الخميس، 22 يناير 2015

قصة عبد الرحمن الصالحي مع إبنه " رحمهما الله " و الأبيات

فقد الشاعر عبدالرحمن بن حمدان الصالحي من أهل الرس ابنه ( حمدان ) في حادث مروري قبل شهرين
وبعد دفنه صار والده يدق على جوال ابنه وهو يعرف انه ميت  فقال هذه الابيات:


ادق لي رقـــمٍ وراعـــيه مدفـون
                                        حسبــت جواله لــيادق يوحـيه
مااقول لاصاحي ولا اقول مجنون
                                        اقول ملهـــوفٍ على صوت راعيـه
مافي عيوني غير زوله بها الكون
                                       وصوته يناديني وانا اقـول لبيه
تكفـــون ياللي في سميّه تنادون
                                   تكـفون يكفي .. مابقــلبي مكفيه
كان العـرب للّي يمـوتون ينسون
                                             والله لا دالــه ولانـي بناسيه

ولم يلبث أن لحق الوالد بولده يوم السبت 1436/3/26
رحمه الله رحمها واسعه واسكنهما فسيح جناته.

[١٠:٠٤ م ٢١‏/١‏/٢٠١٥] SULAIMAN:


أبو بدر :
قصة الصالحي و لحاقه بولده
ذكرتني في بيت قاله الشاعر في العصر العباسي في مرثية من عيون الشعر لولده من ابياتها ما يشير ان وفاة الابن قد يسارع بوفاة الأب والبيت:
                 وَلَـدُ المعـزَّى بعـضُـهُ فــإذا مـضـى              بـعـضُ الفـتـى فالـكـلُّ فــي الآثــارِ

قصيدة التهامي كاملة مع الشرح

الإبداع الإنساني في الشعر العامي

التهامي
(..... ـ 416هـ )
(..... ـ 1025م )

أبو الحسن / علي بن محمد بن فهد التِّهَامِي

أختلفت آراء الباحثين حول المكان الذي نشاء فيه ، والمرجح أنه من مكة ؛ لقوله وهو في السجن :

أهذا التهامي من مكة= برجليه يسعى إلى حتفه

وقوله :

على أهل مكة مني السلام = ومن يصفيني الود أو أصفه

والراجح أنه ولد في أوائل النصف الثاني من القرن الرابع الهجري

كان له ولد واحد هو الحسن ، وقد توفي صغيراً في مدينة الرملة ، ورثاه الشاعر بثلاث قصائد .

وكان التهامي نِضْوَ سفر وحليف رحلة ، تنقل من مكة إلى دمشق ، ثم إلى طرابلس ثم بغداد ، فالرِّي ، فالرملة ، فالموصل ، فآمد ، فميّا فارقين ، فحلب ، فالأنبار ، حتى أنتهت به الرحلة في القاهرة ، تلك التي خُتمت بها رحلته في الدنيا حيث لقي نهايته سجيناً في خزانة البنود في القاهرة في التاسع من جماد الأولى سنة 416هـ

كان التهامي شديد الذكاء ، محباً للعلم والمعرفة ، وقد أجاد في الشعر وكان أجود شعره في الرثاء ورثاءه كان وقفاً على ابنه الحسن المكنى بأبي الفضل ، كتب فيه ثلاث قصائد من عيون المراثي :

ومطلع الأولى :


حكم المنية في البرية جاريمـــا هـــذه الـدنـيـا بــــدار قــــرارِ

ومطلع الثانية :


أبا الفضل طال الليل أم خانني صبريفخُـيـل لــي أن الكـواكـب لا تـسـري


ومطلع الثالثة :


أتى الموت من حيث لا أتقيوخــان مــن السـبـب الأوثـــقِ

ومرثيته الأولى من عيون الرثاء في الشعر العربي كله ، قديمه وحديثه ، ولذلك كانت سبب شهرته ، فأثنى عليها كثيراً من الأدباء والنقاد .

وروي أن أبا العلاء المعري لما سمع هذه المرثية استحسنها وكلما وَرَدَ عليه أديب استنشده إياها ، حتى وَرَدَ عليه التهامي وهو بالمعَرّة ولم يكن عرف بقدومه ، فقال المعري للتهامي : أتروي قصيدة التهامي التي رثى بها ولده أبا الفضل ؟
فقال : نعم.
فاستنشده أياها ، فلما أتمها قال أبو العلاء : أحسنت ولأنت صاحبها التهامي؟
قال : نعم .
قال له المعري : أنت أشعر من بالشام ؟
ولما خرج التهامي سئل أبو العلاء ، كيف عرفه ؟
فقال : سمعت منه القصيدة سماعاً يدل على أنه صاحبها بخلاف سماعي أياها من غيره.



