الثلاثاء، 2 أبريل 2013

الخطر الرافضي والخطر الصهيوني

عندما نحاول التصدي للمخطط الشيعي الفارسي واسع النطاق التي تسهر من أجله القيادة الإيرانية بزعامة
الولي الفقيه نائب الإمام الغائب، وجحافل الحرس الثوري، بالكلمة أو بالمقالة أو بأي وسيلة أخرى من وسائل التعبير ينبري لنا بعض إخواننا قائلين أنتم تريدون صراعا شيعيا سنيا، نحن في غنى عنه، في ظل وجود عدو اخطر من الشيعة، وهو الكيان الصهيوني الذي هو كذا وكذا ....

فهؤلاء واحد من اثنين: إما عاطفي منبهر بالشعارات الاستهلاكية، ويحسب كل ما يلمع ذهبا، وإما جاهل بحقيقة هذه الفرقة الضالة المضلة، ونواياها الشريرة المبيتة للأمة.

وأحب أن أنوه هاهنا إلى أن أحدا لا يقلل من الخطر الصهيوني، ولكن مع ذلك فالخطر الإيراني الشيعي خطر داهم، ويتوجب التصدي له ومكافحته بكل السبل. ولا معنى للقول أنه يمكن تأجيل الخلاف مع إيران لتوحيد الجهود ضد الخطر الأساسي الذي هو الكيان الصهيوني. بل الواجب هو أن نكون حذرين من الطرفين معا سواء بسواء، فإذا كان العدو الصهيوني سيسدد لنا طعنة في بطوننا فنحن لا نأمن أن تسدد لنا إيران طعنة في ظهورنا - وهي فعلتها كثيرا - فليس هناك أية إشكالية في تعريف العدو بالنسبة لنا، نحن أهل التوحيد فكل من الكيان الصهيوني وإيران عدوان لدودان لنا، بل لا أكون مسرفا إن قلت أن الخطر الإيراني الشيعي الحالي يفوق الخطر الصهيوني، وأرجو أن لا يندهش أحد من هذا الكلام، وأنا سأقول لكم لماذا؟ وأرجو النظر للأمر من ناحية عقائدية.

أولا: الكيان الصهيوني ليس لديه ثورة يريد لأفكارها أن تنتشر كي تعم الدنيا، وهو لا يبشر بمعتقداته الضالة بين المسلمين من أهل السنة، ولا يدعو الناس إلى نبذ عقائدهم الصحيحة كي يدخلوا في عقائده الفاسدة - لكن إيران لها ثورة ( بل وتزعم أنها إسلامية ) ومن أهم أولويات الحكومة الإيرانية هو تصدير أفكار هذه الثورة.

ثانيا: الكيان الصهيوني يريد تهويد الأماكن والأرض والحجارة في فلسطين، أما إيران فتريد تشييع جميع المسلمين، وإنهاء السنة من الوجود لو استطاعت إلى ذلك سبيلا ولديها مطالب في مكة والمدينة، وفي الحرمين الشريفين.

ثالثا: الكيان الصهيوني لا يروج للزنا تحت شعار زواج المتعة، لكن إيران تروج للزنا تحت شعار زواج المتعة وتسمي أوكار الدعارة بيوت الفضيلة.
صحيح أن الكيان الصهيوني يؤمن بفعالية هذه السلاح – إلى جانب سلاح المال – وأجهزة مخابراته تستخدم هذا السلاح بكثرة لصيد الفرائس الممكن صيدهم، ولكنه لا يقول أن هذا من دينه أما إيران ولاية الفقيه فترى أن متعة النساء خير العادات وأفضل القربات وتعتبرها جزءا لا يتجزأ من الدين بل هو ثلاثة أرباع الدين حسب ما هو موجود في مصادرها- فيما أظن.

رابعا: الكيان الصهيوني أطماعه محصورة في فلسطين - من البحر إلى النهر - وهذه مساحتها لا تصل إلى مائة ألف كيلومتر مربع، وهي - أي إسرائيل - موجودة في فلسطين منذ سبعين سنة، ولا تريد غير فلسطين يعني موجودة في مكان واحد محدد ومن ثم يكون من السهل القضاء عليها إذا ما تهيأ ذلك ولا شك أن ذلك سيأتي فالأمة الإسلامية لا يمكن أن تنام إلى ما لانهاية ..والذين استطاعوا أن يقوضوا إمبراطورية الفرس في سنوات معدودة سوف لا يعجزهم رمي الكيان الصهيوني في البحر في أقل من تلك المدة بكثير.
أما إيران فأطماعها واسعة تمتد من المحيط إلى المحيط وهي قد أصبحت مثل الإخطبوط في المنطقة. ومن ثم فالقضاء عليها من الصعوبة بمكان.

خامسا: الكيان الصهيوني إن وجد له نفوذ في البلدان العربية فيكون ذلك على مستوى القمة يعني علاقة الكيان الصهيوني بمصر هي علاقة بحسني مبارك وعدد محدود من المسئولين والمثقفين ضعفاء النفوس - أما إيران فهي تسعى لاختراق القاعدة الجماهيرية العريضة في مصر وفي غير مصر- إيران تريد أن تعيد مصر إلى العهد الفاطمي، وإلى عهد استئصال الكلاب وتحريم الملوخي ، وتريد إعادة اليمن ولاية فارسية كما كانت قبل الإسلام.

سادسا: الكيان الصهيوني أدى إلى تهجير وتشتيت شمل حوالي سبعة ملايين فلسطيني وإلى قتل عشرات الآلاف منهم خلال خمسين عاما من النكبة- أما إيران فقد كانت مسئولة عن تهجير مثل هذا العدد من العراق في ثلاث سنوات فقط، وعن قتل أضعاف أضعاف الذين قتلهم الكيان الصهيوني في خمسين عاما. يكفي أنها قد طهرت جنوب العراق من السنة، وحولتهم في بغداد إلى أقلية وهم كانوا ثلثي سكانها قبل خمس سنوات فقط ، وقامت إيران عن طريق مليشياتها وعصاباتها بتصفية أعداد كبيرة من علماء السنة كي تجعلهم بلا قيادة دينية، أو لكي تفرغ الجسد السني من عقله، حتى يسهل السيطرة عليهم والتحكم فيهم – وهذا كما فعل أسلافهم الصفويون سابقا مع أهل السنة في إيران.

سابعا: الكيان الصهيوني لا يزعم أنه يقوم بدعم حركات المقاومة حتى يستطيع أن يخدع من يمكن أن يخدع، والكيان الصهيوني ليس لديه قضية خارجية يزايد عليها، لكن إيران لديها قضية فلسطين فهي تزعم أنها تدعم حركات المقاومة فيها وتدعي – زورا وكذبا وبهتانا أنها تقف إلى جانبها - لكي تضلل على الناس، وكي تجعل من ذلك وسيلة لنشر أفكار ثورتها والترويج لعقيدتها الباطلة.

ثامنا: أمة لا إله إلا الله كبارها وصغارها ، يعرفون حقيقة الكيان الصهيوني، ويعلمون أنها دولة يهودية معادية للإسلام وأهله حتى يوم القيامة، ولكن الكثير من أبناء هذه الأمة للأسف منخدعين في إيران كونها تتقمص الثوب الإسلامي - وهي في حقيقتها فارسية رافضية - وتتشدق باسم الإسلام في حين هي تخفي خلف كلماتها السم الناقع.


10-27-1430 08:53 PM


المصدر : موقع أنصار آل البيت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة أو ذات صلة :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..