الأحد، 15 يونيو 2014

ذم اتباع الهوى والتحذير من غوائله

 بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :( ونهى النفس عن الهوى )
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وعلمنا الحكمة والقران وأمرنا بالهدى واتباع سبيل المهتدين وحذرنا من
الضلالة والهوى ومن اتباع سبيل الضالين المنحرفين والصلاة والسلام على نبي الهدى وإمام المتقين وعلى آله الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.أما بعد
فهذا مبحث مهم في ذم اتباع الهوى والتحذير من غوائله والتحرز من دواهيه وعواقبه جمعته لما رئيت حاجتي وحاجة إخواني إليه ملحة خاصة في مثل هذا الزمان الذي انتشرت فيه الفتن والشهوات وبرزت للعيان أمور منكرات تغري النفوس وتأسر القلوب بزينتها وإغرائها و لِما لهذه الآفة من خطر عظيم على المؤمن في دنياه وأخراه فإن في مخالفة هوى النفس وما تشتهيه من اللذات كل خير وفلاح وفي متابعة النفس وما تشتهي كل شر وبلاء اجتهدت قدر استطاعتي في هذا البحث أن أذكر أقوال أهل اللغة في تعريف معنى الهوى وذكر الآيات والأحاديث والآثار وأقوال العلماء من سلف هذه الأمة في التحذير من آفة الهوى وذكرت أسباب اتباع الهوى وطرق العلاج والتحرز منه .

اسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه وان ينفعني به أولا وأن ينفع به إخواني وأن يجعله حسنة لي عنده سبحانه يوم لقاه .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


الهوى لغةً

الهوى هو من مصدر قولهم هوى يهوي .



وكل خالٍ هواء قال تعالى ( وأفئدتهم هواء ) أي خالية لا تعي شيئاً .


قال ابن فارس وهوى النفس مأخوذ من المعنيين جميعا


( أي من الخلو والسقوط )


لأنه خال من كل شيء ويهوي بصاحبه فيما لا ينبغي.


قال الراغب : سمي بذالك لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا على كل داهية وفي الاخرة إلى الهاوية.


قال ابن منظور : وهوى النفس إرادتها وقيل محبة الإنسان الشيء وغلبته على قلبه .



الهوى اصطلاحاً

قال الكفوي ( الهوى هو ميل النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع )
قال المناوي ( الهوى نزوع النفس لسفل شهواتها لباعث انبساطها ويكون ذلك في مقابلة معتلى الروح ).
وقال الراغب ( هو ميل النفس إلى الشهوة )
قال ابن الجوزي ( ميل الطبع إلى ما يلائمه )
اتباع الهوى اصطلاحاً: ( هو إيثار ميل النفس إلى الشهوة والانقياد لها فيما تدعو إليه من معاصي الله عز وجل )

يقول الجاحظ في متبع الهوى

إذا تمكنت الشهوة من الإنسان وملكته وانقاد لها كان بالبهائم أشبه منه بالناس لأن أغراضه ومطلوباته وهمته تصير أبداً مصروفة إلى الشهوات واللذات فقط . وهذه هي عادة البهائم ومن يكون بهذه الصفة يقل حياؤه ويكثر خرقه ويستوحش من أهل الفضل ويبغض أهل العلم ويودُ أصحاب الفجور ويستحب الفواحش ويُسر بمعاشرة السخفاء ويغلب عليه الهزل وكثرة اللهو وقد يصير من هذه الحالة إلى الفجور وارتكاب الفواحش والتعرض للمحظورات..الخ.

قال أبي الحسن الباهلي الأشبيلي في كتابه الذخائر والاعلاق
فصل في تجويح الهوى ونقائصه

( الهوى عصمك الله إله معبود له سلطان شديد يخدمه شيطان مريد فمن عبد أوثانه وأطاع سلطانه واتبع شيطانه ختم الله على قلبه وحُرم الرشاد من ربه فأصبح صريع غيه غريق ذنبه قال تعالى ( أفرءيت من اتخذ إلهه هواه..الأية) وقال تعالى ( ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله ..الأية) وقال تعالى لنبيه داود عليه السلام ( ولا تتبعالهوى فيضلك عن سبيل الله ) ).