وإليكم القصيدة مع الشرح :


1/ حُكمُ المَنِيَّة في البَرية جارِمــــا هــــذه الـدنـيــا بــــدارِ  قــــرارِ

البرية : الناس. القرار : الإقائمة الدائمة في مكان معين


2/ بينا يُرى الإنسان فيها مُخْبِراًحتـى يُــرى خـبـراً مــن الأخـبـارِ

المعنى : بينما يرى الإنسان في الدنيا يتحدث عن الماضي والماضين وهو يصنع الحاضر إذ يُرى وقد اندرج في سلك من مضى وأصبح خبراً كتلك الأخبار التي كان يتحدث عنها


3/ طُبعت على كدر وأنت تريدهاصَـفْــواً مـــن الأقـــذاء والأكـــدارِ

القذى : هو ما يقع في العين أو ما يكدر الماء.
المعنى : أن الدنيا لا تصفو مما يشوبها ويعكر صفوها


4/ ومكلِّفُ الأيام ضد طباعهامُتًطـلِّـب فــي الـمـاء جــذوة نـــارِ
5/ وإذا رجوت المستحيل فإنمـاتبنـي الرجـاء عـلـى شفـيـر هــارِ


الشفير : هو حد الشي وحرفه.
هار : بمعنى آيل للسقوط.


6/ فالعيش نوم والمنية يقظةوالـمــرء بينـهـمـا خــيــال ســــارِ

المعنى : أن الناس ينتبهون لحقيقة الدنيا إذا أدركوا حقيقة الموت وتعاملوا معه ، وفي الأثر : " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا".


7/ والنفس عن رضيت بذلك أو أبتمـــنـــقــــادة بـــــأزمـــــة  الأقـــــــــــدارِ

المعنى : يٌشبه النفس بالنَّاقة التي تقاد بالزمام ، طوعاً وكراهية ، ويقول النفس كتلك الناقة أمام الموت بشكل خاص والقدر عموماً


8/ فاقضوا مآربكم عِجالاً إنماأعمـاركـم سـفـرٌ مـــن الأسـفــارِ

المعنى : أقضوا حاجاتكم قبل أن يباغتكم الموت فهو مباغتكم لا محالة ، وهنا يتفق مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : " الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر"


9/ وتراكضوا خيل الشباب وبادرواأن تـــســـتـــرد فـــإنـــهــــن  عــــــــــوارِ

الركض : ضرب الفارس للفرس برجليه في جنبها لتسرع في المسير.
عوارِ : جمع عارية ، وهي أخذ الشي للإستفادة منه على وجوب رده بعد مدة.
المعنى : يلخصه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " خذ من شبابك لهرمك "
فهو يقول عليك أن تستغل فترة الشباب بكل ما تستطيع فالمدة محدودة والوقت يمضي والعمر قصير جداً فبادر بالإستفادة منه قبل أن يسترد منك وهو لابد مسترد.


10/ فالدهر يخدعُ بالمنى ويغص إنهَــنّـــا ويــهـــدم مـــــا بــنـــى  بــبـــوارِ

المعنى : أن ما يتمناه المرء ويأمله لن يراعيه الوقت أو ينتظره فالوقت لايحابي أحداً وأنه أن أسعد شخصاً وهناه فقد ينقلب سريعاً وينغص عليه


11/ ليس الزمان وإن حَرصتَ مسالماًخُــلُــقُ الــزمــان عـــــدواةُ  الأحـــــرارِ

المعنى : أن الأحرار محفوفة طريقهم بالمتاعب والصعاب لأنهم يبحثون عن الحق وعن الخير وهما محفوفان بالأشواك والفتن والإبتلاء


12/ أني وترتُ بصارم ذي رونقٍأعــددتــهُ لـطِــلابــةِ الأوتـــــارِ

وترت : الموتور الذي فقد قريباً ، الصارم : السيف ويعني به ولده ، رونق : المظهر الحسن ، طلابة الأوتار : الأخذ بالثار ممن وتره بقريبه ،
المعنى : إني فقدت ولدي الذي كنت أعده لنوازل الأيام وأحداث الزمان


13/ زَرِدً فأحكم كل موُصِلِ حَلْقَةٍبـحُـبَـابَــةٍ فـــــي مــوضِـــع  الـمـسـمــارِ

زرد : يلبس درعاً من زرد بمعنى الأستعداد للنوازل
المعنى : أن ابنه كان معداً للحياة إعداداً جيداً كالمحارب الذي يلبس دروعاً من الزرد ويحكم وصل حلقاته حتى لا ينفذ إليه سهم من سهام العدو


