الصفحات

الثلاثاء، 17 أغسطس 2021

مالذي يجري في أفغانستان؟

⭕ ما يجري في أفغانستان  ليس حربا حقيقية ، بل هي عملية تسليم و إستلام.

⭕ وهو تنفيذ بشكل دقيق و مدروس و سلس لاتفاق دوحة، الذي تم بين الولايات المتحدة الأمريكية و طالبان، و موافقة الحكومة الأفغانية.

⭕ و كان من بنود الاتفاق اطلاق سراح المعتقلين و عددهم 15 الف، تم اطلاق سراح 6500 منهم فورا والبند الأهم الذي أضيف إلى الاتفاق بتدخل قطري و اصرار المبعوث الأميركي الخاص زولمي خليل زاد ، و موافقة جهات بشتونية متنفذة في الدولة الأفغانية ،هو تسليم أفغانستان لطالبان بعد انسحاب الجيش الأميركي و الناتو.

⭕ ما يجري اليوم من تقدم سريع لطالبان و سيطرتها على المحافظات دون مقاومة تذكر هو في الحقيقة تنفيذ لاتفاق الدوحة.

⭕ وفي تمهيد لتنفيذ المخطط (اتفاق دوحة)  عمدت الحكومة الأفغانية منذ عام تقريبا على اجراء تغييرات واسعة في صفوف قيادات الجيش و القوات الأمنية، و عينت ضباط من قومية الپشتون المتعاطفين مع طالبان على رأس القوات الأمنية في أغلب المحافظات الشمالية و الغربية. كما تم استبدال اغلب المحافظين في الشمال و الغرب بشخصيات پشتونية.

⭕مع الانسحاب الأميركي و الناتو من أفغانستان بدأت حركة طالبان ،بالتوسع و صدرت أوامر مشددة لضباط و قيادات الجيش الأفغاني على عدم المواجهة مع طالبان، و عدم توزيع السلاح على المقاومة الشعبية، و التعاون مع طالبان لتسهيل مهمتها. و طبعا دولة عربية خليجية خصصت مبالغ كبيرة لكل ضابط و قيادي متعاون.. 

⭕ بدأت عملية السيطرة من الشمال لان اغلب سكانها من غير الپشتون، و كان لابد من السيطرة بأسرع وقت ممكن على الشمال لمنع الفصائل الجهادية الشمالية من إعادة أحياء تحالف الشمال من جديد و الحيلولة دون تشكيل المقاومة العسكرية لحكم طالبان في المستقبل.

⭕ كما ان السيطرة على الشمال و الغرب يعني السيطرة على أفغانستان بشكل كامل، لأن المحافظات الجنوبية و الشرقية اغلب سكانها من الپشتون و لا مشكلة حقيقية بينهم و بين طالبان.

⭕ الان تم تنفيذ المخطط بنجاح، و خُدع اغلب قادة

◾ الهزارة. 
◾ و التاجيك. 
◾ و الاوزبك. الذين عملوا المستحيل لتشكيل المقاومة الشعبية و لكن الحكومة خذلتهم و لم تزودهم بالسلاح و الذخيرة و الأموال، كما حدث مع القائد
◾ اسماعيل خان في هرات ،حيث سلموه لطالبان بعد ان منعوا عنه السلاح و الذخيرة.

◾ وكما حدث مع الجنرال عبدالرشيد دوستم. 
◾ و الجنرال عطاء محمد نور في مزار شریف يوم أمس، حيث أن قادة ألوية الجيش في مزار شریف فتحوا الطريق لدخول طالبان إلى المدينة. 

⭕ هذه المعلومات الخطيرة وردت على لسان رئيس أركان السابق الجنرال اشرف ضياء ، قبل شهرين و لكن لم يوخذ كلامه على محمل الجد في وقته، و اخفي الرجل بعد تلك التصريحات.

(طالبان الاسفنجة التي ستمتص كل الميليشيات والفصائل الولائية التابعه لإيران وتحديدًا في العراق وسوريا ولبنان )
القارئ الفطن للمشهد السياسي والتداعيات العسكرية السريعة في افغانستان يستطيع آن يتوصل لقناعه تامة ان الذي يحدث ليس هو في محض الصدفة بل هو عمل مخطط ومتفق عليه مسبقًا وعلى أعلى المستويات الدولية وبتنسيق مخابراتي…. الأمريكان عزفهم هذه السمفونية هدفها لإخراج الافعى من جحرها وفعلا خرجت ومانراه من سقوط مدن وولايات افغانستان كاحجار الدومينو الا هي جزء من مخطط كبير سيكون سقوط اخر حجرة من هذه اللعبه داخل الأراضي الايرانية….
طالبان ستصبح على الحدود الدولية خلال أيام لاتتجاوز أصابع اليدين… عندها ستبدأ الصفحة الثانية من المخطط الأميركي البريطاني الاسرائيلي… هو وضع إيران في المواجهة مع طالبان …
الايرانيون لا يريدون هذه المواجهة الفعلية لهذا سيلجأون الى إستخدام الكماشة في التعامل مع هكذا حالات وبحكم الدهاء الفارسي المعهود… سيعمل النظام بدفع وزج كل الفصائل والميليشيات الولائية له في هذه المعركة التي سنعرف بدايتها ولكن من الصعب التخمين موعد نهايتها… الا بانهاك النظام الايراني وتركيعه امام الدول صاحبة الخطة سابقة الذكر….
من خلال ماتقدم ستمر ايام صعبة على النظام الايراني وميليشياته العاملة وستدخل معارك طاحنة ستفقدها قوتها وستضعفها بل ستنهيها وتستنزفها للاخر…
وبعبارة ادق المعركة ستكون بين الميليشيات الايرانية الولائية وطالبان… وبالاشارة لتصريح السياسي المستقل قبل ايام على احد القنوات التلفزيونية بخصوص انتقام طالبان من الشيعه في افغانستان وبهذا التصريح فيه توجيه مبطن للتشجيع القوى الشيعية حول مقولة حماية المذهب…
الأيام القادمة ستترجم ماذهبنا اليه اعلاه من تحليل وربط استنباطي للإحداث…..

منقول  عبر لواتس
سعدون همرس.
جامعة موسكو..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..