اما بعد : فأنهُ مما يندى لهُ جبين كُل مُسلم أن نجد بعض الجهلة ممن لا خلاق لهم , بل وللأسف الشديد من بعض ممن ينتسب لأهل العلم يستدلون على جواز استباحة قبيح الألفاظ وسيىء القول وفُحش الكلام في حق مُخالفيهم , بأقوالٍ وردت عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم ومنها على سبيل المثال قول سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه كما في البخاري قولهُ لعروة بن مسعود في صلح الحديبية ( أمصص بظر اللات ) !!
كما أنهم يستشهدون ايضاً بما نُقل عن سيدنا حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه لسبّاع : ( يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؟ ) وأدّعوا جهلاً بأن شرح ابن حجر وابن القيم وابن المنير لهُ دون تعقب هو إقرارٌ منهم على جواز التصريح باسم العورة لكلِ من اُعتديّ عليه , بل وجواز استعماله مع المخالف أيً كان دون تورع إن أراد بذلك زجره وردعه !! مع أن واقع هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم خلاف ذلك كما سأثبتهُ لاحقاً . فهؤلاء الجهلة يسعون من خلال استشهادهم بقول الصديق وحمزة رضي الله عنهم واستناداً على تجويز ابن القيم التصريح باسم العورة , على جواز استخدام مثل هذهِ الألفاظ مطلقاً ومع أي انسان سواء كان مسلماً أو كافرا متى ما كان الحقُ معهُ !!

ولبيان أن ما استشهدوا به هو قياس مع الفارق , هو أنهم لو رجعوا الى اصل الأحاديث التي استندوا عليها ونظروا في حق مَنَ قال الصديق وسيدنا حمزة رضي الله عنهم هذا الكلام , وما هي الحالة التي قالوهُ فيها , لوجدوا أن تلك الألفاظ لم تكن مُطلقه بل كانت مقيدة بأحوال وأشخاص , فالمتبصر يعلم أنهم قالوها في حق كفّار وفي حالة حرب ونزال ومجابهة مع العدو ، ولذلك يجوز فيها أي هذه الأحوال ما لا يجوز في غيرها .
اما أن يأتي جاهل فيقول أن هذه الألفاظ على إطلاقها فهذا ما لا يقبله العرف والفطرة السليمة فضلاً عن أن يكون منهجاً وخُلقاً نبوياً يعلمنا اياه من قال : (بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق) ولذلك قال ابن القيم في زاد المعاد ما نصهُ : (( وفي قول الصديق لعروة بن مسعود (امصص بظر اللات) دليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال )) اهـ
والحال كما هو واضح في مناسبة قول مثل هذهِ الألفاظ هو حالة حرب ومخاطبة كفّار والمصلحة المقتضية هي إذلال العدو وتحقيره والتقليل من شأنهِ . ولإثبات أن ما قاله الصديق رضي الله عنه كان مُقيداً وفي حق غير المسلم وفي حالة حرب , وأنهُ ليس على إطلاقه شواهد منها :
( الشاهد الأول ) هو مناسبة هذا الحديث الذي رواه البخاري وأحمد في مسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا (( ... فأتاه أي عروة بن مسعود ـ فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي نحوا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك، وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه...؟؟ الحديث.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وكانت عادة العرب الشتم بذلك لكن بلفظ الأم ، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه ، وحمله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار وفيه جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك.
وقال ابن النمير في قول أبي بكر: تخسيس للعدو، وتكذيبهم ، وتعريض بإلزامهم من قولهم إن اللات بنت الله ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ بأنها لو كانت بنتا لكان لها ما يكون للإناث. اهـ. وكذلك الحال فيما ذكر عن أسد الله سيدنا حمزة فقد كان ذلك القول منهُ في معركة أحد عندما خَرَجَ سِبَاعٌ وقَالَ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ[ يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] والحال هنا ايضاً حال حرب ومجابهة مع عدوا فأفهم رعاك الله .

( الشاهد الثاني ) مما يدلل على أن السب والشتم مُستنكر دائماً هو سعي العلماء الحثيث في تبيين الدفاع والسب الذي حمل سيدنا الصديق على التلفظ بمثل هذا الكلام . قال الإمام العيني في كتابهَ ( عمدة القاري ) ما نصهُ : [ وحَمَلَ أبا بكر الصديق على ذلك..... ما أغضبهُ به عروة بن مسعود من نسبة المسلمين إلى الفرار ] أهـ

وقال الإمام القسطلاني في كتابهِ المواهب اللدنية ما نصهُ : [ قال العلماء وهذا مبالغة من أبي بكر في سب عروة , فإنه أقام معبود عروة مقام أمه , وحمله على ذلك ما أغضبه بهِ من نسبته إلى الفرار ] أهـ
ويغلب على الظن أن سبب حرص العلماء على تبيين هذا الدفاع هو أن لا يُفهم منهُ جواز السب والشتم على الإطلاق , بل هو مقيد بما ذكره العلماء من كون الكلام مع من يحارب ويعادي الله ورسوله كما اسلف بيانهُ سابقاً .

