولى 1430 - 3-5-2009
رقم الفتوى: 121008
 المصدر
     

   
    ---------------------------------------------------

الإفتتاحية  - محل العقل ... القلب أم الدماغ ؟
أ.د / منصور بن محمد النزهة
للقلب مكانة عظيمة في الإسلام ففي القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن القلب وأنه مكان الإيمان والنفاق والشك واليقين والخوف والطمئنينة والحسد والغل والحب والقسوة واللين ... الخ . ومن هذه الآيات قوله تعـالـى ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) " الحجرات 14 " وقوله تعالى عن المنافقين ( فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه ) " التوبة 77 " . وقال تعالي ( ولتطمئن به قلوبكــم ) " الأنفال 10 " ويتضح من هذه الصفات أنها متضادة وسمي القلب قلباً لتقلب أحواله .
وفي السنة المطهرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بقوله " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " .
كما أشار الحديث الآخر إلى أهمية القلب حين قال صلى الله عليه وسلم ( ... ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ) – البخاري ) . ومع المعاني العظيمة التي تحدث عنها القرآن الكريم والسنة المطهرة أستوقفتني عدة آيات منها آية في سورة الحج وهى قوله تعـالى ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) " 46 الحج "
فإشارة للآية الكريمة عن " قلوب يعقلون بها " كما أستوقفتني الآية ( أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون ) " الأعراف 100 " وقوله تعالى ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعم بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) " الأعراف 179 " . وكذلك قوله تعالى ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفرو وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) " المنافقون 3 " .
وكنت قد ناقشت هذه الآيات عن محل العقل وعن علاقة القلب بالسمع والبصر والادراك مع الشيخ الدكتور / محمد بن محمد الأمين الشنقيطي الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حيث أخبرني أن لوالده العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله فتوى عن مقر العقل من الإنسان وهى رسالة مخطوطة لم تنشر بعد فطلبت منه تزويدي بها وقد فعل ذلك مشكوراً ومجلة صحة القلب تنشر هذه الفتوى في هذا العدد الثاني عشر من المجلة .
يعرَّف الراغب الإصفهاني في كتابه مفردات القرآن العقل فيقول : " أصلُ العقل الإمساك والاستمساك كعقل البعير بالعقال ، وعقْلِ الدواء البطنَ ، وعقلتْ المرأةُ شعرها وعَقَلَ لسانه : كفّه " .
وملخص فتوى الشيخ محمد الأمين رحمه الله أن " مقر العقل هو القلب وليس الدماغ . ويعرف الشيخ العقل فيقول أن العقل نور روحاني تدرك به النفس العلوم النظرية والضرورية "
ويشير الشيخ إلى أنه يغلب في الكتاب والسنة إطلاق القلب وإرادة العقل وذلك أسلوب عربي معروف لأن القلب محل العقل ومثاله إطلاق النهر الذي هو الشق في الأرض على الماء الجاري فيه وأورد الشيخ رحمه الله العديد من الآيات وبعض الأحاديث الدالة على أن محل العقل القلب وإن الإدراك محله القلب ويرد الشيخ رحمه الله على أقوال من يقول من الفلاسفة والأطباء أن العقل في الدماغ . ويخلص الشيخ رحمه الله إلى القول إلى أن الناس تجاه هذا الموضوع ينقسمون إلى ثلاث فئات الفئة الأولى من قال أن العقل في الدماغ وحده وليس في القلب منه شيئ فيرى الشيخ أن قوله في غاية البطلان لأنه مكذب لآيات وأحاديث كثيرة وهذا القول لا يتجرأ عليه مسلم إلا إن كان لا يؤمن بكتاب الله وسنة رسوله وهو إن كان كذلك ليس بمسلم .
الفئة الثانية : من قال أن العقل في القلب وحده وليس في الدماغ منه شيئ فقوله هو ظاهر الكتاب والسنة ولم يقم دليل جازم وقاطع من نقل ولا عقل على خلافه .
والفئة الثالثة : من جمع بين القولين فقوله جائز عقلاً ولا تكذيب فيه للكتاب والسنة ولكنه يحتاج إلى دليل من عقل أو استقرا ء يحتج به فلا مانـع مـن قبوله ( انتهى كلامه رحمه الله ) .
والدماغ كما نعرف يتكون من المخ والمخيخ وجذع الدماغ والذي يتصل بالنخاع الشوكي ويختص المخ بمراكز للإحساس والحركة في أجزاء الجسم ومراكز للتحكم في التنفس والدورة الدموية ومراكز أخرى للتحكم في التخاطب واستقبال المعلومات كما أننا نعرف إن العقل يضعف بدرجات متفاوته مع أمراض الإعاقة الدماغية لأسباب وراثية ، أو نقص الأكسوجين خلال الولادة ويولد الطفل بحالة يسميها الأطباء الشلل الدماغي كما أن العقل يضعف أو يغيب مع استعمال الخمر والمخدرات ، وكذلك مع الأمراض التي تؤدي إلى ضمور الدماغ وعند الكبر عندما يصاب الإنسان بالخرف قال تعالى ( ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا – الحج 5 ) وكذلك الإصابة بمرض الزهايمر .
ماذا يعني ذلك ؟ يعني أنه كما يبدو لي أن سلامة الدماغ مهمة جداً لعمل العقل الذي مكانة القلب والذي يعني أن القلب هو المهيمن على الإدراك والتمييز والفهم والتعلم ، والدماغ يختزن المعلومات التي اكتسبت من علم وخبرة على مدى سنين العمر ويوفرها للعقل الذي مقره القلب وعندما يضمر الدماغ ويصاب الإنسان بالخرف أو يكون الطفل مصاب بشلل دماغي فإن العقل يتعطل وذلك للخلل الذي أصاب الجهاز المسئول عن خزن وتوفير المعلومات للعملية العقلية ( والله تعالى أعلم ) .
أن العلاقة بين القلب والعقل والدماغ علاقة تحتاج إلى كثير من البحث والتأمل من أصحاب الاختصاص في العلوم الشرعية والطبية وأنه كلما تأملنا في بعض ما أكرمنا الله بمعرفته تفتح لنا كثير من الأبواب الموصدة لمعرفة أسرار الكون والحياة وخاصة في أنفسنا " وفي الأرض آيات للموقنين . وفي أنفسكم أفلا تبصرون . في السماء رزقكم وما توعدون . فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون – الذاريات 20-23 ) ما أحوجنا اليوم إلى هذا التأمل والبحث ليكون ذلك بلسماً لقلوبنا الواجفة في عالم يموج بالفتن والقلاقل والمحن .
والله من وراء القصد .

المصدر






مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..