المشاهير
الذين تحولوا من أسلوب إلى أسلوب آخر في التعامل مع القضايا و النظر إلى
الوقائع يشكلون حضورا ليس لغيرهم , وذلك أن الجماهير مغرمة بالجديد والتجدد
سواء كان التحول إلى الأحسن أو إلى ضده , ولما كان حضورهم بينا
وجماهيريتهم عريضة , كان من اللازم تقويم الأخطاء الواقعة منهم ؛ لأن لها
عمقا في نفوس الأتباع , خاصة إذا كان الخطأ مما يُنقص من قدر المتبوع بشكل
واضح , فتجد الأتباع ينخرطون في الذب عن هذا الخطأ و يدافعون عنه كما لو
أنه الحق المطلق ! .
من الشخصيات الذائعة الصيت في مجتمعنا العربي و ذات الشعبية العريضة والأتباع الكثر شخصية د. سلمان العودة , و الذي يحمل الصفة التي صدّرت بها المقال وهي : التحول من أسلوب إلى أسلوب .
لم أكتب لأدرس التحول و لا لأنظر في أسبابه و إنما لأنظر إلى جزء منه له علاقة بحدث قريب لم ينسه الناس بعد .
و لأن الجزئية التي أتحدث عنها لها شيء مشابه جرى منذ زمن فإنه من اللازم عرضه عليك أيها القارئ الكريم باختصار يطلعك و لا يُملّك .
للتعامل مع المخالف أبعاد و أساليب تختلف بحسب اختلاف حجم الخطأ و مدى تأثيره و غير ذلك , و أحسب أن هذا يُدرك شيء كبير منه بالعقل . و قد كان للدكتور سلمان في المرحلة الأولى موقف مع مخالف اشتهر ألا وهو الداعية : محمد الغزالي .كان للغزالي شطحات كثيرة ناتجة عن التأثر بالمدرسة العقلية التي تتلمذ هو على أحد منظريها , و قد تفرقت شطحاته على كتبه و لكن عددا منها اجتمع في كتابه : ( السنة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث ) و قد تولى د.سلمان الرد على ما فيه بمحاضرات كونت كتابا أسماه : ( سلمان العودة في حوار هادئ مع محمد الغزالي ) تكلم في أوله عن المدرسة العقلية المعاصرة ثم عن موقف الغزالي من أحاديث الآحاد مرورا بقضايا المرأة و الكلام عن ادعاء الغزالي بدعية غطاء الوجه إلى الموقف من الشيعة , و تحدث عن الغيبيات و الخضوع لضغوط العصر في عرض هادئ غير مسلِّمٍ بالباطل و لا مروِّجٍ له .
سأتوقف هنــا
و أتحدث عن شخصية تشبه شخصية الغزالي إلى حد ما و لكنها تزيد عليه , إنها شخصية عدنان إبراهيم .
عرف عدنان إبراهيم بالمقاطع الضاربة في الجرأة المصادمة للإسلام السني الذي يدين به أكثر المسلمين , و كانت مقاطعه المنتشرة سببا في خوض بعض الدعاة هذا المعترك للذب عن المذهب الحق و الدفاع عن أعراض الصحابة و حماية الشباب من الضلال , وكان كلام عدنان إبراهيم ينطوي على خبث و لعب في فراغ الجهل الذي يحتل أجزاء كبيرة من عقول شبابنا الذين أصابتهم شهوة الثورة على كل شيء ! .
من أساليب عدنان إبراهيم في التلبيس على عقول الناس ضرب النصوص بعضها ببعض في محاولة بغيضة لإبطال السنة , و التشكيك في الصحابة و اللمز لكبارهم . وهذا ظاهر من عباراته المعروفة التي منها :
- الكتابي يهودي أو نصراني ليس ملزما بأكثر من أن يقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه ليس ملزما بأن يتبعه و أن يدين بشرعه ! .
- يقول عن عثمان : " خطأه القاتل أنه أطلق أيدي قرابته من بني أمية في أموال الأمة وأعراضها و نفوسها " و ذكر أن الناس يطالبون بدم قتيلهم فيقول : " لا , ما فيه " ! .
- قال عن أبي هريرة إنه ليس عنده عزة نفس ! .