( الشاهد الثالث ) هو أنهُ لم يرد تكرار لمثل هذه الألفاظ من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق مسلم إطلاقاً , بل رأينا ما جعلهُ صلى الله عليه وسلم يشتاط غضباً لما هو دونها عندما كانت في حق مسلم , ودونكم ما جرى بين سيدنا بلال وسيدنا ابا ذر رضي الله عنهم أجمعين عندما قال ابا ذر لبلال ( يا ابن السوداء ) فكيف بالله عليكم لو انهُ قال لهُ ( أمصص بظر أمك ) ؟ وحاشاهُ من ذلك . والعجب العجاب أن من عارض هذا الإستشهاد قال : أن غضبه صلى الله عليه وسلم على ابا ذر كان للتعييب في خلق الله !!
ونقول حاشا من تخرّجوا من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم أن ينتقص من صنعة الواحد الأحد .

( الشاهد الرابع ) ما تشهد بهِ مواقف الصديق رضوان عليه من العفو والتسامح ولين الجانب .
( أ ) جاء في شعب الإيمان للبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنهُ قال : [ استطال رجل على أبي بكر الصديق ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، وأبو بكر ساكت ، فلما أكثر انتصر أبو بكر ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاتبعه أبو بكر ، فقال : يا رسول الله ، استطال علي وأنت ساكت ، فلما انتصرت قمت ، فقال : " يا أبا بكر ، إنك ما سكت كان الملك يرد عليه ، فلما انتصرت ارتفع الملك ، وحضر الشيطان ، فلم أكن لأجالس الشيطان ، يا أبا بكر ، ثلاث اعلم أنهن حق : ما عفا امرؤ عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا ، وما فتح رجل على نفسه باب مسألة يبتغي بها كثرة إلا زاده الله بها فقرا ، وما فتح رجل على نفسه باب صدقة يبتغي بها وجه الله إلا زاده الله كثرة ] أهـ
فلم يرض النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق أن يرد على هذا الرجل , الذي ارتكب خطأ كبيراً جداً , وهو أنه تجاوز كل الحدود , فتطاول وسب أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرض لأبي بكر بأن يستخدم حقه الجائز في الدفاع عن نفسه , ولم يرض لهُ أن ينال من الرجل مع انه ارتكب طامة من الطوام , وفعل مصيبة من المصائب .
( ب ) بعث أبو بكر إلى مسطح بن أثاثة فقال: أخبرني عنك وأنت ابن خالتي ما حملك على ما قلت في عائشة ؟ أما حسان فرجل من الأنصار ليس من قومي, وأما حمنة فامرأة ضعيفة لا عقل لها, وأما عبد الله بن أبي فمنافق, وأنت في عيالي منذ مات أبوك وأنت ابن أربع حجج, وأنا أنفق عليك وأكسوك حتى بلغت, ما قطعت عنك نفقة إلى يومي هذا, والله إنك لرجل لا وصلتك بدراهم أبدًا ولا عطفت عليك بخير أبدًا, ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله, فنزل القرآن: { وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا } , فلما قال: { أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ } , بكى أبو بكر فقال: أما قد نزل القرآن بأمري فيك, لأضاعفن لك النفقة وقد غفرت لك, فإن الله أمرني أن أغفر لك. ولهُ الكثير من مواقف العفو رضوان الله عليه لا يتسع المجال لذكرها هُنا خشية الإطالة .

