الصفحات

الأربعاء، 11 أبريل 2018

📌(لم تخُنّا الدول العربية ، بل نحن السعوديين خُنا أنفسنا)

       الثقة بمن يقبع  تحت الجشع أو الطمع أو الفقر أو الحقد أو الجهل أو الضعف هو خطأ فاحش يجب ان يتحمل مسؤليته من وَثَق وليس من تم منحه تلك الثِقة.
السودان ومصر و
غيرها من العرب لهم أمر وحسابات ، والسعوديون لا يعون ذلك.
عندما تنزل السعودية بمشروع أممي مثلاً يدين إيران ، أو مشروع لمساعدة أقلية إسلامية هنا أو هناك ، أو مشروع لحماية حدودها من أذى دولة أو جماعة وتجد السودان تمتنع ومصر تعارض وأخرى لا تحضر ورابعة تنسحب ...إلخ
ثم تجد السعوديين يغضبون
فهذا دليل على ان مساحة قرص تخزين العقل السياسي السعودي لازال (صغيراً).
لا بُد أن نعي أن مثل هذه القرارات والمشاريع تعوّدت أفواه تلك الدول أن تجد (العلف) مخلوطاً بالبقلاوة والمدهون بالعسل والملفوف بأوراق البنكنوت الخضراء.
ثم يتم بعد ذلك التصويت لنجد أيادي العرب الطاهرة وهي تشير بالموافقة دون أن تعي أي تغييرات أو تعديلات تم إدخالها على القرار.
المهم أن يكون الطاهي السعودي قد قدم لهم وجبة (العلف) كاملة.
وهنا يجب ان يعي القاري السعودي أنه قد حصل أحد أمرين :-
١/ اما ان يكون الوزير الجبير قليل خبرة في هذا المجال مقارنة بسعود الفيصل الذي كان يجوب تلك الدول ليل نهار قبل طرح المشروع ، ويقدم لهم الوجبة السعودية ، ويقسم لهم أغلظ الأيمان أن الطبق الثاني سوف يكون أمامهم فور الإنتهاء من التصويت.
٢/ أو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد قرر ( تشميل الخَلْفة ) السعودية ، وحفظ ما في ثديها من الحليب لأصحابها، وأن من أراد أن يقف معنا لتكون يدنا واحدة فنحن نقف معه عندما يحتاجنا، ومن يقف معنا ليأكل (العلف) فعليه أن لا يقف معنا ابداً، وأن السعوديين قادرون على تدبر أمورهم بقوة دولتهم وشعبها وساستها ومواردها بعد أن يعزموا ويتوكلوا على ربهم.
أما إذا لم يعِ السعودي ذلك فسوف تبقى مساحة القرص السياسي الممغنط فارغة ولم يُخزن بها إلا امور قليلة.
أهلنا في مصر والسودان ولبنان وسوريا يبيعون لحمهم وأنفسهم ليحصلوا على المال لشدة حاجتهم ولظروف حياتهم ، فهل نحن ساذجون حتى ننتظر منهم ان يقدموا لنا امراً مجانياً؟
كل ما نقدمه وقدمناه لهم لم يحسبوه جميلاً وفضلاً لنا لسبب واحد أننا كنا نقدمه بلا توثيق ولا شروط، ولم نعاقب أحداً منهم بإيقاف ابداً مها أمن في التعدي علينا واضرنا وألحق بنا الأذى.

والأمر الثاني أننا إذا غضبنا على أحد منهم وعاقبناه ( حب خشومنا ) فاسرعنا نجزل له العطاء أكثر من ذي قبل.
الأمر لا يحتاج اليوم ان نقطع حبالنا معهم لسبب واحد ( هو اننا اليوم في حالة حربٍ واقعية ، ومقبلون أو نكاد على الدخول بحربٍ ثانية ، ولا نحتاج لكسب أي عداوة مهما كانت بسيطة ).
لكن يجب أن نحزم أمرنا ونبدأ فقط في معاملة دولة واحدة كما يجب أن نعامل غيرها وهي ( لبنان ) لتكون عبرة وترتجف منها شقيقاتها الجياع.
وذلك بثلاث قرارات حقيقية
١/ منع السفر نهائياً للبنان.

٢/ إيقافه أي تعامل مالي أو مساعدة أو التزام أو تحويلات فردية أو جماعية بين البلدين ولو بهللةٍ واحدة. وأن يكون ذلك وفق الطريقة الأمريكية، أي بقرار ملكي لمدة سنة كاملة ، تتم مراجعته وتجديده فوراً إلى مالا نهاية حتى زوال الاسباب.
٣/ ايقاف جميع التاشيرات اللبنانية لأي سبب كان ، وعدم تمديد أو تجديد أي تأشيرة سابقة، وترك أصحاب العمل بكامل حرياتهم حتى انتهاء عقودهم ليعودوا ويضغطوا على أقزام الساسة هناك.
هنالك ايضاً تسعة أسباب لعدم تفاعل العرب مع السعودية بالشكل المطلوب ، يجب أن يكون الطفل والشاب والكهل السعودي مُلمين بها ليعرفوا الواقع السياسي العربي وهي :-
١/ سيطرة تيارات وفِرق مناوئة للسعودية مثل الصوفية والعلمانية  والشيعية والليبرالية.
٢/ وجود منتفعين داخل تلك الدول من أجهزة دول أخرى تعمل ضد الحكومة السعودية مثل بعض الوزراء (اللبنانيين والجزائريين والمصريين).
٣/ الطمع والأمل في زيادة الأموال السعودية المدفوعة لهم وفق مبدأ السمعة (القديمة الملعونة) التي فحواها .. (اصرخ على السعودية تملأ فمك ذهباً لتُخرسك).
٤/ فشل وسائل الإعلام السعودية في الوصول للعقول العربية المذكورة.
5/ خوف بعض الدول العربية من تزايد قوة وزعامة السعودية للمنطقة ( مصر ، والاردن ).

6/ عدم تطور الفكر السياسي والدبلوماسي السعودي وفق تغير الأحداث ، والسير وفق المنهج القديم بنسبة كبيرة.

٨/ تقديم المعونات السعودية مباشرة لرؤساء الدول والحكومات بمبالغ نقدية كاش ، وعدم انتهاج المبدأ الغربي والياباني بالمعونات بأن تُقدم مباشرة لمحتاجيها على شكل بناء مشافي ومدارس وسكك حديد وطرق برية وتشجير وتقديم أغذية وأدوية عن طريق جمعيات أو طواقم أو شركات سعودية ١٠٠٪‏.
٩/ تحنيط الإعلاميين السعوديين والروائيين والكُتاب في كافة وسائل الإعلام السعودية والهرولة إلى ( طوني وجوني وجورج وعبدالصمد وغيرهم ) وترك المثقفين السعوديين يجترون أفكارهم مع أنفسهم كما تجتر الأبقار أعلافها وقت النوم.
روما - زيد عبدالكريم المهنا
المقال منشور على صحيفة
جازان نيوز
الإلكترونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..