ولا أفسقه، فضلا أن أكفره أو أصفه بالإلحاد .. فلست – للأسف الشديد – من أهل العلم الشرعي .. الذين
يحق لهم إصدار الفتاوى.
بعد تقرير هذه الحقيقة التي أرجو أن تكون واضحة بشكل لا لبس فيه .. أقول أن إحدى الأخوات سألتني قبل فترة عن تلك الإحصائيات التي نشرت في الغرب والتي تتحدث عن عدد (الملحدين) في السعودية .. فقلت لها أن مشكلتنا تكمن في انعدام الإحصائيات أصلا،لنقيس عليها ما نشر في الغرب .. طبعا إضافة إلى تعقيد قضية الإلحاد نفسها.
على كل حال .. أعتقد بوجود (مزلقانات) قد تدفع ببعض الشاب إما إلى الإلحاد أو ما قد يشي بذلك .. وعلى رأسها (تأليه العلم) التجريبي .. والروايات - خصوصا العربية منها - التي تزخر بالسخرية من الدين .. والأفلام التسجيلية،وهي صناعة غربية وكل ما شاهدت منها يعتمد نظرية التطور خصوصا عند الحديث عن الحيوانات ..و كذلك الأفلام – الغربية – التي تزرع صورة سيئة للدين .. ولعل من أخطرها – من وجهة نظري – فيلم (سبع خطايا) وهو فيلم متقن بشكل يثير الإعجاب .. ولكن كل أفكار ذلك (المهووس) جاءت من (كتب دينية).
فكرت في أن أكتب عن التجديف في الرواية .. ولكنني لازلت مترددا لما يقتضيه ذلك من نشر عبارات التجديف التي تزخر بها بعض الروايات العربية .. فهل لذلك من فائدة؟
عذرا لهذه المقدمة الطويلة .. والتي سوف تضطرني للتأكيد مرة أخرى أنني لا أرمي الأستاذين الذين أسعى للحوار معهما بالإلحاد .. فهذا ليس عملي ... كما قلت من قبل.
مصادفة رأيت – عبر "تويتر" – (تغريدات) لأستاذ يكتب تحت اسم (مودفيتش) .. وقد سطرها تحت عنوان (عقلانيون) .. ثم بدأ يكتب عن نظرية التطور .. فسألته ( هل هذه نظرية داروين)؟ فلم يرد عليّ .. ثم سألته – مرتين – هل ترغب في (الحوار) فلم يرد عليّ أيضا.
طبعا من باب حسن الظن لا أستبعد أنه لم ير سؤالي .. في زحمة الأسئلة .. بعد أيام دخل إلى الموضوع أستاذ آخر اسمه عبد الله بن عباد.
عليّ هنا أن أقرر أن الفرق بين الرجلين مثل الفرق بين السماء والأرض /
(مودوفيتش) يجادل بأن نظرية التطور لا تناقض القرآن الكريم .. ويقول ردا على أحدهم :
(والله لست بسلفي ولا غيره أنا رجل مسلم ولا أتبع أي طائ- هناك قطعيات لا دخل لها في مشاعرك كالقرآن والعلم)،ويقول ردا على من يبدو أنه وصفه بعدم الإيمان بالسنة بقوله : (.. من لا يؤمن بالسنة لا يصلي الظهر أربع ركعات والفجر ركعت ..).
أما (ابن عباد) فقد لفت نظري قوله : (صحيح النظرية في العلم أقوى من"الحقيقة"في الفلسفة والدين. لأنها مثبتة بالأدلة)
ثم قال ايضا لا تستطيع أن (تقنع أحد غير مسلم بالجن؟ مستحيل حقيقة ضعيفة جدا)!!
قلت له .. أقنعه بأن محمدا رسول من عند الله وأن القرآن كلام الله وسوف يقتنع بالجن.
ثم دخلت إلى صفحته فوجدته ينتمي إلى فكر مخالف تماما للأستاذ( مودفيتش) .. فهو يقول في بغض تغريداته :
(طبعا قديما الجنة والنار كانت أفكار ممتازة للتحكم بالسلوك العام في المجتمع. الشاطر يروح الجنة والمشاغب يروح النار .لكن فيه مشاكل فلسفية كبرى)
(عقيدة ما فيها أي روحانية . يعني أنا لا أستفيد من مفهوم الجنة والنار في تطور روحي أو معنوي.فقط نعيم وانتقام.)
(تورطت وبلغت و الآن يا جنة يا نار . يعني لو الواحد يختار قبل الولادة إذا مان – هكذا – يبغى يدخل الدنيا أولا؟)
هنا سنقف مع عجيبة لم أستطع تفسيرها :
يقول الاستاذ (مود فيتش) : (لا توجد آية واحدة تعارض التطور بشكل صريح ،تفاسيرها هي المعارضة)،وهكذا كل حواره منبثق من القرآن الكريم،بينما يقول الأستاذ(ابن عباد) : (وكذلك ما تقدر تقول الله قال : الأرض كيف سطحت . وتنكر كروية الأرض . خل القرآن بعيد).