- أما عن معاوية فكلامه كثير جداً فإنه جعله المقصود بحديث : ( يدخل عليكم رجل لعين ) و قال مرة إن : " معاوية أس البلاء و مصيبة المصائب في تاريخنا و ما زال " و سماه الكارثة و الطاغية و ذكر أن القراءة الموضوعية كافية و كفيلة أن تجعل قلب المؤمن ينفر من هذا الرجل – يعني معاوية – و يستشعر أنه كان بلية على الإسلام و المسلمين ...
إلى آخر ما قاله عامله الله بعدله , أما بالنسبة لضرب النصوص بعضها ببعض فكثير , أضف إلى ذلك طعنه في أحاديث الآحاد و رده لأكثر أحاديث الصحيحين في كلام باطل يقشعر منه بدن المؤمن ! .أعود ..
لكون الدكتور سلمان ذا تأثير بالغ و رأيه يهم أتباعه فقد سأله أحدهم عن هذا الرجل الذي يتفوق على الغزالي في أخطائه بشكل واضح فكان جوابه : " عدنان إبراهيم رجل موسوعي و متحدث , و له مواد مفيدة في تعزيز الإيمان , و لديه مواد و موضوعات لم يحالفه فيها التوفيق " و قد سئل مرات بعدها و هو يدور على مثل هذا , و لم أنقل إجاباته حتى لا أطيل .
و لا أكتمك أيها القارئ الكريم أنني لما قرأت هذا الكلام وصفت به بعض العظام من علماء الإسلام فوجدته منطبقا عليهم , و لو أطلقته على شيخ الإسلام ابن تيمية لم تكن كاذبا , انظر :
موسوعي = و شيخ الإسلام كذلك .
متحدث = وشيخ الإسلام كذلك .
له مواد مفيدة في تعزيز الإيمان = و شيخ الإسلام كذلك بلا شك .
و لديه مواد و موضوعات لم يحالفه فيها التوفيق = و شيخ الإسلام كذلك فإنه بشر ! .
و كلام د. سلمان في المرات الأخرى كان أكثر دهاءً حيث إنه استند إلى مواقف السلف من الرجال زاعما أنها تبرر صنيعه ! و هذه تتطلب كتابة أخرى تبحث هذا الموضوع .
هذا الوقف المنهزم و الذي هو في حقيقته ترويج لبضاعة عدنان إبراهيم – إذا استصحبنا أن أكثر المتابعين للعودة من عامة الناس – كان من اللازم أن يكون له ردة فعل من أصحاب العودة المشهورين ممن لا يوافقه في أسلوبه الجديد لخطورة الوضع , و لذا فإنني سأطرح تساؤلا أفترض له جوابا و ليس عندي سوى الافتراض فلا تنتظر الجواب الأكيد :
ما الذي يجعل الدعاة الذين يخالفون العودة في المنهج يتغاضون عن هذه الواقعة و غيرها ؟
هل هو الخوف من الجمهور العريض للعودة ؟
في نظري أن هذا ربما يكون من بعضهم ممن يحرص على السمعة , و لكن جمعا منهم لا يبالي بالسلطة التي قد تضره في نفسه فكيف يخاف الجماهير ؟ و على كل حال فهو جواب مطروح ربما ينطبق على نسبة كبيرة أو صغيرة .
أم هو من حفظ المودة القديمة ؟
هل كانت المودة القديمة مودة ( دنيا ) حتى يتغاضى هؤلاء عن زلاته ؟ و كيف تكون المودة القديمة مقدمة على الحق ؟ و على كل حال فهذا جواب مطروح قد ينطبق على البعض .
أم هو احترام للمواقف الأولى ؟
يمكن أن نقول إن مواقفه الأخيرة تحتاج موقفاً يناسبها كما كانت مواقفكم تناسب في نظركم مواقفه ! , و هذا كسابقيه مطروح قد ينطبق على البعض .
أم ترك التعرض له سببه محاولة إبقائه في الصف الإسلامي و الاستفادة من الجماهيرية العريضة التي يتمتع بها ؟
يمكن أن يسألكم بريء سؤالا لطيفا : ما ذنبنا نحن .. تسكتون عنه , فنغتر , فنزلّ ؟
و هل من لوازم الإبقاء على العلاقة السكوت عن هذه الأخطاء ؟
نحن نتحدث عن مواقف تتلاحق و تحولات ليست خافية على الناظر , حتى إن أحد المتابعين للواقع الثقافي كتب تغريدة تصف المشهد فقال : " تحولات سلمان العودة ليبرالية و ليست إخوانية "
فانظروا لقد أصبح الناس يقرأون التحولات بصيغ متعددة و يصنفون التحولات حتى !! و هذا غاية الإدراك للواقع ! .