14/ لو كنت تمنعُ خاض دونك فتيةٌمــــنــــا بــــحــــور عــــوامـــــلٍ  وشــــفـــــارِ

لو كنت تمنع : الخطاب لولده ويقول لو كان أحد يستطيع منع الموت عنك
العوامل : الرماح ، الشفار : السيوف
كناية عن الشجاعة وأنهم يفادون بانفسهم دونه


15/ فَدَحَوا فويق الأرضِ أرْضاً مِنْ دَمٍثــــم انـثـنــوا فـبـنــوا ســمــاء غُــبَـــارِ

دحوا : بسطوا وفرشوا، فيفرشون الارض بالدم كناية عن كثرة القتل ففوق الارض ارضاً من الدم والسماء سماء غبار بفعل بسالتهم ومن ثورة غضبهم


16/ قومٌ إذا لبسوا الدروع حسبتهاسُــحُــبــاً مــــــزرّرةً عـــلــــى  أقـــمــــارِ

مدحٌ لقومه


17/ وترى سيوف الدارعين كأنهاخُـلُــجٌ تُـمَــدُّ بــهــا أكــــفُ بــحــارِ

وهنا يصف السيوف في أيديهم بالخلجان التي تمدها البحار وكأنها أيدي لتلك البحار


18/ لو أشرعوا أيمانهم من طولهاطعنـوا بهـا عَـوْضَ القَـنَـا الخَـطَّـارِ

وهنا يبالغ في التعبير عن طول أيمانهم بأنها تتجاوز طول القنا أي الرماح الخطار بمعنى كثيرة الأهتزاز


19/ شُوسٌ إذا عُدِمُوا الوَغى انتجعوا لهافــــــي كُــــــلِّ أوْبٍ نُــجْــعَــةَ  الأمـــطــــارِ

شوس : جمع أشوس وهو شديد اللهفة للقتال. الوغى : ساحة المعركة أو الحرب
انتجعوا لها : شدوا الرحل اليها . أوب : ناحية
نجعة الأمطار : يقول كما يرتحل الناس لطلب الارض التي أصابتها الأمطار بحثاً عن الماء والكلاء والمثل يقول ( من أجدب أنتجع ) ، فكما تبحث الناس عن الأرض الخصبة إن أجدبوا هم يبحثون عن الحرب والقتال أن عدموه ويطلبونه في مضانه
وإن لم تفرض عليهم فبهم لهفة للقتال بل شي أشبه بالجوعة للحرب.


20/ جَنَبُوا الجياد إلى المطِيِّ ورَاوَحُوابَــيْــنَ الــسُّــروج هــنــاك والأكْـــــوَارِ

جنبوا الجياد الى المطي : أي ضموها معاً فركبوا سروج الخيل تارة وركبوا أكوار الأبل تارة أخرى بمعنى عدم توانيهم في الطلب وعدم كللهم ومللهم.
وراوحو : المراوحة هي أن يراوح المرء بين جنبيه في النوم بمعنى الإنقلاب على الجنب الآخر لإدامه الراحة


21/ فكأنما مَلَئوا عِيَاب دُرُوعِهِمْوغُـمُــودَ أنْـصُـلِـهـم سَــــرَابَ قِــفَــارِ

العياب : جمع عيبه بفتح العين وهي ما يجعل فيه المتاع والثياب كالزنبيل
وغمود : جمع غمد وهو بيت السيف
هنا يحاول التشبيه بين لون الدروع الفضي اللامع ولون السيوف بلون السراب اللامع أيضاً


22/ وكأنما صَنَعُ السّوَابِغ عَزَّهمـاءُ الحـديـدِ فـصـاغَ مــاءَ قَــرَارِ

صنع السوابغ : صانع تلك الدروع الفضية اللامعة
عزه : صعب عليه أو لم يجد الحديد ليصنع الدروع فاستبدله بماء قرار فكأنما صنعت من ذلك الماء الفضي اللامع البعيد وقرار فيها تعبير عن الصلابة وعدم اللين.


23/ فتَدرَّعوا بمتُون ماءٍ جامدٍوتَقَـنّـعـوا بِـحَـبَــابِ مــــاءٍ جــــارِ

فتدرعوا : أولئك القوم لبسوا دروعاً
متون ماء : المتن من كل شي هو ما ظهر منه فمتن الماء سطحه
فهي كسطح ماء جامد بالقوة وهي مثله تماماً باللون واللمعان.
وتقنعوا بحباب ماء جار: القناع لعله شي من تلك الدروع يلبس على الرأس .
أما الحباب فهي الفقاقيع فهو يشبه تلك الأقنعة بلون الفقاقيع بالماء الجار وهو لون غير ذلك اللون الفضي اللامع او انه كاياه ولكن ينقصه اللمعان.