ومع ذلك نجد الأستاذ (مود يفتش) يقول له : (رأيك يا أستاذ في نظرية التطور يهمنا نرجو مداخلتك فيما يخصها). فكيف اجتمع الشامي بالمغربي؟!!
قلت – عبر تويتر – انني لا علاقة لي بنظرية (داروين) .. وأنني كنت أبحث عن الحوار مع الأستاذ الذي يستدل بالقرآن الكريم،ومع ذلك فإنني لا أستطيع تجاوز بعض تغريدات ابن عباد .. التي تثير الدهشة .. فهو يقول : (لكن خذ مثلا نظرية علمية،لا زم تقبل فيها حتى لو لم تكن حقيقة،مثلا التطور) ويقول ايضا : (ما هو على مزاجنا هذه حقائق علمية من أصعب أن تنكرها)!!
لن أشير إلى قوله أن ما جاء في القرآن حقيقة علمية ضعيفة .. هذه قضية عقائد .. ولكن بالعقل المجرد كيف تكون مسألة ما (علمية ) وليست حقيقة في نفس الوقت؟!! وأي احتقار للعقل أن تقبل بنظرية غير صحيحة .. السؤال أصلا لا يستقيم لأن (علمية) و(غير صحيحة) بينهما تنافر كتنافر (مسلم = كاثوليكي)!!
بقيت عجيبة مشتركة بين الأستاذين :
يقول الأستاذ "مودفيتش) ردا على أحدهم : (لا أحد يقول أصل الإنسان قرد سواك أنت )،ويقول أيضا : (لا علاقة لذلك بالنظرية فكما قلت هي لا تقول بأن الأصل قردة بل أن الأصل مخلوق آخر تفرعت منه القردة والبشر) .
أما (ابن عباد) فيقول : (ولن يتحول القرد لبشر لو قعدت ملايين السنين)،ويقول أيضا : (هذا سوء فهم للنظرية النظرية لا تقول الحيوانات تتحول . لا أحد يقول بذلك)،وهذه تغريدة ثالثه له : (لو قرأت في علم الجينات راح تعرف أن المخلوقات لا تتحول ،هذه خرافة مضحكة).
بعد ذلك سالت ابن عباد : ألم تقل أن الكائن لا يمكن أن يتحول إلى كائن آخر؟ فلم يرد على سؤالي .. ربما لأنه يعرف أن كل موسوعة علمية – حتى موسوعة الأطفال التي في مكتبتي – تتحدث عن نظرية داروين ترسم سلسلة من القردة حتى تصل إلى الإنسان المنتصب .. على كل حال داروين نفسه في مقدمته يقول عن الصعوبات التي تواجه الباحث :
(أولا صعوبة التحولات : أو كيف يستطيع كائن بسيط أو عضو جسدي بسيط أن يتغير ويكتمل في صورة كائن عالي التكوين أو عضو مشيد بدقة){ص 59 (أصل الأنواع ) / تشارلس داروين / ترجمة : مجدي المليجي }.
بأمانة شديدة حين عرضت على الأستاذ "مودفيتش" الحوار فقد كنت صادقا في البحث عن الحقيقة .. وأن يسايرني – على قدر عقلي – فنسير معا خطوة بخطوة حتى يقنعني .. أو أقنعه .. أو لا هذه ولا تلك .. فيحتفظ كل واحد بوجهة نظره،وأعتقد أنني كنت هنا – دون قصد – أشد وفاءا لـ(داروين) من الأستاذ الكريم "مودفيتش"!! لأن الأول يقول :
(فإن النتيجة الصحيحة يمكن الوصول إليها فقط عن طريق السرد الكامل،والموازنة للحقائق والاعتراضات على كل جانب من كل تساؤل){ص ( مقدمة داروين لكتابه (أصل الأنواع ) / تشارلس داروين / ترجمة : مجدي المليجي }.
بمعنى أن اعتراضاتي .. كانت سوف تقود لمزيد من تنقيح النظرية .. ولكن ذلك لم يحصل .. لذلك فأنا مضطر لطرح اعتراضاتي وتساؤلاتي هنا .. لعل الأستاذ يرد عليها ... ولكن قبل ذلك .. يقول الأستاذ – وإذا أطلقتُ الأستاذ فهو "مودفيتش" – ردا على أحدهم : (آدم هو أول البشر لا خلاف فيه ولا يعارض النظرية أما خلقه في لحظة فلو سمحت إذا أمكن ما هي الآية التي تدل عليه). ويقول أيضا : (قال الله عن عيسى كن فكان في تسعة أشهر وقال للسموات كن ).
