الصفحات

الأربعاء، 30 يناير 2008

النوخذة على بن ناصر النجدي /سيرة

 شخصية من رجال الكويت تم ذكره في كتب عديدة من كتب التاريخ كأحد النواخذة المشهورين
الذين عرف عنهم السمعة الطيبة والجرأة والشجاعة في ركوب البحر عند أهل الكويت قديما .

نبذة :
ولد رحمه الله في عام 1915 ميلادي في الحي الشرقي ونشأ في عائلة نواخذة عرف عنها حبها للبحر. عمل في بدايته مع والده المرحوم النوخذة ناصر النجدي رحمه الله وهو من أشهر نواخذة الغوص في الكويت قديما، و قد ذكره العم سيف مرزوق الشملان في كتاب "تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت: الجزء الثاني " كأحد نواخذة الغوص في الحي الشرقي رحمة الله، وإخوته نواخذة وهم ابراهيم بن ناصر النجدي و عبدالله بن ناصر النجدي رحمهم الله جمعيا وهم من نواخذة السفر الشراعي .

عمل النوخذة علي بن ناصر النجدي رحمه في بدايته نوخذة غوص وارتاد هيرات اللؤلؤ قديما بحثا عن اللؤلؤ ولكن طموحاته كانت أكبر من ذلك. ففي عام 1937 ميلادي تحققت أمنيته رحمه الله عندما أرسله والده في رحله إلى الهند لشراء الأخشاب لبناء بوم للأسفار التجارية الطويلة وبعدها تم بناء البوم "بيان" بوم العائلة. حيث بدأ بعدها رحلاته الطويلة وبفترة قياسية أصبح نوخذة ارتاد الكثير من الموانئ الشهيرة في ذاك الوقت في أفريقيا، على سبيل المثال " بربرة " و مقديشو" و " لامو" وممباسا"، والمعروف عنها صعوبة الدخول لموانئها. عمل رحمه الله نوخذة على الكثير من السفن الشهيرة في ذلك الوقت وهي بوم " فتح الخير " وبوم " بيان " وبوم " سعدون ". ذكره الرحالة الشهير ألن فلييرز في كتابه " أبناء السندباد "وذكر رحلته الشهيرة عام 1938 ميلادي إلى أفريقيا إلى أن ترك البحر في عام 1953 ميلادي وثم عمل في وزارة الداخلية حيث تم تعينه مختار لمنطقة كيفان عام 1976. عرف عن النوخذة علاقته الطيبة بالبحارة و كان كريما لدرجة لا توصف معهم وكان يحبونه وكان يعينهم حتى لما ترك البحر وكانوا يزورنه باستمرار.

الرحالة آلن فلييرز:
ذكر الرحالة في كتابه " أبناء السندباد " النوخذة علي النجدي رحمه الله و"البوم بيان" وبالرغم من أن النوخذة علي النجدي لم يحسن استخدام "جهاز الكمال" وهو جهاز لقياس الموقع في البحر المفتوح و لم يكن معه معلم يساعده في ذاك الوقت كان رحمه يملك خبر ملاحية لا تضاهي حيث قال عنه الرحالة في كتابه :

"لقد كان اندفاعنا من البحرين عبر الشعاب المرجانية إلى الكويت أكثر أجزاء الرحلة إثارة ودرامية , ومما يجدر ذكره هنا أن الجانب الغربي من الخليج العربي الممتد من البحرين إلي جوار الكويت , مملوء ببقايا المراكب المحكمة الغارقة لأن المنطقة تعج بالشعاب المرجانية وبالجرف وبالرمال المتحركة على امتداد مائتي ميل , لكن النجدي يعرف كل شبر من البحر .وكنت أراقب النجدي باهتمام . وأغبطه على تلك الخبرة فلم يكن باستطاعتي أن أقوم بما يقوم به ولو بعد عشر سنوات من الإبحار والغوص على اللؤلؤ . وحتى لو توفرت لدي جميع الآلات اللازمة ".
علق النوخذة على النجدي رحمه الله على هذا الوصف قائلا " لسنا بأفضل من غيرنا" لكنه الشوق للبحر , وإحنا حاطين فكرنا وعقلنا للبحر دائما وحاطين عقلنا للمسافات والريح والموج ولكل شي له علاقة في مهمتنا ".

ولعه بالبحر :
المرحوم علي النجدي عرف عنة ولعه الشديد في البحر حيث قام في عام 1972 ميلادي عندما راوده الحنين للماضي إلى قيادة سفينة شراعية إلى الهند حمولتها آلف طن من ميناء دبي إلي الهند فتحققت نشوة كانت في داخله رحمه الله إعادة له الذكريات في رحلاته الشهيرة وقام برحله ثانية وحدث له مالم يكن بالحسبان في رحلتة إلى كاراتشي فقد أصيبت سفينة في عطب مفاجئ أدى إلى غرقها مع حمولتها وصارع رحمه الله الأمواج على قارب النجاة" الماشوة" لمدة أيام وبعد نجاته رحمه الله أعتبر الأمر عاديا لما حصل له من رحلاته في الماضي .


وفاته :
في فبراير من عام 1979 ميلادي كان في رفقة أصحابه الإخوة المرحوم سليمان الهولي وعبدالوهاب الهولي رحمهم الله جميعاً في رحلة للصيد و فيها تعرض قاربه للغرق وكان في فصل الشتاء والأمواج عاتية وكان كبير في السن وهذا بالإضافة إلى بعده عن الشاطئ فغرق الشهيد النوخذة علي بن ناصر النجدي و كان عمره آنذاك السبعين عام ومعه المرحوم عبدالوهاب رحمه الله حيث نجا المرحوم سليمان الهولي من الغرق و توفي أيضا على شاطي البحر بعد سنوات من نجاة من الغرق .

قال عنه المرحوم النوخذة عبدالله القطامي رحمه الله وهو صديقه عن وفاته " لقد أخبرني النوخذة علي رحمه الله أنه سيموت بالبحر وقالي لي " عبدالله أنا راح أموت بالبحر " ياسبحان الله على هذا الرجل قدرة أن يموت في البحر في رحله عادية وليس في رحله سفر حيث انة سلم من أهول المحيطات ومخاطر السفر في حياتة .

الخلاصة : أرجو إن أكون وفقت في إعطاء نبذة بسيطة عن النوخذة علي بن ناصر النجدي وهو من أشهر نواخذة الكويت المعروف عنهم الجرأة والصلابة والخبرة التي فاقت كل الوصف ... رحمه الله.

المراجع بالتصرف :
1. نواخذة الغوص والسفر الكويت للكاتب عادل محمد العبد المعني .
2. نواخذة السفر الشراعي للدكتور يعقوب يوسف الحجي.


اخوكم باك 3

حقوق النسخ محفوطة للكاتب PAC3 ولمنتدى (تاريخ الكويت)،
أرجوا عند النقل ذكر المصدر
(للكاتب PAC3 من منتدي تاريخ الكويت
www.kuwait-history.net) .

أرجوا تحري الأمانة العلمية في النقل...
وشكرا



....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

كتب نادرة : أبناء السندباد

النوخذة على بن ناصر النجدي   /سيرة

 نواخذة السفن  الشراعية في الكويت 

أسماءالطواشين و النواخذة في الكويت قديما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..