24/ أُسْدٌ ولكن يُؤْثِرُون بِزادِهِموَ الأُسْــدُ لـيـس تَـدِيــنُ بـالإيـثَـارِ

المعنى : أنهم على الشجاعة منقطعة النظير التي يتميزون بها ، هم أيضاً يتميزن بالكرم وعزة النفس فهم يؤثرون على أنفسهم ويقدمون غيرهم على ذواتهم في الزاد وهم لا يدينون بالإيثار أي الشح والأنانية


25/ يَتَزَيَّنُ النادي بِحُسنِ وجوههمكَــتَــزَيُّــنِ الـــهَـــالاتِ بــالأقــمَـــارِ

المعنى : أنهم هم كالأقمار والناس حولهم كالهالات التي تحف الأقمار


26/ يَتَعَطَّفُون على المُجاورِ فيهمبالـمـنْـفِـسَـاتِ تَـعــطُّــف الأَظــــــآرِ

المعنى : أنهم كذلك يتميزون بالرحمة والشفقة على من يلجاء إليهم ويلوذ بهم ويبرونه بالمنفسات أي نفائس ما يملكون وأثمن مالديهم كما تعطف الناقة حين تعطف على غير ولدها وتسمى ظئر وجمعها أظآر


27/ مَنْ كُلِّ مَنّ جَعَلَ الظُّبى أنْصَارَهُوَكـرُمْــنَ فاستَـغْـنَـى عَـــن الأنْــصَــارِ

المعنى : أن قومه هم أولئك الذين جعلوا ( الظبى : جمع ظُبَةَ وهي طرف السيف) السيوف هم الأنصار فلم يعتمدوا على غير سواعدهم ففرضوا ما يردون لما كرمت تلك السيوف وقامت بعملها على الوجه المطلوب وبذا استغنوا عن الأنصار فليسوا بحاجة أحد


28/ والليثُ إن بارَزْتَهُ لم يَعْتَمِدْإلا عــلــى الأنــيــابِ والأظْــفَـــارِ

المعنى : وكذلك الليث لا يعتمد إلا على القوة وقوته هو فقط وقومي كذلك


29/ وإذا هوَ أعتقَلَ القناةَ حَسِبْتَهاصِــــــلاً تَــأبــطــهُ هـــزبـــرٌ  ضـــــــارِ

أعتقل القناة : الرمح حين يجعله الراكب تحت فخذه وجر آخره على الارض وراءه
يشبه الرمح بهذه الحالة بأنه كالثعبان الأسود العظيم إذا وضعه الليث تحت إبطه


30/ زرَدُ الدِّلاصِ مِنَ الطِّعَانِ بِرُمْحِهِمِـثْــلُ الأسَـــاوِر فــــي يــــدِ الإِســــوَارِ


والزرد هو حلق الدرع ، ويَزْرُده زَرْدا خَنقه فهو مَزْرُود والـحَلْق مَزْرُود الزِّرادُ خيط يُخْنَق به البعير لئلا يَدْسَع بِجِرَّته فـيملأَ راكبه زَرِدَ الشيءَ واللقمة بالكسر زَرَداً وزَرَده وازدَرَده زَرْدا ابتلعه
فالمسمى هنا وصف لحلقات الدرع
الدلاص : البراق اللين الأملس.
الإسوار : الفارس من فرسان الفرس كانت عادة اشرافهم أن يلبسوا أساور من ذهب


31/ ويَجُرُ حِينَ يَجُرُ صَعْدَةَ رُمْحِهِفــي الجَحْـفَـلِ المُتَضَـايِـقِ الـجَـرِّارِ

الصعدة : القناة ( الرمح ) الـمستوية تنبت مستوية فلا تـحتاج إِلـى التثقيف وهوالتعديل بالطرق بعد التصلية على النار؛
الجحفل : الجيش العظيم . المتضايق : كناية عن تزاحمه لكثرته . الجرار : أن مسيراً زحفاً لكثرته.
المعنى : انه لا ينثنى رمحه حتى بعد رحى جيش جحفل جرار كناية عن شجاعته وثباته



32/ ما بَيْنَ تُرْبٍ بالدماءِ مُلَبَّدٍزَلِـــقٍ وَنَــقْــعٍ بـالـطِّــرَادِ مُــثَــارِ