أليس من حقنا أن نقول لك : لو سمحت أين الآية التي تقول ان سيدنا عيسى خُلق في تسعة أشهر ؟
لن أطيل
كثيرا في حواري مع الاستاذ .. لسبب سوف أبينه فيما بعد .. ومما جاء في
تغريدات (عقلانيون) ..( #عقلانيون في التطور معتمد ان نشأة الحياة بدأت من
تفاعل في طين المياه التي كانت تغمر الأرض مما ادى لنشوء بكتيريا بدائية
الخلية ومنها نشأت 7
بقية
الكائنات التي نتج عنها البشر وغيرهم من الاجناس الحية..هذه تثبتها بعض
الآيات القرآنية وكأنها اشارة اليها ). وتغريدة أخرى تبدو كتكملة للفكرة ..
(تنص على أن الخلق بدأ من خلية واحدة نشأت في الماء الغامر للأرض وفي قوله
تعالى"وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرج به نبات كل شيء")
هنا عدة أسئلة للأستاذ :
أولا : أين في الآية الكريمة (بكتيريا بدائية الخلية) ؟
ثانيا : لماذا لم تكمل الآية ؟( وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انْظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )الأنعام "6"
السياق كله حول النبات .. وعطفا على قول الحق سبحانه وتعالى (نبات كل شيء) فهل يعني ذلك ان الإنسان أصله نبات؟
ثالثا : هذه البكتيريا بدائية الخلية .. التي نتج عنها بقية الكائنات .. حتى البشر : تلك البكتيريا هل كانت فيها (روح) أو كانت (حية)؟ أي هل نفخ الله فيها الروح .. أم أنها (حية) – إذ يستحيل أن تتطور وتنشئ عنها الكائنات و ليست فيها حياة – بتفاعلات من (الطبيعة)؟
رابعا
: إذا كان البشر نتاج تلك (البكتيريا) التي تحمل نوعا من الحياة .. وأنت
القائل : (طبعا آدم يجب أن يكون مرحلة فهو أبو البشر وهو مرحلة جديدة
للمخلوق العاقل المدرك الذي نفخ الله فيه الروح)أولا : أين في الآية الكريمة (بكتيريا بدائية الخلية) ؟
ثانيا : لماذا لم تكمل الآية ؟( وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انْظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )الأنعام "6"
السياق كله حول النبات .. وعطفا على قول الحق سبحانه وتعالى (نبات كل شيء) فهل يعني ذلك ان الإنسان أصله نبات؟
ثالثا : هذه البكتيريا بدائية الخلية .. التي نتج عنها بقية الكائنات .. حتى البشر : تلك البكتيريا هل كانت فيها (روح) أو كانت (حية)؟ أي هل نفخ الله فيها الروح .. أم أنها (حية) – إذ يستحيل أن تتطور وتنشئ عنها الكائنات و ليست فيها حياة – بتفاعلات من (الطبيعة)؟
فهل أبونا
آدم .. كانت فيه (روح / حياة) عبر تطوره من تلك البكتيريا .. فتكون الروح
قد نفخت فيه مرتين .. أما أنه كان بلا روح حتى نفخ الله سبحانه وتعالى فيه
الروح؟
وهل نفهم أن المخلوق العاقل والمدرك .. كان عاقلا ومدركا .. قبل النفخة الإلهية؟
وأخيرا : أبونا آدم .. هل هو أول من استقام واقفا في سلسلة التطور .. أم سبقه (مخلوق) أو (كائن) مستقيم .. أو شبه مستقيم .. وهذا في ضوء الرسومات المكررة في الموسعات العلمية عن مراحل تطول الإنسان / القرد .. حتى استقام .. واقفا؟
حتى نحصل على إجابة من الأستاذ .. نطرح سؤالا قد يرد على ذهن القارئ / وماذا عن السنة المطهرة وفيها أحاديث تعارض،وتصادم نظرية التطور،مثل حديث : (إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض ،فجاء منهم الأبيض،والأحمر والأسود،وبين ذلك .. إلخ) ؟
كان الأستاذ قد رد على هذا السؤال بقوله : (هناك قطعيان وهو {هكذا } القرآن والعلم المدعم بأدلة محسوسة وبراهين فإلم {هكذا} يتعارض القطعيان فلا معنى للاحتجاج بالظني).
فهو يعتبر السنة المطهرة (ظنية الدلالة) وقد استشهد بالحافظ العراقي.
وهنا وقفتان :
الوقفة الاولى : ليست السنة المطهرة (ظنية الدلالة) كلها على الإطلاق .. ولكن .. القرآن الكريم قطعي الثبوت .. ومنه ما هو قطعي الدلالة (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) .. ومنه ما هو ظني الدلالة .. مثل (القرء) .. يحتمل أنه (الطهر) أو (الحيض) ..والسنة المطهرة منها ما هو قطعي الثبوت ( الأحاديث المتوترة) .. وهذه منها ما هو قطعي الدلالة .. ومنها ما هو ظني الدلالة .. وقسم آخر من السنة المشرفة (ظني الثبوت) .. مثل أحاديث الآحاد .. وهذا القسم أيضا منه ما هو (قطعي الدلالة) ومنه ما هو (ظني الدلالة).. أعتقد أن حديث (إن الله خلق آدم من قبضة قبضها .. إلخ) لا يحتمل دلالة أخرى غير التي تصادم نظرية التطور.