قال بعض الحكماء : الهوى خادع الألباب صارف عن الصواب يخرج صاحبه من الصحيح إلى المعتل ومن الصريح إلى المختل فهو أعمى مبصر أصم يسمع .

وسئل الحسن البصري أي الجهاد أفضل ؟

فقال ( جهادك هواك ).


وقال أرسطا طاليس : على قدر بصيرة العقل يرى الإنسان الأشياء فمن سَلِم عقله من الهوى يراها على حقائقها والنفس الكدرة المشبعة لهواها ترى الأشياء على طبعها.


كتب بعض الحكماء على خاتمه :
من غلب هواه على عقله افتضح .


وفي مقصورة ابن دريد :
                                  وآفة العقل الهوى فمن علا             على هواه عقله فقد نجا

قال أحد الحكماء :
إذا بدهك أمران لا تدري في أيهما الصواب فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه فإن الصواب في مخالفة الهوى .

روي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : اقدعوا هذه الأنفس فإنها طليعة تنزع بكم إلى شر غاية إن هذا الحق ثقيل مريء وإن الباطل خفيف وبيْء وترك الخطيئة أيسر من معالجة التوبة ورب نظرة زرعت شهوة ولذة ساعة أورثت حزناً طويلاً.


قال لقمان لابنه : يابني أول ما أحذرك من نفسك فإن لكل نفس هوى وشهوة فغن أعطيتها شهوتها تمارت وطلبت سواها فإن الشهوة كامنة في القلب كمون النار في الحجر إن قدح أورى وإن ترك توارى .

قال الشاعر:
إذا ما أجبت النفس في كل دعوة
                                           دعتك إلى الأمر القبيح المحرم


كان عبدالملك بن مروان كثيرا ما ينشد :

إذا أنت لم تعصي الهوى قادك الهوى
                                                  إلى كل مافيه عليك مقال



قال بعض الصالحين :
الهوى مركب ذميم يسير بك في ظلمات الفتن ومرتع وخيم يقعدك في مواطن المحن فلا تحملنك شهوة النفس على ركوب المذمات والقعود في مواطن الخطيئات.


قال أبو منصور الثعالبي :
هوى الحب داء قديم لم تسلم منه قروم الأقدمين وائمة الأمم وأعلام الإسلام وهوى الشهوات لا يفارق أهل الجهالة المتمسكين بعرى الضلالة والبطالة وهما وإن افترقا في حال فقد جمعتهما الإرادة المركبة في النفس الكامنة في قلوب الجن والإنس.

قال ابن الجوزي في كتابه ذم الهوى :
ينبغي للعاقل أن يتمرن على دفع الهوى المأمون العواقب ليستمر بذالك على ترك ما تؤذي غايته وليعلم العاقل ان مدمني الشهوات يصيرون إلى حالة لا يلتذونها وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها لأنها قد صارت عندهم كالعيش الاضطراري فيلقي نفسه في المهالك لنيل ما يقتضيه تعوده ولو زال رين الهوى عن بصر بصيرته لراى انه قد شقي من حيث قدر السعادة واغتم من حيث ظن الفرح وألم من حيث أراد اللذة فهو كالحيوان المخدوع بحب الفخ لا هو نال ما خُدع به ولا أطاق التخلص مما وقع فيه .