ملبد : الشي إذا تراكم فوق بعضه والتصق بغيره التصاقاً شديداً
جاء في لسان العرب ( باب اللام ) : واللُّبَّدَى : القوم يجتمعون، من ذلك. الأَزهري: قال وقرىءَ: كادوا يكونون علـيه لِبَدا ؛ قال: والـمعنى أَن النبـي صلى الله عليه وسلم لـما صلـى الصبح ببطن نـخـلة كاد الـجنُّ لـما سمعوا القرآن وتعجَّبوا منه أَن يسْقُطوا علـيه. وفـي حديث ابن عباس: كادوا يكونون علـيه لِبَداً؛ أَي مـجتمعين بعضهم علـى بعض، واحدتها لِبْدَة ؛ قال: ومعنى لِبَدا يركب بعضُهم بعضاً، وكلُّ شيء أَلصقته بشيء إِلصاقا شديداً، فقد لَبَّدْتَه
النقع : الغبار المستثار في ساحة المعركة
الطراد : تلاحق الفرسان ، وحملهم على بعضهم

المعنى : هذا البيت تتمة لوصف ساحة المعركة التي يسير بها هذا الشجاع وسط ذالك الجحفل الجرار



33/ والهونُ في ظِلِ الهوينى كامنٌوجـلالـة الأخْـطَــارِ فـــي الإخْـطَــارِ

الهون : الذل وهو ضد العز
المعنى : أن الذل في تتبع الهين من الأعمال والبعد عن المشقة والكبد وعدم مقارعة الأخطار
الإخطار : بكسر الهمزة من ( أخطر ) إذا جعل من نفسه كفواً لقرينه فيبارزه ويقاتله
المعنى : أن جلالة المنازل والرتب في ارتكاب الصعاب


34/ تَنْدَى أسِرَّةُ وجههِ ويمينهفـي حـالـة الإعـسـار والإيـسـارِ

الأسرة هي الخطوط في الوجه وعلى الكف وندها كناية عن الإغداق في الكرم
المعنى : أنه طلق المحيا وسخي كريم في بذل اليد وحتى في الخلق والمعاملة وذلك على كل حال عسر أو يسر


35/ ويَمُدُّ نحو المكرُماتِ أنامِلاًلــلــرِّزْقِ فـــــي أثْـنَـائِـهــنَ  مَــجَـــارِ

المعنى : زيادة حرصه على المكرمات ومبادرته بها وإليها بأنامل كأن العطاء يتدفق من خلالها


36/ يَحْوِي المعَالي غَالِباً أو خَالِباًأبــــداً يُــدَانــي دونــهــا ويُـــــدَاري

ذاك مثل يقول : ( إذا لم تغلب فأخلب ) أي إذا أعياك الأمر مغالبة فأطلبه بالخداع والحيلة.
المعنى : أنه لابد محققاً للعلا والمجد بالجد والعمل أو بالدهاء والحيل فهو على حال من أثنتين دائما وابداً فلا كلل ولا ملل هاجسه الدائم أن يدنو من المعالي ويحافظ على القمة التي بلغ.


37/ قد لاح في ليلِ الشبابِ كواكبٌإنْ أُمْــهِــلَـــتْ آلَـــــــتْ إلـــــــى  الإســـفــــارِ

المعنى : أن أبنه مات صغيراً في عمرالكواكب ولو أمهل لتجلى بدراً كاملاً ساطعاً منيراً


38/ يا كوكباً ما كان أَقصرَ عُمْرِهوكـذا تـكـونُ كـواكـبُ الأسـحـارِ
39/ أُثْـنــي عـلـيـه بـإثْــرِه ولـــو انّــــهلــــــم يُـغْـتَــبَــط أثــنــيـــتُ بـــالآثــــارِ

المعنى : ها أنا أثني عليه من بعد رحليه ولو لم يقدر له هذا الرحيل المبكر لا أثنيت على آثاره ومناقبه وخصاله ومجده الذي آمنت به ولكنه خطفه الموت مني خطفاً


40/ وهِلالُ أيامٍ مضى لم يَسْتَدِربَــدْراً ولــم يُمـهَـل لـوقـتِ سِـــرَارِ

السرار : آخر ليلة من الشهر والتي يختفي فيها القمر
المعنى أن الموت خطفه قبل أوآنه وأستعجل عليه جداً


41/ عَجِلَ الخسُوفُ عليه قبلَ أوَانهفَـمــحَــاه فــبـــلَ مَـظِــنَّــةِ  الإبْـــــدَارِ