( الشاهد الخامس ) أن من الأمور التي قد تقتضيها المصلحة كما قال ابن القيم آنفاً , التبختر والخيلاء في حال الحروب امام العدو لإرهابهم , مع أن التبختر والخيلاء في المشي منهيٌ عنهُ في غير ذلك , فقد قال المولى سبحانه وتعالى { وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولً } قَالَ قَتَادَة : هُوَ الْخُيَلَاء فِي الْمَشْي ، بل أن النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏، قَال : "‏ ‏بَيْنَمَا ‏ ‏رَجُلٌ ‏ ‏يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ ‏‏مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ ‏؛ ‏إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ ‏ ‏يَتَجَلْجَلُ ‏ ‏إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " ولكنهُ صلى الله عليه وسلم لما رأى أبي دجانة يتبختر في مشيته عند القتال قال : {إن هذه مشية يبغضها الله ورسوله إلا في هذا الموطن } . والدليل على أن هؤلاء القوم الذين يريدون تجويز النطق لمثل هذه الألفاظ على اطلاقها هو أنه عندما اوردنا لهم قول النبي لأبي دجانة وإقرارهُ لهُ في أمرٍ محرم في غير الحرب قالوا : [[ هذا فهمكم لا فهم ابن حجر وابن القيم وابن المنير لأنهما عمما الجواز في غير الحرب , والشتيمة هذهِ لا تكون في الحرب لتشترك مع المشيّة في حكم الحصر ، وأن المصحح لإخراج هذه اللفظة ليس الحرب ولا الكفر بل تأديب المتعدي ! ]] أهـ قولهم ,اقول يا سبحان الله فأين كان موطن تلك المشية التي مشاها ابو دجانة ؟! وأين كان موطن تلك الألفاظ التي صدرت عن الصديق وحمزة رضوان الله عليهم أجمعين ؟! إذا اننا اثبتنا لكم بما لا يدعُ مجالاً للشك أن كلى الحالات المذكورة كانت في مواطن الحرب .
اما احتجاجهم بقول الطحاوي في ( شرح المشكل ) , فأقول لو أن القوم تمعنوا فيه بعين طالب العلم المتبصر لعلموا انهُ حجة عليهم لا لهم . قال الطحاوي في (شرح المشكل) بعد أن روى حديث الباب ما نصهُ : [ ففي هذا الحديث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن سمع يدعو بدعاء الجاهلية ما أمر به فيه ، فقال قائل : كيف تقبلون ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تروون عنه ..... (وساق الطحاوي بسنده حديث ) " الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار " ؟
قال : ففي هذا الحديث أن البذاء في النار ، ومعنى البذاء في النار هو : أهل البذاء في النار لأن البذاء لا يقوم بنفسه ، وإنما المراد بذكره من هو فيه .
قال الطحاوي : [ فكان جوابنا في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن البذاء المراد في هذا الحديث خلاف المراد في الحديث الأول ، وهو البذاء على من لا يستحق أن يبذأ عليه ، فمن كان منه هذا البذاء فهو من أهل الوعيد الذي في الحديث المذكور ذلك البذاء فيه ، وأما المذكور في الحديث الأول فإنما هو عقوبة لمن كانت منه دعوى الجاهلية ، لأنه يدعو برجل من أهل النار ، وهو كما كانوا يقولون : يا لبكر ، يا لتميم ، يا لهمذان ، فمن دعا كذلك من هؤلاء الجاهلية الذين من أهل النار كان مستحقا للعقوبة ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم عقوبته أن يقابل بما في الحديث الثاني ؛ ليكون ذلك استخفافا به ، وبالذي دعا إليه ، ولينتهي الناس عن ذلك في المستأنف ، فلا يعودون إليه ] أهـ

فكلام العلماء الذي استدل به البعض على جواز سب أو شتم المخالف زجراً لهُ ......
أقل ما يُقال فيه أنهُ غير صريح , لأننا نرى أن كلامهم مُقيّد بالكافر الحربي , وغيرنا يراه مُطلق , وإذا تعارض هذا الشيء المُحتمل – إن صح وصفه بذلك – مع النصوص القطعية الناهية عن الشتم والسب , فما هو المُقدّم ؟؟!!

(( الزام )) أرجوا الإجابة عليه بصدق .
ولو سلمنا لكم جدلاً أن جميع الألفاظ التي قالها الصديق وسيدنا حمزة لم تكن في حق غير المسلم ولم تكن في غير مواطن الحرب ,
وأن ( الشتيمة هذهِ لا تكون في الحرب لتشترك مع المشيّة في حكم الحصر ) كماهي دعواكم , فإن هذا يلزم منهُ تجويزكم للمسلم المُعتدى عليه بأن يستخدم مثل هذه الألفاظ والتي منها ( أمصص بظر اللات أو بظر أمك أو يَا ابْنَ أُمِّ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ ) في حق كُلّ مَنَ اعتدى عليه تأديباً لهُ , فهل تقولون بذلك ؟؟
نرجو الإجابة بكل صراحةٍ ودون حياء .

أقول : وكما أن العبد يبلغ درجة الصائم القائم بحُسْنِ خُلُقِه ، فإنّه قد يَحْبَطُ عملُه ويصبحُ من أهل النار بسوء خُلُقِه . وأنت تلاحظ أن الإنسان الفاحش ـ في الغالب ـ يكونُ صفيق الوجه ، قليل الحياء ، يشتمُ لأتفه الأسباب ، ويسُبُّ لأدنى سبب ، بخلاف الحيي فإنه يستحي إذا سابّه أحدٌ أن يردّ عليه فلا يُتوقّع منه أن يبتدئ هو بالسب والشتم .
وهذه المعاني يوضّحها حديثُ أنسٍ رضي الله عنه حيث يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كان الفحش في شيء قط إلا شأنه ، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه . حديث صحيح . أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه .

فيا رسول الله ما عهدناك فاحشاً ، وما عهدتك العرب في جاهلية ولا في إسلام ، وأنّى يكون الفحش من أخلاقك وأنت الذي قال ربك في وَصْفك بقوله :
( وإنك لعلى خلق عظيم ) .
                        شهمٌ تُشيد به الدنيا برمتها             على المنائر من عُربٍ ومن عجم .
والخلاصة
أنهُ من الواجب علينا أن نحسن الظن في الجميع ونقول لعلهم لم يستوعبوا الحكمة والدواعي من حصول مثل هذه الالفاظ , أو انهُ لم يطلعوا على أقوال أهل العلم فيها أو انهُ لم يظهر لهم الدليل على عدم جواز الإطلاق .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . وكتب / عبدالله أبوبكر الشافعي =====================================
منقول من
مدونة الشيخ - عبدالله الشافعي