في نهاية الحديث أود أن أنبه إلى أن منهج الأئمة في نقد الخصوم من المبتدعة و الزنادقة ينبغي أن يُبرز حتى يتذكره ( طلبة العلم )
قبل غيرهم
...................
المثقف الجديد
سليمان عبدالله المهنا
من الشخصيات الذائعة الصيت في مجتمعنا العربي و ذات الشعبية العريضة والأتباع الكثر شخصية د. سلمان العودة , و الذي يحمل الصفة التي صدّرت بها المقال وهي : التحول من أسلوب إلى أسلوب .
لم أكتب لأدرس التحول و لا لأنظر في أسبابه و إنما لأنظر إلى جزء منه له علاقة بحدث قريب لم ينسه الناس بعد .
و لأن الجزئية التي أتحدث عنها لها شيء مشابه جرى منذ زمن فإنه من اللازم عرضه عليك أيها القارئ الكريم باختصار يطلعك و لا يُملّك .
للتعامل مع المخالف أبعاد و أساليب تختلف بحسب اختلاف حجم الخطأ و مدى تأثيره و غير ذلك , و أحسب أن هذا يُدرك شيء كبير منه بالعقل . و قد كان للدكتور سلمان في المرحلة الأولى موقف مع مخالف اشتهر ألا وهو الداعية : محمد الغزالي .كان للغزالي شطحات كثيرة ناتجة عن التأثر بالمدرسة العقلية التي تتلمذ هو على أحد منظريها , و قد تفرقت شطحاته على كتبه و لكن عددا منها اجتمع في كتابه : ( السنة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث ) و قد تولى د.سلمان الرد على ما فيه بمحاضرات كونت كتابا أسماه : ( سلمان العودة في حوار هادئ مع محمد الغزالي ) تكلم في أوله عن المدرسة العقلية المعاصرة ثم عن موقف الغزالي من أحاديث الآحاد مرورا بقضايا المرأة و الكلام عن ادعاء الغزالي بدعية غطاء الوجه إلى الموقف من الشيعة , و تحدث عن الغيبيات و الخضوع لضغوط العصر في عرض هادئ غير مسلِّمٍ بالباطل و لا مروِّجٍ له .
سأتوقف هنــا
و أتحدث عن شخصية تشبه شخصية الغزالي إلى حد ما و لكنها تزيد عليه , إنها شخصية عدنان إبراهيم .
عرف عدنان إبراهيم بالمقاطع الضاربة في الجرأة المصادمة للإسلام السني الذي يدين به أكثر المسلمين , و كانت مقاطعه المنتشرة سببا في خوض بعض الدعاة هذا المعترك للذب عن المذهب الحق و الدفاع عن أعراض الصحابة و حماية الشباب من الضلال , وكان كلام عدنان إبراهيم ينطوي على خبث و لعب في فراغ الجهل الذي يحتل أجزاء كبيرة من عقول شبابنا الذين أصابتهم شهوة الثورة على كل شيء ! .
من أساليب عدنان إبراهيم في التلبيس على عقول الناس ضرب النصوص بعضها ببعض في محاولة بغيضة لإبطال السنة , و التشكيك في الصحابة و اللمز لكبارهم . وهذا ظاهر من عباراته المعروفة التي منها :
- الكتابي يهودي أو نصراني ليس ملزما بأكثر من أن يقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه ليس ملزما بأن يتبعه و أن يدين بشرعه ! .
- يقول عن عثمان : " خطأه القاتل أنه أطلق أيدي قرابته من بني أمية في أموال الأمة وأعراضها و نفوسها " و ذكر أن الناس يطالبون بدم قتيلهم فيقول : " لا , ما فيه " ! .
- قال عن أبي هريرة إنه ليس عنده عزة نفس ! .
- أما عن معاوية فكلامه كثير جداً فإنه جعله المقصود بحديث : ( يدخل عليكم رجل لعين ) و قال مرة إن : " معاوية أس البلاء و مصيبة المصائب في تاريخنا و ما زال " و سماه الكارثة و الطاغية و ذكر أن القراءة الموضوعية كافية و كفيلة أن تجعل قلب المؤمن ينفر من هذا الرجل – يعني معاوية – و يستشعر أنه كان بلية على الإسلام و المسلمين ...