أي قبل الوقت الذي يظن به وينتظر به الإبدار وهو اكتمال القمر


42/ واسْتُلَّ من أتْرابِه وَلِدَاتِهكالمُقْلَةِ اسْتُلَّتْ مِنَ الأَشْفَـارِ

الأتراب : وهو المماثل في السن ، لداته : اللدة التوائم
اشفار العين : اجفانها
المعنى : أنه انتزع أنتزاعاً وكان إنتزاعه عنيفاً جداً كعينٍ تنتزع من بين الجفون


43/ فـكـأن قلـبـي قـبـرهُ وكـأنــهفِــــي طَــيِّـــه سِـــــرٌ مـــــن  الأسْـــــرَار
44/ إن يُحتقـر صِغَـراً فَــرُبَّ مُفَـخَّـمٍيـبــدُو ضَـئِـيــلَ الـشّـخْــصِ  لـلـنُّـظَّـارِ
45/ إنّ الكواكبَ فـي عُلّـوِ مَحلِّهـالـتُــرى صِـغَــاراً وهـــي غـيــرُ صِــغــارِ
46/ وَلَدُ المُعزَّى بعضٌه فَإذا انْقَضىبَـعْـضُ الفـتـى فالـكـلُ فــي الآثـــارِ

هنا يعبر عن مدى ألمه بفقد فتاه بأعلانه انه يظن أن كل شي انتهى حتى انا فأنا على الاثر


47/ أبكِيه ثم أقولُ مُعتَذراً لهوُفِّـقــتَ حـيــنَ تـركــتَ أَلأَم دَارِ

وهنا يتحول بجزعه ذاك ليصبه على الدنيا فهي اللئيمة وهي دار اللؤم فهنياً لمن فارقها


48/ جَاورتُ أعْدَائي وجاورَ ربَّهُشَـتَّــان بـيــنَ جِـــوَارهِ وَجِـــوَاري

وهنا يعلل جزعه ذاك بحجة قوية وهي أن المفارق للدنيا أنما هو في جوار الله والساكن بها في جوار أعداءه وجوار اللؤم


49/ أشكو بُعَادكَ لي وأنتَ بموضِعٍلــولا الــردى لسَـمِـعْـتَ فـيــه سِـــرَاري

المعنى : أني أشكو من بعدك وانت بمكان من القرب لولا انك ميت لسمعت وانت فيه مناجاتي لنفسي لشدة قرب المكان


50/ والشـرقُ نـحـوَ الـغـربِ أقــربُ شُـقَّـةمـــن بُـعــدِ تِــلــكَ الـخـمـسـةِ الأشْــبَــارِ
51/ هيهات قد عَلِقَتْكَ أشرَاك الردىواعْــتَــاقَ عُــمْـــرَكَ عَــائِـــقُ  الأَعْــمَـــارِ


علق : علق الشي بالشي إذا استمسك به ونشب فيه
اشراك : فخاخ
اعتاق : حال عائق.


52/ ولقد جريتَ كما جَرَيتُ لغايةٍفبلـغْـتَـهَـا وأبــــوكَ فــــي الـمِـضْـمَـارِ
53/ فـإذا نطقـتُ فـأنـتَ أولُ منطـقـيوإذا سـكــتُ فــأنــتَ فــــي إضــمــاري
54/ أُخفِـي مـن البُرحـاءِ نـاراً مثلـمـايُـخـفِـي مـــن الـنــار الــزنــادُ الــــواري
55/ وأُخَفِّـضُ الزَّفَـرَتِ وَهْـيَ صَوَاعـدٌوَأُكَفـكِـفُ العَـبَـرَاتِ وهـــيَ جَـــوَارِ
56/ وشِهَـابُ زَنْـدِ الحُـزْنِ إن طَاوَعتُـهُوَارٍ وإن عَـــاصَـــيْــــتُــــهُ  مُـــــــتَــــــــوارِ

وار : متقد وملتهب . المتواري : المستتر
المعنى : أن التذكر يستثير الشجن ومحاولة السلو والنسيان قد تداوي الجراح وهنا يبين قدرة على كضم حزنه وعلى جلده في التحمل والصبر.


