الصفحات

الجمعة، 25 ديسمبر 2020

سيرة الشاعر /عبد الله بن سبيّل

     شاعرنا هذا الاسبوع من أشهر شعراء الجزيرة العربية الذي تغنى بشعره الركبان وهو شاعر الوجد الشاعر المشهور عبدالله بن

حمود بن سبيل من قبيلة باهلة انتقلت اسرته مع بني عمهم آل عويويد والرشيد من المذنب الى الاثلة وعمروها واستقروا بها ومن الاثلة انتقل آل سعد بن سبيل الى نفي وعمروه واستقروا فيه ومازالوا مقيمين فيه وفي بلدة نفي ولد الشاعر عبدالله بن سبيل عام 1272ه وقد نشأ شاعرنا في هذه البلدة الوادعة وكان طويل القامة ابيض وسيما بهيّ الطلعة هادئا صبياً ونظم الشعر في وقت مبكر من شبابه واحرز به شهرة واسعة كما يقول الاديب الاستاذ سعد بن جنيدل عمل في اول حياته بالزراعة ليوفر لنفسه لقمة العيش يقول:


اصلف عليهن كلما أقبلت وأقفيت
الزرع يبغى الما وراعيه مديون

وفي عام 1321ه انتصر الملك عبدالعزيز رحمه الله على سرية حسين بن جراد في فيضة السر فوفد عليه اهل البلدان يهنئونه ووفد عليه أهل بلدة نفي وكان شاعرنا فيمن وفد فأبدى له الملك عبدالعزيز شيئا من الحفاوة لأنه من الموالين لآل سعود ولقي اضطهادا من غيرهم وقد عينه الملك عبدالعزيز أميرا على نفي وبقي في امارتها الى ان توفي ومازالت امارة حاضرة نفي لآل سبيل الى الآن.
قل شاعرنا في معركة الفيضة سالفة الذكر يمدح الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ويؤكد صدق روايتنا لمعاناته من اعدائه:


قال من غنى وغرهد على روس العدام
وأونس البارد بكبده عقب لفح السموم
ياوجودي وجد من صام بايام التمام
مشفي بالشرب والشرب من قبل معدوم
يالطيف الحال عقب السهر عيني تنام
بارحت ماعاد فيها بثار ولا هزوم
حرب ابن بسام صارت على الربع الحشام
جا لهم مثل الصنم وعبدوه وزاد زوم
شاله المبعد إلين أوصله عرف الحمام
وكافخ أيام قلايل وباع بغير سوم

إلى أن يقول:


يوم كلٍ نزله منزله والطير حام
جاهم اللي حطهم بايسر الفيضه رجوم
ديرةٍ من حاكم يوم هب له الولام
ياعظيم الشان أسالك عسى عزه يدوم

ومن قصائده التي نسبت لغيره ورواها لي كبار السن في نفي كذلك رواها للاستاذ سعد بن جنيدل، سلطان بن جفين آل سفران القحطاني:


يا الله ياعالم جميع الغيوبي
يا اللي إلى ضاقت على الناس نادوه
أشكي عليك البدو عوج الدروبي
اللي إلى هموا لهم مربعٍ جوه
البدو هم وضعو نهم هبّلوا بي
هتي قلب لا عرفهم ولا جوه
شدوا ومدوا بالغزال العجوبي
ياليتهم من جملة الحضر خلوه
مركوبه الأشقح عريض الجنوبي
دمث المناكب للمحاويل عفوه

وقد ضاع أغلب هذه القصيدة كغيرها من القصائد ومن قصائده التي تدل على ثقافته الدينية وايمانه القوي بربه هذه النصيحة الجميلة:


يا العبد قيّس ماطرى لك على البال
دنياك لا تلهيك عن تبع دينك
وإعرف ترى ماكتب لك ما به إشكال
يجيك لو كل البشر حاسدينك
والمال مثل الغي لابد ينزال
مرٍ عليك ومرةٍ عن يمينك
والفرق في تبريق ربك بالأعمال
في ساعةٍ تذهل بها والدينك
وإعرف ترى الدنيا بها كم ختال
ولقافةٍ لابد هم صايدينك
تعمل بها أشغالٍ وهي لك بالاشغال
وعقب المعزه قل فيها عوينك
فان ساعفت دنياك بالحال والمال
تحمّد الوالي وباعد قرينك
وإن كان بك عدلات الأيام ميال
تمسي مقل وغلمةٍ ضاهدينك
لا تشكي أحوالك ولو طقك الجال
إلا على الكاتب بعالي جبينك
اللي إلى منه حشم عز واجلال
تنفعك حشماته ولا احدٍ يهينك
والا رفيقٍ صاحي ماله امثال
ما اظمرت به لزما تشوفه بعينك
في حزة اللزيات ما شلت له شال
والى اخلفت يصبر بزينك وشينك

إلى أن يقول في هذه النصيحة الغالية:


وسدّك فلا تعطيه عمٍ ولا خال
كم واحد بالهرج يبحث كنينك
ومقعدك مع ناس لهم عنك منزال
لاهم براجينك ولا خايفينك
معهم خبرك وكا يلينك بمكيال
على العسر والميسره عارفينك
في مجلس مالك مقام وتفصال
أخير ما تفعل,, مقامك بحينك

بعد ذلك سوف نستعرض معا قصائد الوجدان والغزل العفيف والوصف الدقيق اذ يقول:


هني من قلبه دلوهٍ وممنوح
حاله كما حال البغل من غذاها
بين الأظله كنه السدو مطروح
همّه رقاده والروابع نساها
ولا شعف قلبه تعاجيب ومزوح
وعيني تزايد دمعها من عناها
قلبي كما واد من الجند ممروح
ليال مابه قشعةٍ مارعاها
كني بغبات البحر راكب لوح
تومي بي ارياح زوج هواها
بتيفاق زيران من الموج بنطوح
وتاه الدليله والأناجر رماها
على الذي بعيونه الناس ذرنوح
مايبدي الغاية على من بغاها
وأنا إلى جيته غدا الصدر مشروح
يبدي لي أسرار على امه كماها
ولو ما هرج لي عارف كل منضوح
عندي طواريق الهوى ومعناها

وهي طويلة ولكن سنحاول إيراد مقتطفات من قصائده لتستمتعوا بها كقوله:


ياتل قلبي تل ركب لشرشوح
ربعٍ على تال الدبش خاطفينه
شافوا وراهم مشعل الشيخ له ضوح
وتنحروا ضلعٍ زما زابنينه
شلّوا خفافه وادّرج كنه الدوح
أيضا ولاش مبندق مردفينه
وقالوا ترى من فاخت الجيش مذبوح
ربعٍ قطوع ووسمهم عارفينه
على الذي قلب الخطا منه مجروح
وعيني بكت والقلب بيّح كنينه
له مغلق في داخل القلب مفتوح
وعن حب غيره مغلق صارفينه
ما نيب من يضحك على غير مصلوح
يضحك لخلان وهم كارهينه
المقفي أقفي عنه لوكان مملوح
والمقبل أنهض له شراع السفينه
مالي بعدٍ طول الأيام مميوح
ما ينصرف صدارته من عطينه
عدٍ نشيله مالي كل جابوح
صبح مصاديره وتجذب دفينه
شفي بشربه قلتة دونها صوح
عميا الصنوع ودربها خابرينه

ويقول في قصيدة أخرى بعد ان بان الشيب في عارضه يتوجد على عصر الصبا والشباب.


