فتيات يافعات يتم الدفع بهن إلى عالم التسول لأول
مرة.. ويتعرضن لشتى أنواع الاستغلال، والتحرش
الجنسي، فيما بعضهن بارعات
في استجداء عواطف المارة..! عيونهن تنطق بالعوز، وتتربص بكل من يمر
بالجوار.. والبعض منهن لا يجدن مفراً للتشبث بك، ولا يدعنك تذهب لحال سبيلك
قبل أن تضع ما تيسر فى يد كل واحدة منهن..
فتيات في كل الطرقات،
وبينهن الكثير ممن لم يبلغن الخامسة عشرة بعد.. تراهن قد اتشحن بالسواد،
إلاّ أن حول العيون ما ينبيء بإسراف واضح في وضع مساحيق التجميل.. فهؤلاء
وجدن في النقاب ملاذاً آمناً يمنحهن مزيداً من الجمال، وكثيراً من قلة
الحياء..!
بين هؤلاء الفتيات في تعز من لديها الاستعداد للغواية مقابل
دراهم معدودات، لا.. بل قد تتسامح بجزء من جسدها أمام أغراء ذئب بشري يقف
بسيارته الفارهة على ناصية شارع، ويسيل لعابه للعبث بأجسادهن الصغيرة ولو
لبضع دقائق..
ربما اللقمة، وربما الحاجة، وربما طمع الأسرة أو تفككها،
وربما أسباب أخرى تدفع بفتيات في سن الزهور الى طرق ابواب التسول في
الشوارع.. وهو ما بحثت عنه "نبأ نيوز" في شوارع مدينة تعز، علها تسمع
أصواتهن لمن يهمهم الأمر، فيجدون لهن مخرجاً..
• سبعـــة أفـــــراد تقول
سامية- 15 عاماً- إن والدها الذي أحيل الى التقاعد قبل فترة هو من يأمرها
بالخروج الى التسول في الشوارع وجلب قيمة القات اليومي، حيث إن راتبه لا
يكفي لإعالة بيت تتكون من سبعة أفراد.
• يضربها كل يومفيما
تقول نجاة- 15 سنة- إن والدها يضربها كل يوم اذا هي رفضت الخروج ويتحول
الى ثور هائج اذا لم يجد قيمة القات.. وتؤكد نجاة انها المرة الاولى التي
تخرج فيها الى السوق للتسول ، مضيفة: أتعرض كل يوم للمضايقات من الناس-
وخاصة الشباب- فهم لايرحمون المساكين، ومعظمهم يريد فقط محادثة الفتيات،
وأحيانا يجودوا وأحيانا يتسلوا بنا فقط.
• لمساعدة الأسرةأما
عائشة- 16 سنة- فقد هجرت التعليم الأساسي بسبب ظروف والدها الصعبة، وتقول:
خرجت الى الشارع لمساعدة الاسرة عبر بوابة التسول.. كما تؤكد: انها تتعرض
لمضايقات يومية في الشارع، ولكنها تعودت وأصبحت تعرف كيف تدافع عن نفسها ..
وتضيف: ليس كل حديث يدور بيني وبين شاب في الشارع يريد ان يعطينى
قليلاً من المال معناه اني موافقة على طلبه، بعضهم يعرض عليّ الزواج وبعضهم
يعرض على الذهاب معه الى المنزل وسيعطيني فلوساً كثيرة مقابل تلبية رغبته
لكني أعرف كيف أهرب، وفي النهاية أحصل على ما أريد منه ولا أمنحه شيئا.
• يعطيها رقم هاتفه وتورد
فتحية احمد- 14 سنة- أن معظم الذين يقفون الى جانبها بسياراتهم هم من
الخليجيين.. وتضيف: بعضهم يعطينا ما تيسر في البداية ثم يعطينا رقم هاتفه
لنتواصل معه في وقت آخر حتى يعطينا المزيد، وطبعاً نشعره بموافقتنا ولكن لن
يحصل على شيء منا.
وتؤكد ان الامر لا يخلو من استثناءات فهناك من الفتيات من ترضخ للاغراءات وتوافق وتدفع الثمن غالياً في النهاية.
• الحكم المسبقوتقول
رشا صالح- 17سنة- إن كثيراً من الناس في الشارع لا يتفهم معاناتهن، وأنهن
أجبرن على الخروج الى التسول ويسارعون الى الحكم المسبق عليهن بأنهن بنات
ليل ولا يعرفون إن الظروف قد تكون قاهرة في بعض الاحيان.. ولذلك فكثير منهم
يتحرش بالفتاة، ويفتعل حركات غريبة، ويتلفظ بألفاظ تخدش الحياء.
وتضيف:
أحد الاشخاص عرض عليّ الركوب معه بالسيارة ذات يوم والذهاب معه الى البيت
ووعدني بمبلغ مالي كبير اذا وافقت، ولكني نهرته ولم يرتدع. فحاول أن
يلاحقني من شارع الى آخر وعندما صرخت في وجهه ذهب الى حال سبيله.
• طفلـــة منقبـــةتقول
تغريد إبنة الثانية عشرة التي ترتدي النقاب: إن كثيراً من الشباب عندما
يعطيها عشرة صدقة يضع يده في يدها بقصد التحرش، وبعضهم يدخل معها في حديث
طويل وأسئلة فارغة، القصد منها التسلية فقط.. وعندما سألتها عن سبب
ارتدائها النقاب وهي مازالت طفلة صغيرة قالت: السبب ان النقاب يحميها من
أشياء كثيرة وأول حاجهة أن أهل الحارة لن يتمكنوا من معرفتها حتى لا تتعرض
للاحراج.
• ما فيش مصدر دخلوتقول
زميلتها التي بالغت في وضع مساحيق التجميل الواضحة حول عينيها: إن التزين
بوضع مساحيق التجميل وارتداء النقاب يظهر الجمال أكثر وبالتالي يكسبهن تقبل
الناس لهن.. وتؤكد أن المنقبات يكسبن في اليوم الواحد مبالغ كبيرة أكثر من
الكاشفات.
وحول السبب الذى دفعها الى التسول تقول: والدي معاق ولا
يستطيع الحركة، ونحن في البيت 15 بنتاً وولداً ومافيش معانا مصدر دخل،
ولذلك أنا واختي الصغيرة خرجنا الى الشارع للتسول فمن سيصرف على البيت!؟
• أخـــــــــيراًيمكن
القول ان للتسول في اليمن دوافع وأسباب لا تختلف كثيراً عن [سبابه ودوافعه
في دول عربية أخرى، غير ان ظاهرة تعاطي القات في اليمن أكسبت كل الظواهر
السيئة في البلد أشكال وأطوار مختلفة، منها ظاهرة التسول التي هي الاخرى
لها خصوصية مثل أي ظاهرة أخرى منتشرة في البلد.. فيا ترى ما جدوى المجتمع
المدني إن لم يكن فيه محلاً لهؤلاء الفتيات اللواتي ما زلن في سن الزهور
ويدفعن ثمن الواقع المرير!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..