57/ وأكفُّ نِيران الأسى ولرُبّمَاغُـلِـبَ التّصَـبُّـرُ فـارتَـمَـتْ بِـشَــرَارِ

ويستدرك هنا المعنى السابق ويستثني ويقول : ولكن قد يطغى الحزن ويعييني الصبر ويخور الجلد فتتقد النار في قلبي وترميني بالشرر


58/ ثوبُ الرياء يَشِفُ عمّا تَحْتَهُفــإذا التَحَـفـتَ بــهِ فـإنـكَ عَـــارِ

ويثبت هنا أن إصطباره وجلده المزعوم إنما هو تجملاً أمام العيون وأنه واضح لمن يراه أنه مجرد تصنع


59/ قَصُرتْ جُفوني أم تبَاعَدَ بَيْنَهَاأم صُـــــوِّرَتْ عَـيْــنِــي بِـــــلا  أَشْــفَـــارِ

المعنى : أن عينيه لا تغمض لشدة المصاب


60/ جَفَتِ الكَرَى حتى كأن غِرَارهاعِـنْــدَ اغْـتِـمَـاضِ الـعـيـنِ حَـــدُّ غِــــرَارِ

الغرار : هو النوم القليل كما هو حد الحديد من السلاح سهما كان أو رمحاً
وفي رواية ( عند اغتماض العين وخز غرار)


61/ ولو استَزَارَت رَقدةً لرمى بهامـــا بَـيــنَ أجْـفَـانِـي مـــنَ الـتَّـيَّــارِ

يقصد بالتيار الدمع


62/ أُحْيِي ليَالِي التِّمِّ وهي تُمِتُنيوَيُـمِـيــتُــهــن تَـــبَـــلُّـــجُ الأنـــــــــوَارِ

ليالي التم أو التمام بكسر التاء هي أطول ليالي الشتاء


63/ حتى رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَرْفَعُ كََفَّهُبالـضَّـوءِ رَفْــرَفَ خَـيْـمَـةٍ مِـــنْ قَـــارِ

رفرف الخيمة : هو سقف الخيمة أو ما تدلى منها
والقار : معروف وهو الزفت


64/ والصُبحُ قد غَمَرَ النجومَ كأنهسـيــلٌ طـغــى فـطـمـا عـلــى  الأنــــوارِ
65/ وتلهـب الأحشـاءِ شَـيَّـبَ مَفـرِقـيهــذا الـضـيـاءُ شُـــواظُ تـلــك الـنَّــارِ
66/ شابَ القَذَالُ وكُلُّ غُصنٍ صَائـرٌفَـيـنَـانُــهُ الأَحْـــــوَى إلـــــى الإزهـــــارِ

رجل فينان : حسن وطويل الشعر ، والغصن الفينان : هو متدلي الأوراق
والأحوى : هو الأخضر الذي يميل للسواد لشدة خضرته ، وهو كذلك كل خضرة خالطها سواد أو صفرة


67/ والشِّبْهُ مُنجَذِبٌ فَلِم بِيضُ الدُّمىعـــــن بِــيـــضِ مَـفــرِقِــه ذواتُ  نِـــفَـــارِ

الدمية : هي الصورة أو التمثال من العاج ونحوه يكنى به عن المرأة


68/ وتوَدُّ لو جَعَلَتْ سَوادَ قُلُوبِهاوسَـوَادَ أعيُنـهـا خِـضَـاب عِــذَاري

العذاري هو شعر العارضين
المعنى : أن النساء تود لو تلون عوارض الرجل بالسواد ولو بسواد أعينهن أو سويدا قلوبهن المهم أن لا ترى عارضي الرجل الا اسودين


69/ لا تَنفِرُ الظَّبياتُ عنه وقد رأتكيفَ إختـلافُ النَّبْـتِ فـي الأَطْـوَارِ
70/ شَـيْـئَـان يََنْقَـشِـعَـانِ أولَ وَهْــلَــةٍشَــــرْخُ الـشَّـبَــابِ وَخُــلَّــةُ  الأشْـــــرَارِ


شرخ الشباب : حدته ونشاطه وأوله
خلة الاشرار : صحبتهم


71/ لاَ حَبَّذَا الشّيْـبُ الوَفِـيُّ وَحَبَّـذَاظِــــلُّ الـشَّــبَــابِ الـخــائِــنِ  الــغَـــدَّارِ
72/ وَطَرِي من الدُّنْيَا الشّبَابُ وَرَوْقُهُفـإذا انْقَضَـى فقـد انقَـضَـت أوطَــاري
73/ قَصُـرَت مسافتُـهُ ومــا حسنَـاتُـهُعــــــنـــــــدي ولا آلاؤه  بِــــقِــــصَـــــارِ


آلاؤه : حسناته وفضله وإنعامه


74/ نَزدَادُ هَمَّاً كلما ازدَدنا غِنىًوالفَقْرُ كُـلُّ الفَقْـرِ فـي الإكْثَـارِ

المعنى : الفقر الحقيقي هو في كثرة المال لأن كثرته تجلب كثرة الإلتزامات والحقوق ووالواجبات ومع هذا تجيء كثرة الهموم والآلام


75/ ما زادَ فَوقَ الزَّادِ خُلفٌ ضَائِعٌفــــــي حــــــادثٍ أو وارثٍ أو عَــــــارِ

المعنى : كل مال هو فوق الحاجات الضرورية للإنسان فمصيره الضياع أما بيد وارث أو نتيجة حادث أو مستعير لابد من إعانته .


