الصفحات

الأحد، 1 يناير 2012

لحا الله أرضا لا تكرم كرامها







لَحا اللَهُ ذي الدُنيا مُناخًا لِراكِبٍ " " فَكُلُّ بَعيدِ الهَمِّ فيها مُعَذَّبُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً " " فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ

وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ " وَلَكِنَّ قَلبي يا ابنَةَ القَومِ قُلَّبُ



     لله درك يا أبا الطيب المتنبي فمازلت تعبر عن مكنوناتنا على طول العهد وبعد الزمان ، وكم قال غيرك لكنه لم يشفنا لحناً كلحنك.
أقرأ هذه الأبيات والألم يعصرني على حال دولنا العربية التي تتفنن في إيذاء بنيها البررة من الأحرار والمفكرين والصالحين وكأن الدول العربية  قد حلفت يميناً لا تحنث فيها أنه ما ارتفع حرٌّ يفري بعصاميته فريَّ الأوائل إلا اجتمعت عليه جيوش المهانة والذلة وتطاولته فنون قهر الرجال التي لا توقر كبيرا ولا ترحم صغيرا ولا تعرف لعالم حقه.
لك الله أيها الحرّ الذي أغلقت دونك أبواب السماء أفعل ما شئت كل وأشرب وأرتع وألعب وتناسل وأفغر مع الفاغرين وأفعل ما بدا لك من شرور وآثام  إلا خطيئة واحدة لن تغفر لك أبداً وهي أن تكون حرّاً يصفق بجناحيه آفاق سموات الفكر.
أو كلما بزغ نجم مفكر عبقري أو صالح سوي تقاطرت عليه السهام لترديه صريعاً محتاجاً أو ذليلاً خانعاً  ، بحسب الشبيحة الذين يقنصونه أنه سيأتي عليه زمان يتعلق الناس به كما تعلق من قبلهم  بالغلام  المؤمن .
وماذا فيك أيتها الجارة الحبيبة مما نبكي عليه بعد إذلال المصلحين أعلى الأبراج الشاهقة أم على الشواطئ التي يملؤها من خلت قلوبهم من شهادة الحق أم على الشقراوات المائلات المميلات وكاسات الحانات .
أيصل الحال إلى سحب الجنسية من أناس نحسبهم من أهل الخير –ولانزكي على الله أحدا- ما سمعنا منهم إلا الخير ، ولنفترض أنهم كما زعمتم ألا توجد طريقة لإصلاح خطأهم غير التبرؤ منهم.
لقد اطلعنا على سيرهم الذاتية واستغربنا والله كيف نصدق أن مثل هؤلاء مع تلك السير الحافلة بالمنجزات وجدوا وقتاً ليستقطعوه فيما يؤذي إنساناً واحداً فكيف بدولة؟
قد يخطئ المفكر وقد يقسو المصلح وقد يتهور الداعية لكن الأب الكبير  يجب ألا تضطره الأخطاء لطرد أبناءه في العراء أو حرمانهم من الحياة وإشراقة الشمس .
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً " " فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ

كتبه أبو بكر بن محمد
1433/2/6هـ

ع ق 1091

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..