في حوار أجراه طه العيسوي في /
03 سبتمبر 2014 لـ مصر العربية:
هناك من ينظر للسيسى باعتباره الحاكم المتغلب وعلينا دعمه حفاظا على باقى الدماء.. فما ردكم؟
الشيخ الحوينى قال إنه التزم الصمت لأننا فى فتنة.. فهل نحن فى فتنة حقيقية.. وما تقييمكم لمواقف الشيخ محمد حسان والحوينى ومحمد حسين يعقوب؟
التعليق :
النشر هنا ليس قناعة بما يطرحه هذا الرجل ، لكن لبيان الفكر الذي يعتنقه !
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
- الحراك الاحتجاجي يحتاج قيادة رشيدة لديها رؤية واضحة
- الصراع الحالي سيطول ويتسع.. والمعركة في أصلها صفرية
- مواقف "النور" لا تمت بأدنى صلة للفقه السياسي في الإسلام.. وتربوا على الاستكانة للطواغيت
- السيسي ليس حاكما متغلبا.. والشريعة منزهة عن هذا العبث
- تدخل الكنيسة يجعل ما حدث بمثابة ردة على الفتح الإسلامي لمصر
- أقول للشيخ الحويني: يسع مشايخنا السكوت ليسلموا من الإثم
قال الدكتور عطية عدلان، رئيس حزب الإصلاح والقيادى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، إن الحراك الاحتجاجى
المناهض للنظام يقل امتداده أفقيا بينما يزداد رأسيا؛ بمعنى أن أعداد
المتظاهرين فى الشوارع تقل، لكن الشارع يبنى بناء جديداً، متخلصًا من ما
وصفه بآفات الاستعجال والارتجال، حسب قوله.
وأضاف -فى حوار خاص لـ"مصر العربية"- أنه لا ينقص هذا الحراك الاحتجاجى إلا قيادة رشيدة لديها رؤية واضحة، وعندها القدرة والمسئولية لاتخاذ القرارات المناسبة فى الأوقات المختلفة.
وأشار إلى أن من بين أبرز الأخطاء التى وقعت فيها الإخوان والتيار
الإسلامى هى اختيار الطريق الإصلاحى على الثوري، والجلوس مع المجلس العسكرى
بطريقة فردية سرية، والفشل فى احتضان الشباب الثائر واستيعابه، وعدم
القدرة على تطوير الخطاب بما يناسب النقلة الكبيرة بعد يناير، وهرولة
الجميع إلى التجربة السياسية وتركهم وإهمالهم لمجالات أكثر أهمية، والفشل
فى التعامل مع الإعلام، والإقصاء والتنكر من البعض للبعض.
ورأى "عدلان" أن تدخل الكنيسة فى المشهد يعطى النظام القائم بعدًا كبيرًا ويجعله ردة على الفتح الإسلامى لمصر، على حد قوله.
وإلى نص الحوار:
كيف تنظرون للتطورات السياسية الراهنة بشكل عام؟
التطورات السياسية الراهنة تتحكم فيها -بشكل عام- عوامل داخلية وخارجية
(إقليمية ودولية)، وآثارها بطيئة لكنها تراكمية قد تنفجر بطريقة فجائية
عندما تبلغ حدها الأعلى، فصعود داعش -بقطع النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا
معها- وذلك الانتصار الاستراتيجى الذى حققته غزة.
والتقدم الكبير الذى أحرزه الثوار فى ليبيا على حساب قوات حفتر، إضافة إلى
الإخفاق الكبير للنظام الحالى بمصر فى إدارة البلاد وفى تحقيق مطالب الشعب
أو حتى الحفاظ على وضعه القديم على سوئه، كل هذه الأحداث التى لم تكن
متوقعة أحدثت هزة كبيرة فى حسابات القوى، سيكون لها أثرها على الكثير من
العلاقات.
وربما تؤدى إلى إعادة هيكلة كاملة لخريطة التحالفات
فى المنطقة ولتقسيمات المصالح وإعادة ترتيبها؛ مما سيترتب عليه حتما
تغيرات كمية ونوعية فى الوضع السياسى فى الداخل المصريّ، وهذا بذاته لا
يسقط النظام، وإنما يهيء الساحة لمن يحسن استغلال الظروف ويحسن الترتيب
لها، أما فى الداخل المصرى فاكتساب النظام لجملة من الاستحقاقات التى فرضها
لنفسه لا تقدم ولا تؤخر فى المشهد الكبير.
ما الذى وصل إليه الحراك المناهض للنظام فى ظل استكمال خطوات "خارطة الطريق"؟
الحراك المناهض للنظام الحالى يقل امتداده أفقيًا ويزداد مداه رأسيًا؛
بمعنى أن أعداد الخارجين فى الشوارع تقل، لكن الشارع يصقل ويبنى بناء
جديداً، متخلصا من آفات الاستعجال والارتجال، ولا ينقص هذا الحراك إلا
قيادة رشيدة لديها رؤية واضحة، وعندها القدرة والمسئولية لإتخاذ القرارات
المناسبة فى الأوقات المختلفة.