قال الشيخ صلاح عبدالموجود في كتابه القلوب وآفاتها:
إن اتباع الهوى يطمس نور العقل ويعمي بصيرة القلب ويصد عن اتباع الحق ويضل عن الطريق المستقيم فلا تحصل بصيرة العبرة معه البتة والعبد إذا اتبع هواه فسد رأيه ونظره فأرته نفسه الحسن في صورة القبيح والقبيح في صورة الحسن فالتبس عليه الحق بالباطل فأنى له الانتفاع بالتذكر والتفكر أو بالعظة فكلما ضعف نور الإيمان في القلب كلما كانت الغلبة للهوى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
صاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر مالله ورسوله في الأمر ولا يطلبه اصلا ولا يرضى لرضا الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله بل يرضى إذا حصل ما يرضاه هواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه فليس قصده أن يكون الدين كله لله وان تكون كلمة الله هي العليا بل قصده الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو لغرض من الدنيا فلم يكن لله غضبه ولم يكن مجاهدا في سبيل الله بل إن أصحاب الهوى يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلا سيء القصد ليس له علم ولا حسن قصد فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذموا من لم يذمه الله ورسوله وتصير موالاتهم ومعادتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله .

آيات ورد فيها اتباع الهوى في سياق التحذير أو التوجيه


(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ)البقرة (145)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ) الرعد (37)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) النساء(135)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) المائدة(4


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) المائدة (49)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) الأنعام 150


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) ص (26)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) الجاثية 18


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) النازعات (40)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


الأحاديث الواردة في ( ذم اتباع الهوى )


كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء
الراوي: قطبة بن مالك الثعلبي المحدث:الترمذي - المصدر:سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3591 خلاصة حكم المحدث: حسن غريب


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ


إن مما أخشى عليكم بعدي بطونكم و فروجكم و مضلات الأهواء
الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث:الألباني - المصدر:تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 14 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ


سألت أبا ثعلبة الخشني قلت كيف تصنع في هذه الآية قال أي آية قلت { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } فقال لي أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ورأيت أمرا لا بد لك منه فعليك بنفسك وإياك وأمر العوام فإن من ورائكم أيام الصبر صبر فيهن على مثل قبض على الجمر للعامل منكم يومئذ كأجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله
الراوي: أبو ثعلبة الخشني المحدث:الطحاوي - المصدر:شرح مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم: 3/212 خلاصة حكم المحدث: صحيح


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ



كنا عند عمر . فقال : أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن ؟ فقال قوم : نحن سمعناه . فقال : لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره ؟ قالوا : أجل . قال : تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة . ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر . قال حذيفة : فأسكت القوم . فقلت : أنا . قال : أنت ، لله أبوك ! قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا . فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء . وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء . حتى تصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا . فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض . والآخر أسود مربادا ، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا . إلا ما أشرب من هواه " . قال حذيفة : وحدثته ؛ أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر . قال عمر : أكسرا ، لا أبا لك ! فلو أنه فتح لعله كان يعاد . قلت : لا . بل يكسر . وحدثته ؛ أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت . حديثا ليس بالأغاليط .
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 14 خلاصة حكم المحدث: صحيح


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ


ثلاث كفارات وثلاث درجات وثلاث منجيات وثلاث مهلكات فأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ونقل الأقدام إلى الجماعات وأما الدرجات فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه
الراوي: أنس المحدث:المنذري - المصدر:الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/217 خلاصة حكم المحدث: أسانيده وإن كان لا يسلم شيء منها من مقال فهو بمجموعها حسن إن شاء الله تعالى


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ



كل ابن آدم أصاب من الزنا لا محالة ، فالعين زناها النظر ، و اليد زناها اللمس ، و النفس تهوى و تحدث ، و يصدق ذلك أو يكذبه الفرج
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2804 خلاصة حكم المحدث: صحيح


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ



من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين في ( ذم إتباع الهوى )


قال : قال علي بن أبي طالب : إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسى الآخرة ، ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة ، ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل
الراوي: زبيد المحدث:أبو نعيم - المصدر:حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 1/117 خلاصة حكم المحدث: روي عن علي مرسلاً


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقال ابن المبارك:

ومن البلاء وللبلاء علامة

أن لا يُرى لك عن هواك نزوع

العبد عبد النفس في شهواتها

والحر يشبع تارة ويجوع








وقال بشرالحافي رحمه الله ورضي عنه : البلاء كله في هواك . والشفاء كله في مخالفتك إياه . .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
قال الوراق
أَصْلُ غَلَبَةِ الْهَوَى مُقَارَبَةُ الشَّهَوَاتِ ، فَإِذَا غَلَبَ الْهَوَى أَظْلَمَ الْقَلْبُ .. وَإِذَا أَظْلَمَ الْقَلْبُ ضَاقَ الصَّدْرُ.. وَإِذَا ضَاقَ الصَّدْرُ سَاءَ الْخُلُقُ.. وَإِذَا سَاءَ الْخُلُقُ أَبْغَضَهُ الْخَلْقُ .. وَإِذَا أَبْغَضَهُ الْخَلْقُ أَبْغَضَهُمْ ، وَإِذَا أَبْغَضَهُمْ جَفَاهُمْ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

وقال ابن القيم :

ومخالفة الهوى تورث العبد قوة في قلبه ولسانه وبدنه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ


قال الحسن البصري رضي الله عنه:

((الهوى شر داء خالط قلبا ) )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

قال قتادة رحمه الله تعالى :

إن الرجل إذا كان كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا اتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى فقد اتخذ إلهه هواه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

قال ذو النون المصري رحمه الله تعالى:
إنما دخل الفساد على الخلق من ستة أشياء ، الأول : ضعف النية بعمل الآخرة . والثاني : صارت أبدانهم مهيئة لشهواتهم . والثالث : غلبهم طول الأمل مع قصر الأجل . والرابع : آثروا رضاء المخلوقين على رضاء الله . والخامس : اتبعوا أهواءهم ونبذوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، والسادس : جعلوا زلات السلف حجة لأنفسهم ودفنوا أكثر مناقبهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
قال ابن حبان رحمه الله تعالى :
العقل والهوى متعاديان فالواجب على المرء أن يكون لرأيهمسعفا, ولهواه مسوفا, فإذا اشتبه عليه أمران اجتنب أقربهما من هواه لأن في مجانبةالهوى إصلاح السرائر, وبالعقل تصلح الضمائر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :
قال ابن تيميّة- رحمه اللّه تعالى- أضلّ الضّلّال: هم أتباع الظّنّ والهوى، كما قال اللّه تعالى في حقّ من ذمّهم (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى)،[النجم:23] وقال في حقّ نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)،[النجم: 1- 4] فنزّهه عن الضّلال والغواية اللّذين هما الجهل والظّلم، فالضّالّ هو الّذي لا يعلم الحقّ، والغاوي الّذي يتّبع هواه، وأخبر عن نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه ما ينطق عن هوى النّفس، بل هو وحي أوحاه اللّه إليه فوصفه بالعلم ونزّهه عن الهوى.[ مجموع الفتاوى (3/ 384) ]

قال ابن رجب رحمه الله:
"إن جميع المعاصي تنشأ من تقديم هوى النفوس على محبة الله ورسوله، وكذلك البدع تنشأ من تقديم الهوى على الشرع، ولهذا يسمى أهلها أهل الأهواء، ومن كان حبه وبغضه وعطاؤه ومنعه لهوى نفسه كان ذلك نقصًا في إيمانه الواجب، فيجب عليه حينئذٍ التوبة من ذلك والرجوع إلى اتباع ما جاء به الرسول من تقديم محبة الله ورسوله وما فيه رضا الله ورسوله على هوى النفس ومراداتها كلِّها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشّنقيطيّ- رحمه اللّه تعالى-:
إنّ الواجب الّذي يلزم العلم به أن يكون جميع أفعال المكلّف مطابقة لما أمره به معبوده- جلّ وعلا-، فإذا كانت جميع أفعاله تابعة لما يهواه، فقد صرف جميع ما يستحقّه عليه خالقه من العبادة والطّاعة إلى هواه.[ أضواء البيان (6/ 330) ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الشاعر:
إذا ما رأيت المرء يقتاده الهـوى
                                      فقد ثكلته عند ذاك ثواكــــله
وقد أشمت الأعداء جهلا بنفــسه
                                            وقد وجدت فيه مقالا عواذلـه
وما يردع النّفس اللّجوج عن الهوى
                                        من النّاس إلّا حازم الرّأي كامله



