بناء الخطبة
المبنيُّ (اسماً كان أو فِعْلا أو حَرْفاً) يُبْنَى على حركةِ
آخِرِهِ، لا يُستثنى من ذلك إلا فِعْلُ الأَمْرِ. - فـ (هذا، ذهبْتُ، عَنْ)
مبنيةٌ على السكون. - و (أينَ، ذهبَ، أو العطف) مبنيةٌ على الفتح.
- أما الحروفُ فكُّلُّها مَبْنِيَّةٌ. - وأمَّا الأفعالُ:
فالفِعْلُ الماضي وفِعْلُ الأَمْرِ مَبْنَّيانِ دائماً، والفِعْلُ
المضارِعُ مُعْرَبٌ إلا إذا اتَّصَلَتْ به نونُ النِّسْوةِ أو نونُ
التوكيد.- وأما الأسماءُ فالأَصْلُ فيها أنها مُعْرَبةٌ، والمبنيُّ فيها
قليلٌ أَشْهَرُهُ عَشَرةُ أسماءٍ
-هناك كلماتٌ على آخِرِها حركاتٌ تَتَغَيَّرُ بتَغَيُّر إعرابِها؛ ولذا كان
إعرابُها واضحاً لدلالةِ هذه الحركاتِ عليه، ومِنْ ثَمَّ كان معناها في
جُمْلتِها واضحاً، نحو: (محمدٌ - محمداً- محمدٍ)، فنعرِفُ أنَّ (محمدٌ)
حُكْمُهُ الإعرابيُّ الرَّفْعُ لدلالةِ الضَّمْةِ عليه،
الإقناع الخطابي »
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
مقدمة الخطبة وخاتمتها (1/2)
طريقة مختصرة في تحضير الخطبة
ولا يظن أن تحضير الخطبة يدل على عجز الخطيب، أو على ضعفه العلمي؛
بل يفتخر بعض الخطباء إذا سُئل عن موضوع الخطبة قبلها - بقوله: الذي يفتح
الله به! بل إن لتحضير الخطبة فوائد عظيمة؛ منها:
عناصر الخطبة (1/2)
بعض الخطب تخلو من الربط بالواقع، بل تخلو أحيانا من آية أو حديث
أو قصة مشوقة، وهذا يرجع إلى أن بعض الخطباء قد يحضر خطبته في أقل من ساعة،
ثم يخرج يلقيها على الناس دون أن يعي ولو بعض جوانبها، فلنعلم أحبتنا أن
الخطيب في كل أسبوع يقدم فكره، وثقافته للناس.
بناء الخطبة »
و قد ينازع بعض المتخصصين في الخطابة وأساليبها وأبوابها محتجين بأن
شخصية الخطيب تذوب في النصوص. وهذا غير صحيح؛ لأن قدرة الخطيب على جمع
النصوص، وحسن عرضها في خطبته، وقوته في الاستدلال بها، وانتزاع ما يفيده
منها؛ إن لم يكن أعلى من جودة الأسلوب في الدلالة على براعة الخطيب فليس
بأقل منها، وتصح المنازعة
تتألَّف الخطبة - من حيث إطارُها العام وهيكلها - من مقدمة وخاتمة،
ومن موضوع يربط بين مقدمة الخطبة وخاتمتها، ويكون الموضوع هو حلقة الوصل
بينهما، وقد تناولنا عناصر الموضوع، وما ينبغي للخطيب أن يراعيه عند
اختياره للموضوع، وسنتكلم فيما يلي بشيءٍ من التفصيل عن مقدمة الخطبة
وخاتمتها، وبالله التوفيق.
بعض الخطب تخلو من الربط بالواقع، بل تخلو أحيانا من آية أو حديث أو
قصة مشوقة، وهذا يرجع إلى أن بعض الخطباء قد يحضر خطبته في أقل من ساعة،
ثم يخرج يلقيها على الناس دون أن يعي ولو بعض جوانبها، فلنعلم أحبتنا أن
الخطيب في كل أسبوع يقدم فكره، وثقافته للناس.
