بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله :
أما بعد:
فانّي كنت لمّا أسمع كلمة (رحل الى مثواه الأخير) يساورني احساس أنّ فيها مخالفة شرعيّة
فحملني هذا على البحث عنها.. وهذا نتاج البحث.
1-فضيلة الشيخ العلاّمة ابن عثيمين (رحمه الله تعالى):
السؤال: بارك الله فيكم له فقرة أخيرة يقول عبارة حمل إلى مثواه الأخير هل في هذه العبارة شيء يا فضيلة الشيخ؟
2-فضيلة الشيخ العلاّمة ابن باز(رحمه الله تعالى):
3- فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد
مثواه الأخير :
انتشرت هذه العبارة في زماننا على ألسنة المذيعين وبأقلام الصحفيين ، وهي من جهالاتهم الكثيرة ، المبنية على ضعف رعاية سلامة الاعتقاد . يقولونها حينما يموت شخص ، ثم يدفن ، فيقولون : (( ثم دفن في مثواه الأخير )) ونحوها .
ومعلوم أن (( القبر )) مرحلة بين الدنيا والآخرة ، فبعده البعث ثم الحشر ، ثم العرض في يوم القيامة ثم إلى جنة أو نار : {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [ الشورى: من الآية7] .
ولذا فلو اطلقها إنسان معتقداً ما ترمي إليه من المعنى الإلحادي الكفر المذكور ؛ لكان كافراً مرتداً فيجب إنكار إطلاقها ، وعدم استعمالها .
معجم المناهي اللفظية
-
إضافة :
مفهوم المـأوى :
المأوى هو المآل الأخير ، والإنسان في الآخرة يدخل عالم الخلود سواء لأهل
الجنّة أم لأهل النار ، من هنا جاءت كلمة المأوى لتصوِّر هذه الحالة ..
ونلاحظ معا في الايات التاليه كيف إن (المأوى ) جائت لتصف مئالات الطرفين لأهل الجنة ولأهل النار معا ً :
(فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) .... ..... المأوى مع الحجيم
(فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) .............المـأوى مع الجنة
(عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى) ................المأوى مع الجنة
(أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
مفهوم المثوى :
كلمة مثوى هي تصوِّر الوجود المقيَّد في ساحة محدّدة :
(( وقال الذي اشتراه من مصر أكرمي مثواه )) ،
(( إنَّه ربّي أحسن مثواي ))
(( والله يعلم متقلبكم ومثواكم ))
(( وما كنت ثاوياً في أهل مدين ))
نرى أنَّ المثوى قريب من المجلس في مصطلحاتنا الوضعيّة ، وأهل الجنّة حركتهم ليست مقيّدة بمكانٍ محدَّدٍ كما هو أهل النار ..
وهنا نلاحظ معا كيف إن كلمة ( المثوى ) جائت حصراً مرتبطة بمآل أهل النار فقط ... ولم تأتي ولا مرة مرتبطة مع لأهل الجنه :
(فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ
بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ
)
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ)
(قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)
(ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ )
(فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ)
وفي هذه الايه نلاحظ معا وفي آية واحدة جائت كلمة (مثوى) و(ماوى) معاً :
(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)
تنويه :
ثوب ومثاب من الجذر (ث و ب)..... اما مثوى فهي من الجذر (ث و ي(
الخلاصة :
ماوى ............جائت لتصف حيثيات البقاء ومآل أهل النار أهل الجنه معاً
مثوى ...........جائت لتصف مآل أهل النار حصرا ..... و لم تأتي لاهل الجنة ابدا
بمعنى إن اهل الجنة لم تأتي كلمة مثوى معهم ابدا... اما اهل النار فجاءت بشانهم الكلمتين ( مثوى ) و ( ماوى )
وهنا يأتي ســــؤالنا :
لماذا جائت ( مأوى) لتصف مآل أهل النار ولأهل الجنه معا ً في حين جائت (مثوى) لأهل النار حصراً ...؟؟
الجواب :
هو في الاية التاليه :
( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ
وَمَثْوَاكُمْ )
وبما إن المتقلب يعني التحرك وهو عكس (المثوى ) والتي تعني الاعتقال بلا حركة بمكان واحد ...
جائت كلمة (مثوى ) حصراً مع أهل النار ولم تأتي مع أهل الجنه ..
وهذا يثبت إن اصحاب النار ماكثون فيها بلا حراك وبلا حركة وبلا خروج وبلا شفاعة ايضا ً .. !!
(وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ )
(وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ )
خــطـأ فادح مـــــتـداول يوميا ً
بهذا يتبين الخطأ الهائل الذي تقترفه صحفنا و نقترفه نحن بحق أنفسنا او بحق موتانا حينما ندعوا لأمواتنا فنقول مثلا ً .. :
إنتقل فلان الى مثواه الاخير ...!!!