إلى آخر ما قاله عامله الله بعدله , أما بالنسبة لضرب النصوص بعضها ببعض فكثير , أضف إلى ذلك طعنه في أحاديث الآحاد و رده لأكثر أحاديث الصحيحين في كلام باطل يقشعر منه بدن المؤمن ! .أعود ..
لكون الدكتور سلمان ذا تأثير بالغ و رأيه يهم أتباعه فقد سأله أحدهم عن هذا الرجل الذي يتفوق على الغزالي في أخطائه بشكل واضح فكان جوابه : " عدنان إبراهيم رجل موسوعي و متحدث , و له مواد مفيدة في تعزيز الإيمان , و لديه مواد و موضوعات لم يحالفه فيها التوفيق " و قد سئل مرات بعدها و هو يدور على مثل هذا , و لم أنقل إجاباته حتى لا أطيل .
و لا أكتمك أيها القارئ الكريم أنني لما قرأت هذا الكلام وصفت به بعض العظام من علماء الإسلام فوجدته منطبقا عليهم , و لو أطلقته على شيخ الإسلام ابن تيمية لم تكن كاذبا , انظر :
موسوعي = و شيخ الإسلام كذلك .
متحدث = وشيخ الإسلام كذلك .
له مواد مفيدة في تعزيز الإيمان = و شيخ الإسلام كذلك بلا شك .
و لديه مواد و موضوعات لم يحالفه فيها التوفيق = و شيخ الإسلام كذلك فإنه بشر ! .
و كلام د. سلمان في المرات الأخرى كان أكثر دهاءً حيث إنه استند إلى مواقف السلف من الرجال زاعما أنها تبرر صنيعه ! و هذه تتطلب كتابة أخرى تبحث هذا الموضوع .
هذا الوقف المنهزم و الذي هو في حقيقته ترويج لبضاعة عدنان إبراهيم – إذا استصحبنا أن أكثر المتابعين للعودة من عامة الناس – كان من اللازم أن يكون له ردة فعل من أصحاب العودة المشهورين ممن لا يوافقه في أسلوبه الجديد لخطورة الوضع , و لذا فإنني سأطرح تساؤلا أفترض له جوابا و ليس عندي سوى الافتراض فلا تنتظر الجواب الأكيد :
ما الذي يجعل الدعاة الذين يخالفون العودة في المنهج يتغاضون عن هذه الواقعة و غيرها ؟
هل هو الخوف من الجمهور العريض للعودة ؟
في نظري أن هذا ربما يكون من بعضهم ممن يحرص على السمعة , و لكن جمعا منهم لا يبالي بالسلطة التي قد تضره في نفسه فكيف يخاف الجماهير ؟ و على كل حال فهو جواب مطروح ربما ينطبق على نسبة كبيرة أو صغيرة .
أم هو من حفظ المودة القديمة ؟
هل كانت المودة القديمة مودة ( دنيا ) حتى يتغاضى هؤلاء عن زلاته ؟ و كيف تكون المودة القديمة مقدمة على الحق ؟ و على كل حال فهذا جواب مطروح قد ينطبق على البعض .
أم هو احترام للمواقف الأولى ؟
يمكن أن نقول إن مواقفه الأخيرة تحتاج موقفاً يناسبها كما كانت مواقفكم تناسب في نظركم مواقفه ! , و هذا كسابقيه مطروح قد ينطبق على البعض .
أم ترك التعرض له سببه محاولة إبقائه في الصف الإسلامي و الاستفادة من الجماهيرية العريضة التي يتمتع بها ؟
يمكن أن يسألكم بريء سؤالا لطيفا : ما ذنبنا نحن .. تسكتون عنه , فنغتر , فنزلّ ؟
و هل من لوازم الإبقاء على العلاقة السكوت عن هذه الأخطاء ؟
نحن نتحدث عن مواقف تتلاحق و تحولات ليست خافية على الناظر , حتى إن أحد المتابعين للواقع الثقافي كتب تغريدة تصف المشهد فقال : " تحولات سلمان العودة ليبرالية و ليست إخوانية "
فانظروا لقد أصبح الناس يقرأون التحولات بصيغ متعددة و يصنفون التحولات حتى !! و هذا غاية الإدراك للواقع ! .
في نهاية الحديث أود أن أنبه إلى أن منهج الأئمة في نقد الخصوم من المبتدعة و الزنادقة ينبغي أن يُبرز حتى يتذكره ( طلبة العلم )
قبل غيرهم
...................
المثقف الجديد
سليمان عبدالله المهنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..