إن مثل هذه المواقف المخرج منها هو أن يكتسب الخطيب مهارات التفكير
الناقد، ويتدرب عليها ويمارسها وينميها، وهذه المهارات تمثل فارقاً جوهرياً
بين مواقف العجز أو الشك التي قد يجد فيها الخطيب نفسه، لعدم امتلاكه
القدرة على التمييز بين الغث والسمين والصالح والفاسد، والخطأ
والصواب.
أول خطوة في التخطيط للخطبة هي معرفة جمهور المستمعين فعليك مثلاً
أن تعي طبيعة المجموعة التي ستتحدث إليها والقضايا التي تهم الحاضرين، ومن
تحدث إليهم قبلك، وما مواقف المستمعين تجاه موضوع الحديث كما ينبغي التعرف
على أي عناصر مشاكسة موجودة بين الحاضرين والعناصر "الصديقة" أو المتعاطفة
مع آراء المتحدث.
وتتجلّى أهمية الحديث عن الخطابة بشكل مكثّف ومؤكد في ما نشهده في
واقعنا المعاصر من انتشار وتغلغل وسائل الإعلام وتقنية المعلومات، وتنوّع
وسائل العرض، حتّى أصبح العرض والإلقاء فنّاً مستقلاً له مدارسه ومناهجه،
وما خطبة الجمعة إلا مجال رحب للاستفادة من كل الوسائل المتاحة للارتقاء
بأسلوب الخطابة المؤثّر
الخطيبُ الربّانيُّ لا تستهويهِ الكثرة ولا الوفرَةُ ولا الشُّهرةُ
فيتكلّم كلامًا أو يُجيبُ جوابًا حول شخصٍ أو هيئةٍ أو دولةٍ أو حادثةٍ لم
يستقصِ عنها أو موضوعٍ حسّاسٍ يحتاجُ إلى هيئةٍ علميّةٍ وسبرٍ ودراسةٍ،
يُغامرُ بالإجابةِ فيه ويجدُ لذّتَهُ النفسيّة والاجتماعيّة في الحال، ثمّ
يندمُ عليه أبدَ
هذا التدريب الهدف منه إتقان العَرض وإخراج الرسالة الخطابيّة في
أحسن وأدقّ صورِها، حيثُ يُجرّبُ الخطيبُ توظيفَ ما استطاعَ من المهارات
والإبداع في الأقوال والأفعال والحركات والسّكنات وتوزيع النّظرات، وتجسيدِ
المشاعر، وتنويع أساليب الإقناع والتأثير، واضعًا كل شيء في محلّه الصحيح
من حيثُ يُؤثّرُ
نحو خطبة بانية (2/2)
إن المجتمع -وإن اختلفت توجهات بعض مكوناته- لا بد أن يعتبر المعطى
الديني عنصرا إيجابيا يجب توظيفه في الانتقال بالإنسان نحو آفاق الارتقاء
وولوج مجالات النهوض، وإلا فإن كل محاولة للتغيير تناهض جوهر الإسلام تؤول
إلى عامل توتر وصراع يخلخل تماسك المجتمع ، ولعل من إشارات نضج المجتمع
العربي ووعيه حاليا
نحو خطبة بانية (1/2)
إن الإسلام وهو يشرع فرضية صلاة الجمعة ويجعل الخطبة فيها فعلا
ضروريا ومركزيا، قد عول -ولا شك- على أهمية الكلمة الواعية والهادفة
الجامعة بين متانة المنطق وقوة الحجة، وبين رقة الخطاب وإشراق الكلمة
الكفيلة باختراق القلوب والوجدان، وقد أراد الإسلام أن تكون روحانية الصلاة
وإيحاءات المكان وجلال الموقف
الخطيب وقصص القرآن الكريم (2-2)
وقد يعمد بعض الخطباء إلى اختيار موضع واحد من القرآن وردت فيه
القصة، فيسوقها كما وردت فيه، مع استخلاص العبر والدروس من ذلك الموضع،
وهذا حسن، إلا أنه لا يتأتَّى في المواضع التي جاءتْ فيها القصة مطولة؛ مثل
الأعراف وطه والشعراء والقصص، وإلا لأطال على الناس، كما أن فيه إهمالاً
لتفصيلاتٍ كاشفة لأمور
الخطيب والقصة
