.
استقبلته اليوم، فعرفت أنه رجل ليس عاديا، فهو مثقّف واسع الاطلاع كثير القراءة، وأنا شخصيا أعتقد أن أي شخص يكثر من القراءة فإنه قد كسر نصف الحواجز بيني وبينه، لأن مشكلتي دائما مع الذي لا يقرأ ولا يعرف إلا ما يقوله له س أو ص ممّن أسلم لهم عقله وسمعه وبصره.
.
أول ما قاله لي: صحيح أني (سيّد وابن رسول الله) لكن هذا لا يعني شيئا، فإنما المرء بعلمه وعمله، لا بأصله ونسبه.
.
ثم قال: الرسالة التي أحب أن أوصلها لك؛ أن إيران قد دمّرتنا نحن الشيعة أكثر بكثير مما فعلته بالسنّة، وإليك بعض الشواهد:
:
1-عملت إيران على إذلالنا وتصويرنا للعالم أننا مجرد خدم لهم، ولذلك فهم يصوّرون شبابنا وهم يغسلون أقدام الزوّار الإيرانيين حصرا ، مع أن الشباب يغسلون أقدام أي زائر، بعد أن أقنعوهم عبر بعض (المنابر الحسينية) التي يسيطرون عليها، أن الذي يغسل قدم الزائر تكفّر عنه جميع ذنوبه ..الخ قال: والذي يحرق القلب أن الشباب هؤلاء أنفسهم لما يذهبون لزيارة الرضا في إيران لا يجدون من يغسل لهم أقدامهم لأن التثقيف هناك مختلف.
.
2-نشر المخدرات وحبوب الكريستال والحشيش بشكل جنوني، وبأسعار مغرية، ونتيجة لحالة الفراغ والبطالة التي يعاني منها الشباب فهناك إقبال مهول على تعاطي هذه المخدّرات، وكل هذا يتم بعلم أو على الأقل بغض الطرف من المعمّمين.
.
3-نشر الفساد بكل أنواعه حتى الفساد الأخلاقي، وحتى الشذوذ والمثلية، أما المتعة المنتشرة الآن فلا علاقة لها بفقه المتعة عندنا، خذ مثلا: أليس من الواجب على المرأة بعد انتهاء متعتها أن تعتد؟ يعني المرأة التي تتمتع مع الزائر ليوم أو يومين وتقبض أجرها، هل تصدّق أنها ستنتظر حتى تنتهي عدتها لتتمتع مرة أخرى؟ لا، لأن هذا مصدر رزقها؟ وليس هناك من يحاسبها أو يفهّمها أصلا، والمكاتب نفسها مستفيدة من هذه الفوضى وهذا مصدر رزقها أيضا، مع تأكيدي أن غالب العوائل العربية الأصيلة لا زالت تأنف مثل هذا العمل حتى لو جاء مغلّفا بالفتاوى الدينية.
.
4-تدمير العقول من خلال نشر الكم الهائل من الخرافات التي ليس لها سند ولا أصل ولا يقبلها عقل ولا دين، فلا توجد أية رقابة على هذه المنابر ، وفي الغالب هم يستغلون حالة الهيجان العاطفي في المناسبات لتمرير كل ذلك، والعجيب أنهم في الوقت الذي يحرمون التطبير مثلا على شيعة إيران ويعاقبون عليه، يشجعونه في شيعة العراق!
.
5-حينما نلتقي بشيعة الأحواز يقولون لنا: إن النظام يتعامل معنا كمواطنين من الدرجة العاشرة لأننا عرب فقط، مع أننا شيعة، وفي كثير من الأحيان نسمع منهم علنا كلمات الاحتقار لكل ما هو عربي، قال: وهذا أصبح عاملا آخر للوعي لدى بعض شبابنا بحقيقة المشروع الإيراني في العراق والمنطقة.
.
6- على صلة بالنقطة السابقة، يقول أصبح الكثير من الناس عندنا يفهمون قصة كسر ضلع الزهراء وسكوت الإمام علي حتى جاء أبو لؤلؤة ليأخذ له بالثأر، أنها قصة يقصد منها إهانة العربي سواء كان ظالما أو مظلوما.
يقول وأنا من شبابي -وهو الآن قد تجاوز الستين- لم تدخل عقلي هذه القصة والحمد لله.
.
ويقول مرّة واجهت أحد معمّميهم قلت له: أنا كعربي لا أفهم قولك ( أنت شريف لكن زوجتك ليست شريفة) إلا أنك تطعن في شرفي أنا، فلا معنى لهذه العبارة عندنا نحن العرب إلا هذا، ولذلك لا أشك في أنكم إنما قصدتم الطعن في شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما طعنتم في شرف زوجته.
.
7-أخيرا قال: إن الوعي عندنا بهذه المخاطر في ازدياد، ولولا هيمنة الحرس الثوري والمؤسسات التابعة له لسمعت الكثير الكثير من الحالة التي بدأت تغلي في محافظاتنا .
.
تعقيب:
هذه خلاصة ما سمعته منه، وحقيقة أنا لا أدري كم تشكّل هذه الظاهرة في محافظاتنا الجنوبيّة، بمعنى هل ما يقوله ضيفنا يعبّر عن ظاهرة لها وزنها وتأثيرها المستقبلي هناك؟ أو أنها خلجات إنسان مثقّف وغيور قد تحرر إلى حد ما من ربقة التقليد.
.
وعلى أية حال، فإن حبل الخداع والتضليل قصير، وأن الشعوب التي تُعمل عقولها لا يمكن أن يستمر خداعها.
.
ودعائي أن يتمكن ضيفنا العزيز من نشر أفكاره على الملأ باسمه وصورته وصوته وقلمه عاجلا غير آجل.
.
٤:٣٦ م · ٤ مايو ٢٠٢٥
· د. محمد عياش الكبيسي
@maiash10
.
المصدر
----
تعليق :
رصد جميل
أسعد الله اوقاتك بكل خير د.محمد
ما رصدته هنا أمر واقعي ، يغفل عنه كثير من اتباع المعممين
الغريب انهم يهينونهم ويسومونهم سوء العذاب / ولايجدون من الأتباع الا الطاعة المذلة
ولو فكروا لمرة واحدة لربما اعتبروا من حال أهل #الأحواز فغالبيتهم من الشيعة
تهينهم ايران لأنهم عرب
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..