الوقفة الثانية : من قال أن (النظرية العلمية) علم قطعي ؟!!
هنا أرجو أن يتحلى من يهمه الأمر بالصبر .. وقبل التفصيل ننبه إلى أن الأستاذ اعتبر (نظرية التطور) من العلم القطعي .. ولم يسمها باسمها (نظرية) .. وهذه وجهة نظره .. ولا نسلم له بها .. فنظرية داروين – ومن سبقه ومن جاء بعده – هي نظرية دار ويدور حولها الكثير من الجدل .. وليست علما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
في (توتير) ضربت مثلا بعلم الفلك .. وهنا تفصيل ذلك المثال .. (كتب جاليليو جاليلي { 14 – 1642} في رسالة لدوقة تسكانيا الكبرى – قبل محاكمته - :" بالنسبة لترتيب أجزاء الكون ،أعتقد أن الشمس قائمة دون حركة في مركز دوران الأجرام السماوية" ويعلق ديورانت : " من سخرية التاريخ أن هذه القضية لا يؤمن بها اليوم أي لفكي،وربما الفلك بأسره، مثل التاريخ برمته،يجب أن يؤخذ على أنه فرضية){ص 274 جـ 3 مجلد 7 (قصة الحضارة ) / ول ديورانت / ترجمة : محمد أبو درة}.
لقد دفع (جاليليو) حياته ثمنا لنظرية .. لم يعد فلكي واحد يؤمن بها.
في (علم النفس) .. والذي يرى كارل بوبر 1902 / 1994 – ولا أظن أحدا من المهتمين بالفلسفة يجهل "بوبر" أو آخر الفلاسفة كما سماه أحدهم – أنه ليس (علما) .. لماذا ؟ : لأنه لا يقبل التخطيء العلمي الصارم .. ويضرب لذلك مثلا .. برجل يسير على الشاطئ فيرى طفلا يغرق .. إذا قفز لإنقاذه .. تقول النظرية أن لديه عقدة ويريد أن يثبت شجاعته .. وإن لم يقفز .. تقول النظرية أن لديه عقدة .. ويريد أن يثبت صلابته .. والنظرية إذا كانت تثبت الشيء وعكسه .. فليست علما.
في
نظرية التطور .. (في عام 1813 ،ألقى الدكتور و.س.ويلس"Dr.w.cWells" أمام
الجمعية الملكية بحثا عنوانه"وصف لأنثى بيضاء ،يتشابه جزء من جلدها مع جلد
أي زنجي"..){ص 39 (من مقدمة المترجم لكتاب : أصل الأنواع لـ داروين}. وهل نفهم أن المخلوق العاقل والمدرك .. كان عاقلا ومدركا .. قبل النفخة الإلهية؟
وأخيرا : أبونا آدم .. هل هو أول من استقام واقفا في سلسلة التطور .. أم سبقه (مخلوق) أو (كائن) مستقيم .. أو شبه مستقيم .. وهذا في ضوء الرسومات المكررة في الموسعات العلمية عن مراحل تطول الإنسان / القرد .. حتى استقام .. واقفا؟
حتى نحصل على إجابة من الأستاذ .. نطرح سؤالا قد يرد على ذهن القارئ / وماذا عن السنة المطهرة وفيها أحاديث تعارض،وتصادم نظرية التطور،مثل حديث : (إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض ،فجاء منهم الأبيض،والأحمر والأسود،وبين ذلك .. إلخ) ؟
كان الأستاذ قد رد على هذا السؤال بقوله : (هناك قطعيان وهو {هكذا } القرآن والعلم المدعم بأدلة محسوسة وبراهين فإلم {هكذا} يتعارض القطعيان فلا معنى للاحتجاج بالظني).
فهو يعتبر السنة المطهرة (ظنية الدلالة) وقد استشهد بالحافظ العراقي.
وهنا وقفتان :
الوقفة الاولى : ليست السنة المطهرة (ظنية الدلالة) كلها على الإطلاق .. ولكن .. القرآن الكريم قطعي الثبوت .. ومنه ما هو قطعي الدلالة (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) .. ومنه ما هو ظني الدلالة .. مثل (القرء) .. يحتمل أنه (الطهر) أو (الحيض) ..والسنة المطهرة منها ما هو قطعي الثبوت ( الأحاديث المتوترة) .. وهذه منها ما هو قطعي الدلالة .. ومنها ما هو ظني الدلالة .. وقسم آخر من السنة المشرفة (ظني الثبوت) .. مثل أحاديث الآحاد .. وهذا القسم أيضا منه ما هو (قطعي الدلالة) ومنه ما هو (ظني الدلالة).. أعتقد أن حديث (إن الله خلق آدم من قبضة قبضها .. إلخ) لا يحتمل دلالة أخرى غير التي تصادم نظرية التطور.