أما استكمال ما يسمى بخارطة المستقبل فبعد أن مضى بهذه الخطوات الباهتة
المفتقدة لأدنى مستويات الزخم والترحيب الشعبي، فلا أحسب أنه عاد مؤثراً فى
حسابات التواقيت أو التأجيل والتعجيل؛ فمستوى شرعية النظام لم يحدث له
تقدم ملحوظ.
فلو أن انتخابات الرئاسة مثلاً أو الاستفتاء على الدستور حظى بزخم شعبى أو
تجاوب يمهد لإقرار ضمنى لكان محتملاً أن يقول قائل: هذه شرعية جديدة نبنى
عليها وننسى الماضي، لكن الذى حدث ولا يزال يتزايد بمر الأيام هو خذلان
مزلزل يشى بأنّ حالة من السخط وعدم الرضا تغمر السامنين والمتحركين وتغرق
الصامتين والناعقين.
هل ترون أن المعركة صفرية أم أنها قابلة للحل السياسي.. وكم ستستغرق من الوقت؟
المعركة فى أصلها صفرية، وكل مقومات النهايات الصفرية تحملها معادلة
الصراع القائم، وبرغم ذلك تعرض بين الفينة والفينة مبادرات ومقترحات، وهى
بالنسبة للسلطة الحالية سيناريو لإخراج الصفر الذى سيغنمه أرباب الشرعية
إخراجاً يقلل من رقم الفاتورة المدفوعة فى المعادلة لتصديره، ومقابل الصفر
يأخذ النظام- بأقل قدر من الخسائر - نسبة المائة بالمائة من الحصاد، وهى
بالنسبة لأنصار الشرعية سراب يراه البعض ماءً ويراه البعض على حقيقته
سراباً كاذباً خداعاً، فيقع الارتباك والتدافع.
ولكن فى كل مرة يأوى الجميع إلى شجرة الاحتياط وسد الزرائع، وفئة منهم
تملك رؤية ولا تملك صوتا، والأكثرية تشنف الآذان وتستطلع الآفاق لعل بارقة
أمل تبرق فى أفق منها.
وحسب معطيات الواقع، وحسب سنن التدافع وسنن قيام الأمم وسقوطها فإن الصراع
سوف يطول، سوف يطول ويتسع وسوف يخرج إلى نطاق غير محلى ينحاز فيه كل فصيل
إلى شبهه ونظيره، وتعرف فيه كل أخت أختها، وتهتدى فيه كل ضالة إلى قطيعها.
وما أبرز الاخطاء التى وقع فيها الإخوان والتيار الإسلامي؟
الخطأ الأول هو اختيار الطريق الإصلاحى على الطريق الثوري، والثانى هو
الجلوس مع المجلس العسكرى بطريقة فردية سرية، والثالث: الركون إلى الذين
ظلموا، والرابع: الفشل فى احتضان الشباب الثائر واستيعابه، والخامس: عدم
القدرة على تطوير الخطاب بما يناسب النقلة الكبيرة بعد يناير، والسادس:
هرولة الجميع إلى التجربة السياسية وتركهم وإهمالهم لمجالات أكثر أهمية.
والسابع: الفشل فى التعامل مع الإعلام، والثامن: عدم القدرة على التجاوب
مع إيجابيات التعددية السياسية الإسلامية والفشل فى التخلص من آفاتها،
والتاسع: الإقصاء والتنكر من البعض للبعض، والعاشر: ترك الإعداد للحظة التى
لم يكن من المنطق ولا المعقول تجاهلها، والحادى عشر: غياب وتغييب دور
العلماء الربانيين.
وكيف ترون وضع "الإخوان" والإسلاميين حاليا.. وما هو مستقبل التيار الإسلامي؟
كل يوم يمر يضيف للإسلاميين على وجه العموم والإخوان على وجه الخصيص
رصيداً جديداً، لكن ببطء شديد، ويخصم من رصيد السلطة الحالية بسرعة ملحوظة،
والفارق يخرج من سياق الصراع، ووضع الإخوان غاية فى الصعوبة؛ فكل
القياديين من الصفوف العليا ما بين معتقل ومطارد وملاحق، والحضانة الشعبية
عنهم منفضة، والمجتمع الدولى المنافق يدير لهم ظهره انتظارًا لتنازلات فجة،
وهم معتصمون بالصمود لائذون بالثبات، لكنهم على وجه العموم لا يزالون
محافظين على وجودهم ككيان فاعل مؤثر.
وسائر الإسلاميين مستقبلهم مرهون بمصير "الإخوان" وبخياراتهم، لا يملكون
فرض شيء عليهم ولا يستطيعون الانفراد بالمشهد ولا يرون ذلك من الحكمة. حتى
الذين يعادون الإخوان من الإسلاميين كحزب النور -مثلا– يجب أن يدركوا أنّ استمرار الحراك الإخوانى أو وصوله إلى نتيجة جيدة هو فرصتهم الوحيدة، وإن رفضوها.