يا الله تجعل كل دربي سماحي
بهداك تامرني على اللي به اصلاح
خليت من شفي بخفضة جناحي
من يوم شفت الشيب في عارضي لاح
ياليت يمحا لا ابيض الشيب ماحي
ويرد وقت فات بالغي سباح
وليت الهوى للي يريده مباحي
والعصر الاول ينثني عقب ماراح
وعن المراجل ما تقل المشاحي
خصٍ به اللي للمواجيب نطاح
إلى توسع خاطري واستراحي
أخذت لي مع طورق الغي مسراح
أسرح ولا أدري وين هو به مراحي
وآخذ بليلي قدم فلاج الاصباح
مشعوف وأذاري هبوب الرياحي
وحمل الهوى ما انفك عني ولا طاح
لما دعا حالي كما العود ماحي
فضلة جديد استاد مبرد ومصفاح
إلى ذكرت اللي حديثه ذباحي
وغرٍ يوريني عسلهن وهو شاح
واللبه اللي مثل بيض المداحي
أسهر وكن بناظر العين ذرناح
أنا عليل الجوف لوقيل صاحي
عضيض غلث وشاف له بارق لاح
ياذابح المسلم بليّا سلاحي
لا تستبيحه قبل نزاع الارواح
خله يشوف بصدرك الانشراحي
قلبه عليك من المغاليل ينساح
قبل الفراق اللي شرابه ملاحي
ومحب ما يسمع حبيبه ولوناح

وقد سألني عدد من المتابعين عن قائل هذا البيت:


عليه قلبي بين الأضلاع يومي
أوماي صقار لطيره ولاجاه

وهو من قصيدة لشاعرنا ابن سبيل يقول فيها:


عديت مرقاب براسه رجومي
مرقاب طلاب الهوى يوم عداه
مرقاب من مثلي بقلبه هشومي
وعينه على بعض الازاويل مغراه
لولا الحيا لارقى طويل الرجومي
واصيح صوت كل من حولي اوحاه
لا جتني الفزعة تريد العلومي
قلت اه ذا حب الحبيب وبلواه
عليه قلبي بين الاضلاع يومي
اوماي صقار لطيره ولاجاه
الطير عانق له طيور تحومي
ثم ارتفع يم الخضيرا وخلاه
واصاحبي عنه ارمسن العلومي
ولا ادري وش قال به عقب فرقاه
علمي بهم بالقيظ حام السمومي
واليوم عشب الوسم تشبع رعاياه
سقوى الى جو يتبعون الرسومي
وتطاولوا وادي الهييشه ومجراه
من يمهم دبت علينا السلومي
ومن له عميل جا يبي منه مقضاه

ويقول في قصيدة اخرى جميلة يصف المحب والمبغض والفرق بينهما:


الله من عين تهله عباري
يشبه هماليل لسحاب اندفاقه
على الذي بيني وبينه مداري
والهرج منه الى بغيته شفاقه
والهرج ما ينقع ولا هوب قاري
ولا ينبغي حب بليا لياقه
للحب في وجه المقابل مواري
ضحك الحجاج ورفعته وانطلاقه
خص إلى لقاك وجهه نحاري
واشرف على غاية غلاه او نفاقه
والا من المبغض نشوف النكاري
ياله فراقك وأنت تاله فراقه
والهرج ياتي له دروب ومجاري
لاشك ما يفهم خطاة الهقاقه
عند المحاضر كل يوم يماري
يقول لي مع كل يوم عشاقه
راعي الهوى المعتاد يخفي الاثاري
إلى بغى له رمسة بانسراقه
ولا هوب زهاف الى حل طاري
يفرق على غيره بعقل ووثاقه

وفي قصيدة ايمانية اخرى بعد ان وعده أحد أصدقائه على الزراعة ولم يف بوعده عندها رفع شاعرنا شكواه الى الله عز وجل ولم يوجه شكواه إلى غيره فقال:


يالله ياكاشف عن أيوب مابه
من الضر ياقابل مطاليب يعقوب
يارب يوسف يامصدق جوابه
يامظهره من ماقع فيه مصلوب
ياداعي بنداه موسى وأجابه
ياجاعله غالب وفرعون مغلوب
يامخرج ذا النون يوم اكترابه
عقب اربعين بغبة البحر مكسوب
ولين لداوود الحديد اكتسابه
ومصخر لابنه من الريح مركوب
تفرج لممتحنٍ يبي منك ثابه
ضاق الفؤاد ودك به كل دالوب
يوم ان ختال الزمن التوى به
مانحر الشكوى محب ومحبوب
وحدك يوم إنك خبير ترى به
ما يرتجي لحذاك ياخير مطلوب
هاب الرفيق اللي عرض لي جنابه
بالطيب واظنه من الطيب منشوب
يوم اتضح والى الزمان متشابه
صارت مواعيده مواعيد عرقوب