الوقفة الثانية : من قال أن (النظرية العلمية) علم قطعي ؟!!
هنا أرجو أن يتحلى من يهمه الأمر بالصبر .. وقبل التفصيل ننبه إلى أن الأستاذ اعتبر (نظرية التطور) من العلم القطعي .. ولم يسمها باسمها (نظرية) .. وهذه وجهة نظره .. ولا نسلم له بها .. فنظرية داروين – ومن سبقه ومن جاء بعده – هي نظرية دار ويدور حولها الكثير من الجدل .. وليست علما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
في (توتير) ضربت مثلا بعلم الفلك .. وهنا تفصيل ذلك المثال .. (كتب جاليليو جاليلي { 14 – 1642} في رسالة لدوقة تسكانيا الكبرى – قبل محاكمته - :" بالنسبة لترتيب أجزاء الكون ،أعتقد أن الشمس قائمة دون حركة في مركز دوران الأجرام السماوية" ويعلق ديورانت : " من سخرية التاريخ أن هذه القضية لا يؤمن بها اليوم أي لفكي،وربما الفلك بأسره، مثل التاريخ برمته،يجب أن يؤخذ على أنه فرضية){ص 274 جـ 3 مجلد 7 (قصة الحضارة ) / ول ديورانت / ترجمة : محمد أبو درة}.
لقد دفع (جاليليو) حياته ثمنا لنظرية .. لم يعد فلكي واحد يؤمن بها.
في (علم النفس) .. والذي يرى كارل بوبر 1902 / 1994 – ولا أظن أحدا من المهتمين بالفلسفة يجهل "بوبر" أو آخر الفلاسفة كما سماه أحدهم – أنه ليس (علما) .. لماذا ؟ : لأنه لا يقبل التخطيء العلمي الصارم .. ويضرب لذلك مثلا .. برجل يسير على الشاطئ فيرى طفلا يغرق .. إذا قفز لإنقاذه .. تقول النظرية أن لديه عقدة ويريد أن يثبت شجاعته .. وإن لم يقفز .. تقول النظرية أن لديه عقدة .. ويريد أن يثبت صلابته .. والنظرية إذا كانت تثبت الشيء وعكسه .. فليست علما.
(في عام 1923 نشر تحليل عن بيانات جمعت على مئات الألوف من الجنود الأمريكيين لتؤكد وجود فروق عرقية بالنسبة للصفات العقلية :
فالمهاجرون من سلالات جبال الألب أو منطقة البحر الأبيض متخلفون ذهنيا عن نموذج الجنس الشمالي. كما أن متوسط ذكاء الأمريكيين السود منخفض (..) وفي إنجلترا كان ثمة من يقوم بنفس التجربة على صبيان المدارس يستنبط أن"القدرة الذهنية تورث .. إن البراهين على هنا براهين حاسمة".
وصدق الناس هذا؟ ألم يصدر عن علماء محايدين؟!){ مقالة"اليوجينيا"/د. أحمد مستجير) / مجلة الهلال القاهرية/ نوفمبر 1994م}.
حتى أمور الحياة العادية .. نجد (البحوث ) ... العلمية دائما .. تتضارب بشكل لافت للنظر .. وهي لا تتحدث عن أمور حدثت قبل ملايين السنين .. بل أمور عادية .. درسها (علماء) في مختبرات !!! وكما جاء في هذه المقدمة .. ("اشرب الشاي""لا تشرب الشاي""القهوة مضرة"بل"مفيدة""البدانة سر التعاسة"والنحافة سر الصحة السليمة" أقوال وأقوال كل يوم يمكن للقارئ أن يطالع حقيقة،وعكسها تماما في اليوم التالي أو الذي يليه وكان موضوع السمنة والنحافة خلال العقود الماضية يميل إلى أن التخلص من السمنة هو الأفضل (..) إلى أن فاجأ الدكتور جيمس واتسون المجتمع العلمي بنظرية مفادها أن الأشخاص البدينين أكثر سعادة من النحيفين (..) الدكتور واتسون عالم المورثات الحائز على جائزة نوبل للعلوم والذي شارك (..) في اكتشاف الحامض النووي وقاد أخيرا الفريق العالمي للجينيوم البشري "أطلس الجينات البشرية"يعتقد أن النساء البدينات يتمتعن بحياة ..){ جريدة الشرق الأوسط العدد 7888 في 1/4/1421هـ = 3/7/2000م}.
فهل نرهن القرآن لنظريات تثبتها دراسة علمية .. ثم تنسفها دراسة علمية أخرى؟!
