أعتقد أن الأمر لا يتخطى – في الغالب – سوء التخطيط الذي يلوح في كل زاوية من الزوايا .. ومع ذلك
يظل السؤال ملحا.سوف أتحدث بشكل أقرب إلى التجربة الشخصية من أي شيء آخر ..
كنا نسكن في حي دخل الآن ضمن المنطقة المركزية .. اسمه (باب الكومة) – أو خارج باب الكومة – وكان يفصل بين منزلنا وبين الشارع العام أربعة منازل .. وفي تأريخ لا أتذكره .. ولكنه قبل 1400 هـ. جاء (مشروع) فأزال المنازل الأربعة ضمن ما أزال،فأصبح منزلنا له واجهة جنوبية،وأصبح يطل على الشارع العام.
في ذلك المشروع استثني منزل بشكل غريب،فبقي منفردا،ومتربعا على أربع واجهات .. ثم .. وهذا الجزء لا أعرف تفاصيله،طُلب – بالبناء للمجهول – من صاحبته أن تبيعه .. فرفضت .. وبعد قصة طويلة .. تم هدمه عنوة،ووضعت صاحبته – رحم الله والديّ ورحمها – أثاثها في إحدى غرف منزلنا .. ثم بدأت تفاصيل قصة أطول في البحث عن (حقها) .. وبعد وساطات كثيرة،حصلت على (تعويض) مالي.
بعد سنوات ليست كثيرة .. أتى مشروع (المنطقة المركزية) .. فذهب منزلنا في ذلك المشروع .. وغادرنا منزلنا سنة 1990م.
دون مقدمات .. ودون أن أطيل عليكم .. ها نحن في سنة 2013م .. والحديث عن توسعة جديدة للحرم النبوي الشريف – على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم – وسوف يزيل (المشروع) المنطقة المركزية القديمة .. لينشأ (منطقة مركزية ) جديدة خلف الخط الدائري الأول الذي يحيط بالمنطقة المركزية الحالية .. ولعل بعض المباني التي تعمر في المنطقة المركزية الحالية لا زالت تحت الإنشاء .. بمعنى أن بعض العمائر – والتي كلفت الملايين – سوف تهدم – ويعوض أصحبها – قبل أن تُسكن!!!
جد هذا أم لعب؟!!!
أقل من ربع قرن يفصل بين انتقالنا من منزلنا وبين هذا (المشروع) الجديد!!
وربما بعد ربع قرن – أو ثلاثة عقود – تزال المنطقة المركزية – التي يخطط!!! لها الآن – وتعاد إلى الخلف .. لتُنشأ (منطقة مركزية) ثالثة !!!
هذا أمر لا يكاد يصدق !!
وقد لفتت الدكتورة هتون الفاسي - في مقالة لها حول توسعة الحرم المكي الأخيرة - إلى أن الحرمين الشريفين لا يمكن لهما أن يتسعا لجميع المسلمين مهما تم توسيعهما .. وهذا صحيح،ولا زم هذه الصحة أننا في حاجة إلى تصور هذه الحقيقة .. ووضع المسلمين في تلك الصورة .. ومن ثم يكون هناك (تخطيط) – حقيقي – حتى لو استعنا – بعد الله سبحانه وتعالى – بزرق العيون أو صفر الوجوه .. ينظر إلى مائتي سنة مثلا ..
(حرب مواقف السيارات)
قبل ثلاثة أعوام أو أربعة كنت في مستشفى المدينة الوطني،في اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان .. وقبل أذان العشاء أعلن عن دخول شهر رمضان المبارك ... فخرجت وتوجهت إلى الحرم النبوي الشريف – على ساكنه أفضل الصلاة وأتم التسليم – وظللت أو بت أسبح في بحر من السيارات حتى انقضت الصلاة .. وجزء من صلاة التراويح ..
يومها كتبت كُليمة تحت عنوان ( من يخطط المدينة .. وحرب السيارات) .. وتوقعت أن الحرب القادمة لن تكون (حرب مياه) – وهذا أمر غير مستبعد – وإنما ستكون حرب مواقف السيارات .. والسبب بطبيعة الحال هو عدم وجود وسائل نقل عامة.
أما سؤالي من يخطط المدينة؟
فقد ضربت مثلا واحدا .. شارع السلام .. ذي المسارات الثلاثة أو الأربعة .. تسير فيه ثم فجأة .. ماذا؟!
الحرم أمامك .. انتهى الشارع وعليك العودة .. أي أن الشارع (خنق) .. مما سوف يولد – دون شك – اختناقا مروريا إضافيا !!
وهذا الحقيقة العقلية البسيطة .. يلاحظها الإنسان العادي!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 20/5/1434هـ
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..