من مضار اتباع الهوى


1- من لوازمه دعوى عدم كمال الدين

2 – صاحبه من اعوان الشيطان وأعداء الرحمن

3 – من أقرب مداخل الشيطان إلى الإنسان

4 – طريق موصل إلى كل معصية وفتنة

5- نقصان وتلاشي الطاعة من النفس

6 - مرض القلب ثم قسوته وموته

7 – الاستهانة بالذنوب والآثام

8- عدم جدوى النصح والإرشاد

9- الابتداع في الدين

10- التخبط وعدم الهداية إلى الطريق المستقيم

11- إضلال الأخرين وإبعادهم عن الطريق المستقيم

12- الصيرورة إلى الجحيم وبئس المصير


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ





أسباب اتباع الهوى :


1- عدم التعويد على ضبط الهوى منذ الصغر .

2- مجالسة أهل الأهواء ومصاحبتهم .

3- ضعف المعرفة الحقة بالله والدار الآخرة.

4- تقصير الأخرين في القيام بواجبهم نحو صاحب الهوى.

5- حب الدنيا والركون إليها مع نسيان الآخرة.

6- الجهل بالعواقب المترتبة على اتباع الهوى.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ


علاج اتباع الهوى :

1- التذكير بعواقب اتباع الهوى والتفكر في ما يؤدي إليه فكم فوت من فضيلة وأوقع في رذيلة وكم من زلة أوجبت انكسار جاه وقبح ذكر مع إثم غير ان صاحب الهوى لا يرى الا الهوى

2- الانقطاع عن مصاحبة أهل الأهواء ومصاحبة أهل الصلاح

3- التعرف على الله حق المعرفة بأسمائه وصفاته عز وجل

4- الوقوف على سير أصحاب الأهواء وعاقبتهم

5- التعرف على سير من عرفوا بمجاهدة النفس والهوى مثل عمر بن عبد العزيز و الحسن البصري ومحمد بن سيرين والفضيل بن عياض وعبدالله بن المبارك وغيرهم كثير

6- التحذير من الركون إلى الدنيا والاطمئنان بها

7- الإستعانة بالله واللإلتجاء إليه سبحانه

8- مجاهدة النفس وحملها على التخلص من أهوائها وشهواتها

9- تذكر أن السعادة والفلاح والفوز في اتباع الشرع

10- التفكر في أن الإنسان لم يخلق للهوى وإنما هيئ للنظر في العواقب والعمل للآجل

11- تصور العاقل لانقضاء غرضه من هواه ثم يتصور مدى الأذى الذي يحصل له عقب اللذة

12- التدبر في ما يحصل له من عز الغلبة إن ملك نفسه وذُل القهر إن غلبته نفسه

13- التفكر في ما في مخالفة الهوى من اكتساب الذكر الجميل في الدنيا وسلامة النفس والعرض والأجر في الأخرةثم يعكس ويتفكر لو وافق هواه في حصول عكس ذلك إلى الأبد من كان يكون يوسف لو نال تلك اللذة فلما تركها وصبر عنها بمجاهدة ساعة صار من قد عرفت



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
جمع وإعداد الفقير إلى عفو ربه
تركي الغامدي أبو فيصل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة -أو- ذات صلة بالموضوع :

الهوى: معناه، ذمّ إتباعه وفضل مخالفته، وطرق دفعه

إتباع الهوى

الهوى وأثره في الخلاف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..