ليس هذا فقط .. بل يقول الدكتور عبد الرحمن الزنيدي :
(ساد فترة من الزمن تصور أن العلوم التقنية – البحتة مرتكزها موضوعي بحت،في عالمية لا هوية لها،وهي مشترك بين البشرية بغض النظر عن ثقافتها،وأن النظر إلى التقانة وتطورات العلم التجريبي من زوايا ثقافية تعويق للعلم وتكلف في غير محله.(..) والآن – بل منذ أكثر من عقد من الزمان – تواطأت القناعات على ارتباط العلم التجريبي بالثقافة وعلى أنه لا يمكن أن يحقق هذا العلم قيمته لمجتمع ينقل إليه إلا إذا زرع في ثقافته بحيث يترعرع في رحابها،وتثمر شجرته في أجوائها،(..) وحسبي هنا أن أشير إلى بعض أبرز المؤكدين لهذه القضية الحضارية وهي ارتباط العلم التقني بثقافة المجتمع.
من هؤلاء : "إيليا بريغو جين"مؤلف كتاب "التحالف الجديد"الذي يقول :"أضحى من الملح على العلم أن يعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ من الثقافة التي تطور بين أحضانها".
ومنهم "روني ماهو"مدير منظمة اليونسكو في الستينات الميلادية الذي قال :"لا علمية للمعرفة إلا بالروح التي تكون هذه المعرفة من نتاجها،والتي تعطيها معنى لدى الإنسان ومغزى حين تطبيقها على الأشياء".){ص 24 – 25 (المثقف العربي بين العصرانية والإسلامية ..) / أ.د/ عبد الرحمن الزنيدي / دار كنوز المعرفة / الرياض / الطبعة الأولى /1430هـ = 2009م}.
وبعد نقول أخرى،وحديث عن اليابان والصين يتساءل الدكتور ..(ماذا يعني ذلك؟ يعني أن حيادية العلم التقني وعالميته أصبحت وهما،وأن الارتباط بينه وبين الثقافة وثيق لدرجة أنه ابن لها){ص 26 - 27}.
توجد موسوعة حول هذه الفكرة .. أشرف عليها الدكتور عبد الوهاب المسيري .. ولكنني لم أطلع عليها.
إضافة إلى أن (النظريات العلمية) ليست بتلك القوة التي تجعلها (قطيعة) في مصاف القرآن الكريم ،هناك قضية أخرى .. نعود إلى تغرديات الاستاذ (مودفيتش) .. والتي جاءت تحت عنوان (عقلانيون) .. افتتحت التغريدات بهذه الأسطر :
(هل تعلم أن
نظرية التطور في المخلوقات الحية تنص على أن العالم قد بدأ بمخلوق بدائي
وحيد الخلية ثم بدأت هذه الخلية تتطور إلى أن وصل المخلوق إلى الإنسان وأن
الإنسان سيتطور ويصبح مخلوق آخر ومع ذلك تؤمن بها .. و هل معنى ذلك أنك
تنكر بأن الله أنزل آدم وحواء إلى الأرض بشرين سويين ؟؟ ﭸﯚٳھڒ ٱڸحٱڃ ٱحْـﻣَڈ )
الأستاذ
الذي يجادل بالقرآن الكريم .. لم يعلق على كلام الأستاذة (جواهر) والذي
يزعم أن الإنسان سيتطور ويصبح مخلوقا آخر .. إذا أين البعث والنشور والجنة
والنار؟ على كل حال .. كلام الاستاذة هو جوهر نظرية (سبر مان) نيتشه 1844 – 1900 ومن أين جاءت نظرية النشوء والارتقاء ؟ كما هو معروف من تشارلس داروين 1809 - 1882 .. هذا سوف يذهب بنا إلى الدكتور (زكي نجيب محمود فيلسوف الوضعية المنطقية الذي قال : "لا أريد أن أضحك على نفسي وعليكم لسنا في نهضة إلا في شواطئها نحن لم نصنع شيئا في تاريخنا الحديث .. كله نقل نحن نكتفي بشراء الحضارة،العلم،الكتب،نحن نبني جامعات لكن ما الذي تعلمه هذه الجامعات تعلم علمهم سواء ترجمناه،أو لم نترجمه،وهذا عار علينا لماذا نكون أتباعا وأذنابا هذا عار".){ص 111 (المثقف العربي بين العصرانية والإسلامية ..)}.
سؤال صغير .. ما قيمة (نظرية داروين) أو (نيتشه) إذا لم تغير نظرة الإنسان إلى الكون؟ أي ما الذي ستضيفه النظرية لشخص ظل – كما كان – يؤمن بجنة ونار .. وحساب وجزاء؟
قطعا اللشخص الذي تغيرت نظرته للكون .. وللجنة والنار .. يحق له أن ينافح عن النظرية .. فقد تغيرت نظرته للكون .. نشأة وخاتمة.