وكيف تقيم مواقف حزب النور والدعوة السلفية الداعمة تماما لخارطة الطريق؟
مواقف هؤلاء تتفق مع فقههم وطبيعة تربيتهم، ففقههم الذى لا يمت بأدنى صلة
للفقه السياسى فى الإسلام، ولا يعرف من السياسة الشرعية إلا بقدر ما يتساقط
من البنّاء بعد إتمام البناء، هذا الفقه ينتج لهم ولاتباعهم صورة غاية فى
الغرابة، فالإخوان فرقة ضالة نارية خارجة عن أهل السنة والجماعة، والطواغيت
حكام لا يجوز التظاهر ضدهم ولا الخروج عليهم.
وقد تمت تربيتهم على الاستكانة للطواغيت والنهش من عرض إخوانهم، وهو ما
يدفعهم دفعاً للوقوع طوعًاً أو كرهًاً فى أعراض المسلمين، وللتمجيد رغبًا
ورهبًا فى الظالمين.
وفى الواقع فإن هؤلاء يحرقون أنفسهم ويكتبون نهاية
دعوتهم بأيديهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
هناك من ينظر للسيسى باعتباره الحاكم المتغلب وعلينا دعمه حفاظا على باقى الدماء.. فما ردكم؟
من يقول بأن السيسى حاكم متغلب فهو أجهل بالفقه السياسى الإسلامى من جهل
الدابة بما فى رأس راكبها من الخواطر، لا يأخذ وصف الحاكم المتغلب إلا من
كان مقيماً لكتاب الله، ولا يأخذ هذا الوصف من المتغلبين من كان تغلبه على
وجه الخروج على الحاكم الشرعيّ، لأنّ الأمة مأمورة بنصر الحاكم الشرعى على
من خرج عليه، كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه".
" من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه".
وبالتالى فلو أمرنا بالطاعة لهذا الخارج (السيسي) لتضاربت نصوص الشريعة
وأحكامها، والشريعة منزهة عن هذا العبث، ويمكن أن يكون من صور المتغلب أن
يموت الإمام فيبايع لرجل فى أفق من الأرض ويبايع لآخر فى أفق آخر،
فيقتتلان، وكلاهما مقيم لكتاب الله، فإن كانا متأولين والحق متردد بينهما
فهى الفتنة التى رأى بعض العلماء وجوب اجتنابها ورأى البعض الآخر وجوب
القتال مع من يعتقد أن الحق معه.
وإن كان الحق ظاهرًا مع أحدهما كان الآخر باغيًا ووجب الإصلاح ثم قتال من
بغى، حتى يفيء إلى أمر الله. فإن كانت فتنة وتغلب أحدهما واستقر له الحكم
واستتب له الأمر وجب السمع له والطاعة لحقن الدماء، ولئلا يبقى سيف المسلم
مسلولا على المسلمين مغمودًا على الكافرين، وعندئذ يقال نحن مع من غلب
ويكون حاكما متغلباً، وهل يكتسب شرعيته بمجرد استباب الأمر أم لابد من
مبايعة أهل الحل والعقد له وجوباً: قولان مشهوران للعلماء، والله تعالى
أعلم.
الشيخ الحوينى قال إنه التزم الصمت لأننا فى فتنة.. فهل نحن فى فتنة حقيقية.. وما تقييمكم لمواقف الشيخ محمد حسان والحوينى ومحمد حسين يعقوب؟
أجل هى فتنة، ولكنها ليست فتنة بالمعنى الذى قصده، وإنما هى فتنة بالمعنى
الوارد فى قول الله تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله"
فترك النظام دون مدافعة هو الفتنة، والفتنة هى الوضع المضاد لوضعية أن يكون
الدين لله.
أما أن يوصف نضال الأمة ضد من خرج عليها بالسيف يغتال إرادتها ويقفز على
شرعيتها، ويسلبها أمرها، ويقتل ويسجن أبناءها؛ بأنه فتنة بالمعنى الوارد فى
تاريخ السلف ويسوى بين هذه الصورة وبين صورة الصراع بين على ومعاوية رضى
الله عنهما؛ فهذا هو التضليل والتزوير فى أبشع صوره.
ويسع مشايخنا السكوت ليسلموا من الإثم، ويبقى الواجب معلقاً فى رقابهم، واجب البيان، "لتبيننه للناس ولا تكتمونه".
وما هى رؤيتكم لمواقف الكنيسة والأزهر لما يجري؟
أرى أن تدخل الكنيسة يعطى النظام بعدًا كبيرًا ويجعله ردة على الفتح
الإسلامى لمصر، ودخول الأزهر والكنيسة يضفى ظلال الثيوقراطية على المشهد
السياسى للنظام، ويفضح علمانييهم الداعمين لهم، وهؤلاء هم رجال الدين الذين
باعو آخرتهم بدنياهم.
التعليق :
النشر هنا ليس قناعة بما يطرحه هذا الرجل ، لكن لبيان الفكر الذي يعتنقه !
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..