أو تغمد الله فقيدنا الراحل بالرحمة وجعل الجنة مثواه ؟؟؟
اخيرا :
جعل الله الجنة لنا ولكم مأوى .. وجعل الكافرين النار مثوى لهم
.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
أما بعد:
فانّي كنت لمّا أسمع كلمة (رحل الى مثواه الأخير) يساورني احساس أنّ فيها مخالفة شرعيّة
فحملني هذا على البحث عنها.. وهذا نتاج البحث.
1-فضيلة الشيخ العلاّمة ابن عثيمين (رحمه الله تعالى):
السؤال: بارك الله فيكم له فقرة أخيرة يقول عبارة حمل إلى مثواه الأخير هل في هذه العبارة شيء يا فضيلة الشيخ؟
الجواب الشيخ: نعم هذه فيها الشيء الكثير لو كان الناس يفهمون معناها وأرادوها لأن قول القائل إنه حمل إلى مثواه الأخير يفيد أن القبر هو آخر مرحلة وآخر منزلةٍ للإنسان وليس الأمر كذلك بل إن القبر يعتبر ممراً ومزاراً والمثوى الأخير هو إما الجنة وإما النار وهذه العبارة لو أخذنا بظاهرها لكانت تتضمن إنكار البعث وإنكار البعث كفر لأن الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره لكن غالب الناس يطلقها وهو لا يدري ما معناها أو يريد ما يفهمه المسلمون كلهم من أن هذه القبور ممرٌ وزيارة وليست مثوىً أخيرا ولذلك نرى أنه لا يجوز للإنسان أن يطلقها حتى وإن كان يريد بها ما يعلمه المؤمنون بالضرورة من الدين وهو أنه لا بد من البعث ولا بد من الخروج من هذه المقابر وأنا قلت إن المقابر مزار لقول الله تبارك وتعالى (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) يذكر أن إعرابيٌ سمع قارئٌ يقرأ بهذه الآية يقول (حتى زرتم المقابر) فقال الأعرابي والله ما الزائر بمقيم والله إن هناك شيئاً وراء هذه المقابر. |
2-فضيلة الشيخ العلاّمة ابن باز(رحمه الله تعالى):
س: ما حكم قولهم في التعزية: "انتقل إلى مثواه الأخير " ؟
(الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 409 من فتاوى اللجنة الدّائمة)
ج: لا أعلم في هذا بأسا ؛ لأنه مثواه الأخير بالنسبة للدنيا ، وهي كلمة عامية ؛ أما المثوى الأخير الحقيقي فهو الجنة للمتقين والنار للكافرين .
(الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 409 من فتاوى اللجنة الدّائمة)
ج: لا أعلم في هذا بأسا ؛ لأنه مثواه الأخير بالنسبة للدنيا ، وهي كلمة عامية ؛ أما المثوى الأخير الحقيقي فهو الجنة للمتقين والنار للكافرين .
3- فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد
مثواه الأخير :
انتشرت هذه العبارة في زماننا على ألسنة المذيعين وبأقلام الصحفيين ، وهي من جهالاتهم الكثيرة ، المبنية على ضعف رعاية سلامة الاعتقاد . يقولونها حينما يموت شخص ، ثم يدفن ، فيقولون : (( ثم دفن في مثواه الأخير )) ونحوها .
ومعلوم أن (( القبر )) مرحلة بين الدنيا والآخرة ، فبعده البعث ثم الحشر ، ثم العرض في يوم القيامة ثم إلى جنة أو نار : {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [ الشورى: من الآية7] .
ولذا فلو اطلقها إنسان معتقداً ما ترمي إليه من المعنى الإلحادي الكفر المذكور ؛ لكان كافراً مرتداً فيجب إنكار إطلاقها ، وعدم استعمالها .
معجم المناهي اللفظية
-
إضافة :
مــــفــهـوم ( مأوى ) و ( مثوى ) في القرآن الكريم
(( وقال الذي اشتراه من مصر أكرمي مثواه )) ،
(( إنَّه ربّي أحسن مثواي ))
(َلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ)
(َالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ )
(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)
مثوى ...........جائت لتصف مآل أهل النار حصرا ..... و لم تأتي لاهل الجنة ابدا
بمعنى إن اهل الجنة لم تأتي كلمة مثوى معهم ابدا... اما اهل النار فجاءت بشانهم الكلمتين ( مثوى ) و ( ماوى )
هو في الاية التاليه :
جائت كلمة (مثوى ) حصراً مع أهل النار ولم تأتي مع أهل الجنه ..
وهذا يثبت إن اصحاب النار ماكثون فيها بلا حراك وبلا حركة وبلا خروج وبلا شفاعة ايضا ً .. !!
(وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ )
خــطـأ فادح مـــــتـداول يوميا ً
إنتقل فلان الى مثواه الاخير ...!!!
أو تغمد الله فقيدنا الراحل بالرحمة وجعل الجنة مثواه ؟؟؟
جعل الله الجنة لنا ولكم مأوى .. وجعل الكافرين النار مثوى لهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..