لا أدري ما حكاية (نظرية داروين) وربطها بالقرآن؟! فقد حاول الدكتور المهندس محمد الشحرور أن يفعل ذلك .. وكنت أتمنى لو أن المساحة تسمح – أو أنني لم أطل أكثر من اللازم – لأبين كيف بتر ذلك الدكتور آية ليثبت وجهة نظره .. وكيف فسر آية من القرآن .. ولأنه لا يستطيع أن يفرق بين مادتي (جيب) و (جوب) – في القاموس - فسر (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) بأنها تعني أن المرأة المسلمة تستطيع أن تسير بملابسها الداخلية في الشارع .. أما أمام السبعة المذكورين في سورة النور،أي الأخ والأب وابن الأخت وابن الأخ ووالد الزوج وابنه .. فيجوز لها ان تظهر بدون تلك الملابس!! {تفصيل ذلك في كليمتي "من انتقاد صحيح البخاري إلى تفسير الشحرور) وهي في الشبكة العنكبوتية}.
سنختم بخاتمتين .. وتلويحة وداع واحدة .. الخاتمة الأولى موجهة للأستاذ عبد الله بن عباد .. من أشهر اللذين سخروا من الدين .. ثم تراجعوا (منصور فهمي الذي قال بعد قراءته لصحيح البخاري،وكان وقتها شاردا عن دينه حتى إنه كان يوصف كما يقول : بالملحد،قال : "عجبت لغفلتي عن هذا الهدى،ووجدت أن حكم النبي صلى الله عليه وسلم أعلى من كل فلسفة،فلم أر بدا من قول : أشهد أن لا إله إلا الله،وأن محمدا رسول الله.{ في الهامش في مجلة لواء الإسلام 1338}.
(..) إسماعيل مظهر{ملاحظة : هذا هو أول من ترجم كتاب داروين "أصل الأنواع في مطلع القرن العشرين - محمود} صاحب مجلة العصور التي كانت تدعو للإلحاد قبل توبته/ خالد محمد خالد صاحب كتاب"من هنا نبدأ"(..) محمد جلال كشك الذي كان أمين الحزب الشيوعي المصري (..) منير شفيق الذي كان عضوا في الحزب الشيوعي الأردني (..) محمد عمارة / عبد الوهاب المسيري طارق البشري / عادل حسين (..) عبد الرحمن بدوي – المفكر الوجودي الشهير – الذي قال قبل وفاته بشهرين : "لا أستطيع أن أعبر عما بداخلي من إحساس بالندم الشديد لأني عاديت الإسلام لأكثر من نصف قرن أشعر الآن بالحاجة إلى من يغسلني بالماء الصافي الرقراق لكي أعود من جديد مسلما حقا إنني تبت إلى الله وندمت على ما فعلت".
حمد عبد الكريم المرزوقي الكاتب السعودي مؤلف"الجنون العاقل"و"سفر الخروج"و"أزمة الخليج"و"لكي لا تختلط الأوراق"وكتاب "أوراق وطنية" والذي كتبه في السبعينات الميلادية متأثرا بالمادية الجدلية (..) يقول المرزوقي إنه في سنواته الأخيرة"وفق إلى مراجعة ذاتية عميقة،وأحس طعم الإيمان،وزالت من ذهنه تساؤلات بقيت مضمرة ومستترة حول الدين،واكتشف نور القرآن في داخله"ووجد"في الوقت ذاته – في القرآن الكريم – الإجابة عن الأسئلة الكونية الصعبة التي انشغل بها على مدار عقود من الزمن ){ص 110 – 113 (المثقف العربي بين العصرانية والإسلامية ..)}.
الخاتمة الثانية : يقول الأستاذ "موديفتش" : عبر تغريدات "عقلانيون" .. ما يلي :
(#عقلانيون نظرية التطور مقررة علميا بالأدلة المادية المحسوسة والبراهين العلمية.ولازالت تصور كأنها تعارض قطعيا الدين وقطعياته 1
#عقلانيون وهذه احدى فجائع الفهم الديني فهو يتركك حينها بين امرين الكفر بالعقل ام الكفر بالدين وهذا سبب الفجوة الكبيرة بين التراث الديني 2).
هذه دعوى ..تقابلها دعوى أخرى لموقع (نسف الإلحاد) .. وقد جاء فيه تحت عنوان : (#عقلانيون نظرية التطور مقررة علميا بالأدلة المادية المحسوسة والبراهين العلمية.ولازالت تصور كأنها تعارض قطعيا الدين وقطعياته 1
#عقلانيون وهذه احدى فجائع الفهم الديني فهو يتركك حينها بين امرين الكفر بالعقل ام الكفر بالدين وهذا سبب الفجوة الكبيرة بين التراث الديني 2).