76/ إنـي لأرحَـمُ حَاسِـدِيَّ لِحَـرِّ مــاضَـمَّــت صُــدُورُهُــم مــــن الأوغَــــارِ
77/ نَظَروا صنيع الله بي فعُيُونُهمفــــي جَــنَّــةٍ وقـلُـوبُـهُـم فــــي نــــارِ


المعنى : عيونهم في جنة وهي الجنة التي ينظرون والنعيم الذي أتمتع به ونتيجة ذلك يشعل الحسد النار في قلوبهم


78/ لا ذَنْبَ لي كم رُمتُ كتمَ فَضَائِليفـكــأنــمــا بــرقــعـــتُ وجــــــــه  نــــهــــارِ
79/ وسـتـرتُـهــا بـتـواضُــعــي فـتَـطـلَّـعــتْأعـنــاقُــهــا تَــعْــلُـــو عــــلــــى  الأســــتَــــارِ
80/ ومــــن الــرجــالِ مـعـالــمٌ ومـجَــاهــلٌومــــــــن الــنـــجـــومِ غــــوامِـــــضٌ  ودَرَاري


المعالم : هو الأثر الذي يستدل به على الطريق فقد يكون جبل أو دار أو شجرة وغيره
المجاهل : هي الأرض التي لا معلم بها
الغوامض : المظلمة
الدراري : المضيئة


81/ والناسُ مُشتَبِهُون في إيرَادهِموتَـبَـايـنُ الأقـــوَامِ فـــي الإصــــدَارِ

المعنى : أن الناس كلهم بداية واحدة ومن الصفر فلا أحد يولد علماً أو ماجداً ولكنه يصنع ذالك بنفسه لنفسه ويختلف الناس بقدر ما يبلغون من العلم والمجد وهذا هو التباين في الصدور وقد كان التشابه في البداية والورود


82/ عَمْرِي لقد أوطَأتُهُـم طُـرُقَ العُلـىفـعَـمُــوا ولــــم يَـقـفــوا عــلــى  آثـــــاري
83/ لـو أبصَـروا بِقُلُوبِهِـم لأستَبـصَـرُواوعَـمَـى البَصَـائِـر مِــن عَـمــى الأبـصَــارِ
84/ هلا سَعَوا سَعيَ الكِرَامِ فأدرَكواأو سَـــلَّـــمُـــوا لـــمـــواِقِـــعِ  الأقــــــــــدَارِ
85/ ذَهَبَ التكَرُّمُ والوَفَـاءُ مـن الـورىوتَـــصَـــرَّمَــــا إلا مـــــــــــن  الإشـــــعَــــــارِ
86/ وَفَشَـت خِيَانَـات الثِّقـاتِ وَغَيرهُـمُحـــتـــى اتّـهَـمــنَــا رُويَــــــةَ الأبـــصَــــارِ


المعنى : حتى أصبحنا نكذّب أعيننا ولا نصدق ما تراه لشدة غرابة ما نراه ولشد ما تنكره النفوس


87/ ولربما اعتَضَدَ الحَلِيمُ بِجَاهِلٍلا خَـيْـرَ فـــي يُـمـنَـى بِـغَـيْـر يَـسَــارِ
88/ لله دَرُّ الــنَّــائِــبَـــات  فَـــإنَّـــهـــاصَـــدَأُ الـلِّـئَـامِ وصَـيـقَــلُ الأحْــــرَارِ


الصيقل : الجلاء ، جلاء المعدن ونظافته
المعنى : ان الشدائد والكروب هي التي تظهر معادن الرجال يميز بها اللئام من الأحرار


89/ هل كنتُ إلا زَبرَةً فَطَبَعنَنِيسَـيـفـاً وأطـلــقَ صَـرفـهُـن غِــــراري

الزبرة : القطعة من الحديد كما قال تعالى : ( آتوني زبر الحديد )
الغرار : الحد المرهف من السيف


90/ زَمَنٌ كأمِ الكلبِ تَرأَمُ جَروَهَاوتَـصُـدُّ عــن ولَــدِ الـهِـزَبـرِ الـضَّــاري

إذا رأمت الأنثى ولدها يعني أحبته وعطفت عليه ولزمته


عبدالله بن غنام
ابو عزام

 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..