وقبل الختام سوف نستعرض معكم بعض ابياته المشهورة كقوله:


المهتوي طرد المها ما يعنيه
كنه على زل العجم بعديانه
وسيل النحا ما ينعدل عن مجاربه
لو يضرب السندي يكود اعلوانه

وقوله:


عرقى على كبدي وسيمة مزينه
واركى على قلبي ثلاث المغيبي
كان الجروح قصص واشيب عينه
كويت قلبه كوية ما يطيبي

وكقوله:


قالوا نشير ولا نفع ما حكيناه
قلت اه هراج النمايم عصيته
قالوا كثر شيبك وخلك بعمياه
قلت آه لو قلبي غرير نهيته
مطاوع قلبي بعجفاه وقداه
والى عطا منهاج درب عطيته
ياناس خلوا كل وداي ومجراه
قلتوا كثير وقولكم مالقيته

ومن أبياته المشهورة وإيمانه أن الموت حق قوله:


ياناس ياويلي من الموت ويلاه
ياكيف ابستانس وهو مقتفيني
يبي يعشي بي مجوع ضراياه
لو كان من قبلي سمين بديني
أما قعد بالريع لين إني اطاه
والا قعدت ولازم انه يجيني

وهكذا استعرضنا معكم شاعرنا هذا الاسبوع الشاعر المشهور عبدالله بن سبيل الذي توفي رحمه الله عام 1352ه عن عمر يبلغ ثمانين عاما والمعذرة لان المساحة لا تسمح بايراد اكثر من ذلك عن هذا الشاعر والى اللقاء مع شاعر آخر ولكم تحياتي.

كتبه
محمد بن عبدالعزيز ابن سبيِّل


 

إضافة

حل الفراق وحن رايم لمريوم****وقوى الفراق اللي كبار دفوفه

أمسيت أنا عيني حريبٍ لها النوم****كن الأداوي بالنظير محذوفه

أبكي بكا ورعٍ عن الديد مفطوم****عاجاه غير أمه وكثرت صدوفه

غديت مثل اللي بمسراه منجوم****مني معاليق الضمير مخطوفه

ونفسي غدت لاهيب منٍ ولاسوم****وجسمي نحل كن السعاير بجوفه

والقلب جارٍ له سواميح وهموم****ومن القرادة كل طاري يلوفه

على الذي جاني منه رد وعلوم**** شرهٍ علي اللي جميلٍ وصوفه

وله الشره لوكان ماجيت مثلوم****أصبر على عجفاه لجل معروفه

لو بين الغيظه فأنا منه ما أشوم****لين اتعذر منه وأجلى الحسوفه

حقٍ على رادع شفاياه برقوم**** يروف بي وأنا بحال المروفه

وحقه علي إلى هرجت أبعد الحوم****أغضي ولاكني مع الناس أشوفه

أنا الذي ياما تمناه من يـــوم****وهو الذي نفسه لغيري عـــيوفه

إن مت قبله قال لي : زيد مرحوم***وإن مات قبلي ما الحياة مخلوفه

كن اللوالي بين أشافيه منظوم****أو ضيق وبل محلتم في قنوفه

والعين عين اللي على رأس ملموم****ماجيب له من كل نسرٍ علوفه

حرش المناكب لأبرق الريش صيروم****حرٍ ملك موت الحباري كفوفه

والزين في مقرن حجاجيه مرشوم***رشمة مهر شيخٍ شبع في مضوفه

ياجاعل موت المخاليق محتوم**** قرب مــــداهيل العنود الـــهنوفه


عبد الله بن حمود بن سبيل


 
 



-


.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

الشاعر عبدالله بن سبيل رحمه الله ومقتطفات من أشعاره


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..