إن أكبر مشكلة تواجه الإنسان سواء كان مدرباً أو محاضراً أو خطيباً مبتدئاً
هو عدم الثقة بالنفس والتردد والخجل والحرج والخوف والرهبة أمام
المستمعين، لذا فإنه يمكننا أن نوصي بالوصايا الخمسين التالية:
• استعن بالله
ولَمَّا كانتِ الإشارة باليد ممَّا يكثر استعمالُه للتعبيرِ عن
المعاني، وخاصَّة مِن لدن الخطيب الذي يرْتَقي المِنبر، أو الواعِظ الذي
يُلقي درسًا أو محاضرة؛ وجَب التنبيهُ على بعضِ الأمور، تجعَل الخطيب
متوازنًا معتدلاً في تصرُّفاته وحركاته، كما هو مطلوبٌ منه أن يكون
متوازنًا معتدلاً في كلامِه وطرْحه
ولا يَعْني استغناءُ الأوائل عن الخُطبة من الورقة عدمَ استعدادهم
وإعدادهم للموضوع ومعالِمه الرئيسة، بل الأدلَّة تُشيرُ إلى اهتمامهم
بتحضيرها، ولو قُبَيل ارتقائهم المنبر، ومِن ذلك: قول الخليفة الراشد عمر
بن الخطاب - رضي الله عنه -: "وقد كنت قد زورتُ في نفسي مقالة"[1]، وهذا
الاهتمام ينبُع مِن حبِّهم
وقد يتعود الخطيب بعض تلك الأشياء، فتصبح ملازمة له بدون حاجة،
فليحذر المتكلم التعود عليها، وأحسن طريق لتجنُّب هذه العيوب، هو حسن
التحضير، والإيجاز في التعبير، والتمهُّل في الإلقاء، حتى يكون كلامه بقدر
ما يسعفه تفكيره.
النوع الأول: خطيب قارىء بمعنى أن الخطيب يقوم بإعداد الخطبة من
المصادر المعتمدة ومن ثم يقوم بقراءتها على جمهور المصلين, والخطبة المعدة
والمقروءة لها إيجابيات منها: تحقيق وحدة الموضوع في الخطبة وهذا أمر هام,
عدم تشتيت أذهان السامعين, الالتزام بالوقت المطلوب, اطمئنان الخطيب أثناء
إلقاء الخطبة. وفي
وقد كان من عادة السلف الصالح أن لا يتولى أحد منهم أمر الخطابة
إذا لم ير من نفسه القدرة عليها، أو أنه أهل لها، كما أن السلف رحمهم الله
لم يجعلوا الخطابة نوعاً من الأداء الوظيفي العادي، أو التكسب المالي، وما
ذاك إلا لإحاطتهم بعظم شأنها وعلو مكانتها، فإن الخطيب ينبغي أن يكون
عالماً بما يقول وما يذر،
إن إجادة الخطيب وتقيميه يجب ألا تقتصر على الجوانب الشكلية
والنمطية لمواصفات الخطبة والخطيب، ففي الموقف السابق نجد أن الخطيب قد
أفتقد جانباً مهماً، ألا وهو الجانب الاجتماعي، فقد كان الخطيب مُستغرقاً
نفسياً وفكرياً في الالتزام بالنواحي الشكلية فيما يتعلق بالخطبة، وما
يتعلق بمظهره الخارجي أيضاً،
إن ذكر الحقائق والقصص في بداية الحديث يجذب الانتباه، فعندما
تتعالى الأصوات في نقاش حاد عن "سبب الأمية في الدول العربية" مثلاً، تكون
أفضل طريقة لجذب الانتباه هي أن تقول: "هل تعلمون أن الأمية انخفضت إلى
نسبة كذا في عام كذا حسب آخر تقرير رسمي نشر مؤخرًا ؟ وستجد
فإنها تثير الاهتمام عند المتلقي، وتحفزه للتفكير، وكلما كان
السؤال عميقًا، ملامسًا لحاجات المتلقين؛ كان أكثر تحريكًا لدواخلهم، وقد
احتوى القرآن الكريم على أكثر من ستمائة سؤال، لم يكن المراد في أكثرها
الجواب، بل المراد هو التفكير، وكثيرًا ما كان...
« | 1 | » |
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..