(نظرية داروين بخرتها الكيمياء ونسفتها الفيزياء ثم تلاشت بالرياضيات)
(باختصار
شديد تقول نظرية "داروين" ( والتي يعتمدها الكثير من الناس هذه الأيام)
إنّ أصل كل المخلوقات من مواد عضوية تطورت حتى كونت خلية واحدة فخليتين
وصولا إلى السمكة فالتمساح ثم القرود وانتهاءً بالإنسان ويدّعي "داروين" أن
هذا كله حصل بفعل أن المخلوقات الأكثر تأقلمًا مع البيئة هي التي عاشت على
حساب المخلوقات الأضعف منها وهي النظرية المسماة الاختيار الطبيعي
( ..)Natural Selection ) والتي تمثل أساس اعتقاد " داروين")
( ..)Natural Selection ) والتي تمثل أساس اعتقاد " داروين")
الثاني: الرد على مضمون النظرية الفاسد
الرد على النظرية Theory
اعلم
ان الكيميائيين والفيزيائيين والبيولوجيين ونحوهم يقسمون العلم إلى حقائق
علمية (لا شكّ فيها) وإلى نظريات وإذا نظرت في أي كتاب معتمد لدى دارسي
النظريات تجد أن تعريف النظرية هو إنها مجموعة قوانين "Laws" والقانون هو
مجموعة فرضيات "Hypotheses" والفرضية هي شىء غير أكيد " Tentative "
فهذه النظرية – كغيرها من النظريات – أساسها فرضيات غير متأكد منها فهي
غير ثابتة وإنما يظن فيها أنها صحيحة وحقيقة علمية، وهذا ليس كلامنا نحن بل
هو اعتراف القائلين بهذه النظريات، فعجبا لهؤلاء الذين يتلقون هذه
النظريات الفاسدة وغيرها وكأنها حقيقة علمية مع أن مؤلفي هذه النظريات
يقدمونها كنظريات وءاراء "opinions" لا كحقائق علمية فلا داروين ولا أي
واحد من أسلافه أو أتباعه متأكد من هذه النظرية.
ثم إنّ السبيل للوصول إلى النظرية العلمية ( Scientific Theory ) يكون عن طريق البدء بالملاحظة والنظر والتأمل " Observation " (2) ولكن ما يسمى بنظرية "التطور والنشوء والارتقاء" " Evolution "
لا تحتوي على هذا العنصر لأنّ أحدًا لم يشاهد سمكة تتحول إلى تمساح أو
تمساحا يتحول إلى قرد أو قردا يتحول إلى إنسان ولم يشاهد أحد من أنصار هذه
النظرية اليوم بدء الخلق. فتبين أن هذه النظرية ليست علمية.
والباب
للردّ على هذه الناحية واسع جدا يحتاج إلى مؤلفات خاصة، ولكن فيما أوردناه
أدلة موجزة تكفي لتهشيم أي نظرية فاسدة غير قائمة على أسس علمية صحيحة.
الرد على مضمون النظرية:
لقد وجد الباحثون أخطاء كثيرة متنوعة في هذه النظرية وألفوا المؤلفات الكثيرة ضدها مثل الكتب المسماة:
1 – "العلم مقابل نظرية التطور والنشوء والارتقاء" (Science vs. Evolution) لمؤلفه " M. Bowden ".
2- "نظرية التطور والنشوء والارتقاء: نظرية في محنة" ( Evolution Theory In Chrisis ) لمؤلفه " M. Denton ".
3- "القضية ضد التطور والنشوء والارتقاء" ( The Case Against Evolution ) لمؤلفه " G.O.Toole ".
4
– "نظرية تطور ونشوء وارتقاء الإنسان مفندة في خمسين حُجة". ( The
Evolution of Man Scientifically Disproved in 50 Arguments ) لمؤلفه " W. Williams ".
5- "النباتات المنقرضة وعيوب نظرية التطور والنشوء والارتقاء" ( Extinct Plants and Problems of Evolution ) لمؤلفه " D. Scott ".
وغيرها
كثيرٌ كثيرٌ فإنّ ما ذكرناه هنا من الكتب ما هو إلا على سبيل المثال وإلا
فإننا – وحتى الآن – أطلعنا على ما يزيد عن الخمسين كتابا ضد هذه النظرية
ناهيك عن المقالات والأبحاث التي تُفند أقوال من تعصّب وتمسك بما فسد من
النظريات.)
تلويحة الوداع :
أذكر نفسي ...و أخي الأستاذ "مودفيتش" بقول الحق سبحانه وتعالى : (ستكتب
شهادتهم ويسألون) .. وهذا يقتضي الاحتياط عند الحديث عن أمور حدثت قبل
ملايين السنين .. تقول الأخت "قدسية حرف "
تعليقا على تغريدات الاستاذ حول النظرية .. (لا أؤمن بنظرية التطور وكنت
مستحيل أتناقش فيها (..) بس هنا كلامه منطقي شوي خلاني أتراجع عن تعصبي
الشديد ضدها).وأذكر نفسي قبل غيري .. بأن السخرية .. والبحث عن إضحاك الناس .. قد يكون منزلقا خطيرا .. وهنا أقصد تغريدة أخي الأستاذ "مودفيتش" التي قال فيها : (أليس في الجحيم حوريات بشعات كنوع من التوازن؟)
اللهم أرنا الحق حقا .. وارزقنا اتباعه .. وأرنا البطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 20 رمضان المبارك 1434هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..